من الأمس وأنا أنظرهل من معالم للفرح ؟
صباح الخيرات ..
أتى الأمس وغادرنا سريعاً ولفنا الليل في ظلمته ونثر علينا شيء من الحزن
والحسرةوإستيقظت هذا الصباح وإذا بالشوارع كأن عليها شيئاً من حزننا
وحسرتنا .
بالأمس جميع الشعب السعودي ينتظر فرحة الفوز فرحة الكأس الآسيوية
ولكن هذا الغرور الذي ومازال الصفة المميتة للإنسان حدثني هذا الصباح
على عجلٍ وقال ( الغرور يفتك القوة كما يفتك الحديد الحجر ) وفيما كان
الحديث للغرور دخلت الثقة دون إذن وقالت ألم تشاهد تأثيرات الثقة التي
ظهرت على شعبكم ؟
جداً سؤال كان أكثر جرأة ولا أعلم ماهي مصلحة الثقة من هكذا يكون سؤال ؟
أصابتني بنوبة حرارتها مساوية لحرارة الصيف في جدة هذا العام حاولت
أن أسترجع الأمس علني أجد إجابة , تذكرت على الفور تلك السيارات المتقاطرة
التي اكتست باللون الأخضر والأبيض وتلك الوجيه التي لطخت وجهها بالأبيض
والأخضر هذا بالأمس في مدينتي المحبوبة التي أسكنها , ولأن السلسة متواصلة
من تأثيرات الثقة كنت خلال هذا الأسبوع في أكثر من مدينة سعودية هناك في
جهة الجنوب كان أحد أصحاب المركبات الصغيرة قد غطى سيارته باللون الأخضر
الفاتح وقام بعرضها أمام المارة وكأن الفوز قد تحقق وكأن الكأس
استوطن في السعودية ..
وعلى طول ذاك الطريق الممتد من الجنوب إلى الغرب قبل موعد المباراة
بيومين وحيث كان المطر يتساقط والواحات الخضراء مشرعة يديها كانت الثقة
أيضاً هناك بارزة وواضحة ولكنها هذه المرة بالصوت والصورة حيث كانت أحد
المركبات تسير بالقرب مني على رغم خطورة ذاك الطريق وبداخلها ثلاثة
شباب أحد مستمر بالقيادة وقد تكفل برفع صوت أحد الأغاني الوطنية بينما
كان رفاقه قد خرجوا بأعلامهم مع النوافذ يرفرفون بالعلم السعودي .
في حين لم يكن شباب الطائف ومكة أهدى عن إخوتهم في تلك المناطق الجبلية
ذات المناظر الجميلة ولم تكن جدة أيضاً قد نامت البارحة عن تلك .
الجميع قد فرح مبكراً ولكن لم يصادف فرحهم شيئاً من الحقيقة التي وقعت
بالأمس في جاكرتا وتجرعنا مرارتها بهدوء وقد بادرت بنومنا مبكراً .
الثقة والغرور كانت السمة البارزة والواضحة ودوماً هاتين السمتين مؤلمة
إن لم يتم التنبيه عليها (الثقة في الجمهور والغرور في اللاعبين ).
فمتى نعترف بقدراتنا دون تزييف لها ؟ ففي أكثر من مباراة قدارتنا
لاتؤهلنا للكأس ولكن سامح الله الإعلام الذي أعطانا قدرات أكبر
من حجم مالدينا من مهارات .
ربما تأهلنا للمباراة الختامية طبيعي ولكن الكأس صعبة جداً فهاهو
يغادر إلى دجلة والفرات كي يرسم الفرح الذي أنتظرته أنا وجموعاً
غفيرة بالأمس . فألف مبروك للعراق الشقيق .
ودمتم بكل الخيرات دوماً
أخوكم السُّلمي