<div>

في مكانٍ ما منْ هذا الكونْ,خُلِّدَ النُّور في مدينةٍ تسكنُ الأعماق,
حيثُ فيها لا عينٌ رأتْ,ولا أذنٌ سَمِع,ولا خطرَ على قلبِي بشَر,
فتضاريسُها جداولٌ وأنهار ,ومناخُها ربيعٌ أبدِي, ورياحُها أنفاسُ الريَاحينْ,!
وماءُها رحيقٌ ينسكبُ منْ ريقِ ساكِنها,كرذاذِ النَّدى فوقَ أوراقِ التوت..!
وطُرقاتِها مشاتلُ كرزٍ تنبتُ تحتَ أقدامِ الحسناواتْ,
وأرصفتُها حدائق ذات بهجةٍ تنمو على ضفافِ المحجلين.,!
ومعَ هبوبِ النسيمِ تعلو أغنيات الكناري,وتغريداتُ طائرٌ شادِي,
حيثُ تقطنها أرواحٌ بيضاء كبياضِ الثَّلج,ونقيَّة كنقاءِ الماء,
وبينَ إتِّساعِ الفضاء, ودورانِ الزَّمنِ حولَ أبراجٍ سماوية,!
تضرمُ قلوبَهم حنيناً,وتشتعلُ أفئدتُهم شوقاً لروحانيَّة الإيمانْ,,!
ثُمَّ ترسو هبَة الرَّحمان على مرفإهم,متلاطفةً إشراقةِ ثغرهم..!
فتبتهلُ النُّفوس خاشعينَ لله,مؤمنينِ بالجوارحِ واللسانْ,!
وبينَ أيديهم يحملُون مفاتح الريَّان ,وعلى وجوههم ضياء القرآن,!
وهُم يعاضدُون المحاريبَ, وجباهُهم تعانقُ السُّجود الطويل,!
هُم أنتم وتِلك مدينتُنا يا رفاقي وأحبَّتي في الله,
فطوبى لكُم إنْ عُتقتُم منَ النِّيرانْ,!
وهنيئاً إنْ وفقتُم لقيامِ رمضانَ إيماناً وإحتسابا,!
فُكلَّ عامٍ أنتم إلى الله أقرب, وكلَّ عامٍ أنتم أهل الله وخاصَّته,!
وكلَّ عامٍ دُمتم إخوتِي وأحبَّتِي, وكلَّ عامٍ موعدُنا الجنَّة,,!

أخوكم
سَحابْ