آآآآآآهٍ ماأشد ظلم القدر
يجبر أحبتنا على الرحيل عنا
وأي رحيل
رحيلٌ لايأمل من بعده لقاء
رحيلٌ يشعر الذات بالضياع
جلست حيث كان
يعتاد الجلوس
ولكنه الآن يرقد تحت التراب
وأنا هنا أمارس تلك الطقوس
رفعت رأسي المتثاقل نحو تلك النافدة
لعلي أصافح روحه على غير ميعاد
لعلي اطوي وحشة بعده ببعض العناد
*
*
فعادت ذاكرتي للوراء
لوقتٍ كان فيه
كل الثراء
وهاهو العمر ينقضي
وكل مارتجيته يصبح هباء
فأتذكر كيف كنت مدللةً عنيده
أرضخه
وأجبره
على الإستسلام لرغاباتي
والانصياع لتمتماتي
لكي يجعلني أعتلي بفخرٍ كتفيه
حينها فقط
كنت أستطيع رؤية العالم واضحاً
من خلال مرأى ناظريه
وهأنا أفقد ذلك الدلال
وأتشبث بذلك العناد
رافضةً بشده
استيعاب ذلك الغياب
*
*
فقد آلت سعادتي للانهيار
وحزني عليه
يجتاح قلبي كما الإعصار
وأنا لاأجيد سوى التمثيل
واخفاء تلك النوبات اليائسه
وتلك الدموع الراسخه
ببعض الإبتسامات الزائفه
التي دائماً ماتنتهي
بسقوطٍ مفاجىء
لممثلةٍ من الطراز العتيد
البليد
*
*
امعنت النظر في السماء
لعل الزمن يتوقف فجاءةً
ويحملني الى زمانه
فكم أفتقد كلامه
وحنانه
وأمانه
وأصبو الى بعض ابتسامه
كانت على وجهه
أجمل علامه
*
*
أنا لست جاحده
وأعوذ بالله أن أكون
ناكره
فقد أنعم الله علي بالكثير
ولكن قليل سيدي
كان وفير
وجميع عطايا الكون
لاشعورياً أشعر أنها
لا تضاهي عطاياه
فيكفي أنه
كان يجبرني على الضحك
وسلب السعاده من بين مخالب الحياة
يكفي أنه
كان لايقوى على رؤية تلك الدموع
ويلاشي حزني ببعض المزح والخضوع
كان طفلٌ
نعم طفل
ليس كباقي الأطفال
يلعب معي
يعلمني
نطق الحروف
وقهر الآلام والظروف
يحاورني
يجادلني
ولا أذكر أنه
مرةً أغضبني
نعم كان طفلٌ كبير
جليل
فحين رحل
كان عمره
تسعٌ وثمانون عام
أو ربما أكثر بقليل
يرتدي نظارةً
ذات إطارٍأسود مستدير
تضفي على وجهه
هيبةً ووقار
ويتكى عند مشيه على عصاه
وأحياناً كنت أحب أخذ مكان تلك العصاه
مستمتعةً بلعبِ ذلك الدور الكبير
كان شيخاً
عالماً
يبهرني بواسع معرفته
وحكاياه
يحب الأدب
يجيد إلقاء الشعر
*
*
كان يردد بيتاً
لم يغادر ابداً تلك الشفاه
******
سيذكرني قومي اذا ما جد جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
******
وهأنت تغيب يا بدرنا
وضياء أيامنا
ويظلم بعدك ليلنا
كان الصديق
كان بمثابة القشة للغريق
كان كل شيء
وأجمل شيء
*
*
*
كان ذلك الرجل الكريم
هو
جدي العظيم
*
*
*
د
م
و
ع
ا
ل
و
ر
د