ينتشر اعتقاد بين الناس أن للذئب خاصية عجيبه يقهر بها الجن ويفترسه ، وهذا الاعتقاد يتوارثه الأبناء عن الآباء والأجداد ، وقد حمل هذا الاعتقاد بعض الناس على تربية الذئاب واعتبروها هي الملاذ الآمن لهم من كيد الشياطين ، فلم يعد التحصن بكتاب الله أو بما ثبت به التحصن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ملاذهم الآمن ، وأما البعض الآخر فقد آثر أن يحمل في جيبه قطعة من جلد الذئب ليشمها من تلبس به الشيطان الذي لايستطيع مقاومة تلك الرائحة حسب معتقدهم ، وآثر صنف ثالث من الناس تعليق أجزاء من بدن الذئب على هيئة تمائم يستدفعون بها شر الجن .
وقد أردت في هذا الموضوع أن أبحث هذا الاعتقاد من وجهين :
الوجه الأول : خوف الجن من الذئب على اعتبار أنه يأكل الجن :
هذا الاعتقاد لايمكن اثباته لعدم وجود نص من كتاب أو سنة ، ولأنه يتعلق بالجن الذي غيب الله عنا رؤيته ، فلو قلنا مثلا : أن الذئب يأكل الغنم ، فهذه حقيقة يمكن اثباتها فأنت ترى الذئب وترى الغنم ، أما إذا قلنا أن الذئب يأكل الجن فهذا لايمكن اثباته كحقيقة لأنك ترى الذئب ولاترى الجن
فكيف يمكنك أن تثبت أكل الذئب لشيء لايمكنك رؤيته !!!
الوجه الثاني : الحكم الشرعي لإستخدامات الذئب بكافة الوسائل المختلقه لقهر الجن :
تحدث كثير من أهل العلم والفتيا في هذه المسألة ، وإليكم الفتاوى الوارده في هذا الباب بمصادرها :
رقم الفتوى (2912)
موضوع الفتوى حكم وضع جلد الذئب في البيت لطرد الجن
السؤال : ما الحكم في وضع جلد الذئب في البيت لطرد الجن دون الاعتقاد أنه هو السبب الرئيسي في طردهم، بل هو سبب من الأسباب، والقرآن الكريم هو الأساس، ولكن لأن الإنسان قد ينسى أو ينشغل عن أن يشغل سورة البقرة كل ثلاثة أيام؟
الاجابـــة :
لا يجوز ذلك، وليس هذا الجلد سببًا من الأسباب ولا أصل لذلك، لكن ذكر بعض الناس أن الجن يهربون من الذئاب لأن للذئب قوة في إدراكهم وافتراسهم كما يقال والله أعلم، فأما جلده أو نابه أو جزء من لحمه أو رأسه فلا أظن له تأثير في طرد الجن، فعلى هذا لا يجوز وضعه في البيت ولو لم يكن هناك اعتقاد أنه السبب في طردهم، بل على الإنسان أن يكثر من الدعاء وقراءة القرآن فهو الأساس في الحفظ بإذن الله، وكذا الحفاظ على ذكر الله والأعمال الصالحة.