الحضور ينتقدون عدم تجاوب المثقفين مع دعوة نادي مكة الأدبي ملتقى “ثقافة الطفل” : الأدب العربي مقصّر في قضايا الطفولة
الخميس, 16 أبريل 2010
محمد رابع سليمان - مكة-جريدة المدينة
طالبت ندوة علمية مفتوحة ضمن فعاليات الملتقى الثقافي الثاني لنادي مكة الأدبي أمس، والذي يقام بعنوان «ثقافة الطفل الهوية ومتغيرات العصر»، بتعزيز ثقافة الحوار والتعايش والتعاون مع الآخرين بين الأطفال، وتربيتهم على الشورى وتنمية وغرس قيم التسامح فى نفوسهم، وتقبّل وجهات نظر الآخرين، وطاعة قرارات الأغلبية، وغيرها من القيم والمهارات التى لابد أن يكتسبها الطفل لكي يستطيع التفاعل مع الآخرين في الأسرة والمدرسة والمجتمع.
وشهدت فعاليات الملتقى أمس أربع جلسات صباحية ومسائية تناولت مواضيع مهمة تتعلق بأدب الطفل، واتهمت إحدى ندوات الملتقى الأدب العربي بالقصور فى تناول شعر الأطفال وأن أدبنا العربي محروم من شعر الأطفال وشعراؤنا مازالو يخجلون من وضع بسمة الملائكة على شفتي الطفل.
وقد شهدت الجلسات حضور رئيس نادي مكة الأدبي الدكتور سهيل حسن قاضى وعدد قليل جداً من المثقفين، واضطرت اللجنة المنظمة إلى نقل الجلسات لقاعة صغيرة نظراً لضعف الحضور من المثقفين، وكأن الأمر ليس له علاقة بالثقافة والأدب، وقد انتقد الحضور عدم تجاوب المثقفين مع دعوة نادي مكة الأدبي فى حضور جلسات الملتقى الثقافي الثاني.
وطُرحت أمس عدة بحوث ودراسات متعلقة بأدب الطفل، وقال الباحث محمد عباس عرابي الذي طرح ورقة بعنوان “دور الأسرة المدرسية فى تنمية الوطنية والمواطنة فى نفوس الأطفال” تبرز أهمية الوطنية والمواطنة من أجل الحفاظ على الهوية الخاصة بكل مجتمع في ظل ما يتهددها من أخطار العولمة ومؤسساتها، وهذا لايعني أن الحل يكمن فى الانكفاء على الذات والابتعاد عن العالم الذي أصبح قرية صغيرة، إنما يعني إكساب المناعة لكل فرد من خلال تربيته تربية وطنية تركز على تزويده بالمعارف والقيم والمبادئ والمهارات التي يستطيع بها التفاعل مع العالم المعاصر دون أن يؤثر ذلك على شخصيته الوطنية. وطالب الباحث بتعويد الأطفال على التعايش والتعاون مع الآخرين، وتربية الأطفال على الشورى، وهذه التربية تعمل على تنمية قيم التسامح والحوار وتقبّل وجهات نظر الآخرين وطاعة قرارات الأغلبية وغيرها من القيم والمهارات التي لابد أن يكتسبها الطفل لكي يستطيع التفاعل مع الآخرين في الأسرة والمدرسة والمجتمع، مؤكداً ضرورة تربية الأطفال على السلام بصفة عامة وتعليمهم القواعد الضرورية للعلاقة المنسجمة والسليمة بين الأمم والشعوب وتشجيع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان وحرياته.
كما تحدث فى الملتقى الدكتور محمود علي عبدالمعطي حيث تناول بحثه عنوان “أناشيد الأطفال بين الوسيلة والغاية فى ديوان الأطفال لسليمان العيسي”، فقال إنه أصبح من المعترف به تربوياً وجود ثقافة خاصة للأطفال، ثقافة تتناسب مع كل مرحلة من مراحل نمو الطفل وتفعل فعلها في تكوين هذا الطفل، إلى جانب الروافد التربوية الأخرى، النظامية منها وغير النظامية، لتحقيق التربية المتكاملة، ويمكن النظر إلى أدب الأطفال بوصفه رافداً أساسياً من روافد ثقافة الطفل، ويقول سليمان العيسى: أدبنا العربي محروم من شعر الأطفال وشعراؤنا مازالو يخجلون من وضع بسمة الملائكة على شفتي الطفل، وقال إن أناشيد سليمان العيسى في ديوان الأطفال كانت وسيلة فعالة لترجمة الأهداف والغايات التربوية والخلقية واللغوية التي يسعى إلى إكسابها للطفل وهو يمتلك القدرة على مخاطبة الوجدان الطفلي ويحرك كوامنه الساكنة بمضمون نشيده وأسلوبه الذي يتجاوز التقليد فى التناول ويستشف الإبداع فى التوجه ويدغدغ الأحاسيس والمشاعر بحميمية وحرارة.
كما طرح الدكتور أنور ماجد عشقي بحثًا بعنوان “إستراتيجية ثقافة الطفل” نال استحسان الحضور.
الجدير بالذكر أنه اختتمت أمس الأربعاء جلسات الملتقى الثقافي الثاني «ثقافة الطفل.. الهوية ومتغيرات العصر» بعد أن تم افتتاحه يوم الاثنين الماضي، وقدمت على مدار يومين (الثلاثاء والأربعاء) ثماني جلسات عمل، قُدمت خلالها مجموعة من الأوراق المتخصصة بثقافة وأدب الطفل، قدمها مجموعة من الباحثين والباحثات المهتمين بشؤون الطفل وثقافته.