الحياء يضفي على الإنسان قدرا من الجمال و البهاء و الجلال ، و ليس المقصود بالحياء المبالغة في الخجل ، أو عدم القدرة على المواجهة ، أو التهاون في طلب الحق ،
أو التراجع في مواقف تقتضي الإقدام ..بل هو أن يترك الإنسان سيء الأقوال و الأفعال.
و نحن نقتدي برسول الله صلى الله عليه و سلم ، نسير على دربه ،و نترسم خطاه، فقد كان صلى الله عليه و سلم شديد الحياء ، ولكنه كان لا يستحي من الحق ، بل كان يقود الجيوش و يخوض غمار الحرب، دفاعا عن دين الله، وردا للمعتدين و الظالمين، أي أن الحياء لا يتعارض مع الشجاعة و الإقدام.
و قد سأل أحد الصحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم ،عما إدا كان الحياء من الدين ،فأجاب بقوله: "بل هو الدين كله".
فالحياء يلزم صاحبه بالوقار، و يجبره على السمو و الإحترام ، فيحترم نفسه و يحترم الآخرين ،وهو أيضا يمنع صاحبه من ارتكاب المعاصي ، أو فعل ما لا يليق بأهل الفضل ، وهو صفة يتميز بها المسلم المتمسك بتعاليم دينه ،فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"إن لكل دين خلقا ، و إن خلق الإسلام الحياء" ،و قال صلى الله عليه و سلم :"الحياء من الإيمان ، و الإيمان في الجنة ، و البداء من الجفاء ، و الجفاء في النار"...
أما من ترك الحياء ، فيكفي أن يقرأ قول رسول الله صلى الله عليه و سلم إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى :" إدا لم تستح فاصنع ما شئت "..