مساء الخير
ما قاله العربان عن الددسن
يقول الشاعر هرش غضبان لما سمع بأن الأعراب كانت تفضل الهايلكس على الددسن : " وش بلا ذا العربان ، كيف يفضلون الشين ويخلون الزين ، ماعرفوا ان الددسن يطلع الطعس حتى لو قيره توماتيك "، ويقول في قصيدة له :
ياددسني بالركادة أرعـب الغـــــــــــــير***** تراك في الزين محـــــد غيرك يـــــوازيـــك
يافرحتي بك لما أمسك القــــــــــــــــير***** وادعس الدعسة واسمع صوت المساحيك
في مشـــــــــــيتك احس اني راكب طير***** محد في الخط يحلم انه يجـــــــــــــــــــاريك
ويقول الشاعر السوداني أبو النورية عبده: "والله العظيم انو مافي احسن من هزا الددسن، ياشيخ مافي احد عاغل(1) بياخد هايلكس، وانا انصح كل واحد ياخد لو ددسن، اسمع هدي الغصيدة اللي بقول فيها:
صار لي ازبوع(2) ماشي في الطريق*****مافي لي ونيس ولا اية رفـــــــــيق
غير هذا الددسن مامنو مســـــــيل(3)*****الله يكافينا بس شر الطـــــــــــــريق
ددسني هذا هو خـــــــــــير الرفــــيق*****ما يشتكي من هم ولا حتى حريق(4)
ددســــــــــــني هذا هو الشي الأصيل*****نصيحتى لك خزه(5) يا صــــــــــديق
معاني الكلمات : (1)عاغل => عاقل. (2) ازبوع => اسبوع. (3)مسيل => مثيل. (4) حريق => يقصد بها الحرارة. (5)خزه=> خذه.
لو ألقينا نظرة عادلة على التاريخ لوجدنا خطأ النظرية التي تقول ان الأعراب كانوا يفضلون الهايلكس على الددسن، ولقد ألقينا نظرة على كتاب خير المكتوب في كل مركوب لإبن شلهوب، فوجدنا أمثلة كثيرة على من اقتنى الددسن في عصر الجاهلية، ومنهم:
1- الحطيئة: وهو شاعر جاهلي معروف من أصحاب المعلقات ، كان دائم الهجاء للهايلكس، وكان لديه ددسن احمر جاب به الصحراء شبرا شبرا. يقول في قصيدة له:
رب يوم مــــــــــــــــــررت على طلل***** لقيت هايلكساً تعلق به الطلل
اتيت بددسن لم يربكه عــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ ـــوج الطريق ولم يوقفه البلل
ويقصد بأنه رأى هايلكسا متعلقا في خرابة ولم يستطع الخروج منها وكأن الخرابة متعلقة في ذلك
الهايلكس ولا تريده ان يخرج، اما هو فقد مر بالددسن ولم يوقفه تعرج الطريق والمطبات التي كانت فيه ولا حتى التربة المببلة بالماء.
2- عنترة بن شداد:
وهو شاعر من أصحاب المعلقات أيضا، وقد اشيع عنه انه كان يملك هايلكساً وهذا من التحريف والتزوير كما يقول مؤلف الكتاب ابن شلهوب، فقد كان عنترة يملك ددسناً بغمارة واحدة وذو دفع رباعي، وكان عجلاته مصنوعة من جلد الفيل الهندي، وجنوطه من الفضة، وقد زين داخله بالعاج و حشا المقاعد بريش النعام وألبسها جلد الغزلان، وكانت قوة محركه ثلاثمائة فارس (وحدة قياس القوة في ذلك الوقت)، وعزم بقوة مائة ثور، كل هذا من أجل محبوبته عبلة، وكان يجوب الطعوس والبراري ويمر على ديار عبلة، إلا أن عبلة لم تكن تحب الددسن بل كانت تفضل السوبرا لهذا تركها عنترة بعد ان كشف انها لا تحب الددسن. ومن شعره:
يادار عبلة بالجواء تكلمي*****وعمي صباحا دار عبلة واسلمي
حييت من طلل تقادم عهده*****لم يحيـــــــيك سوى صوت ددسني
3- امرؤ القيس:
وهو شاعر بطران جداً، وهو محب للسباقات والقومات، كان يملك في السابق (شاصاً) لكنه استبدله بهايلكس ولم يعجبه، حيث انه لم يفز في أي سباق، فنصحوه بالددسن ، فأخذ ددسنا بغمارتين، واستبدل المحرك بمحرك جديد بقوة اربعمائة وسبعة وعشرون فارساً، مع أربعة شواحن،وعزم بقوة مائتي ثور، وقد كان ذلك المحرك من الذهب الخالص ومغير السرعات بثلاث نسب وكان هذا أول مغير للسرعات بثلاث نسب في ذلك الوقت ، صمم خصيصا له وعلى حسابه الخاص ، وقد بلغت السرعة القصوى لهذا الددسن مائة وعشرون فرسخا في الساعة، ولم يستطع أحد هزيمته بهذا الددسن إلى أن أحرقوه لما توفي . ومن شعره:
ألا ايها الشاص اللعين الا انجل*****بهايلكس وماالهايلكس منك بأمثل
وددسن في الأرض أثار غــــبرة*****كجلمود صخر حطه السيل من عل
وقد أغتدي والطير في وكناتـــها*****بددسسن صلب الغمارة منجــــــــل
وقد حدث ان قام بشارة الأحمر –وهو تاجر يستورد الددسن من بلاد المغول – برفع اسعار قطع غيار الددسن الى الضعف، فاستاء الناس وتوجهوا الى الهايلكس الذي كانت قطع غياره ارخص، فقام الشاعر الحطيئة بهجاء بشارة الأحمر بقصيدة من مائة بيت حتى أعاد الأسعار الى سابق عهدها بل أقل و أقام عروضا على الددسن وابتكر نظام التأجير المنتهي بالتمليك، وبعد هذه الأعمال عاد الشعراء ليمدحوا بشارة الأحمر بما فيهم الحطيئة.
تحيـــــــــــــــــــ منقول ــاتي