قصه قصيره من كتابي الجديد ( مجرد أحاسيس ) أتمنى أن لا تبخلوا علي بأرائكم النقديه

(أَنَا أُنْثَى)

مخطأ إن ظننتَ يومًا أني سأموت من بعدك، سأبدأ بالحياة خارج نفسي نعم،
فالحياة تبدأ كما قال أينشتاين حينما يعيش الإنسان خارج نفسه، أنا سأعيش
خارجك بكل قواي، قواي التي استلهمتها من صدماتك وطعناتك حتى أوقفتني
على قدماي وجعلتني أقول لمن أحبني سنين: نعم سأتزوج منك وليذهب من
أحببته الى الحجيم .

ببيت، بأسرة، بطفلةٍ ملأت علي حياتي، أتناساك، بحياة مستقرة وغامرة،
وليس بفتيات وسهرات ونزوات مثل ما فعلتً أنت، نسيتك بعقلي بعيداً
عن شهواتٍ أمارسها كي يجن جنوني لأطردكَ من مخياتي.

جميلٌ أن نتذكر الذكريات ونبتسم ، والأجمل هو الفراق في الحب بالرضا
وسمو الحب نفسه، كل الذكريات محوتها أنت ببصماتك الأخيرة، فالنهاية
هي دائماً بداية البدايه، حلفتكَ وقتها ألف مره لا تجعل نهايتنا غير مشرفة للحب،
لا تجعل الحب يتذكرنا ويبصق علينا كيف ما مجدناه، وكيف ما احترمناه لآخر لحظة،
رنت في مسامعي مقولة أمي حين سألتُها يومًا: أتزوجتِ أبي عن حب؟
أجابتني بكل فخر : لا، بل عن ثقه واحترام متبادل، وهما ما وهباني عمرًا
رائعًا مع أبيكِ ، كان دائمًا يرفعني أمام العالم، ويحترمني ويَخْلق مني ملكه
حتى انغرس حبه في قلبي.

ولكن نحن بتنا العكس حب متفقدٌ للحب، حب ولكن دون أي احترام أو تقديس،
أخطأتُ حين سمحتُ يومًا لذاتي أن أرتبط بشخصٍ سب أهلي وسبني عدةَ مرات،
وفي كل مره كانت الإجابة لحظة غضب حبيبتي فأنا أهواكِ، أخطأتُ حين فكرتُ
يوماً أن أحب شخصاً يفتش ورائي بحجة الغيرة ولا يجعل لنفسي سرًّا أحتفظ به،
وكانت الإجابة أنكَ تغارُ عليّ من نسماتِ ذاتي.

كم أكره كل يومٍ هذه الذات حين أتذكر أهانتك لي في الهاتف أمام أهلك؛
لأنني نسيتُ ذات مره ووضعت جهازي صامتًا ولم أخبرك، كم أكره نفسي
حين أتذكر أنني كنت دائمًا أتنازل وأقبل أعذارك بحجة الحب.

كرهت الحب شعرت باختناق رهيب يومًا بعد يوم، شَعرتُ بأن الحب حقًّا وحده لا يكفي،
أحبك بجنون ولكن الجنون يقود غالبًا إلى الجحيم إلى التنازل حتى التخاذل، فقد الحب
هيبته تدريجياً،وفجأة تخيلت لهيبُ حياتي معك بعد سنين.

الحب يزول ونادرًا ما يستمر، الحب إذا ما بجلناه ذاب مع الأيام، مرة بمرة
وصدمة منك بصدمة، حتى أعانني الله على أن أتركك، كلمة ألغيتها كليًّا من
مخيلتي في الماضي، أن أكمل حياتي بدونك، ولكن لا حياة لامرأة دعست على
كرامتها من أجل رجل، سأعود لإنسانيتي، لأنوثتي لمكانتي.. حينها حقًّا بدأت
أقول: أنا سأعيش اليوم بكرامه، أنا سأضع للتنازلِ حدود ، أعلم أن حبي لزوجي
ليس كقدر حبك، ولكن تقديسه لي جعلني أقف له احتراما ألف مرة ،حين شعرتُ
معه أنني أنثى، حين تبكي دموعها أبدا يستحيل أن تُهملُ أو تُنْسى..


(غدًا سَتَأْتِي)

غدًا ستأتي لتبْكيني

تنظرُ في عيني... على أملٍ أن تحيي ما دُمِّر فيني

ستقول: عدتُ لأيامي... عدتُ وعادت معك أحلامي

غرقتُ.. وشط هواك أنجاني

ستقول: أحبكِ يا امرأتي

دعي الماضي... وانسي أهازيجي ونزواتي وانسي هرطقتي

تنظرُ... تنظرُ... كي تشعل شيئًا فيني

كي أبكي... أعود لأحضانك طفلة

ضيعت من دونك أعوامًا وسنينَ

البعدُ غير لون دمائي

وأبدلَ حتى حب شراييني

البعدُ أرسى موجاتي

وقلبَ حتى كل موازيني

لم تعد تلك النظراتِ

تحركُ... ترعشُ شيئًا فيني

لم أعد أشعر إلا بحرقات

إلا بأحزان ترثي ألمي وترثيني

فبعد غيابُك

علمني الجرح أن أنسى من جُرحَ فيني

عذرًا سيدي عذرا

ما عدت الآن

تَعنيني