أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسمِ الله الرّحمن الرّحيم .. أخيّاتي ورفيقاتي الطيّبات المُباركات .. سلامٌ عليكنَّ من اللهِ ورحمةٌ منهُ وبركاته .. وبعد :

فأبعثُ لكلِّ أختٍ ورفيقةٍ عرفتُها أو التقيتُها في هذا الملتقى العظيم الأشمّ ، أبعثُ إليها بأحرِّ تحيّةٍ وأنقى هديّة ، وأهمسُ في أذنها ؛ لأقولَ لها وقلبي ينتشي فرحاً بمعرفتي لها:

" أي أخيّة إنّها وربّي فرصةٌ مباركةٌ طيّبة ، تيكَ التي التقيتُ فيها مع أختٍ خيِّرةٍ نيّرةٍ مثلك!

أختٍ أبت إلّا أن تضع يدي بيدِها لنسيرَ معاً في الطّريق ذاته (طريق طلب العلمِ الشّرعي والدّعوةِ إليه) ذاكَ الطّريق الذي ارتقيناهُ معاً راجينَ منهُ سبحانه أن نتذوّقَ بطيبه طيبَ السُّكنى.
وأيَّةُ سكنى هي!؟ إنّها الظلُّ الظّليل ، والمسكُ الأصيل ، وأنهارُ الخمرِ والسّلسبيل! هُناكَ في جنانِ الخلد! تكونُ السُّكنى!

ما أسعدني وأهنئني وأنا أرى أخيّاتي يَطُفْنَ هنا وهُناك يأتينَ ببدائعِ العلوم! وينهلنَ من هذا العلمِ الرّاسخ! يغرفنَ منه فراتاً لا ينضب معينُه ولا ينقطعُ سلسبيلُه عن العارفينَ بالله!

فإن جاءَ السّؤال من إحدانا عن منهجٍ أو طريقةٍ ؛ تسابقت الأخواتُ ليأتينَها بالجواب ..
وإن سألت عن شريطٍ أو موقعٍ أو كتاب ؛ تسابقت الأخوات ليأتينَها برابطٍ للموقع أو الكتاب!
وإذا سألت عن شيخٍ أو عالم ؛ أتينَها بالتّراجمِ والمعاجم!

إذا تعسر عليها فهمٌ أو أشكلَ عليها سؤال ؛ أتوها بحلٍّ لهذا السّؤال والإشكال!

وإن أتت مستشيرةً مستنيرة ؛ أتتها (الرّسائلُ الخاصّة) من هنا وهُناك ؛ وفي فحواها مشورات فيها من -التّسديدِ والمقاربةِ- ما يطّيبُ البالَ ويُصلحُ الحال!

وكم تمرُّ بإحدانا لحظاتٌ ينتابُها فيها شعورٌ بضعفٍ أو كسل ؛ فتختارُ تصفُّحَ الملتقى! وإذ بحالها ينقلبُ في الحال! وتكادُ حينها أن تقفزَ من على كرسيِّها من شدّةِ الحماسِ والانفعال!

وكم تمرُّ بإحدانا لحظاتٌ ينتابُ فيها -المارَّ بجوارِنا- عجَبٌ واستغراب!

فيجدُنا تارةً في بكاءٍ!
وتارةً في ضحك!
وأخرى في عجبٍ! وأخرى في غضب!

كلُّ ذاكَ بتأثيرِ هذه الأكاديميّةِ العلميّةِ الأصيلة!

إنّها وربّي حظوة!؟
علمٌ وأدبٌ ورأيٌ سديدٌ رشـ ... يدٌ في ملتقىً بتألُّقِه فريد!

فكيف لي بعدَ هذه الفرص أن لا امتلئَ سعادةً وأزدهي فخراً ، بما حباني الإلهُ وآتاني! وذاكَ فضلٌ منَ اللهِ عظيم ..
فكم من أخواتٍ يطمحنَ لبيئةٍ علميّةٍ كهذه ، يطرحنَ فيها ما حبسنَ من علمٍ ، وينشرنَ ما قرأنَ في بطونِ الكتب! يتعطّشنَ للاجتماعِ بطالباتِ علمٍ من خيرةِ النّساء ..

وحقّاً : إنّها نعمةٌ ومنّةٌ عظيمة أن تجدَ (الأخت) -في هذا الزّمان- أخواتٍ تجتمعُ معهنّ روحُها ، في:
( نهجهنّ ، ودلِّهنّ ، وهديهنّ ، وسمتهنّ )!
وما كانَ ذاك-بلا ريب- إلّا للسعي المشترك للاقتداءِ بأطهرِ وأنقى الخلق محمّد بن عبد الله وآله وصحبه صلواتُ ربّي وسلامهُ عليهم ..

قال أبو الدّرداء -رضي الله عنه : "لولا ثلاث ما أحببت العيش يوماً واحداً : الظمأ لله بالهواجر ، والسجود له في جوف الليل ، ومجالسةُ أقوامٍ ينتقونَ أطايبَ الكلامِ كما يُنتقى أطايبُ الثَّمَر"!
قال أبو سليمان الداراني-رحمه الله : "إنّي لأضعُ اللقمةَ في فم أخٍ من إخواني فأجدَ طعمَها في حلقي"!

(فالحمدُ للهِ حمداً كثيراً طيّباً مُباركاً ملئَ السّماءِ والأرض)!

* في آخرِ رسالتي : آمل وعبرَ هذا المنبر من أخيّاتي المباركات، اللائي التقيتُ معهنَّ تحتَ هذا السّقفِ العلميّ أن:

يأتينَنا بكلماتٍ فيها تعبيرٌ عن مكانةِ هذا المُلتقى بالنّسبةِ لهنَّ -كطالباتِ علم- وما أحدثَ وغيَّرَ في سيرهنّ وطريقتهنّ وسلوكهنّ العلميِّ والدّعويّ "
؟