[ALIGN=JUSTIFY]المتحرك 15-5-2003 16:37
خواطر في زمن التفجيرات (تفجيرات الرياض)
" إذا تكلم الجاهل والعالم يسكت تقية فمتى يعرف الناس الحق " (إمام أهل السنة في زمانه : أحمد بن حنبل رحمه الله )
لقد أفتى كل علماء الأمة (في الجهاد الأفغاني الأول) بفرضية - الخروج على - والجهاد ضد الحكومة الشيوعية في أفغانستان ، ثم ضد الإحتلال العسكري السوفييتي لها ، ولم يخالف في ذلك أحد من العلماء المعتبرين ، وكانت حجة هؤلاء العلماء أن الحكومة الأفغانية - آن ذاك - حكومة كافرة ملحدة ، تتبنى الشيوعية مذهباً ، ولذلك لا يجوز لها حكم المسلمين ..
لقد مدَّ هؤلاء العلماءُ المجاهدينَ بالمال والرجال في جهادهم ضد الحكومة الشيوعية المرتدة !! وخطبوا تلك الخطب الرنّانة (المسجلة) ، وكتبوا تلك الكتب والمقالات البليغة ، وأصدروا البيانات تلو البيانات يحرضون شباب الأمة على الجهاد ضد حكومة ارتدت عن دين الله !!
ثم لما ذهب الشباب للجهاد في سبيل الله وأخرج الله على أيديهم الروسَ من بلاد المسلمين ، وعاد هؤلاء الرجال إلى بلادهم فرحين بما آتاهم الله من فضله ، وظنوا أنهم يلاقَون ملاقاة الفاتحين ، فإذا بهم يزجون في غياهب السجون ويُطاردون ويُعذّبون !! وإذا بالفتاوى السلطانية تنطلق من أبواق القصور الشيطانية بنغمات أمريكية تُحذّر الأمة من هؤلاء الخوارج المارقين !!
لماذا كانوا مجاهدين لما حاربوا السوفييت الشيوعيين ، ثم لما أتوا إلى بلادهم أصبحوا من المجرمين !!
لأنهم قالوا : أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب ، وأمريكا كانت في جزيرة العرب ، وأمريكا نصرانية ، فقد اتضح بالدليل القاطع أنهم كانوا يقصدون الأمريكان ، ولا حول ولا قوّة إلا بالله !!
لماذا كان الجهاد ضد الحكومة الأفغانية الموالية للنصارى الروس جهاداً شرعياً !! ألأن هذه الحكومة ارتدّت عن دين الله بموالاتهما لأعداء الله وتمكينهم من بلاد المسلمين (الفتاوى مكتوبة ومُسجّلة على أشرطة سمعية ومرئية ) ..
نحن معكم :
إن مَن والى أعداء الله ، وعادى أولياء الله ، وحكَّم غير شرع الله ، واستباح حرمات المسلمين ، ومكن النصارى في بلاد المسلمين ، ووقف معهم ضد المسلمين ، ومكنهم من قتل المسلمين ، ومنع المسلمين من جهادهم ، وزج من يفكر من المسلمين بقاتلهم في غياهب السجون ، ونشر الكفر والإنحلال في بلاد المسلمين : كافر باتفاق المسلمين من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه من بعده إلى يومنا هذا ، فلا يجوز تمكينه من بلاد المسلمين ويجب خلعه وقتله ردّة !!
ولكن لنا أن نتسائل :
من هو أولى بالقتال: حكومة كافرة تحكم دولة في وسط أسيا وبين الجبال ، أم حكومات تحكم بلاد العرب التي فيها جُلّ ثروات المسلمين النفطية ، وذات والمواقع الإستراتيجية !!
حكومة تحيط بكابل وقندهار ، أم حكومات تحيط بمكة والمدينة وبيت المقدس وتُمكّن لليهود والنصارى من تدنيس مقدسات المسلمين!!
أيهما أولى بالقتال: حكومة تدافع عن الشيوعية ، أم حكومات تدافع عن الصليبية العالمية وعن احتلال اليهود للمسجد الأقصى وتقتل كل من يفكر بالمساس بيهود أو يعكّر صفو تدنيسهم مقدسات المسلمين ، وتُمكّن للنصارى من محاصرة الحرمين الشريفين في الحجاز !!
حكومة موالية لعدو واحد من أعداء المسلمين ، أم حكومات موالية لجميع أعداء المسلمين !!
لما كان العدو الإتحاد السوفييتي كانت الفتاوى لا لبس فيها ولا غموض : دولة نصرانية (الروس : نصارى أرثوذكس) كافرة احتلت دولة إسلامية تحكمها حكومة كافرة فتعيّن على المسلمين استنقاذ هذه الدولة من العدو الكافر .. هكذا أفتى كل العلماء وبكل صراحة ووضوح ، فتاوى لا لبس فيها ولا ترقيع ولا تورية ، فتاوى صريحة إلى أبعد الحدود : "فرض عين على الشعب الأفغاني المسلم في أفغانستان وسائر بلاد الإسلام استنقاذ أرض أفغانستان المسلمة من أيدي الحكومة المرتدة والروس الكفرة" (الفتاوى مكتوبة ومُسجّلة على أشرطة سمعية ومرئية ) ..!!
هذه الفتوى حق باتفاق العلماء ، وهي شرعية لا لبس فيها ، بل هي من آكد الفتاوى الشرعية ، يعرف ذلك من له أدنى علم بفقه الجهاد والسياسة الشرعية ..
لقد أعلن السوفييت وقتها أنهم دخلوا أفغانستان بطلب من الحكومة الأفغانية الشرعية لحمايتها ونشر الأمن والنظام في ربوع أفغانستان ، ولكن هذا الأمر لم يكن مقبولاً عند علماء المسلمين ، الكل أفتى بوجوب قتال العدو الصائل ، ولم تنطلي عليهم تصريحات النصارى الروس ..
أما الآن وقد أصبح الصائل "أمريكا" ، تغريت الفتاوى وأصبحت أكثر تحفظاً وغموضاً !! الصورة هي هي : دولة نصرانية إحتلّت قطر إسلامي يحكمه حكومة كافرة ..
لماذا تغيرت الفتاوى فجأة وأصبحت أمريكا - عدوة الإسلام اللدودة وحامية حمى اليهود - مصدّقة في دعواها بتحرير العراق من طاغية البعثيين !!
لماذا سكت العلماء عن حكم غزو دولة نصرانية لدولة مسلمة !!
لأنها أمريكا !!
لقد صدق "أبو عبد الله" – حفظه الله - : إنها "هُبل العصر" ، لا يَجرؤ هؤلاء أن يُعلنوا الجهاد ضد أمريكا لأنها أمريكا التي يواليها حكامهم .. لم يكن هؤلاء الحكام يوالون السوفييت ، بل كانت أمريكا تعادي السوفييت فكان لزاماً على الحكومات استصدار الفتاوى الحقيقية التي تبين الأحكام الشرعية الصادقة ، أما وقد أصبحت أمريكا مكان السوفييت فلا يمكن إصدار نفس الفتاوى وبنفس الصدق والوضوح ..
لأن العدو الصائل أمريكا فلا بد من إيجاد الأعذار والمخارج الشرعية وليّ النصوص لتوافق هوى أمريكا ، ولتوافق مصالح أمريكا .. ومن لا يريد بيع دينه بدنيا أمريكا فليلزم الصمت ..
لأنها أمريكا !!
لقد أتت أمريكا لتحرير الشعب العراقي والأمة الإسلامية من الكافر صدام !! لقد أتت أمريكا لحماية الكويت ودول الخليج من الكافر صدام !! لقد أتت أمريكا لإعادة إعمار العراق ، بعد أن دمرتها في حربها ضد الكافر صدام !! لقد أتت أمريكا لتخلص الناس من أسلحة الدمار الشامل التي يملكها الكافر صدام !! لقد أتت أمريكا لتنشر الأمن والأمان في المنطقة والعالم بعد الإطاحة بالكافر صدام !! لقد أتت أمريكا لتُحرر المواطن العراقي من حياة البؤس التي عاشها في عهد البعثي الكافر صدام !!
أمريكا لا ترضى أن يحكم حاكماً كافراً دولة مسلمة !!
لهذا كله لا يجوز قتال النصارى أو الدفاع عن أراضي المسلمين التي يريد احتلالها الأمريكان ، لأن أمريكا أتت لنجدتنا ولم تأتي لاحتلال بلادنا .. هكذا يصيغ حكامنا وإعلامنا الواقع لنا !! ألم يقولوا من قبل بأن أمريكا سوف تخرج من الجزيرة في غضون أشهر بعد تحرير الكويت !! احتلت أمريكا الكويت وجزيرة العرب وبقيت فيها إلى الآن ، بل بنت القواعد الكبيرة الثابتة في سائر أرجاء جزيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم !!
لقد كانت الحرب في أفغانستان بعيدة عنا ، فلا ينالنا من القنابل والرصاص شيء ، وطالما أن الذين يُقتلون ليسوا أبنائنا ، والبيوت التي تُهدم ليست بيوتنا فالجهاد واجب شرعي على أهل أفغانستان باتفاق العلماء !! والخروج على الحاكم الأفغاني الكافر واجب لا يسع المسلمون تركه باتفاق العلماء !! وكذلك قتل الموالين للروس في الشيشان جائز بإتفاق العلماء !! وتفجير مبانيهم وثكناتهم جائز بإتفاق العلماء !!
ولما كانت الأهداف قرب بيوتنا وأبنائنا وأموالنا سكتنا حفاظاً على دُنيانا !! فلا يجوز المساس بأمن أوطاننا ، ولا إشعال فتيل الحرب في ديارنا الآمنة !! ولا يجوز إعطاء العدو الفرصة للتدخل في شؤوننا !! وكأن العدو ينتظر منا عملاً ليتدخل في شؤوننا ويُعلن الحرب علينا ، والله يقول : "ولا يزالون يُقاتلونكم" ، لكن أنا للعقلانيون (أهل الأهواء) أن يفهموا كلام الله !!
كان ضرب كابل من قِبل المجاهدين بالصواريخ أمر مباح وشرعي بل هو من أفضل الأعمال ، وكان ضرب قندهار وخوست وجلال آباد بالمدفعية والصواريخ جهاد في سبيل الله ليس عليه غبار .. وكان اغتيال رؤوس الشيوعية من بني الأفغان في الولايات الأفغانية قربة إلى الله !!
لماذا ؟
لأنهم كانوا يوالون الروس أعداء الله !! لكن الذين يوالون أمريكا – أكبر عدو للإسلام والمسلمين – أولياء الله ثم أولياء أمور المسلمين لا يسع المسلمون الخروج عليهم أو إيذائهم لأنهم معصوموا المال والدم !!
لماذا ؟
لأنهم مع أمريكا !!
لقد أصبح هؤلاء كالقساوسة مع سلاطين الرومان : ففي الحرب ضد الروس كانوا يوزعون صكوك غفران ، وفي الحرب ضد أمريكا يوزّعون صكوك حرمان !!
العراق مهد الخلافة العباسية .. دولة إسلامية إلتهمتها أمريكا بكاملها وقتلت من نساء المسلمين وأطفالهم بالآلاف ، وشردت المسلمين وهدمت بيوتهم فوق رؤوسهم ومع ذلك لم يصدر بيان واحد من اللجان الرسمية "الشرعية" يقول بأن أمريكا دولة إرهابية !! ولما قتل المسلمون بعض الأمريكان قالوا : هذا إفساد في الأرض ، هذا قتل لأهل العهد والأمان ، هذا سفك للدماء المحرّمة في التوراة والإنجيل والقرآن !!
سكتوا عن الجهاد المتعين في العراق وتكلموا عن حرمة قتل العدو النصراني الصائل !!
لماذا ؟
لأن المقتول أمريكي !!
ولو أن الضحايا كانوا من المسلمين فقط ، لربما لم يصدر بيان !!
أقول لمن لا يعرف القواعد الفقهية : إليكم هذه القاعدة العظيمة التي يطبقها علماء السلطان في هذا الزمان : "الحكم يدور مع علّته وجوداً وعدماً " .. فإن كان غير الأمريكا كان الجهاد من فروض الأعيان ، وإن كانوا أمريكان كان جهادهم من أعظم الخسران ..
اللهم إني أبرأ إليك من الفتاوى المجازية ، والفتاوى الأمريكية ، والفتاوى الرسمية التي تُبيح دماء وأعراض المسلمين لأمريكا ، وتحرّم دماء الكفار المعتدين على أهل الإسلام ..
اللهم إني أقر بأن الدفاع عن أرض فتحها صحابة نبيك فرض عين على المسلمين في العراق ، فإن لم يستطيعوا رد العدوان الصليبي فهو فرض عين على مسلمي تركيا وإيران وسوريا والأردن وجزيرة العرب ، فإن لم يستطيعوا رد العدوان فإنه فرض عين على من يليهم ثم من يليهم إلى أن يعم الفرض المسلمين في الأرض جميعاً ، فرض لا يسعهم تركه كالصلاة والزكاة ..
اللهم إني أعتقد بأنه يجب على أهل الجزيرة الجهاد ضد العدو الأمريكي الصائل حتى يخرج آخر جندي نصراني نجس من جزيرة العرب ومن سائر بلاد المسلمين ..
اللهم إني أبرأ إليك من قوانينهم الدولية .. اللهم إني أبرأ إليك من مجلس أمنهم الكفري .. اللهم لا شرعية إلا ما شرعته في كتابك وعلى لسان نبيك .. ولا عهد إلّا ما لمن أقررته في كتابك وعلى لسان نبيّك ..
اللهم إني أُشهدك بأني أعتقد أن كل أمريكي ذكر بالغ كافر هو حربي حلال المال والدم ، ولا فرق بين عسكري وما يسمّى بمدني ، يجوز قتلهم وسلبهم وسبي نسائهم وذراريهم ، وهم صائلون على بلاد المسلمين فجهادهم فرض عين ، ولو لم يصولوا على بلاد المسلمين فجهادهم فرض كفاية لا يجوز تركه ويجوز قتلهم وسلبهم وسبي نسائهم وذراريهم لأن الدعوة بلغتهم فلم يؤمنوا بك ولا بنبيك محمد عليه الصلاة والسلام ..
اللهم إن كان الذين نفذوا التفجيرات في جزيرة العرب من أوليائك فإنني لم أحزن إلا لأن الذين قُتلوا من الأمريكان تسعة فقط !! اللهم احصي النصارى الأمريكان ومن والاهم عدداً ، واقتلهم بدداً ، ولا تُغادر منهم أحداً ..
اللهم تقبل قتلى المسلمين في الشهداء ..
اللهم أقم علم الجهاد في الأمة ..
اللهم ثبّت المجاهدين وانصرهم على الكفار والمنافقين ..
اللهم لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهّاب
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه حسين بن محمود 14 ربيع الأول 1424 هـ
منقول من منتدى الإصلاح
[/ALIGN]