معلم من الزهرة ووزارة من المريخ


لابد أن يدرك أصحاب القرار في وزارة التربية والتعليم أن من أهم أنظمة المؤسسات الحرص على مبادئ المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص والحرص على تطبيقها بين أفرادها ، لكن المشكلة تكمن في الخلط بين مفهوم المساواة ومفهوم تكافؤ الفرص ويظهر ذلك في عملية التطبيق وخصوصاً لدى وزارتنا ، ويقصد بتكافؤ الفرص هو تهيئة المناخ المناسب لكل شخص حتى يتقدم بأقصى طاقته ، وأن يحقق ذاته ، فالمعلم لن يستطيع أن يعطي بأقصى طاقاته في جوٍ ممتلئ بالقرارات الإرتجالية الغير مدروسة ، وتشعره بأنه المستهدف من هذه القرارات ، لابد أن تدرك الوزارة جيداً بأن التطبيق الخاطئ والقسري لقراراتها ليس له نتائج إيجابية ، فالمعلم ليس كالموظف العادي فلن تسطيع أن تطلب من المعلم أن يبدأ دوامه في الساعة الثامنة مثلاً مثل الموظف العادي والسبب بسيط لأنه مرتبط بطلابه ، وهو أيضاً لا يستطيع أن يأخذ إجازته متى ما آراد مثل بقية موظفي الدولة لأنه أيضاَ مرتبط بطلابه ، فالمعلم له الخصوصية الأولى لأنه الركيزة الأساسية في عملية البناء والنهضة ، ومن أكبر المشكلات بأن يرى هذا المعلم وزارته لا تستطيع رعايته والإهتمام بشؤونه فهي الحكم والخصم ، فالملاحظ يرى وكأن المعلم من كوكب الزهرة والوزارة من المريخ و لسان حاله يقول ” أسمع جعجعة ولا أرى طِحناً ” ، إن القرارات الاستفزازية التي تمارسها الوزارة ضد المعلم لا تعمل إلا على إثارة الحقد والكراهية ضدها في وقت كان الأولى من الوزارة بالرفع من شأن المعلم والإهتمام به بشكل متكامل وذلك بإعطائه حقوقه المالية والمعنوية وتوفير التأمين الصحي له ولأسرته وتحقيق الإستقرار النفسي والأسري والوظيفي له عن طريق حركة نقل فعّالة لا عن طريق شعارات براقة لا تغني ولا تسمن من جوع .

منقول
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]