أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :


يقول الإمام الغزالي في كتابه (الاقتصاد في الاعتقاد / ص 122 ) ط . دار المنهاج : [ ولسنا نرتضي قول من يقول : إن ذلك من المتشابهات كحروف أوائل السور ، فإن حروف أوائل السور ليست موضوعة باصطلاح سابق للعرب للدلالة على المعاني ، ومن نطق بحروف أو بكلمات ثم يُصطلح عليها ، فواجب أن يكون معناه مجهولا إلى أن يعرف ما أراد به ، فإذا ذكره ، صارت تلك الحروف كاللغة المخترعة من جهته ]


فوائد النص :

1ـ الصفات ليست من قبيل المتشابه ، ولو كانت كذلك لكان أولها ( صفة الكلام ) التي من أجلها كثر خوض المتكلمين فيها حتى سمي ( علم الكلام ) بها ، كما يزعم بعض أهل الفن !!

2ـ الصفات لها معاني معروفة ومعلومة عند العرب ، وهذا يوافق قول الإمام مالك : ( الاستواء معلوم .. )

3ـ الجهالة متعلق بالكيفية لا بالمعنى ، كما قال الإمام مالك : ( والكيف مجهول ) ، وهذا ما قد يُفهم من قول الغزالي في نفس المصدر السابق ص 189 : [ وكذلك قول من قال : كيف يُسمع كلام الله تعالى ، فلا يمكن شفاؤه من السؤال إلا بإن نُسمعه كلام الله القديم ، وهو متعذر ، فإن ذلك من خصائص الكليم عليه السلام ، فنحن لا نقدر على إسماعه أو نشبه ذلك ، بشيء من مسموعاته ، وليس في مسموعاته ما يشبه كلام الله تعالى ، فإن كل مسموعاته التي ألفها أصوات ، والاصوات لا تشبه ما ليس بأصوات ، فيتعذر تفهيمه ، بل الأصم لو سأل وقال : كيف تسمعون أنتم الاصوات وهو ما سمع صوتا قط ؟ .. ..
بل لو قائل القائل : كيف يُرى رب الأرباب في الآخرة .. كان جوابه محالا ، لإنه يسأل عن كيفية ما لا كيفية له ، إذا معنى قول القائل : كيف هو ، أي : مثل أي شيء هو ما عرفناه ؟ فإن كان ما يسأل عنه غير مماثل لشيء مما عرفه ، كان الجواب محالا ، ولم يدل ذلك على عدم ذات الله ، فكذلك تعذر هذا لا يدل على عدم كلام الله تعالى ، بل ينبغي أن يعتقد أن كلامه صفة قديمة ليس كمثلها شيء ، كما أن ذاته قديمة ليس كمثلها شيء .. ]



والمناظر الفقية النبيه يستفيد من حجة الغزالي العقلية في مقارعة الأشعرية المُتناقضة المتهافتة في بقية الصفات الخبرية كالاستواء واليد والوجه وغيرها .. والله أعلم وأحكم !!