بسم الله الرحمن الرحيم
الجذور الحرة والنشاط الرياضي
ان كثير من تندي المستوى المفاجئ الذي يحدث لدى الرياضيين او ظهور حالات التعب المفاجئة او الإصابات المرضية المزمنة والخطرة ويعد الرياضيين هم من أكثر وقاية من غيرهم في مثل تلك الإصابات والذي يصعب تفسيرها من قبل المدربين لاسيما إذا كان الرياضيين من ذوي المستويات ذات الانجاز الرقمي او النتائج الجيدة . وسوف نتطرق الى واحد من الموضوعات العلمية المعاصرة في الجانب الرياضي والتي تفسر بعض الذي طرقنا اليه من تساؤلات وهو موضوع ظهور الجذور الحرة إثناء الأداء الجهد البدني وما هي مضادات الأكسدة لإيقاف آثار تلك الجذور في الجسم ...
كما هو معروف يصاحب اداء الجهد البدني عمليات انتاج طاقة ونسبة التغير في سرعة العمليات الايضية يتناسب مع نوع الجهد وشدته والمدة الزمنية له كما يصاحب تلك العمليات الايضية نواتج مختلفة عرضية منها سامة يتم التخلص منها خارج الجسم والقسم الآخر يتم اعادة الى بعض اجهزة الجسم لاعادة صياغته وبنائه واعادته كطاقة ومنها يتم نقله الى اجهزة اخرى في الجسم يستخدم كطاقة بصورة مباشرة .....
ومن تلك النواتج هي " الجذور الحرة " " والتي تعد فصائل تتكون من فقدان او أكتساب ألكترون ناتجا من تفاعلات تحدث في الجسم فيصبح بعد ذلك نشطا وله آثار في غاية الخطورة في قدرته على مهاجمة غشاء الخلية وتمزيقها أي تلف مكوناتها بالكامل او تعطيل وظيفة الخلية بشكل جزئي " . وعليه يعد احد العقبات امام الصحة العامة للرياضيين والتكيف الوظيفي والاستمرار في تحمل المناهج التدريبية ذات الشدة العالية السعة الكبيرة .
ويذكر علماء البايوكمستري والفسيولوجيا ان عمليات توليد الطاقة اثناء الجهد البدني ولاسيما ذات الشدد العالية والاحجام الكبيرة تولد جذورا حره تشبه بتأثيرها ما تخرجه السيارات من عوادم ناتجة عن استهلاك الوقود. وهناك عدد من الانظمة الدفاعية ضد تلك الجذور الحرة منها :
اولا: الدفاعات الانزيمية كانزيم " السوبر أكسيد ديسميوتيز " , " وانزيم الكتاليز" , " وانزيم الكلوتاثيون بيروكسيديز "
ثانيا : دفاعات الحالة الصلبة وهي عبارة عن جزيئات كبيرة الحجم تربط المركبات المسببة للجذور الحرة فتثبط الصورة النشطة لها وأكثر الدفاعات الصلبة هي الصبغة السوداء المعروفة " الميلانين "
ثالثا : مضادات الاكسدة والتي اشهرها عنصر السلينيوم وفيتامين ( E , C )
وان احد الدفاعات التي ستناولها في موضوعنا هو الدفاعات الاملاح العدنية " السلينيوم " " Selehium " الذي اكتشف عام 1817 م والذي كان يعتقد له خاصية سمية فقط . ولكن مع التطور التقني الهائل وسرعة حركة البحث العلمي في هذا المجال وجد ان السلينيوم يعج احد المصادر الرئيسية في الغذاء على الرغم من كميته الضئيلة التي يحتاجها الجسم والتي تصل الى (0.1- 0.3 مايكروكرام ) , وللسلينيوم عدد من الوظائف منها حماية الأغشية البيولوجية من بيرو كسيدات الدهون ولاسيما الكريات الحمراء التي تتعرض للأوكسجين وبالتالي يمنع حصول الانحلال الدموي ومقاومة الأمراض . ويتم تناول السلينيوم عن طريق الغذاء والاستنشاق ويمكن امتصاصه عن طريق الجلد على هيئة محلول ويتم بصورة رئيسية في الامعاء الدقيقة ويحمل بواسطة بروتينات البلازما وتوزيعه الى كافة انحاء الجسم وكلا حسب حاجته ويخزن مندمجا مع بروتينات الكبد والطحال والكلية ويطرح عن طريق الكلى أكثر من ( 50 – 75 % ) في حين القسم الآخر يطرح عن طريق التعرق وهواء الزفير . كما يختلف نسب السلينيوم تبعا الى البيئة والعمر البيولوجي والجنس .والأكثر ما يهمنا من موضوعنا هذا هو كيف ان نوظف هذا الملح المعدني الذي يعد احد مضادات الأكسدة الى تنامي التكيف لدى الرياضيين بدلا من ان احد الأسباب الخطرة بتناسي نسبه اثناء التغذية مسببا تنامي امراض سوء التغذية فضلا الى تناقص في القدرات الوظيفية بما يساهم من توازن في التفاعلات الداخلية ويمنع زيادة الجذور الحرة .
وان ظهور تلك الجذور اثناء ممارسة النشاط الرياضي يكون في اغلب الاحيان من مسارين هما :
المسار الاول : يعد حلقة نقل للأكترونات داخل المايتوكندريا .
المسار الثاني : من خلال التغيير في تدفق الدم والتغذية الاوكسجينية للعضلات الهيكلية الذي ينتج عنه ما يعرف باسم توتر الاكسدة " Oxidative Stress ". وبالتالي ما نلاحظه من احمال بدنية عنيفة وفي جميع الفعاليات والالعاب ومنها الطويلة ذات الشدة القصوى او الاقل من القصوى اذا لم يقابلها نظاما دفاعيا ومنها مضادات الاكسدة والذي يعد السلينيوم واحد من اهم انواعه لذا يؤدي الى تندي الانجاز والاداء وانخفاض المستوى الوظيفي ولا سيما في المناطق الذي يكثر فيها التعرق وفقدان السوائل ولم يتم التعويض بالتغذية للمواد الحاوية على السلسينيوم وبالتالي من الضروري ألتفات العاملين في حقل التدريب على اهمية هذا العنصر ودوره في تأخير ظاهرة التعب وأستمرار الاستغلال الامثل الاوكسجين الواصل الى الخلايا فضلا عن صرف الطاقة الهادف والمنظم بايقاف تلك الجذور الحرة اما تعيق او تتلف تلك الخلايا العاملة .
ومن هنا اردنا ان نوضح بشكل يسير لما يحتاجه هذا الموضوع من عمق في دراسات من قبل الباحثين وطلبة الدراسات العليا لما له دور في الكشف عن الآثار المترتبة للجذور الحرة والى دور النظم الدفاعية لمضادات الاكسدة .
الأستاذ الدكتور
عمار جاسم مسلم
كلية التربية الرياضية – جامعة البصرة
البريد الالكتروني [email protected]
رد مع اقتباس
[/mark]
