أرادها كما تخيلها دوما.. فتاة تمنحه الاستقرار والواقعية تزيل عنه الهم والكرب.. تبعث فيه الثقة وتعيد الى قلبه الشعور بالدفء والحنان.. تمطره بالحب صباحا ومساء.. وتعطره بالوفاء.. أرادها زوجة تعبث بذاكرته فتزيل غبش الماضي وتثبت واقع المستقبل.. ولكنها في أول ليلة (حب) نطقت بما زلزل أحلامه الوردية.. لقد أعلنت قرار الحرب؟ هكذا فاجأته في ليلة العمر.. كم تخيلها عكس صورتها الحاضرة أمامه.. كم اطلق العنان لمشاعره ان ترتكب جميع جرائم الحب باسم الحب.. كم وكم.. ولكنها ها هي تأتي من حيث واقعها (الحالم) تدمر بقرارها الجرىء جميع صور السعادة المنشودة.. ها هي تطالبه بالقاء جميع أسلحته الرجولية وان يسلمها كامل مسلمات (القوامة) اصابته بمقتل كان يتمناها في أول ليلة حب ان يكتنفها الحياء.. فيتلقاها ندية الملمس طاهرة القلب طائعة للرب ولكنها فشلت من أول اختبار.. وأفشلت جميع عواطفه.. لذا فانه عجز ان يقدم لها كلمة حب.. وعجز ان يستمر في تمثيل دور المحب فبينما كان يعد لها من السعادة ما لم تحلم به.. اعدت له من القنوات الفضائية كل كلمة حفظتها كالببغاء.. اعدت له لسانا حادا كالسكين.. أرادت ان تقطعه إربا إربا من أول ليلة حب.. فما كان منه إلا ان أعاد مشرط الجزار الى عقر داره.. ومضى يبحث في أحلامه الوردية عن حلم قابل للتعايش بسلام المحبين.