ماهو فضل صلاة التراويح ؟








أولًا : ـ



صلاة التراويح سنة مستحبة باتفاق العلماء ، وهي من قيام الليل ،

فتشملها أدلة الكتاب والسنة التي وردت بالترغيب في قيام الليل ، وبيان فضله . . ـ



ثانياً : ـ





قيام رمضان من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه في هذا الشهر .

قال الحافظ ابن رجب : "واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه :

جهاد بالنهار على الصيام ، وجهاد بالليل على القيام ، فمن جمع بين هذين الجهادين وُفِّي أجره بغير حساب"



وقد وردت بعض الاحاديث الخاصة بالترغيب في قيام رمضان وبيان فضله ، منها : ـ





ما رواه البخاري (37) ومسلم (759) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَالَ : ( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) .ـ





(مَنْ قَامَ رَمَضَان)



أَيْ قَامَ لَيَالِيَهُ مُصَلِّيًا .





( إِيمَانًا )



أيْ تَصْدِيقًا بِوَعْدِ اللَّهِ بِالثَّوَابِ عَلَيْهِ .



( وَاحْتِسَابًا )



أَيْ طَلَبًا لِلْأَجْرِ لَا لِقَصْدٍ آخَرَ مِنْ رِيَاءٍ أَوْ نَحْوِهِ





( غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبه )



جَزَمَ اِبْنُ الْمُنْذِرِ أنه يَتَنَاوَلُ الصَّغَائِرَ وَالْكَبَائِرَ ،



لكن قال النووي :ـ

الْمَعْرُوف عِنْد الْفُقَهَاء أَنَّ هَذَا مُخْتَصّ بِغُفْرَانِ الصَّغَائِر دُون الْكَبَائِر .



قَالَ بَعْضهمْ : وَيَجُوز أَنْ يُخَفِّف مِنْ الْكَبَائِر مَا لَمْ يُصَادِف صَغِيرَة .





ثالثاً : ـ





ينبغي أن يكون المؤمن حريصاً على الاجتهاد في العبادة في العشر الاواخر من رمضان أكثر من غيرها،

ففي هذه العشر ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها : ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) القدر/3.



وقد ورد في ثواب قيامها قول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) . رواه البخاري

(1768) ومسلم (1268) .

ولهذا ( كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِد فِي الْعَشْر الاوَاخِر مَا لا يَجْتَهِد فِي غَيْرهَا ) . رواه مسلم (1175) . ـ





وروى البخاري (2024) ومسلم (1174) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ـ



كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ .



(دَخَلَ الْعَشْرُ)

أي : الْعَشْر الاوَاخِر مِنْ رَمَضَان



(شَدَّ مِئْزَرَهُ)



قيل هو كناية عن الاجتهاد في العبادة ،

وقيل كناية عن اعتزال النساء ، ويحتمل أنه يشمل المعنيين جميعاً



( وَأَحْيَا لَيْلَهُ )



أيْ سَهِرَهُ فَأَحْيَاهُ بِالطَّاعَةِ ، بالصلاة وغيرها



( وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ )

أي : أَيْقَظَهُمْ لِلصَّلاةِ فِي اللَّيْل



وقال النووي :ـ



فَفِي هَذَا الْحَدِيث : أَنَّهُ يُسْتَحَبّ أَنْ يُزَاد مِنْ الْعِبَادَات فِي الْعَشْر الاوَاخِر مِنْ رَمَضَان ,

وَاسْتِحْبَاب إِحْيَاء لَيَالِيه بِالْعِبَادَاتِ .



رابعاً : ـ





ينبغي الحرص على قيام رمضان في جماعة ، والبقاء مع الامام حتى يتم الصلاة ،

فإنه بذلك يفوز المصلي بثواب قيام ليلة كاملة ، وإن كان لم يقم إلا وقتاً يسيراً من الليل ، والله تعالى ذو الفضل العظيم .



قال النووي رحمه الله :ـ





"اتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى اِسْتِحْبَاب صلاة التَّرَاوِيح ,

وَاخْتَلَفُوا فِي أَنَّ الافْضَل صَلاتهَا مُنْفَرِدًا فِي بَيْته أَمْ فِي جَمَاعَة فِي الْمَسْجِد ؟

فَقَالَ الشَّافِعِيّ وَجُمْهُور أَصْحَابه وَأَبُو حَنِيفَة وَأَحْمَد وَبَعْض الْمَالِكِيَّة وَغَيْرهمْ :

الافْضَل صَلاتهَا جَمَاعَة كَمَا فَعَلَهُ عُمَر بْن الْخَطَّاب وَالصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ ، وَاسْتَمَرَّ عَمَل الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ" .



وروى الترمذي (806) عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ :

قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ ) ـ



وصححه الألباني في صحيح الترمذي .