أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


خطة لدراسة الآجرومية



أحبتي الكرام: رأيت من دراستي ثم تدريسي للآجرومية لصاحبها محمد بن آجروم (أو آجرام) رحمه الله تعالى خطة رأيت أن العناية بها فيها ضبط (لأهم) أبواب النحو كله, وذلك كما يلي:
النحو كله مكوّن من مقدمة وبابين مهمين وتوابع للبابين.
أما المقدمة ففيها ما لابد للمبتدئ في الفن منه (كتعريف الكلام وأقسام الكلمة الثلاثة: الاسم والفعل والحرف, وما يتميز به كل قسم عن صاحبيه).
ثم تعريف للإعراب وهو –كما عرفه ابن آجروم رحمه الله تعالى-: تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها. ومن هذا التعريف نعرف أن النحو كله بابان أساسيان هما: (باب معرفة علامات الإعراب . وباب العوامل). أما الأول فأخذنا من قوله: تغيير أواخر الكلم , وأما الثاني فمن قوله: لاختلاف العوامل.
وكلا هذين البابين يدخلان على الأسماء والأفعال فقط (بخلاف الحروف).
وتتشعب الأسماء إلى ستة أبواب مهمة: الاسم المفرد, وجمع التكسير, وجمع المؤنث السالم (ما جمع بألف وتاء مزيدتين) وجمع المذكر السالم , والأسماء الخمسة, والأمثلة الخمسة.
وأما الأفعال فثلاثة, ولها تسعة أحوال, ثمانية منها مبنية, والمعرب منها حالة واحدة وهي: الفعل المضارع فقط بشرطه (دون الماضي والأمر), وتحت هذا المضارع بابان: المضارع الذي لم يتصل بآخره شيئ, والمضارع الذي اتصل بآخره شيئ (إما ضمير تثنية أو ضمير جمع أو ضمير المؤنثة المخاطبة). وهو المشهور بالأمثلة الخمسة أو الأفعال الخمسة. فالكلام على هذه الأبواب الثمانية رفعا ونصبا وخفضا (للأسماء الستة فقط) وجزما (للمضارع بقسميه) هو المسمى بباب معرفة علامات الإعراب, وهو من أعظم أبواب النحو وأهمه وأكثره فائدة.

وأما الباب الثاني للنحو هو (باب العوامل) وكما تقدم أن الاسم والفعل هما المعربان فقط وقسمناها إلى ثمانية أبواب, فهذه الثمانية هي التي تدخل عليها العوامل, وتنقسم إلى عوامل رفع (للاسم والفعل) وعوامل نصب (للاسم والفعل) وعوامل خفض (للاسم فقط) وعوامل جزم (للفعل فقط).
وقدم ابن آجروم رحمه الله تعالى عوامل الأفعال فذكر منها تسعة وعشرين عاملا للفعل, عامل واحد للرفع, وعشرة للنصب, وثمانية عشر للجزم.
ثم ثنى بالاسم فذكر عوامل رفع الاسم (سبعة) ثم عوامل نصب الاسم (خمسة عشر) ثم عوامل خفض الاسم (ثلاثة).
فكمل بذلك أن العوامل التي ذكرها أربعة وخمسون عاملا.
وبهذا انتهى الكتاب, رحم الله لؤلفه رحمة واسعة.

وأنبّه أن هذه الخطة –بحمد الله- نافعة لك في جميع كتب النحو وتيسّر لك استحضار الأبواب بسرعة, فمن الغلط البيّن أن طالب النحو إذا سئل: ما الباب الذي تدرسه في النحو ؟ قال : (باب التمييز). طيب, باب التمييز تابع لأي الأبواب؟ هل هو من باب علامات الاعراب, أم من باب العوامل؟
إذا قال: هو من باب العوامل –وأصاب- أقول له: أي العوامل؟ هل هو من عوامل الأسماء أو من عوامل الأفعال؟ قد لا يجاوب.
فقد تكون هذه الخطة خير معينة لطالب النحو (المبتدئ والمتوسط) .
ومن فوائدها (الضبط للكليات) فالنحو كله: إما باب معرفة علامات الاعراب’ أو باب عوامل الكلمة (الاسم والفعل). كما تقدم.

يبقى تنبيهان:
بالنسبة للمنهجية في دراسة النحو عموما فأنا أنصح بحفظ الأجرومية, ودراستها على شيخ متمكن فيه, ثم دراسة كتاب (متممة الأجرومية) للحطاب المالكي رحمه الله 954ه وشرحه (الكواكب) من أنفس الكتب وأكثرها فوائد.
بعد دراسة هذا تدرس كتاب (قواعد الاعراب لابن هشام رحمه الله) وشرح مختصره العلامة عبدالله الفوزان حفظه الله تعالى بشرح نفيس جدا (موجود في المواقع صوتيا ومفرغا).
أما (الألفية) فليست لكلّ أحد, بل هي للمتخصص في هذا الباب, فقط.

الثاني: عليك بالمتون الصغيرة في العلوم حفظا ’ضبطا ’إتقانا ’تعلما ’تعليما ’ ففيها بركة عظيمة, وفائدة كبيرة, وإن كثيرا من طلاب العلم الذين تخرجوا من الجامعات والدراسات لهم بأمسّ الحاجة إلى تلك المتون الصغيرة الحجم, العظيمة النفع, وإن حفظها لأساس متين لك في طلب العلم تبني عليه, والعلم كالبناء فكلما كان الأساس متينا كان ما بني عليه أكيدا.
وفي الختام: فهذا ما عندي, وأرجو ألا تبخلوا علي باقتراحاتكم وإفاداتكم العلمية.
وأسأل الله أن يرزقني وإياكم العلم النافع والعمل الصالح, وأن يجعل أعمالنا وأقوالنا خالصة لوجهه, موجبة لرضوانه, نافعة لعباده, إنه ولي ذلك والقادر عليه.


أخوكم ومحبكم والداعي لكم بظهر الغيب/
محمد بن الشيخ عبدالكريم بن حسن الصوماليّ
13/12/1434ه صباح الجمعة
المدينة النبوية