عشر ذو الحجة - الفرصة الأخيرة
ها نحن على مشارف الصفحات الأخيرة من كتاب عامنا الحالي
قد دون في صحائفنا كل شيء
والغريب أن تدوين هذه الصفحات ابدا
لم يكن باقلامنا
والعادة درجت على أن يكتب احدنا مذكراته اليومية بيده
غير أن هذه المدونة لم تخطها اقلامنا
بل خطت باقلام من كلف بتدوينها
نعم باقلام من كلفهم الله بتدوين كل شاردة وواردة وفق
المقياس الرباني للمكلفين
بالتدوين وفق معاييره
فما قد نظنه من افعالنا صالحا قد يدون في تلكم المدونة سيئا
نعم قد نرى انفسنا قد احسنا صنعا ونكون والعياذ بالله من
الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا
وهذا الضلال
سيجعلنا والعياذ بالله من الأخسرين اعمالا .
( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) )
ذلك أن مقاييسهم في التدوين مختلفة
هم مكلفين بالتدوين بحيادية لا يغالبها هوى نفس
فهم ممن لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون .
هم مكلفون بالتدوين بكل أمانة وحيادية
لا يغالبهم هوى في ذلك .
ترى ما نحن فاعلون وما بالصحائف قد دون ولا سبيل لمعرفة ما دون في
تلكم الصحف الا يوم نشرها على رؤوس الخلائق ؟
هل ننتظر معرفة ما فيها الى يوم الحسرة يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ؟
هل ننتظر ذلك اليوم الذي لا يمكننا تغيير ما في هذه الصحائف ام نبادر
بالعودة الى رحاب الرحيم الغفار والانكسار بين يديه ومداومة الاستغفار .
ما مضى من العمر اكيد رحل ولن يعود
ولا نملك سوى ما بقي لنا ان بقي يوم في العمر جديد .
فعامنا قد طوي منه احدعشر شهرا
اجتهد منا فيها الكثير
واضاع العمل في ايامه منا الكثير .
غير أن رحمات الله ومواسم خيراته متجدده
فعامنا قد افتتحناه بصيام عاشوراء
ثم ننهلنا ما شاء الله لنا من خير رمضان واستزدنا من خيره
في عشره الاواخر المباركات
وبقي لنا عشرالعمل فيهن خير من الدنيا وما فيها
العمل فيهن احب الى الله فيما سواهن
( قال ابن عباس: عشر ذي الحجة، وهي التي قال فيها المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من أيامٍ العملُ الصالح
فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر))؛ أخرجه الترمذي وأبو داود وابن ماجه، وصححه الألباني.
انها من عظيم شأنها اقسم بها الله العظيم ولا يقسم العظيم الا بشيءعظيم
فقال عز من قائل سبحانه
![]()
التي اجمع السلف انها العشر ذي الحجة
ولا شك انها عطية من عطايا الرحمن
انها نفحة من نفحات الله واجب التعرض لها
لما فيها من الخير العميم وفضل عشر ذي الحجة عن باقي الايام
انها اشتملت على جميع العبادات مضافا اليها الحج
فلا يفوتنا بركتها وخيرها
فصيام ايامها وتلاوة القرآن فيها والصدقات وان تيسر الحج فيها لمن استطاع اليه سبيلا
هي فرصة لأن نختم عامنا بعمل صالح واجر مضاعف وحسنات تتكاثر
وسيئات تتناثر ورضى الرحيم القادر
فيا من اعطى ومنع وعز وارتفع وخفض ورفع
اعنا يا الله على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اجعلنا لك يا رب شاكرين لك حامدين ولك منيبين واكتبنا
برحمتك في عبادك الصالحين
هذا وصلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير امام المتقين
وقائد الغر المحجلين سيدنا محمد النبي الأمي الأمين وعلى الآل
والصحب الكرام والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
بقلمي Ahmed.s