قال (( ابن الجوزي )) رحمه الله مُحذراً من الذنوب وعواقبها :
(( الحذر الحذر من المعاصي فإنها سيئة العواقب .
والحذر الحذر من الذنوب خصوصاً ذنوب الخلوات فإن المبارزة لله تعالى تُسقط العبد من عينه سبحانه .
ولا ينال لذة المعاصي إلا دائم الغفلة , فأما المؤمن اليقظان فإنه لا يلتذُّ بها لأنه عند التذاذة يقف بإزائه علمه بتحريمها وحذره من عقوبتها فإن قويت معرفته رأى بعين علمه قرب الناهي - وهو الله تعالى - فيتنغّص عيشه في حال التذاذه
فإن غلبهُ سُكر الهوى كان القلب متنغصاً بهذه المراقبات وإن كا الطبعُ في شهوته فما هي إلا لحظة ثم خزي دائم وندم ملازم وبكاء متواصل وأسف على ماكان مع طول الزمان حتى أنه لو تيقن العفو وقف بإزائه حذر العتاب .
فأفً للذنوب !! ما أقبح آثارها !! واسوأ أخبارها !! ولا كانت شهوة لا تنالُ إلا بمقدار قوة الغفلة .