ذات مساء
كتبت بدايات أنا
وتلاه مزيد من الخطوط
ودوائر لامتناهيه من رعشة قلم
ذاك هو أنا
وانتهى الكلام
بنقطة أو قطرة من حبر
فمازلت أقف عليها
وأتفقدها كل مساء
فهل هذا أنا
تركتها عبقة برائحة العطر
الذي كان بيدي
وقفلت دفتي الكتاب
ورحلت في أحلام ذاك المساء
كفراش يبحث عن ضوء
أو هالك يبحث عن قطرة ماء
توقفت كثير عند بدايات العمر
وهربت قليلا من قساوة العيش
ولمست كثير من الوفاء
من كل من كان حولي
وسكبت عبرتي على حلم مساء
هروب من عناء
ورايتها تبكيني بدمع حارق
وتنثر كثير من الرمال
وتصيح أنت قادم أنت قادم
تركتها خلفي وسكن الليل وهو ساكن
يسير بصمته ليمحو عتمة الظلام
وأنا خلفه أبحث عن قطرة ماء
وإذا بنور السماء يفج
ونثر الندى على أغصان الجفاف
فتحت فمي أستقي
فما نزل إلا شوك به ماء
فلم أدري الشوك أم الماء
فلم يبقى على الأغصان ماء
وإذا بالريح تذرو بوجهي الرمال
وتخط حروف الزمان
وتذكرني أنك إلينا آت
ومازلت هناك بين كل مكان
لأستفيق على كتابي
وأعود إلى ورقتي
ولم يبقى إلا أن أضع نقطة
لتكون خاتمة اللقاء