قيام الليل إجرائيا
(إن الله لا يعطى شرف قيام الليل للعصاة وحين لا توفق لقيامه فابك على نفسك)
سيد يوسف
يهدف هذا الموضوع إلى دراسة قيام الليل بطريقة إجرائية أى عملية لها
أهداف ومستهدفات يمكن قياس تحقيقها فمثلا نريد لكل فرد أن:
(يتعرف+يستشعر+ينفذ) قيام الليل .
الأهداف الإِجرائية السلوكية :
1- أن يتعرف المرء على أهمية قيام الليل .
2- أن يستشعر فضل قيام الليل .
3- أن يطبق قيام الليل.
(3 مرات فى الأسبوع مثلا بمقدار وقتى يقدر ب ساعتين فى كل مرة أو بمقدار كمى يقدر بصلاة 8 ركعات بخلاف الوتر فى أى وقت يقتضيه ذلك وذلك على سبيل المثال لا التقرير) .
1- أهمية قيام الليل :
شرف المؤمن قيام الليل ففي ثنايا الليل قيام وركوع وسجود وذكر وتسبيح وقرآن وتوبة واستغفار ومناجاة ودعاء وبكاء من خشية الله وفي كل ذلك زاد يعين المرء على شدائد الحياة وضغوطاتها.
﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا ﴾ الإِنسان : 26.
وهو اقتداء وتأسى بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث يوجهه ربه بقوله:
﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا *نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا *إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾المزمل : 1-6 .
2- فضل قيام الليل :
في قيام الليل جهاد وإخلاص وتدريب وتنقية للقلب من تعلقها ببهارج الحياة الزائفة ...
قال تعالى: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك، عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا} (الإسراء: 79).
وقال تعالى: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} (السجدة: 16).
وقال تعالى: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} (الذاريات: 17).
وروى عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم قوله:
"أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل". (رواه مسلم).
كما روى عنه صلى الله عليه وسلم قوله:
"إن في الليل لساعة، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيرًا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة" (رواه مسلم).
وعن جابر رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الصلاة أفضل؟ قال: "طول القنوت" (رواه مسلم).
3- ومما يعين على قيام الليل(تطبيقيا) :
* الحرص على عدم امتلاء المعدة ولا سيما عند العشاء فبحسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه وذلك حتى لا يثقل فيشعر بالتعب فينام...ونسوق ههنا قولا حكيما لمعقل بن حبيب حين رأى قوماً يأكلون كثيراً فقال : ما نرى أصحابنا يريدون يصلون الليلة.
* إذا شعر بتثاقل وإعياء أقام من الليل شيئا بعد صلاة العشاء مباشرة لئلا يفوته ثواب القيام كما روى عن بعض السلف الصالح.
* الاستعانة بالله والدعاء على قيام الليل فيدعو الله مجتهدا فى صلوات النهار أن يعينه على قيام الليل فى ليلته.
* نوم القيلولة كلما أمكن يعين على بعض السهر.
* البعد عن المعاصى فإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل.
* التواصى مع صحبة صالحة على قيام الليل مرة أو مرتين كل حين للتدريب على قيام الليل وأنعم بهذى من صحبة.
* متابعة وقراءة أخبار السلف الصالح فى قيام الليل وتدبر كيف كان النبى محمد صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتورم قدماه.
* القراءة فى فضل قيام الليل كل حين فبالتذكرة تخضع القلوب وتلين.
فى النهاية
ترى هل يمكن أن تصطبغ عبادتنا بصبغة عمليه ننتقل بها من الكلام المعسول إلى العمل الدائم وإن كان قليلا على أن يصحبه وجدان وانفعال واشتياق بصير
تطير به أرواحنا بأجنحة من الشوق إلى بارئها متمثلة ما جاء فى كتاب ربها حيث يقول تعالى (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ) طه84 ؟! هل يمكن؟!
أسأل الله أن ينفعنا جميعا.
سيد يوسف
رد مع اقتباس
-new.gif)
