بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعاقب الليل والنهار والفصول الاربعة
والسؤال الذي يطرح نفسه الان اذا سلمنا بان الارض ثابتة ولا تدور
فكيف يتم اذا تعاقب الليل والنهار والفصول الاربعة في ظل اختلاف
النظرية التي كنا نحسب بها تعاقب الليل والنهار واختلاف الفصول الاربعة
فالرد على ذلك :-
1- تعاقب الليل والنهار :-
ويكفينا في ذلك قولان الاول لترجمان القران عبدالله بن عباس حيث قال
(الشمس بمنزلة الساقية تجري بالنهار في
السماء في فلكها فإذا غربت جرت بالليل في فلكها تحت الارض حتى
تطلع من مشرقها قال : وكذلك القمر)
وقول العلامة ابن القيم حيث قال ( ثم تامل الحكمة من طلوع الشمس على العالم كيف قدره العزيز العليم سبحانه فإتها لو كانت في موضع من السماء فتقف فيه ولاتعدوه لما وصل شعلعها إلى كثير من الجهات لأن ظل احد جوانب كرة الارض يحجبها عن الجانب الاخر وكان يكون الليل سرمدا على من لم تطلع عليهم . والنهار سرمدا على من هي طالعة عليهم فيفسد هؤلاء وهؤلاء ، فاقتضت الحكمة الالهية والعناية الربانية أن قدر طلوعها من أول النهار فتشرق على من قابلها من الافق الغربي ثم لاتزال تدور وتغشى جهة بعد جهة حتى تنتهي الى المغرب فتشرق على مااستتر عنها في أول النهار فيختلف عندهم الليل والنهار فتنتظم مصالحهم ) وقد ذكرت ذلك في التعريف باراء علماء السلف.
2 - الفصول الاربعة :-
معتقد اهل الاسلام لتعاقب الفصول الاربعة وذلك بدوران الشمس حول
الارض مع تغير مطالعها ومغاربها كل يوم فتتعامد الأشعة وتميل وبذلك
تحتلف الفصول .
وإذا اردت ان تعلم كيف ان الاشعة بتعامدها ترتفع الحرارة وبميلها تنخفض فانظر في صباح يوم من ايام الصيف في بداية طلع الشمس او ل النهار يبقى الوقت بارد لان اشعة الشمس مائلة منبسطة وماتزال ترتفع الحرارة بحسب تعامد الأشعة فكلما كانت متعامدة كلما ارتفعت حرارتها وكذلك في اخر النهار حيث تميل فتضعف حرارتها كوقت طلوعها.
ومن هنا يتبين ان الشمس في كل وقت وكل فصل لاتتغير حرارتها بذاتها لكن التغير الذي يحدث في الارض بحسب مواقع الشمس من المكان فإذا كانت فوقهع تعامدت اشعتها عليه وارتفعت حرارته وإذا كانت مائلة عنه جهة الجنوب أو الشمال انخفضت الحرارة لميل اشعتها عنه . ( ذلك تقدير العزيز العليم).
والشمس فوق الارض دائما كما تكون فوق رؤوسنا وقت الظهيرة وغروبها المذكور في القران وفي كلام النبي صلى الله عليه وسلم نسبي فتغرب عن جهة وتكون طالعة على جهة اخرى فيكون الليل عندنا نهارا في مناطق اخرى والنهار عندنا ليلا عندهم كما هو معروف عند اهل الوقت والشهور .
واذا كان الحال هكذا وأن برودتها أول النهار واخره نسبية ايضا وذلك لميل أشعتها كما انها وسط النهار ترتفع حرارتها لتعامد الأشعة فمبعرفة هذا ينحل اشكال الفصول الاربعة .
وحيث تبين ارتفاع الحرارة وانخفاضها يوميا وان سببه تعامد الاشعة وميلها فكذلك تتغبر الفصول الاربعة لكن التغير اليومي في الحرارة يحصل بتغير مواضع الشمس من المشرق الى المغرب واما في الفصول الاربعة فيحصل ذلك بتغيير مواضع الشمس من الشمال الى الحنوب وبالعكس لانها ليس مجراها خطا واحدا في السماء لاتعدوه بل كل يوم تطلع من مطلع وتغرب من مغرب .
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى اختلاف مطالع الشمس ومغاربها لتعاقب الفصول الاربعة في سياق تعداد نعمه والائه على عباده فقال تعالى ( رب المشرقين ورب المغربين)
قال ابن كثير رحمة الله مشرقي الصيف والشتا ومغربي الصيف والشتا وقال في الاية الاخرى ( فلا اقسم برب المشارق والمغارب) وذلك باختلاف مطالع اللمشس وتنقلها في كل يوم وبروزها منه الى الناس وقال في الاية الاخرى ( رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا ) وهذا المراد منه جنس المشارق والمغارب. ثم قال ابن كثير رحمه الله ولما كان في اختلاف هذه المشارق والمغارب مصالح للخلق من الجن والانس قال ( فباي الاء ربكما تكذبان). انتهى
وهذا واضح فلو كانت الارض هي التي تدور حول الشمس لتعاقب الفصول التي فيها مصالح الخلق كما يزعمون لما ذكر الله المشارق والمغارب الذي معناه دوران الشمس حول الارض وتغير مطالعها ومغاربها فهذا كله منسوب اليها لاسيما قوله تعالى ( رب المشرقين ورب المغربين) اللذين هما مشرقي الصيف ومغربي الشتا.
فلو كان الامر على تخريف الملاحدة لذكر الله حركة الارض ودورانها حول الشمس لتحصل مصالح الخلق بتغير الفصول. واين اية واحدة تدل على ذلك . انتهى