أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
قاعدة التخلص من التقاء الساكنين
*إذا التقى ساكنان وكان الحرفُ الأولُ حرفًا صحيحا فإنه يكسر ، ونقصد بالصحيح أن يكون الحرفُ الصحيحُ أحدَ أحرفِ الهجاءِ إلا حروفَ العلةِ الثلاثة (الألف والواو والياء) السواكن . نحو (وبشرِ الذين )، (يرسلِ السماء) ، وهذه القاعدة في جميع الحروف عدا أحرف العلة الثلاثة واستثني من ذلك ثلاثةُ أحرف هي :
1 ـ ميم الجمع: فإنها تحرك بالضم على الأصل حيث أن ميم الجمع بعدها واو مدية والتي قرأ بها أصحاب الصلة كقالون بخلفه ومعه صاحباه أبو جعفر وابن كثير فقرءوا ( عليهمو غير ) فهذا على أصل الضم في ميم الجمع لمناسبة الواو بعدها ووقعت الواو قبل ساكن فتم حذف واو الجمع وظلت الميم محركة على أصلها وحذفت الواو رسما ولفظا مثل( هم ُالمفلحون ) (عليهمُ القتال) ، (بهمُ الأسباب) والحذف للتخفيف تخلصا من إلتقاء الساكنين ، وحتى لا يوقف عليها بواو مدية ولكن إذا وقع بعد الميم ألف فإنها تترك للدلالة على التثنية مثل (عليهما ادخلوا) والفتحة على الميم لمناسبة ألف الاثنين ، فالضمير للمفرد على سبيل المثال الهاء في عليه ، والألف في عليهما للمثنى ، والواو في عليهمو للجمع وهذه الواو حذفت من الرسم ودل عليها الميم تبعا لها وذلك لكثرة دورانها في المصحف وحيث وردت بها القراءات المتواترة وذلك لجميع القراء إلا أبا عمرو البصري فإنه يكسر الهاء والميم إذا وقعتا بعد كسر أو ياء مدية (قلوبِهِمِ العجل ، عليهِمِ القتال ) وذلك على أصل القاعدة أن الميم ساكنة وجاء بعدها ساكن والميم حرف صحيح فتخلص من الساكنين بكسر الأول .
2ـ النون الساكنة في حرفِ الجر من: فإنها تحرك بالفتحِ نحو: (منَ الناس) ، (منَ الأرض) والعلة في ذلك لكثرة دورانها في المصحف لذلك وجدنا أن مَن الموصولة فيها النون ساكنة فإذا وقع بعدها حرف ساكن حركت على الأصل مثل ( لمَنِ اشتراه ) ، ( لمَنِ الملك اليوم) 3ـ حرف الميم في قوله تعالى (الم) في أول آل عمران وذلك لأن ما بعدها أي بعد حرف الميم اللام الساكنة بلفظ الجلالة(الله)فهذه الميم الساكنة تحرك بالفتح وذلك لأننا إذا حركناها بالكسر فيجتمع عندنا أربع كسرات كسرة حرف الميم ثم الياء الساكنة فيها وهي عبارة عن كسرتين ثم نكسر ما بعدها الميم الساكنة فبذلك يجتمع عندنا أربع كسرات فيثقل نطقها .
ولنا فيها وصلا وجهان :
الوجه الأول:المد ست حركات على الأصل حيث أنه من حروف كم عسل نقص وهي ممدودة
الثاني:القصر بحيث تمد الياء الساكنة في كلمة ميم بحركتين اثنين وفتح الميم أخذا بالعارض حيث أن المد العارض للسكون امتنع بسبب تحريك الميم بالفتح تخلصا من إلتقاء الساكنين .
*أما إذا التقى ساكنان وكان الحرفُ الأولُ حرفَ علة فإنه يُحذف على شرط أن تكون حركة ما قبل المحذوف تدل على الحرف المحذوف بمعنى أن قبل الألف فتحة نحو (ذاقَا الشجرة) فإننا حذفنا ألف الاثنين في كلمة ذاقَا وصلا ولكنها مثبتة رسما حتى إذا وقفنا عليها أثبتناها فنقول ذاقَا بإثبات الألف، وأن يكون قبل الياء كسر نحو (أفِي الله شك) فإننا حذفنا الياء في كلمة أفي وصلا ولكنها مثبتة رسما حتى إذا وقفنا عليها أثبتناها فنقول أفي بإثبات الياء ، وأن يكون قبل الواو ضم نحو اتقوا الله فإننا حذفنا الواو في كلمة اتقوا وصلا ولكنها مثبتة رسما حتى إذا وقفنا عليها أثبتناها فنقول اتقوا بإثبات الواو ، هذا إذا كان حركة ما قبل المحذوف دالة عليه أما إذا كان حركة ما قبل حرف العلة لا يدلُ عليه فإننا نحرك حرف العلة بالكسر على أننا نعامله معاملة الصحيح نحو لَوِ افتدى به ، فكلمة لَو التي فيها الواوُ ساكنةٌ أصلًا قبلها حرفُ اللام المتحرك بالفتح فبسبب تحرك اللام بالفتح تخلصنا من سكون حرف الواو بالكسر ، وكذلك نحو (أوِانقص) ، (أوِ الحوايا) وهذه القاعدة استثني منها واو الجماعة ، فواو الجماعة ضمير مبني على السكون فإذا جاء بعدها حرف ساكن وقبلها حرف علة محذوف وتحرك الحرف ما قبل المحذوف بالفتح بمعنى أن قبل واو الجماعة حرف متحرك بالفتحة دلالة على المحذوف واتصل هذا الفعل بواو الجماعة فإننا نحرك واو الجماعة بالضم نحو (اشترَوُا الضلالة) ، ونحو و(ءاتَوُا الزكاة) ...... ملحظ هام : تاء التأنيث الساكنة إذا اتصل بها ألف الاثنين تُحرك بالفتح نحو (قالتا ، لفسدتا) و الله تعالى أعلم .