مقاله اعجبتني:
هربت الخادمة..فأصبحت رجلا عظيما...
اعلم جيدا انه من العيب ان يمتدح الانسان نفسه,لكنني وجدت نفسي مجبورا لأن اعظم ماقمت به من مجهود في سبيل خدمة من لا يستحق......
اسمعوا قصتي ولا تضحكوا لأن شر البليه ما يضحك:
في يوم من ايامي السوداء هربت الخادمه من بيتي وهي لم تكمل الثمانية اشهر,لا ادري مالسبب لكنها هربت,فقمت بإبلاغ الشرطة وشؤون الخادمات عن هروبها بكل دقة ذهابا وإيابا ولمدة شهرتقريبا وقائلا لنفسي:هذا هو النظام...سعدت كثيرا عندما تحولت المعاملة الى الترحيل التابع للجوازات وقلت في نفسي:هذا جميل وسوف تنتهي المشكلة حيث قدم لي قسم الترحيل ثلاث اشهر لمراجعتهم...وانا في خضم هذا الانتظار
استقبلت اتصالا من شرطة سجن النساء ...بأن مكفولتي العزيزة في السجن لانه تم القبض عليها من قبل الهيئة في قضية دعارة...وذهبت اليهم فاستقبلوني بوابل من الاعمال التي يجب ان اعملها كان اولها توفير تذكرة سفر لمكفولتي العزيزة التي هربت منذ ستة اشهر فاستجبت لذلك لانني احترم النظام الذي يمليه علي رجل الشرطة سواؤ معي او ضدي واحضرت التذكرة..وكنت اظن انها ستركب الطائرة وتذهب الى غير رجعة فذلك جزاء من يخل بالانظمة...إلا انني فؤجئت بهم يطلبون مني ان اذهب لقسم الجوازات كي استكمل لها إجراءات تأشيرة السفر والخروج!!والتي من خلالها لابد ان تجدد اقامتها التي كانت في حوزتها إضافة لغرامة التأخير بالرغم من عدم وجودها في منزلي لستة اشهر وإنما كانت في بيتها المصون الذي قبض عليها فيه,وفي اثناء عمل تاشيرة السفر كان لابد من إلغاء بلاغ الهروب من قسم الترحيل واعود للجوازات ثم اسدد قيمة تجيد الإقامة مع مخالفتها
,وعندما تم الانتهاء من التأشيرة كان لابد من العودة الى لشرطة السجن لإخبارهم بكل تلك الانجازات الجبارة والخدمات التي تمنيت لو انني خادمة منزلية كي اهرب لثقتي بأن النظام يخدم الهروب!!وهذا ماجعلني اكتشف ان هروب الخادمات مؤخرا بشكل لافت للنظر هو بسبب درايتهن بان النظام يخدمهن كثيرا,
ولا اطيل فقد انهيت مهمتي في شرطة السجن ...ولكن....بعد هذا المجهود الذي اضاع كثيرا من الوقت والمال والجهد,واضاف اعباء ماليه ونفسيه اما آن الآوان بأن ينظر المسؤلون في هذا!!؟؟وبعد ان تحملت مثل غيري كل هذه الاعباء وكابدت كل تلك المشاق والمآسي ألا ترون أني رجل عظيم؟