بالقلم نزفت الكلمات المنبثقة بنسائم الحب ,ونثرت حروف المودة فوق مدخل الحنايا, لست ادري من منا
يختار البدايات ومن جدير بوضع النهايات , علاقتي بالقلم رابط عشق لحد الثمالة , فالقلم مصباح دربي وخليل روحي يشعر بعمق أنفاسي ويسمع صدى الصوت المنحدر من أعماقي, يزين مساءاتي ويزخرف
صباحاتي , ويترجم الذبذبات التي تسكن شغاف الروح , ليرسم عناقاً دافئاً نابع من شوق الوجدان الصادق, وطن شامخ يحتويني انتماء وولاء , ينثر ويلملم ويبعثر كياني . لم اجد ذاتي الا منخلا له , ولم اعد اعرف من يكتب الاخر , الشي المؤكد انه بمثابة الروح للجسد , علاقة حميمة أستثنائية المشاعر والاحاسيس.. حضر القلم هذة المره وما اشقى حضوره , ولكنني لا استطيع الابتعاد عنه , فما احلى عذابه وما اجمل بوحه, فهو يفهم صمت هذياني ويحس بهمس نبضاتي , حضر وسديم الألم يصهل في صدري وأنين البعد والغياب يعانق ضفاف الفؤاد , كل ماحولي بحيرة من القلق والارباك , ثورة من الاسى تداهم قلم تكاد تغرق وجودهو تجتث اوصاله , بركان من المشاعر المضطربة أخفيها وسط اعماقي ..
توشحت رداءالصمت القاتل فنثألت أشجان الروح مبحوحة الصوت وانسابت احاسيسي مخنوقة العبرة لتطلق صرخة أسى فوق وجه القرار الصعب"انكمش الذات وانغلق الروح وتحطمت أسوار القلب علىاصداء اوجاع الزمن وطعنات المعاناة وآهات الرحيل المر ومرارة الذكريات..
لماعد احتمل عناوين رحيلي ومضامين فقدي ومآسي واقعي وصرخات تواريخي القديمة والبالية , ضاق أفق تواجدي وتلاشت أسطر الصفحات وانتحرت بقايا الجمل على هياكل الحروف خذلتني تعابيري المعقدة وعجز قلمي , وقفت حائر ومشتت الفكر تشرد القلب نابشاً أنين الآلامو محتضن وجع اخفاقاتة ونازفاً جراح تراجيدية الوجود وعازفاً
آه الحسرة , بات فجربدهليز مظلم ولونت شمس اشراقي بلون الغروب الحزين , انحسرت أمواج بحري رغم اتساع شطآن مراكبي ... اعذروني على قسوة نزفي فالألم يصنع العظماء ويختار الأقوياء .. كلنا نمضي مع دورة الأيام نتوسد انكساراتنا ونتمازج مع احزان محطاتنا وننصهر مع خمرة عذابات قهرنا الموجع .. بالرغم من شدة عنفوان الحروف التي خرجت من عمق الألم ..
فلابد ان نلتمس مخرجاً ينفذ بنا الى فضاء واسع ورحب ونبحث عن شعاع تفاؤلي نقذنا من تعاسة واقعنا ونعيد لون الاشراق الى مسارح الحياة . ونجتاز دوامةالذكريات المؤلمة التي حفرها الزمن داخل ذواتنا ويجب ان نعلم اننا خلال مسيرة البحثس نتفاجئ بخط تكسير الاحلام يقف امامنا وسنصطدم بحاجز تحطيم الأماني الذي يجبرنا علىالتقهقر لنزدد يقين أن واقعنا تعيس وان الحياة صعبة المسالك وقاسية الدروب . واننتأمل اطلال ركام السقوط وحطام الفشل يسحق الذاكرة ويمتهن ابجدية الوجود ويبث في النفس الاحباط واليأس..
اننا نعيش حالة صراع بين الذوات الباحثة عن السعادةالسرمدية و الحالمة بغد وردي مزركش وواقع الحياة الصعب والمحاط بالاف الاختبارات .. انها سراديب ودهاليز قاسية وفظيعة ندخلها مضطرين ونقف على عتباتها مجبرين والخروج منها بدون خسائر معجزة زمن واسطورة مستحيل ..
ارهاصات تواجد تهزمنا باستمراروتستفزنا دائماً تقهرنا مرات واحياناً نقاومها. لا نملك الا اعلان حالة الحرب علىالواقع التعيس ونشعل ثورة الرفض والتمرد على الكائن والسائد , لكي لا نظل صرعى للصعب والمحال وأسرى للمستحيل واللاممكن , فاليوم تاريخ جديد يقترب من النهاية , والامس ماضي وارتحل , والغد مستقبل الاقدار والنهايات .. وبين اليوم والامس والغد يلوح في الافق المنقذ والمخرج الذي نبحث عنه , وقود الأيام واكسير الحياة وترياق التواجد , أهم معاني الوجود انه ((الأمـــــــــل))
الأمل فلسفة حياةيصنع المعجزات يداوي الجراح ويطمس الأوجاع ..
هنا اضع القلم وألملم أوراقي وارحل..........