الوجوه التي ازدحمت بها الاسواق وكذلك الساحات والمطارات
وفاضت منها القرى وتبعتها المدن
تهدي دائما الى نوع من الصمت المخيف
فقد نخطئ مرارا في قراءة بعض الوجوه وننجح مثلها في قراءة وفك البعض الاخر
فأرشيف الذاكره عامر بها ولو حاولنا لمجرد الجرد فقط ..
لما استطعنا ان نصل الى معرفة كم من وجه يقبع بها
فكم التقينا بوجوه ونجزم بأننا نعرفها من قبل وانها مرت علينا في حياتنا.
ويقابلها وجوه اخرى تنادينا باسماءنا ووتتبسم لنا في اللقاء
وتلقي لنا التحيه وتسأل عن اخبارنا وتتنكر لنا ذاكرتنا في معرفتها
وعندها نصاب بالخجل بالقاء السؤال ...
هناك اسرار وراء احتفاظ الذاكره لبعض الاوجه وتناسيها للبعض الاخر
فربما بقيت وجوه عالقه بذاكرتنا لم نلتقيها الا مره واحده ..
واختفت وجوه عاصرتنا ازمنه عديده..
هناك وجوه عندما نراها نقسم بانها مخادعه وكذابه ومنافقه واخرى حقوده وحسوده
والبعض مرهب والبعض يبان عليه الطيب
وتبقى الوجوه الفاتنه والبسيطه هي الاصعب والاسهل على التوالي
فالفاتنه تشغل من ينظر اليها في تامل ما احتوته من روعه
والبسيطه هي المرآه تعكس مايقع عليها
فلانهمل الانطباع الاول الذي تكتنزنه ذاكرتنا عندما نشاهد وجوه جديده
لانه بالتاكيد سوف يقودنا الى معرفة ماوراء هذه الاوجه من حقائق
وتبقى لغة الوجوه لغة محبي القراءه بدون نطق
دمتم في رعاية الله
دفء البوح