[grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]
\
/
\
(1)
آآآآآآه .. تأوهٌ أبَى إلا أن يلفظَ نفسه بعد أن أضرمت الحرقة نارها في قلب أبي عبدالله وهو يقلب جواز سفر ابنه ..
اقترب أبو عبدالله من زوجته .. وبدأ يبثُ شكواه إليها ..
فإلى متى وحال ابنه هكذا ؟؟
(فضحنا هالولد .. ماغير مطامر من ديره لــِ ديره عمّانه يسألون عنه وأنا مدري وش أرد أقول مسافر؟؟ وربي شبهة
عزوبي ويسافر !!)..
أم عبدالله تأتي بالحل السحري ..
(شوري عليك .. نزوجه.. كود إنه يركد ويهجد) ..
أبو عبدالله :
يا ولدي يا عبدالله تراني خطبت لك ساره بنت عمك .. وهم وافقوا .. مبروك ياولدي منك المال ومنها العيال .. استعد
وأنا أبوك ..
عبدالله :
بس أنا ما أبي وماراح أوافق .. يبه الزواج بيقيدني وأنا أحب أعيش حر ..
أبو عبدالله :
الزواج هو الحل لــــِ سفراتك المشبوهة .. والله فضيحة قدام الناس تسافر وأنت أعزب .. الزواج هو الشيء الوحيد اللي بيشغلك عن السفر وبيعلمك كيف تتحمل المسئوليــــــة ..
عبد الله :
الله يعين .. (يقولها وهو يشعر بغصـة في حلقه ) .
تزوج عبدالله وفكره مو مع سـاره .. ركنها في بيته كــ قطعة أثاث .. كل فتره وفتره .. يرميها في بيت أهلها
ويسافـر .. هو تزوجها لأنه حاكى فكر مجتمعه ..
مو الأعزب سفرته مشبوهة والمتزوج وش فيها إذا سافر ؟؟
بإختصـــــــار .. اتخذها غطاء شرعي لــــِ سفراته ..
.
.
ساره:
عبدالله الحيــــاة معك لا تطــــــاق !!
عبدالله :
أنتِ طالـــــــق بالثلاث !!
هـــــنا الأهل حاولوا أن يصلحوا من حال إبنهم .. حسناً لا ضيـر في ذلك ..
لكن ألا تشعرون أنها أنانية منهم .. فهم لم يفكروا بالطرف الآخر .. كل همهم صلاح ابنهم ..
ما ذنب ساره أن تعود إلى بيت والدها وهي تحمل لقب مُطلقة ؟؟
لماذا حدث الطلاق ؟؟
هل لأن عبدالله لم يُهيأ للزواج وكان زواجه على طريقة (خذوه فغلوه ..) ؟؟
\
/
\
(2)
شهد..
اعتادت أن تغذي فكرها .. يمضي النهار ويتمادى الليل وهي تحملق في كتبها ..
تأكل وتشرب وتنام وتذاكر .. تلك هي طقوسها اليومية ..
والد شهد يهمس في أذن والدتها ..
( يا أم شهد جاءنا اليوم والد يزيد يخطب وأنا أشوف يزيد خووووش ولد
شهد وين بتلقى أحسن منه .. تراه فرصة ما تتعوض .. وش رأيك ؟؟ )
(صدقت أي والله وين بتلقى أزين منه) ..
هكذا ردت والدة شهد وأوتار الفرح بدأت تعزف ألحانها في قلبها ..
شهد وافقت .. بعد شهرين سيتم حفل زفافها ..
جهزت شهد نفسها .. أكملت شراء كل ما تحتاجه من فستان الفرح إلى مقص الأظافر ..
بعد فترة من الزواج ..
يزيد :
وش فطورنا اليوم ياشهد ؟؟
شهد :
اندومي ..
يزيد :
وش غدانا اليوم ياشهد ؟؟
شهد :
اندومي ..
يزيد :
وش عشاءنا الليلة ياشهد ؟؟
شهد :
اندومي ..
يزيد :
كل يوم اندومي اندومي ..شهد .. زوجةً لي لن تدومي !!
أنتِ طالق !!
..
..
يقولون دوماً بأن الرجل بحاجة لإمرأة تحاور فكره ..
ويقولون أيضاً إن أسهل الطرق للوصول إلى قلب الرجل هو معدته !!
يبدو أنه بحاجة لــِ الاثنين ..
والدة شهد هيأتها للمهمة الأولى ونسيت الثانية ..
\
/
\
(3)
أمل ..
تنبض بالأمل .. هادئة ..
مُطيعة ..صامتة أغلب وقتها .. لا تمتلك مفردات التعبير ..
لـــِ تعبر لك عن امتنانها تخدمك .. تضحي من أجلك .. من دون أن تنبس ببنت شفه ..
تكنس ،تمسح ، تغسل وتطبخ .. اعتادت على تلك الطقوس الرتيبة ..
..
..
تزوجت أمل من ناصر الشاب المثقف الطموح ..
وبالرغم من مرور فترة على زواجهما لم يستطع ناصر أن يكسر حاجز الصمت بينهما ..
يحاول دوماً أن يخترق جدار صمتها ويلوح عن حبه لها علّ التفاتة تعيره منها ..
هي تُكن له المودة .. لكن كلما أرادت التعبير عن ذلك تتلاشى أمامها حروف الأبجدية فتصمت من جديد ..
وتكتفي بخدمته وهي تنسج آمالها عليه وكل ليلة تبيتُ فيها تزورها أحلاماً وردية ..
لــِ تستفيق يوماً على صدى أفكار ناصر المشوبة بالحيرة والمتخمة بالملل ..
أيتها البلهاء.. أنتِ لا تأبهين بي ....
حمى الملل تغزوني ..وأنا ألفظكِ الآن ..
أمل .. أنتِ طالق !!
عادت أمل لبيت والدها وهي تقلبُ صفحات ذكرياتها مع ناصر ..
تقلبها ذات اليمين وذات الشمال .. كنت أخدمه .. أحترمه ..
بماذا أخطأت ؟؟
ترد والدتها :
( نويصر ولد علي ما يستاهلك .. لاتزعلين عليه .. الله يعوضك باللي يسعد أيامك قولي آمين .. )
نسيت والدة أمل أن تعلمها بأن الزواج التقاء روحين ، اندماج فكرين ..
ناصر لم يسمع إلا صدى صوته .. لم يرى إلا أفكاره ..
أمل نسجت حولها رداء العزلة .. وتقوقعت بذاتها ..
فقررت المحبة في قلب ناصر أن تنتحر ..
\
/
\[/grade]