الكل منا لديه أفكار وتصورات ومواقف اكتسبها عبر سنين حياته إما من الآخرين المحيطين به او من المناهج التعليمية او من القراءات الخاصة ... وبذلك أصبحت أفكارنا وتصوراتنا ومواقفنا وكأنها مسلمات لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ... هل سألت نفسك يوما السؤال التالي: هل مالدي من أفكار وتصورات ومواقف والتي أظنها هي الحقيقة المطلقة ربما لا تكون كذلك وقد يكون هناك لدى الآخرين أفكار وتصورات ومواقف أكثر صحة ومصداقية مما لدي؟ بمعنى آخر هل حاولت أن تبحث في الأفكار والتصورات والمواقف المخالفة لما لديك فقد تترسخ قناعاتك بما لديك وربما تكتشف أفكارا وتصورات ومواقف جديدة أكثر منطقية وصحة ومصداقية مما لديك؟
هل حاورت الآخرين الذين يملكون أفكارا أو تصورات أو مواقف تخالف مالديك قبل أن تحكم عليهم أو تتخذ مواقف سلبية منهم وأنت لم تستمع إليهم وتحاورهم أو تقرأ ما لديهم؟ هل يكفي أن نتخذ مواقف وأفكار ومواقف ضد الآخرين دون أن نحاورهم أو نقرأ مالديهم؟
البعض يصعب عليه أن يستمع لآراء الاخرين وافكارهم وتصوراتهم التي تخالف مالديه خوفا من التأثر بتلك الاراء والافكار والتصورات ولكن هذا دليل ضعف وليس دليل قوة، فالقوة في أن تبني آرائك وافكارك وتصوراتك على اساس علمي يقوم على تمحيص كل مالديك من افكار وتصورات واراء ومن ثم الاقتناع بها أما الانقياد وراء السائد والشائع لمجرد شيوع تلك الافكار والتصورات والاراء فهذا ليس دليلا على صحتها ومصداقيتها ومنطقيتها ... المهم ابحث في الافكار والتصورات والاراء المخالفة لما لديك فربما تزيد قناعتك بما لديك وربما تتغير قنعاتك بما لديك ... لا تكن متعصبا واستمع للاخرين أو اقرأ أفكارهم قبل أن تحكم عليهم أو تتخذ مواقف مناهضة لهم ولمنهجهم ... هكذا هو نهج العلماء الذين يبحثون عن الحق ولا يكتفون بما يسمعون أو بما يقال لهم عن الآخرين ... إقرأ مصادر الاخرين وتمعن في آرائهم وأفكارهم وتصوراتهم ولا تعير عقلك لأحد وامنحه الفرصة للبحث عن الحقيقة ولا تسمع لأولئك الذين يريدون محاصرة عقلك وتحذيرك من الاطلاع على مالدى الاخرين وحجر عقلك على مصادر بعينها فقط ... أطلق لعقلك العنان كي يطلع على مالدى الاخرين وحينها ستكتشف منطقية مالديك وصحته او ستكتشف ان مالديك من افكار واراء وتصورات ومواقف ربما بعضها صحيح ومنطقي وبعضها الاخر يحيد عن الحق ولابد من تبديله وتغييره