أسس التقويمالتربوي
أصبح التقويم على حداثته فيمجال التربية والتعليم من الأمور الراسخة
بالنسبة للتربية والعاملين فيها ، وقدأصبحت له أسس ثابتة تجب
مراعاتها عند القيام به ، وأهم هذه الأسس آلاتي :
1 ـ من البدهي أن يتم التقويم في ضوء الأهداف التي وضعتللتعليم منذ
البداية ، ومن هنا فإن القائمين على أمر التقويم يجب أن يتمتقويمهم لما
يريدون تقويمه في ضوء تلك الأهداف ، سواء كان التقويم منصباعلى
أداء المعلم ، أو على المناهج وتطويرها ... إلخ .
2 ـ التقويم في جزء منه عبارة عن عملية تشخيصية يحاولالقائمون بها
أن يبينوا مواطن القوة ، والضعف فيما يقومونه ، وهذه العمليات
التشخيصية تحتاج إلى الدقة ، والموضوعية لأنه على ضوء نتائجها
ستوضع برامجللعلاج والتصحيح .
3 ـ لا تقتصر عملية التقويمالتربوي على المشرفين التربويين فقط ،
ولكن الواقع يؤكد أنها عملية يشترك فيهاجميع من تمسهم قضية التعليم
اشتراكا متعاونا فيما بينهم بدءا بالمسؤولين عنالسياسة التعليمية ،
وانتهاء بالتلميذ ، ومرورا بخبراء المناهج والمشرفينالتربويين
ومديري المدارس وإدارتيها .
4 ـ من أسس التقويم الهامة شمولية عملية التقويم بمعنى أنهإذا أريد
تقويم بعض الكتب المدرسية فإنه يجب أن يكون هذا التقويم مشتملاعلى
مستوى هذه الكتب ، ومدى مناسبتها للطلاب اللذين وضعت لهم ، وكذا
مناسبةما فسها من معلومات وما تحتوي عليه من توجيهات ... إلخ .
5 ـ التقويم عملية مستمرة أي أنها لا تتم دفعة واحدة كماهو الحال في
بعض الامتحانات التي نحكم من خلالها على الطلاب نجاحا أو رسوبا
،وهدف التقويم المستمر هو الحكم على مدى التقدم إلي يحرزه الطلاب
في ضوء برنامجدراسي معين ، ومعرفة مدى ما تحقق من أهداف هذا
البرنامج ، ومدى السرعة التي تمبها .
6 ـ عند تقويم الطلاب ينبغي أن يكون واضحا في أذهانالقائمين على
عملية التقويم أن عنصر الفروق الفردية عنصر جوهري لا بد من
مراعاته ، فليس معنى وجود الطلاب في حجرة دراسية واحدة أنهم
جميعا متساوونفي كل شيء ، فتقويم الطالب يتم في ضوء تقدمه هو لا
في ضوء تقدم زملائه .
7 ـ من المسلمات أن التقويم وعملياته كلها رغم ما قديصاحبها من
اهتمامات لا تتعدى أن يكون وسيلة للكشف عن نواحي النقص ، أو
الضعف بقصد علاجها ، وتلافيها فلا يجب أن يكون هدفا لذاته .
8 ـ ينبغي على القائمين بعملية التقويم أن يتأكدوا منسلامة آلياتهم
المستخدمة فيه ، بحيث تقيس ما وضعت لقياسه ، وأن تبتعد عن
النواحي الذاتية قدر المستطاع فلا يتأثر المعلم عند تقويمه لطلابه
بأحاسيسهالشخصية .
9 ـ أن يترك التقويم أثرا طيبا في نفس الطالب ، وذلك منخلال تعاونه
مع معلمه في عملية التقويم خاصة إذا شعر الطالب أن معلمه يقف منه
موقف المرشد الناصح ، وليس موقد الناقد الباحث عن العيوب ،
والأخطاء .
10 ـ مراعاة تنوع آليات التقويم ، فكلما تنوعت هذه الآليات، أو
الأدوات كلما زادت معلومتنا عن المجال الذي نقومه ، فعند تقويم
الطالبيجب ألا نقتصر على اختبارات المقال فقط ، إذ إن هناك
اختبارات تحصيلية متنوعةمثل اختبار المزاوجة بين الصواب والخطأ
، والاختيار من متعدد ، وتكملة الفراغ .. إلخ .
تقويم الطالب
من الملفت للنظر أن تقويم الطالب في عالمنا العربي لايزال ينظر إليه
على أنه يتم فقط من خلال الامتحانات ، على الرغم من كثرة البحوث،
والكتابات التي أثبتت سلبية الاعتماد على الامتحانات كمصدر واحد
لتقويمالطالب ، وعلى الرغم من الآثار السلبية العديدة التي لوحظت على
هذا الأسلوب ،والتي انعكست بدورها على نوعيات الخريجين أنفسهم
، وبالتالي على المجتمع ذاته . وعندما نتحدث عن تقويم التلميذ ينبغي
أن يفهم في إطاره الصحيح إلا وهو تقويمهفي جميع جوانب نموه ومنها
: الجانب المعرفي أو التحصيل الدراسي . والجانبالانفعالي ،
واكتساب الاتجاهات ، وغرس القيم ، ومعرفة الميول ، والدوافع ،وكل
ما يتعلق بجوانب الشخصية الإنسانية
وهذا ما تسعى إليه التوجهات التربوية الحديثة في وزارة التربية والتعليم