ألاحظ خلال قراءتي للأشعار و الخواطر ، أن الحبيب حين يغادره حبيبه ينقلب ذلك الحب إلى غضب و نقمة ، و طالما تساءلتُ عن صدق تلك المشاعر التي من السهل أن تنقلب إلى نقيضها بهذه السرعة ! و تساءلتُ كذلك عن سمة المروءة الغائبة في مثل تلك التصرفات !
لماذا لا نعتقد أن لهذا الراحل عذرا ؟ بل لماذا لا نختلق له الأعذار ؟ هل ننسى أن الدنيا و أقدارها تصرّف كثيرا من شؤوننا و تتدخل بقوة في قراراتنا ؟ هل نسينا أن الابتعاد و الاقتراب يظلان حقا شخصيا يجب احترامه و قبوله برحابة صدر ؟
ثــم ما مصير تلك الأيام الجميلة ، و ماذا سيكون مآل تلك الذكريات ؟ لاشك أن الغضب و الحقد سيحرقانها و لن يُـبقيا عليها ، و هذه و الله خسارة كبيرة .
لاشك أنه من الواجب على المحب أن يتمسك بحبيبه ، و لكن إلى حد معين ، بحيث لا يؤدي إلى إزعاج ذاك الحبيب أو إهدار كرامة المحب .
أتمنى أن يقدم كل حبيب لحبيبه الراحل باقة ورد رمزية ، و يرفقها بدعوة صادقة بالتوفيق و راحة البال .