[align=center]الذكر يزيل الهموم
بسم الله الرحمن الرحيم
((وإذا قرأ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون * واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغداوة والآصال ولا تكن من الغافلين * إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ))
أخي المسلم :
بين أيدينا آيات تنطق بالحق وتفيض بالهدى والنور وتدعوا إلى ذكر الله ...وهي تبدأ بالأدب مع القرآن والتأدب عند سماعه ... لأن للقرآن حلاوة وعليه طلاوة يخاطب العقول وتطمئن به القلوب
وتقشعر عند سماعه الجلود ... ولذا ربط الله عز وجل . بين الإحسان عند سماع القرآن وبين رحمته سبحانه وتعالى ...
وما أحوج كل مخلوق إلى رحمة الله الخالق التي بها تنشرح الصدور وتزول الهموم وتنكشف الغمة ويلطف الله في بلائه وقضائه ...
أما الآية الثانية فأنها آية تدعوا إلى ذكر الله في النفس ...ذكر الله داخل ذات الإنسان لأن هذا هو الحب الحقيقي والشكر الجميل .
أن يكون القلب ذاكراً واللسان شاكراً والجسد على أي إبتلاء صابراً
والذكر دائماً يتخلله الدعاء الذي هو قمة الخشوع وفيه حسن التوكل
والضارعون إلى الله يطلبون الخير ممن بيده الخير. سبحانه وتعالى .ويستعيذون به سبحانه . من عذاب النار .. على أن يكون الذكر والدعاء بصوت متوسط لا هو عال مزعج ولا هو خافت يدفع إلى النسيان والسرحان :
(( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا *))
وكم من أناس عاشوا ملذات الذكر حباً في الذات العلية لا طلباً لجنة
ولا خوفاً من نار ....
تقول السيدة رابعة العدوية :
إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب
أما الآية الثالثة فإنها توضح للعباد أن فائدة وثواب الذكر يعود على العبد...
لأن الله لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين ..
وفي السماوات الملائكة عباد الله يذكرونه ويسجدون له ليل نهار
لا يفترون .. وجاء في الحديث القدسي قول رب العزة :
(( يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى
قلب رجل واحد ما زاد ذلك من ملكي شيئاً ))
ودخل عمر بن الخطاب . رضي الله عنه . المسجد فوجد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) واقفاً يصلي وبجواره أعرابي جالس لا يصلي معه ... فقال له : لماذا لا تصلي مع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ فرفض الإعرابي الصلاة وجرى خارج المسجد فأسرع وراءه عمر . ثم رجع فنزل جبريل على النبي (صلى الله عليه وسلم ) يطمئنه ويقول له : لا تحزن عليه ....فإني تركت السماء وهي تئط بالملائكة ما فيها موضع شبر أو قدم إلا وملك راكع أو ساجد لله عز وجل ....
والله .عز وجل ... يقول :
(( إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ))
فاللهم اشرح صدورنا بعبادتك وطمئن قلوبنا بذكرك . [/align]