: العلاقات واختلاف الرأي
قد لا يتفق اثنان على أمرٍ ما مهما كان مضمونه أو ظاهره لكن هذا الاختلاف في الرأي يجب أن لا يكون سببا للقطيعة والجفاء ومبررا لتصعيد المواقف بينهما ، فهل من العدل والإنصاف أن ينسيهم هذا الاختلاف التقائهم واتفاقهم على أمور كثيرة سابقة؟…
ولو كان التعامل بين الناس بهذا المبدأ لرأينا حدوث النزاع والعراك والاحتراب بين أي اثنين لمجرد وقوع اختلاف بسيط بالرأي بينهما مهما كانت نوعية العلاقة التي تربطهما وبالتالي لانتهت هذه العلاقة. أن العلاقة الإنسانية الرائعة والجميلة لا يمكن أن يفسدها اختلاف في الرأي أو اختلاف في مبدأ معين ذلك إن لكل إنسان مبادئ معينة يعتز بها وتجارب معينة يستطيع من خلالها أن يكوّن له رأي فيما يخص أي مسالة تواجهه ليطرحه بعدها على الطرف الآخر خاصةً وأن جميع الآراء التي تطرح ضمن تلك العلاقات قد تكون غير ملزمة لذلك الطرف.. فلماذا أذن هذا التصلب في المواقف… أن الحياة ابسط بكثير من التعقيدات التي يدخلها الإنسان عليها وقد يصل الإنسان أحيانا إلى الاقتناع بان هذه البساطة هي الطريق الصحيح في التعاملات… بل واكثر من ذلك إن العلاقات الإنسانية فيها التقاء النقائض مع بعض حيث من السهل جداً أن تجد شخصا كريما له علاقة متينة وحميمة مع من هو اقل كرما منه وربما حتى تربطه علاقة مع شخص بخيل وقد تجد عالماً يقترن بزوجة جاهلة وقد تجد شجاعاً له صديق جبان وقد تجد فقيراً له علاقة قوية جداً مع أحد الأغنياء… هذه هي الحياة الطبيعية وهذه هي العلاقات الإنسانية الصحيحة والموجودة على ارض الواقع … نعم قد يكون الكثير من الناس مَن يطبق بعلاقاته المبدأ الذي يقول شبيه الشيء منجذب إليه.. ولكن هذا يأتي ضمن الجانب الاختياري للشخص نفسه وليس ضمن الجانب الإنساني المفروض في العلاقات… وبالتالي قد يختلف البعض فيما بينهم في بعض المواقف والآراء ولكن هذا لا يلغي التقائهم في الواجبات الملقاة عليهما في العلاقات الإنسانية التي تربطهما مع بعض.