
أيـــام التشــــريق
*****************
ماهيتها ـ سبب تسميتها ـ عدد أيامها.
أيام التشريق أيام أكل وشرب و ذكر لله تعالى ، ولمعرفة ماهيتها و سبب تسميتها ، وعدد أيامها نقول :
أولاً : ماهيتها :
أيام التشريق هي الأيام المعدودات ، التي ذكرها الله في سورة البقرة:203 ، قال تعالى : (واذكروا الله في أيام معدودات …)
قال القرطبي في تفسيره: ولا خلاف بين العلماء أن الأيام المعدودات في هذا الآية هي أيام منى، و هي أيام التشريق([1]).
-وأخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله
(واذكروا الله في أيام معدودات) يعني أيام التشريق([2]).
ثانياً : سبب تسميتها :
- قال الحافظ ابن حجر في الفتح :
(سُميت أيام التشريق لأنهم كانوا يُشرقون فيها لحوم الأضاحي أي يقددونها ويبرزونها للشمس.
وقيل لأن الضحايا لا تُنحر حتى تُشرق الشمس.
وقيل لأن صلاة العيد إنما تَصلى بعد أن تشرق الشمس). إ.هـ([3]).
ثالثاً : عدد أيامها:
اختلف العلماء في عدد أيام التشريق ، فقيل: يوم النحر ويومان بعده، وقيل: أربعة أيام: يوم النحر وثلاثة بعده ـ
روي هذا القول عن ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وعطاء ومجاهد وعكرمة وسعيد بن
جبير والحسن وقتادة والسدّي ومالك بن أنس وغيرهم.،
قال ابن كثير في تفسيره وهو المشهور وعليه دل ظاهر الآية الكريمة حيث قال تعالى
(فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه………)،
فدل على ثلاثة بعد النحر([4]).
فضلها وما يستحب فيها
أولاً : فضلها:
ورد في أيام التشريق وفي بعض أيامها أحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تبين فضلها وأهميتها ومنزلتها بين سائر الأيام منها:
- حديث عبدالله بن قرط رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
»أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القّر...«. رواه أبو داوود([5]).
- قال ابن الأثير يوم القّر هو الغد من يوم النحر وهو حادي عشر ذي الحجة لأن الناس يقّرون فيه بمنى أي يسكنون ويقيمون
([6]).
- وفي حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : »يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام.... «
رواه أبو داوود والترمذي([7])
ثانياً ما يستحب فيها:
يستحب في أيام التشريق الإكثار من ذكر الله عز وجل دليل ذلك قول الله تعالى : (واذكروا الله في أيام معدودات....)[البقرة 203].
وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم » أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل «([8]).
- قال الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله وذكر الله المأمور به في أيام التشريق أنواع متعددة منها:
- ذكر الله عز وجل عقب الصلوات المكتوبات بالتكبير في أدبارها وهو مشروع إلى آخر أيام التشريق عند جمهور العلماء.
- ذكره ( سبحانه ) بالتسمية والتكبير عند ذبح النسك.
- ذكر الله عز وجل على الأكل والشرب.
- ذكره ( تعالى ) بالتكبير عند رمي الجمار في أيام التشريق وهذا يختص بأهل الموسم.
- ذكر الله تعالى المطلق فإنه يستحب الإكثار منه في أيام التشريق..([9])
يتبع