اولا .. حركة ضعاف البصر في الفراغ:

يمكن للمعماري ان يقوم بتطوير التصميم بما يلبي احتياجات ضعاف البصر بطريقتين هما:
1- تطوير الفراغات باستخدام مواد سهلة التعرف عليها من ناحية الملمس او اللون مع استخدام الاضاءة القوية مع محاولة استخدام الجرافيك القوى في المعلومات وليس عن طريق الكتابة
2- تطوير الوسائل التى تخاطب باقى الحواس الخمس .. باستخدام الصوت والرائحة والملمس مع التركيز الدائم على الارضيات .. وعدم وضع عوائق بصرية او مستويات تعوق حركة ذوى الاحتياجات الخاصة


ثانيا .. حركة المكفوفين في الفراغ:

يجب ان تكون المواد المستخدمة في مسارات حركة المكفوفين تشكل تضاد contraste مع البيئة المحيطة .. كما لابد ان تكون هناك استمرارية في هذا المسار حتى يستطيع المكفوف استخدام العصا في تلمس طريقه عن طريق الملمس الخاص بالارضية .. وهذا ينطبق على مسارات الحركة الداخلية والخارجية.

1- مسارات الحركة الخارجية:
في العادة كان دائما بردورة الرصيف هو الشئ الاساسي والكلاسيكي كعامل اساسي لارشاد المكفوف الى استمرارية الطريق .. ولكن مع التطور في عناصر التصميم الحضري في الشوارع اصبحت بردورة الرصيف مزودة بعوائق وحواجز كما انه من المستحيل فعليا ان يسير المكفوف في نهر الطريق ليسترشد ببردورة الرصيف .. ونظرا لذلك ظهر الاحتياج الى توفير مسار خاص بالمكفوفين به بروزات ويشكل خط سير مناسب .. وهذا المسار له ميزيتين اساسيتين: البروزات الموجودة تعطى نوع من وسائل ارشاد المكفوف لخط سيره نتيجة للصوت الناتج من اصطدام العصا بالبروزات وكذلك الذبذبات التى يشعر بها المكفوف تماما .. والميزه الاخرى هو ان هذا المسار يكون حر تماما من اي عوائق قد تعوق الحركة



هذا النظام تم استخدامه في هولندا والمانيا واليابان منذ عام 1980 .. وهذا النظام مستخدم بشكل اساسى في محطات المترو والارصفة .. وهذا المسار يعطى طمأنينة للمكفوفين انهم لن يقابلوا اي عوائق في خط سيرهم .. كما يمكن استخدام وحدات مستطيلة بابعاد 15سم * 30سم وذات ملمس وبروزات تعطى خط سير مستمر .. ويتم انتاج هذه الوحدات من السيراميك او الخرسانة ذات الالياف او الايبوكسي .. وتم اختبار هذهالبروزات بما لا يضايق حركة الكراسي المتحركة او عربات الاطفال





مسارات للمكفوفين في محطة تيرميني في روما .. بالقرب من نهاية الرصيف توجد وحدات ذات بروزات دائرية لتنبيه المكفوفين لنهاية الرصيف .. ويسبقها وحدات اخرى ذات بروزات طولية تبدأ من بسطة السلم وتنتهى الى الرصيف





خطوط سير في محطةمترو بطوكيو .. وحدات سابقة التجهيز






الصورتين بايسر الصفحة عبارة عن وحدات تم تثبيتها على الارضية الموجوده اساسا في محطة البريد الرئيسية بروما
اما الصورتين بايمن الصفحة عبارة عن وحدات من الصلب والتى تم تثبيتها على الرصيف بطوكيو
وبشكل عام الوحدات الطولية لتحديد خط السير والوحدات المستديرة لاعطاء انذار بنهاية الرصيف حتى لا يتم تخطيها






خريطة بارزة في مدخل متحف القرن الحادي والعشرين للمعماري كانازاوا و سيجيما واخرين


2- مسارات الحركة الداخلية:
يمكن للمعمارى تطوير الفراغات الداخلية لاعطاء المكفوفين الاحساس بالفراغ .. على سبيل المثال يمكنه استخدام الاصوات المختلفة لاعطاء شخصية مختلفة لكل فراغ .. صوت خرير المياه مثلا .. كما يمكن استخدام وحدات التدفئة لاعطاء مسار معين لاحساس المكفوف بمصدر الحرارة .. وبطبيعة الحال يجل ان تكون الارضية بها وحدات مشابهة للامثلة السابقة لكن من الكاوتشوك مثلا المقاوم للبرى
كما يمكن في بعض المشاريع التى تستقبل اعداد كبيرة تزويد المكفوفين بسماعات تعمل بالاشعه تحت الحمراء لاعطاء ارشادات صوتية لخط السير او اعطاء ارشادات معينة بوجود سلم على الشمال او وجود باب على اليمين يؤدى الى القاعة الفلانية .. وهكذا
ويمكنى ان اقول هنا شئ .. فمنذ وصولى الى فرنسا وجدت اغلب الاشارات المرورية مزودة بصوت يقول ان الاشارة خضراء او حمراء طول الوقت .. كما انه في محطات المترو توجد رسالة صوتية بان المترو يصل بعد دقيقتين مثلا والمترو الذى يليه بعد 6 دقائق .. كما ان اغلب الاوتبيسات وبعض خطوط المترو يعلن اسم كل محطة قبل الوصول اليها مباشرة .. كما يعلن ان هناك فرق بين منسوب الرصيف ومنسوب المترو وهكذا



مسارات الحركة الداخلية




مدينة العلوم والصناعة بباريس .. مثال على اختلاف ملمس الارضيات عند مفترق الطرق لاعطاء الارشادات اللازمة ولمعرفة الطريق الصحيح

احمل عيني عند اطراف اصابعى -- E. BAVCAR, Le Voyeur Absolu, 1992
بهذه العبارة يمكننا ان نفهم كيف يمكن ان نطور الفراغ طبقا لاحتياجات المكفوفين
لازلنا في مدينة العلوم والصناعة في باريس حيث توجد توجد قاعة تسمى قاعة برايل على اسم مبتكر طريقة برايل للكتابة .. هذه القاعة قدمت النموذج الكامل لاحتياجات المكفوفين





قاعة برايل بمدينة العلوم والصناعة




مسقط افقى لقاعة برايل
نجد ان المعمارى قد استخدم العناصر الاتية والمرقمة في المسقط:
1- قاعات وكبائن للاستماع
2- قاعة للاسترخاء
3- برجولا بها نباتات ذات رائحة نفاذة ونافورة لاعطاء صوت خرير المياه
4- وحدات فنية يتم التعرف عليها باللمس

واعتمد التصميم المعمارى للقاعة على عدة اعتبارات تصميمية:
1- تبسيط مسارات الحركة الاساسية لتصبح الى الامام .. الخلف .. يمين .. يسار
2- استخدام وحدات في الارضية ذات بروزات دائرية عند تقاطع مسارات الحركة
3- استخدام مواد تشطيبات تخاطب باقى الحواس .. فيتم التعرف على المسار عن طريق اختلاف الملمس للمواد المستخدمة وهى الخشب والمعدن والقماش والكاوتشوك والموكيت سواء في الارضيات او في الحوائط او حتى الهاندريل المنتشر في جميع المسارات لتعريف الطريق .. كما ان الابواب مزودة بنافذة ثابته تتيح للمكفوفين التعرف على مكان المقبض بسهولة
او من ناحية الصوت عن طريق الصوت المسموع من حفيف الاشجار والنباتات كذلك صوت المعدن والقماش او الصوت المكتوم للموكيت او حتى صوت المياه من النافورة
او من ناحية حاسة الشم الناتجه من رائحة النباتات او رائحة الخشب





نافذه ثابتة ترشد لمكان المقبض


الهاندريل كوسيلة ارشاد اساسية:

يعتبر الهاندريل وسيله كلاسيكية وناجحة لارشاد سواء المكفوفين او كبار السن للطريق .. ويعتبر الهاندريل ليس فقط وسيلة ارشاد وانما ايضا وسيلة للمعلومات.
فطبقا لنظام امريكي حديث تم ابتكار هاندريل ذو قطاع خاص به مجرى يتم الكتابه فوقه بطريقة برايل .. وفى العادة تكون المعلومات الارشادية المكتوبة تكون لارشاد المكفوفين للسلالم او المصاعد او نقاط التجمع الاساسية .. كما يتيح لهم معرفة وجود تقاطعات المسارات





هاندريل مزود برسائل مكتوبة بطريقة برايل


بطبيعة الحال لا يتقن جميع المكفوفين القراءة بطريقة برايل .. لذلك لا غنى عن الرسائل الصوتية التى تحل محل الكتابة والواجب توافرها بشكل عام في المداخل والقاعات الكبرى او الفراغات التى لا تتوافر فيها الهاندريل






معرض مخصص للمكفوفين عن الصخور والطبيعة والبراكين تم عقده في مدينة العلوم والصناعة بباريس عام 1992 ويتم التعرف فيه على العناصر باستخدام حاسة اللمس .. كذلك توجد خرائط بارزه للتعرف على طبيعة التضاريس .. وفي النهاية لمزيد من المعلومات يوجد دائما البيانات المكتاوبة بطريقة برايل والشرح الصوتي









حديقة مخصصة للمكفوفين وتعتمد اساسا على حركة المكفوف بدون مساعدة
واعتمد منسق الحديقة على عدة عناصر ساعدت على انجاح الفكرة:
1- استخدام الارضيات الرملية والحصى مع مسارات من الخشب المتقاطع
2- المسارات الطولية مقسمة الى قسمين .. الايمن تم استخدام الحجر وذلك لاعتماد المكفوف على العصا الخاصة او على احساس قدميه بالحجر .. والناحية اليسرى بها هاندريل مستمر من الخشب بارتفاع 90 سم للارشاد
3- تم استخدا نباتات سهل التعرف عليها بواسطة حاسة اللمس مثل اللافاند والكاميليا
4- نباتات يسهل التعرف عليها بحاسة الشم مثل الورود واللافاند والنعناع
5- بطبيعة الحال في الحديقة يكون للمناخ تاثير قوى فالرياح والمطر ورائحة الطمى كل هذا يعطى احساس بالانطلاق ويجعل ذوى الاحتياجات الخاصة يشعرون باندماجهم في المجتمع
6- بطبيعة الحال لا توجد الكثير من العوائق في خط السير لذلك يمكن للمكفوف ايضا تلمس الطريق بواسطة وجود بردوره الرصيف التى توجهه
7- ويمكن دائما توفير لوحات ارشادية مكتوبة بطريقة برايل





في العادة نجاح المعمارى يتوقف على مدى تلبية احتياجات مستخدمى الفراغ .. ولكي يتفاعل الشخص العادى مع الفراغ المعمارى لابد له ان يستوعب الفراغ ويقدر على تحديد اتجاهه .. لذلك كانت صعوبة تلبية احتياجات المعاقين ذهنيا ان يكون الفراغ ودودا غير معقد وفي نفس الوقت يستطيعان يتعامل معه مثل الشخص العادى دون ان يفقد قدرته على الاتصال بالفراغ او ان يفقد اتجاهه.
وفي السطور الاتيه نستعرض معا كيف يمكن ان يلبي المعمارى هذهالاحتياجات الخاصة
1- تسهيل التوجيه:
هذا شئ اساسي فيجب ان يتعرف مستخدم الفراغ على وجهته دون تعقيد .. لذلك يجب ان يكون التوجيه بسيط ويلتزم باتجاه الحركة .. وعليه يصبح امامى خلفى يمينا او يسارا
والمشكلة الاساسية عند تعقيد مسارات الحركة ان تزدحم رأس ذوى الاحتياجات الخاصة بالصور الذهنية للفراغ في محاولة التعرف على الاتجاه .. وفي العادة لا تستقر هذه الصور في ذاكرته مما يعطي احساسا بعدم الارتياح وفقدان الهوية والامان
2- سهولة فهم الفراغ:
لتسهيل عملية فهم الفراغ يجب الا تتشابه الاماكن ويجب استخدام الخامات والالوان المتضادة .. كما يجب ان تكون الابواب واسعة وسهل التعامل معها
3- انطباع الصورة الذهنية:
يجب ان يكون الفراغ محتويا على مؤثرات صوتية وبصرية تلفت نظر ذوى الاحتياجات الخاصة وتساعدهم على التوجيه والتذكر .. فارتباط الفراغ بباقى الحواس يجعل الصورة الذهنية اكثر ثباتا .. وخاصة عند ربطها بمؤثر خارجى اخر