أعياه مرض لسنوات به امتد ..
يؤلمه كل حين .. و مع كل صباح جديد يشتد
على سرير لفترة طويلة يرقد
روح سامية منهكة الأركان والجسد
صفوها وكدرها أمسى كأرجوحة
يتقاذفها الأطفال يدا بيد
حالها لا يستكين ما بين صد ورد
...................................
أدرك أن الوداع قد حان
لكل أحد منا أجل ولحيويته حد
النهاية قد تكون الآن
أو في ساعات اليوم القادمة
أو بعده أو بعد شهر أو بعد سنة
وقد .. وقد .. وقد تكون في الغد
...................................
في كل محادثة مع زوجته مهجة فؤاده
يسأل بحرقة عن طفله الوحيد ...
هل افتقدني ؟؟هل يسأل عني؟؟
أخبريه بأني في سفر وأني عنكم بعيد
لكن ما دام أنكما بسعادة فأنا سعيد
...................................
قضينا مع بعضنا أياما نحمد الله عليها
انظري للطفل فمع كل ابتسامة على محياه
شعاع بهجته لحبنا يحرك و يعلي ويعيد
لن أمل تكرار ذلك فأنا عليه فيما مضى شهيد
...................................
هو نعمة الله وهبنا إياها ربنا
لا أقول لكم اصبروا ولن أقول ارضوا
بل اشكروا المنان الكريم الحميد
فمهما شكرنا فضله فشكرنا نعمة تحتاج لشكر
جدوا بالزيادة ولا تتوقفوا وعليكم بالمزيد
...................................
لا تتألموا فالوداع مصيرنا .. هذا أكيد
إن تكن الدنيا غايتنا ... وعملنا كان فقط لها ..
فقد أبدلنا ثروة عيشنا بقليل وزهيد
يبقى أملٌ أراه أمامي ولمشهده أعيد
بلقاء قد يكون وقد لا يكون
المهم ألا تجعلوا مصابنا ومصابكم
بعدم صبركم يعظم ويزيد
نسأل الله أن نجتمع في حياة بلا ألم من جديد
...................................
رجل تجاوز معاناة الجسد ومعاناة الوداع
فقال قولته .. لا حضور هنا أبدا .. ولا اجتماع
ليرسم ابتسامة على وجه طفل أحبه
وزوجة امتزج طهرها بطاعة زوجها
حزنها تجاوز صمتها وبلا كلام ذاع
خوفه عليها من هول رؤيته غلب اشتياقه لها
تقول نظرة أخيرة ويرد بلا
لا ... فتزيد عليه بها الأوجاع
...................................
ظل صابرا شامخا يقول بهدوء :
سعادتي بتلبية رغبتي ..
والانقياد لذلك والسماع
الأشد ألما من ألمٍ المّ به
أن يسببه لمن أحب طبقها عن اقتناع
أسأل أحبائي .. هل عينة هذاا الزوج في حياتنا ؟؟
بل هل ما حمله من سمو تعامل بيننا يشاع ؟؟؟
...................................
قد يكون هذا الزوج أنا أو أنت أو هو ...
نسأل الله عز وجل أن يرحم أموات المسلمين ...
