طاق طاق طاقية!

إبراهيم عسيري
لا أدري لماذا يتبادر إلى ذهني ذلك الموروث الشعبي الجميل الذي كان يمثل لنا الشيء الكثير في حقبة زمنية معينة، كلما شاهدت لقاء يعاني فيه فريق من آخر بشكل مؤسف!، «طاق طاق طاقية» لعبة يعرفها الجميع تقريباً كانت تعتمد في تلك الأيام على مدى نباهة الشخص وحيويته وسرعته وقدرته على اللحاق بخصمه الذي وضع «الطاقية» خلف ظهره في شكل يحمل نوعا من استغفاله! مما يتطلب منه إنقاذ الموقف واللحاق بخصمه والإمساك به حتى لا يظهر بصورة الساذج أمام الجميع! وربما لذلك أجدها دائما أمامي وأنا أشاهد مباريات لا يجد فيها المنافس حلا لخصمه سوى الاستسلام لحين يحسن من قدراته! ويكون في المرات القادمة أفضل من حيث الحضور الذهني قبل البدني. في لقاء الهلال والفتح استحضرت هذه اللعبة وهذا الموروث الجميل وأنا أتابع لاعبي الفتح الموهوبين الذين تفوقوا على أنفسهم وتجاوزوا كل الضغوط وحققوا فوزا مستحقا على منافسهم الهلال الذي لم يجد طريقة لإيقاف إبداعات الفتح وبدا عليهم الإنهاك والتعب وقلة الحيلة والشرود الذهني في مواجهة حيوية «ايلتون» ورفاقه. الفتح قدم نفسه بعد هذه المباراة كبطل حقيقي واستطاع أن يؤكد تفوقه على الهلال «رايح جاي» بنفس الأسلوب وبنفس الشكل وهذا يدل على أن الهلال لم يتعلم من الدرس الأول جيدا ولم يضع في اعتباره أن كرة القدم تجاوزت مسألة الأفضل والأجدر وباتت تعتمد على تفاصيل دقيقة داخل المستطيل الأخضر، فوز الفتح في مباراته مع الهلال لم يكن مستغرباً ولم يكن مفاجأة خصوصاً أن النموذجي قد سبق وهزم الهلال في أكثر من موضع ولعل آخرها في لقاء الدور الأول وفي الرياض مما يعني أن الهلال عجز عن تقديم نفسه حتى الآن بصورة البطل المقنع على الأقل لجماهيره، وسبق أن تأكد هذا حتى في مباراتهم مع الاتحاد قبل الماضية التي قدم فيها العميد مباراة كبيرة وكان الأكثر استحقاقا لنتيجة اللقاء لولا تدخل الحكم بصافرة لم تنصف العميد! أعود للقاء الفتح والهلال وأقول إن النموذجي قدم درسا بالمجان لجميع الأندية وبالذات الكبيرة أن ما يحدث فيها بشكل عام هو نوع من الهدر المالي غير المبرر وأنه يمكنك أن تقدم فريقا جاهزا للمنافسة بأقل التكاليف بشرط توافر عناصر النجاح من إدارة واعية وجهاز فني مدرك لإمكانات فريقه ولاعبيه، وعناصر تملك الرغبة للعطاء بروح وقتالية، هذه الأمور كلها توافرت في الفتح لذلك لم يظهر أن بينه وبين ما يسمى بالأندية الكبيرة أي فارق بل على العكس حتى هذه اللحظة هو الأفضل والأكثر إقناعا وإمتاعا، ولعل مباراته مع الهلال كانت أكبر دليل على ذلك، ولم يعد يساورني شك بأن الفتح جاهز لحصد لقب الدوري في هذه السنة متى ما واصل لاعبوه أداءهم بهذه الروح وواصلت إدارته توفير مناخ إيجابي لهم وللجهاز الفني وربما سيتضح ذلك جليا في فترة الانتقالات الشتوية التي وإن مرت على الفتح بهدوء وسلام فلا شك أنه سيكون قريبا من تحقيق لقب وإنجاز غير مسبوق لمنطقة الأحساء فقط دعونا ننتظر.

@ وللناس فيما يكتبون مذاهب @