كتب - فهد الروقي:
تتجه أنظار المتابعين والجماهير نحو الأداء الهابط الذي أصبح سمة لعطاء اللاعب الخلوق نواف التمياط خصوصاً في المباريات الأخيرة لفريقه.
وهو الأمر الذي فتح عليه أبواباً مشرعة من النقد اللاذع وغير اللاذع حتى وصل الانتقاد في بعض شطحاته إلى جوانب شخصية من حياته الخاصة وهؤلاء مهما اختلفت اغراضهم فإنهم يمارسون "السلب" من لاعب ما زال في مجده بقية وهؤلاء نظروا للأمور من خلال "منظار" ضيق لا تتجاوز أبعاده حدود المستطيل الأخضر مكاناً والتسعين دقيقة زماناً وتناسى أولئك أن "النقد الحقيقي" لا بد أن يراعي الظروف المحيطة ب "المنتقد".
وفيما يخص التمياط تحديداً تناسى الجميع سنوات الألم الطويل التي قضاها الفتى الذهبي ما بين فرنسا والولايات الأمريكية ولحظات الترقب القاتلة التي عاشها بعيداً عن أقرب الناس إليه والتي حرمته على الأقل من الاستمتاع بأبسط متع الحياة البسيطة بل وقفت حائلاً بينه وبين ممارسة توهجه حين وقف "الرباط" بينه وبين كل ذلك.
بل إنه كان يعيش صراعاً داخلياً بين القدرة علِى الاستمرار وحتى القدرة على المشي الطبيعي والانزواء بعيداً في ركن الإهمال الموحش.
وحين عاد الفتى الخلوق بعد مراحل من المعاناة المستمرة بين الشفاء والمعاودة لم يجد الأمور كما عهدها فالجميع مشغولون عنه ولم يلتفتوا إليه إلا حين تواقيع العقود.
وحين استطاع حسم بطولتين هامتين في الموسم الماضي وبطريقة الكبار توقف الجميع عن الإشادة لقناعات بليدة أنها جاءت ب "حلاوة الروح" لتأتي حكاية "الأربعين مليوناً" المباركة أو الحقيقية لتزيد من مساحة واتساع "الشرخ" وفي دواخل الفتى النحيل حتى بدأ يفقد توازنه والجميع يمارس نفس الدور دون علاج واضح.
وحين بدأت الأضواء تنحسر عنه لأنه لم يكن "يلهث" خلفها سلطوا عليه الأضواء الحارقة في انتظار أن يحدد طريقه بين نهاية لاعب فنان أو أن المسألة برمتها لا تتجاوز كونها "استراحة محارب" لا يلبث أن يعاود الكرة بمثل الجمال السابق.