[frame="9 80"]
الإرشاد مهنة من لامهنة له
لقد حز في نفي أن أسمع أو أقرأ مثل هذه العبارات السامة التي تدمر الأحاسيس النفسية عند من يحب مهنة الإرشاد ،أو قول أحدهم : ( الإرشاد أسمع جعجعة ولا أرى طحنا ) وقول الآخر : ( الإرشاد مثل بيض الصعو يذكر ولا ينشاف ) فالكلمة السامة تفتك بالجسد كما يفتك السم به لأن معنى هذه العبارات واضح وجلي حتى عند العامة أن المرشد وجد في الإرشاد المتعة والراحة ، ولعل هذه العبارات من الدواعي والأسباب التي جعلت كما هائلا من المعلمين يستميتون للدخول إلى عالم الإرشاد كمرشدين بدون علم ولا تدريب مما أساء للإرشاد والمرشدين معا،مما جعل الإرشاد محطة استراحة لمن أراد أن يستريح من عناء التدريس ، هذه الأفكار الهدامة التي تنتشر بين الناس ماهي إلا تعزيز لسلوك سلبي ، فما أن يقرأ المعلم الكسول أويسمع مثل هذه العبارات فإن هذه العبارات ستحفزه إلى الانخراط في عالم الإرشاد لأنه وجد راحته من 24 حصة ، وأنا على يقين أن معظم الذين دخلوا الإرشاد من المعلمين انصدموا لما رأوا أن الإرشاد لاكما يسمعون ، وجدوا أنه عمل مهم بل ومهم جدا يحتاج إلى متابعة الطلاب جميعهم أعني جميع طلاب المدرسة ليس فقط طلاب الفصل الواحد عند المعلم فقط ، ووجد المعلم المرشد أن هناك برامج وقائية ونمائية وعلاجية لابد أن ينفذها على جميع طلاب مدرسته ، وجد أن أنظار جميع من في المدرسة تتجه إليه لمساعدة الطالب ، وكيف تتم هذه المساعدة ؟، ووجد من يسأل مافائدة المرشد في المدرسة إذا لم تتقلص المشكلات السلوكية في المدرسة ؟، ووجد أن عبارة الإرشاد مهنة من لامهنة له عبارة غير صحيحة ، لأنه رأى الإرشاد من المعايشة والواقع ، وأنه مهنة إنسانية عظيمة فوالله ما أحببت مهنة الإرشاد إلا لأني أحب مساعدة الناس والله على ما أقول شهيد، نعم تشتد الحاجة لها هذه الأيام إبان التغيرات التي حصلت في الأسرة والمجتمع ، فالطالب يحتاج إلى من يأخذ بيده ويعينه على مشاق الحياة ، بحاجة إلى من يخفف عنه معاناته من الضغوط النفسية التي تواجهه في الأسرة والمدرسة والمجتمع ، قد يقول أحد المعلمين نحن من يقوم بهذه المهمة ، نحن أعرف من المرشد بأحوال الطلاب فأقول لا وألف لا أنت يا أخي المعلم مشغول- ولا يوجد عندك الوقت الكافي فلديك مايكفيك من دفاتر الطلاب وتصحيحها وإعداد الدروس ،ومهمة الاشراف فلا تستطيع الجلوس مع الطالب والكشف عن معاناته ومتابعته داخل المدرسة وخارجها، كما أنك لست متخصصا في الدراسات النفسية والاجتماعية التي تعنى بدراسة السلوك الإنساني وتعديله و التي تخولك إلى البحث في مشكلات الطلاب ومتابعتها ، فلديك من الأعمال والمهام ما يمنعك من ذلك/ إذا وجود شخص متفرغ مدرب تدريبا جيدا مطلب مهم من متطلبات العمل التربوي في المدرسة ، وفد يقول أحد المعلمين إنني أرى المرشد في مدرستي لايعمل مثلما تحدثت عنه ، فكلامك جميل يا أستاذ إبراهيم ولكن هيهات ، فأقول نعم إذا كان المرشد في مدرستك لايعمل ما توجبه عليه مهنة الإرشاد فهناك غيره في مدارس أخرى يعملون بجد وإخلاص ، وأنا شاهدت بعضا منهم بعيني ، لكن مع ذلك لايمنع من أركز على تدريب من لايعمل لنقص في مهارته الإرشادية وتطويره ولا يعني ذلك أنه إذا كان مرشد مدرستك لايعمل أن يكون غيره أيضا لايعمل فالتعميم ظلم للعاملين من المرشدين كما أنه يوجد في مدارسنا معلمون لايعملون ولايعني ذلك أنه لايوجد معلمون مخلصون يخافون الله ويشعرون بالأمانة الملقاة على عاتقهم فالمرشد مثله مثل غيره من المعلمين المتقاعسين وما أكثرهم 0 والله ولي التوفيق0
[/frame]