[align=right]قــصـــة ( متخـيَّــلة ) و أبيات :
تعرف فؤاد من جدة على حصة من الكويت من خلال زمالتهما في أحد المنتديات ، و تبادلا الأحاديث في الماسنجر ثـم في الهاتف ، و قد أخبرته ذات يوم أنها ستزور المملكة و ستقضي بعض الأيام في جدة ، أصبح فؤاد يعُـد الأيام حتى جاء اليوم الموعود و التقى بحصة ، كان فؤاد يدرك أن حصة على قدر كبير من الذكاء و قوة الشخصية ، فقد لاحظ ذلك من خلال محادثات الهاتف ، لكن كما يقولون ليس مَـن سمع كمن رأى ! فعندما تقابلا حدثت بينهما مواقف جعلته يشعر أن بينهما فجوة كبيرة ، و أن الوقت فاته كي يملأ هذه الفجوة . فعندما ذهبا إلى الفندق للعشاء فوجئ بها تتقدمه في المشي ، و بأنها تدرك من أمور الفنادق ما لا يدرك ، و حين جاء العشاء حاول أن يأكل مثلها بالشوكة و السكين ، و لكن اللحمة كانت تأبى أن تطاوعه فعمدت هي إلى مساعدته و صارت تقطّع له ! و بعد أن انتهيا من العشاء قالت له : ( ضع الشوكة و السكين بشكل متعامد حتى يعرف الجرسون أنك انتهيت فيأخذ الأطباق ) ( إتيكيت يعني ) .
و خلال ذلك كانت تأتيها اتصالات تطلب فيها شراء أسهم و بيع أخرى ( ست أعمال يعني ) .
شعر المسكين فؤاد بالحيرة ، فبعد أن كان يتمنى هذا اللقاء ، فإذا به يسبب له مزيدا من الأرق و الحيرة ، فهو غير مرتاح إلى مواصلة الارتباط بامرأة يشعر أنها متفوقة عليه .
القصة توقفت هنا ... فهي من القصص ذوات النهايات المفتوحة ( الكاتب متأثر بالقاص الروسي تشيخوف في النهاية المفتوحة و في بناء القصة من موقف حياتي بسيط ) .. و هذا في نظري أفضل فأريد من كل قارئ للقصة و القصيدة أن يذكر توقعه ، هل تسبب هذه الصدمة ابتعاد فؤاد عن حصة ؟ أم أنه سيتجاوز ذلك الموقف و تستمر علاقتهما ؟؟؟[/align]
.....................
جـاءت و فـؤادي يَـرصُـدُهـا ... هَـيـفـاءُ فَـداهـا حـاسـدُهـا
...
سَـلَـبَـتْـنـي الـحـاضـرَ و الـمـاضـي ... و الـقـادِمَ تَـمـلِـكُـهُ يَـدُهـا
...
وقَـفــتْ قُـدَّامـي تَـقْــرؤنـي ... مـا أحـلَـى الـنـظْـرةَ تُـوقِـدُهـا
...
و ذهـبـنـا نَـعـزِفُ فـي طَـرَبٍ ... لـحْـنَ الأشـواقِ و نُـنْـشِـدُهـا
...
الـبـحـرُ يُـسـامِـرُ ضِـحـكـتَـنـا ... و نَـسـيـمُ الـلـيـلِ يُـردِّدُهـا
...
و علمـتُ بـأنَّ مُـعَـذِّبَــتـي ... فَـرَسٌ يَـتَـمَـنَّــعُ مِـقْـوَدُهـا
...
فـلـقـد أَبْـصَـرْتُ مَـهـابَـتَـهـا ... تَـكـسـو الأجـواءَ شَـواهِـدُهـا
...
فـي الـمَـطـعـمِ صارتْ تَـسـحَـبُـنـي ... شـمـسـاً يَـنـقـادُ عُـطـارِدُهـا
...
و الـشـوكـةُ قِـصَّـتُـهـا أَدْهَـى ... فَـتَـحـتْ أَبـوابـاً أُوصِـدُهـا
...
أَمْـسـكْـتُ الـمِـقْـبَـضَ مُـرتَـبِـكـاً ... و غَـمـزتُ الـلـحـمَـةَ أَنْـشُـدُهـا
...
فَــتَـفِـرُّ كــأُنـثَـى قـد وَجِـلَـتْ ... مِـنْ ذئـبٍ كـانَ يُـراوِدُهــا
...
و أرى فـي الـحـالِ مُـجَـالِـسَـتِـي ... تَـعْـلُـو الـلـحْـمـاتِ سَـواعِـدُهـا
...
و تـقـولُ : ( رُوَيْــدَكَ يا طِـفْـلـي ... فَــيَـمِـيـنـكَ سـوفَ أُسـاعِـدُهـا )
...
آمـنـتُ بِـأنَّـكِ غَـيـمـاتٌ ... و أنـا الـصـحـراءُ تُـطـارِدُهـا
...
و بـأنَّ بِـحـاراً تَـفْـصِـلُـنـا ... و الـرحـلـةُ عَـدَّى مَـوْعِــدُهـا
...
هـذي يـا نـاسُ مُـعاناتي ... يـا لـيـتَ حَـكِـيـمـاً يُـرشِـدُهـا