مساءكم حزن :
.
.
.
.
المكان : على قارعــة النسيان ..!!
الزمان : الثانية بعد منتصف الحزن ..!!
.
.
.
هناك على هدير الموج الذاهب في الألم وقف .. ألقى نظرة خاطفة الى ساعة يده ..!!
لم تعد عقاربها تتحرك ... يكفي أن تتحرك ( عقارب الاقارب ) ليتنهد .. ويتنهد .. تأمل البحر وأدار الذاكرة الى الوراء .. هناك حين ألتقى بها في ليلة مخملية الملامح ... ذهبية التألق .. على شاطىء الأسى .. !!
حين توقفت عيناه لترسم في عينيها أرقى لوحات الحب ... وهي ككل فتاة تؤمن أن الحب يفعل أكثر ... أكثر ممانتصور ....!!
البحر لم يعد يتحرك ... يبدو انه يفضل البقاء بجانب هذا العاشق الثمل ... يرغب أن يحادثه .. فهو قد كان ملجأه وبئر اسراره ...!!
أستلقى على ظهره .. وجمع كلتا يديه ليضعهما تحت رأسه المليء بالألم ...!!
تذكر كيف كانت تنتظره هنا حيث الغرام يولد كل مرة .. بمجرد إلتقاء النظرات ..
تذكر كيف كانت تسبقه الى بائع الحلوى وهو يجري ويجري ولايلحق بها ..
تذكر كيف كانت تقذفه بالماء وهو منهمك في أمر ما ...
تذكر صمتها حين تبحر في المجهول ... ليصبح صمتها أشبه بصمت الجبال ....
تذكر كيف كانت ترتدي أجمل الملابس حين تهم بلقاءه ... وحين يزداد الشوق حضارة ...!!
تذكر كيف كانت تناديه ... تهتف له ... تعشق إغاظته ....!! لأنها تحبه وتحبه بصمت ......!!
لكن لايزال يتذكر تفاصيل ذلك اليوم المشؤوم حين دنت منه لتخبره أن هذا أخر لقاء !!
حينها رمى بكل شيء .. سألها : وأحلامنا ... عالمنا ... هذا العشق ... وسنوات الحب .. !! هل تذهب الى الجحيم .....!! وهذه العيون هل أقفلها حتى لاتعشق مجددا ... هل ابكيك أم ابكي منك ... أم أبكي عليك ...!!
ومن يكون هذا الذي سيضع حدا فاصلا لمسلسلنا الجميل ... !!
قالت والحزن يبعثر حروفها : فقط كن بخير .. أما آنا فلي الله ...!!
أستوقفها , بكى علي يديها ... ألح عليها بالسؤال : من يكون هذا الذي سيخطفك مني ....!!
قالت وتفاصيل الحزن وذكريات البراءة ترتسم جرحا جرحا : أنا مريضة .. وغدا سأدخل المستشفى لعمل عملية ربما وربما لاتنجح ..!!
صرخ بأعلى صوته حتى كاد البحر أن يلفظ مابداخله ... وحتى ألتقى المد بالجزر ... !! وحتى تحولت زرقة السماء الى كل الالوان ...!!
أنا ساكون معك .. ساتبرع لك بكل ما أملك ... وما لا أملك ..!!
ودعته .. ودموعها تكتب لحظات الوداع ...
في الصباح هرع الى المستشفى باكرا ... حاملا كل الدعاء لها بالشفاء ....!!
دنى من الاستقبال .. بادر الموظفة بالسؤال عنها ...!!
أشاحت بوجهها جانبا .. شعر أن مكروها قد حدث ....
أعادت النظر أليه وقالت بصوت قاتل :
م
ا
ت
ت
هنا سقط مغشيا عليه ...!!
تمنى أن يخطفه الموت قبلها ... وأنهمرت أحزانه قبل دموعه ..!!
بقي في المستشفى قرابة الشهر ...
وعاااااد الى البحر ... البحر .. كان قد ذهب في الحزن .....!!
ياااااااه كم كان الحزن جميلا ....