أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
عمر المختار
تأليف: الأستاذ محمد الطيب بن إدريس الأشهب.
الطبع: طبع بعناية مكتبة القاهرة على نفقة السيد عبد الله بن عابد السنوسي.
سنة الطبع: 1958م.
هذا الكتاب يرفع حصريا في هذا المنتدى وقد صورته ليعرض لأول مرة على الإنترنت ، وهو يعد أفضل كتاب أرخ لسيرة الشيخ الشهيد عمر المختار، فالكاتب عاصره والتقى به وتحدث معه ، كما نقل سيرته عن رفاقه فكان من أفضل كتب عنه، وقد طبع هذا الكتاب مرة واحدة في سنة 1958م ثم توفي المؤلف في نفس السنة 1958م بالقاهرة حيث كان يعمل مستشارا صحفيا بالسفارة الليبية.
وكنت قد قرأت الكتاب منذ مدة طويلة ووجدت فيه تفسير تلك الصلابة في الجهاد التي كان عليها الشيخ الشهيد عمر المختار وهي نتاج مداومته على قراءة القرآن يوميا، ففي الصفحة 28 من الكتاب يرد أن الشيخ الشهيد كان يختم المصحف الشريف كل سبعة أيام منذ أن قال له الإمام السيد محمد المهدي بن السيد محمد بن علي السنوسي حسب ما رواه هو نفسه لمؤلف الكتاب في سنة 1926م بأوجلة حيث قال: أنه أستأذن من الشيخ محمد بن حسن البسكرى المثول بين يدى السيد الإمام محمد المهدي عندما خيم الركب في موقع بئر السارة فأذن له وكان في نية الشيخ الشهيد عمر المختار أن يجيزه السيد محمد المهدي بقراءة الأوراد السنوسية وهي الأدعية الخاصة بشيوخ السنوسية وقال الشيخ الشهيد أنه دخل على السيد محمد المهدي وقبل يده فتناول السيد محمد المهدي مصحف كان بجانبه وناوله إياه وقال له : هل لك شئ آخر تريده ،ـ فقال له الشيخ الشهيد : يا سيدى أن الكثير من الإخوان يقرأون أوراداً معينة من الأدعية والتضرعات أجزتموهم قراءتها وأنا لا أقرأ إلا الأوراد الخفيفة عقب الصلوات فأطلب منكم أجازتي بما ترون ، فأجابني بقوله : ( يا عمر وردك القرآن ) ، فقال: أنه قبل يده وخرج يحمل الهدية العظيمة ولم يفارقه ذلك المصحف من ذلك اليوم ، وصار مداوما على القراءة فيه يوميا حيث يختم قراءة المصحف كل سبعة أيام.
فهذه القصة تبين أن الشيخ الشهيد عمر المختار كان يستمد قوته الروحية من قراءة القرآن الكريم الذي قوى روحه وصار له القوة والعزم والصلابة في الحق التي بقي عليه حتى استشهد.