مرحبا ...
هل سبق أن مررت بموقف ما شكل لك أزمة أو مشكلة كنت وحدك لا تستطيع حلها ؟؟؟
هل ظهر لك شخص من العدم - أو هكذا كنت تعتقده - و ساهم في حل مشكلتك العويصة !!!
هل ردد الجميل لهذا الشخص أو على الأقل حاولت ذلك ...
حينما كنت في السابعة من عمري كنت طفل فضولي و أحب أن أعرف كل شيء ... ذات يوم خرجت من المدرسة التي تبعد عن المنزل 7 كيلو تقريباً مبكراً قبل الموعد المعتاد بـ ساعة تقريباً و لأنني لم أكن أملك ساعة حينها
لم أعرف أني خرجت مبكراً ... حينما بحثت عن سيارة والدي لم أجدها .. التفت يمينا و شمالاً و لا ارى أحداً ..
و بكل براءة و بكل دلاخة قررت أن أرجع للبيت مشياً على الأقدام و أنا الذي كنت أعتقد أن المنزل قريب و أني
لا أضيع مكانه !!!
مشيت أول ربع ساعة في الطريق الصحيح .. بعدها تهت و لم أعلم أين أنا .. الثقة التي كانت تغمرني حينما ذهبت و التي كنت أعتقد أن أبي و أمي سوف يسرون بأني رجعت إلى البيت لوحدي تحولت إلى خوف و غضب
الابتسامة تحولت إلى عبوس و من ثم إلى دموع ,,, الساعة كانت 11 ظهراً و الشمس الله لا يوريكم ...
بدأت أمشي بين الحواري على وجهي و بدأت أفكر فعلياً أنام هذه الليلة !!!! و كيف سأقضي بقية حياتي
و هل سألتقي بأهلي مجدداً متأثر بأفلام الكرتون ...
بعد التعب الذي لحق بي و العطش الذي أصابني قررت أن أجلس في ظل شجرة عند أحد المنازل ...
حينها شاهدني أحد المارة ... عرف أني تائه فالارهاق واضح عليّ .. الرجل ما قصر أحضر لي ماء و دردش معي بلطف و أشعرني بالأمان ... وصفت له حينا و المحلات القريبة ... عرف من خلالها بيتنا ...
وصلت للبيت بعد أن أحدثت قلق و هلع ... أول شيء فعلته قطعت دفاتري و كتبي و قلت : خلاص ما أبي أدرس!!!
هذا الرجل الذي أوصلني و أحضر لي الماء دائما في بالي على الرغم من مرور 14 سنة على هذا الموقف
أتمنى أن أرد له جميله .. أن أشكره .. لكن اللقاء به مستحيل ..
أكيد أن بعضكم حدث له موقف مشابه ... شخص غريب يقدم لك معروف ثم يختفي .. و هذا المعروف أثر فيك
و تريد أن تشكره و لكن هناك استحالة أن تلتقيه ...
لو كنت في هذا الموقف هل ستبحث عن الشخص وتسأل عنه لترد الجميل له ؟ أم ستنسى الموقف؟ أم سترد الجميل لشخص غريب عليك لاتعرفه تساعده في مشكلته كما ساعدك هو وبذلك ترد الجميل ولو بشكل غير مباشر.
تحياتي لكم