قال تعالى: {يا ايها الناس ان اكنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة} ـــ الحـج وتكرر لفظ النطفة في القرآن الكريم في اثـني عشر موضعاً منها: {ولقد خلقا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين} ـــ المؤمنون. {ايحسب الانسان ان يترك سدى. الم يك نطفة من منى يمنى. ثم كان علقة فخلق فسوى. فجعل منه الزوجين الذكر والانثى} ـــ القيامة {انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج} ـــ الانسان.
وقبل ان نـتوقف عند المضغة غير المخلقة وهي التي لم تـتكشف بعد لاعضاء متميزة والتي تعد لعبة العلماء الان للحصول على الاعضاء المطلوبة التي اصابها التلف والعلل المختلفة، سنـتوقف عند الدقة المتـناهية في كتاب الله عز وجـل في وصف المراحل الثلاث: النطفة.. العلقة.. المضغة. والنطفة تعني )الحيوانات المنوية( أو )البويضة( والمشيج هو الشيء المختلط. ولم يذكرها الله عز وجل في المواضع بانها «نطفة امشاج، اي مختلطة من الذكر والانـثى وكأنه من الممكن خلق الانسان من نطفة واحدة فقط ذكرية كانت او انثوية.. كما يحدث الان باستـنساخ.. مجرد الحصول على خلية ما جسدية وغرص نواتها في امرأة ـــ امرأة وليس رجلاً اي انه لا يمكن الاستغناء عن النساء ولكن الاستـغناء تماماً عن الذكور ـــ للحصول على صورة كاملة للشخص المراد استـنساخه، صورة فقط. نسخة طبق الاصل. ولكي نفهم كيف امكن بالاستـنساخ العلاجي اعادة ترميم الانسان وصيانته وذلك عن طريق الاجنة قبل اكتمالها سنـتوقف قليلاً عند شرح القرآن الكريم لخلق الانسان وكيف ذكرت كلمات الله هذه المراحل بمنـتهى الدقة والايجاز وكأنك امام حدث مرجع في علم الاجنة. ويقسم بعض علماء الاجنة مراحل تكون الجنين الى: مرحلة النطفة ومرحلة الحميل ذي الكتل البدنية المضغة( ومرحلة التخلق او تكوين الاعضاء.
والنطفة تبدأ بالانشطار فتنقسم الخلية انقسامات متـتالية فتنقسم الخلية الى اثـنين ثم الى اربع ثم ستة عشر حتى تـتكون الخلايا على هيئة ثمرة التوتة، وعندئذ تسمى ع5 Morulla حتى تصل الكرة الجرثومية الى مرحلة Blastula ثم تحاط النطفة )وهي عبارة عن كرة جرثومية لا يزيد حجمها عن نقطة( بدماء للتغذية وسميت علقة حيث تـتعلق الكرة الجرثومية البلاستولا باكملها بالرحم.. ثم بداية ظهور الكتل البدنية التي بظهورها تـتحول العلقة المضغة ثم تـتحول الى عظام الفقرات والكتل البدنية هي الاساس الذي يقوم عليه الجهاز الهيكلي والعضلي، ويمكن معرفة عمر الجنين بمعرفة عدد الكتل البدنية، وهذه الكتل البدنية هي التي تعطي الجنين شكل المضغة )قطعة ممضوغة( وكل ما يهمنا هنا الكرة الجرثومية قبل تميزها وتشكلها للجنين )يصبح معنى مضغة مخلقة وغير مخلقة واضحاً جلياً الان( حيص يستخدم العلماء هذه المضغة غير المخلقة او التي تبدأ بعد مرحلة التمايز ـــ تكشف الخلايا الذي يؤدي لظهور الاعضاء والاجهزة ـــ في عملية استـنساخ الاعضاء بتوجيه الخلايا وتسخيرها لتـتكشف لخلايا معينة الحصول على الاعضاء المطلوب استـنساخها. {يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة}. وسبحان الله الذي وصف هذا الوصف الدقيق: {اليس ذلك بقادر على ان يحيى الموتى} ـــ القيامة.
ولكن شتان بـين احياء الموتى من العظام وبـين استـنساخ الموتى ايضاً من العظام، فالاستـنساخ بحاجة الى بويضة ـــ نواتها مفرغة ـــ ورحم، علاوة على انه بالاستـنساخ سنعيد صورة الراحل وليس شخصيته لانه لا يمكن تجاهل ان الصفات الوراثية لا يمكن اظهارها الا بالظروف البـيئية المحيطة وكل ما في الامر انه بالشطارة العلمية اخذنا لك لقطة حية برغم كونك عظاماً وتصبح مسألة حفظ جينات العظماء لاعادتهم للحياة مرة اخرى اكذوبة وليست حقيقة. ولكن يـبقى هناك هدف اخر من هذه القضية وهو استخدام بعض الجينات المسؤولة عن بعض الصفات، المرغوبة وامكانية زرعها في اجنة جديدة للحصول على هذه الصفات ومن هنا يحلم العلماء بــإمكانية تحقيق حلم السوبرمان.. ومن اهم تطبـيقات الاستـنساخ العملية انه امكن استـنساخ بعض الاعضاء كقطع غيار من نفس الشخص بل وتحقق بالفعل في العام الماضي استـنساخ بعض الاعضاء، ويستخدم الاستـنساخ العلاجي لانقاذ مئات المرضى الذين يعانون من امراض السكر والكبد والقلب وامراض الدم واضطرابات المناعة. والاستـنساخ هو عبارة عن تكاثر او توالد بدون اخصاب او تلقيح )اي بدون ان تخصب البويضة بنطاف( اي ينـتج من شخص واحد قد يكون ذكر وانـثى ويمكن الاستغناء عن الذكور ولكن لا يمكن الاستـغناء على الاناث بأي حال من الاحوال لان الانـثى هي التي تحتوي على البويضة التي تـزرع فيها خلية المستـنسخ سواء كانت هذه الخلية من ذكر او انـثى.. شيء مضحك.. كوميدياً.. اي نحن لسنا بحاجة الى رجل.
وقد تم بالفعل انتاج اجنة بشرية باستخدام تقنيات الاستـنساخ والشركة التي سعت الى ذلك كان هدفها الحصول على اجنة مبكرة )خلايا لم تـتكشف بعد مضغة غير مخلقة( لعزل خلايا جذعية لتصبح المخزن الاساس والاولى لانماء الخلايا المختلفة من خلايا عصبـية او عضلية او نسج اخرى مختلفة بديلة.. اي بعبارة ابسط قطع غيار مختلفة تستعمل لعلاج مصابـين بعلل مختلفة ومتباينة او ممن يعانون بتر عضو ما من الاعضاء فالهدف هنا العلاج ولذلك يطلقون عليه العلاج بالاستنساخ والاهم من ذلك كله هو القضاء تماماً على مسألة رفض المريض للخلايا الجديدة او الاعضاء الجديدة لانها مأخوذة من المريض نفسه اذ امكن استخدام خلايا المريض ذاته )استخدام المادة الجينية الوراثية لتوليد مثلا جزيرات بنكرياسية لعلاج مرض السكر او للحصول على خلايا عصبـية لاصلاح الاحبال الشوكية التالفة( وهذا كله يختلف كل الاختلاف عن الاستـنساخ التوالدي Clon Reproductive الذي ينشأ نتيجة غرس او زرع خلية من فرد ما كاملة العدد الكروموسومي في رحم امرأة للحصول على صورة مطابقة لنفس الفرد او ذات الفرد المأخوذ منه تلك الخلية اي ولادة طفل مستـنسخ. ولنا ما نـتخيله في مسألة تبرع او بـيع النساء )في الخارج( لبـيضها وكانها فراخ. فالهدف الرئيسي هو كيفية العلاج، فمثلاً عندما يجمع بـيض من امرأة مصابة بمرض القلب وتفعيله وحثه في المعمل لانتاج خلايا عضلية قلبـية تـتـنامى في اطباق بتري )المعملية( لغرسها في المأة ذاتها لاصلاح المنطقة المصابة في قلبها. ايضاً هناك محاولة لاستخدام تلك التقنية «الاستـنساخ العلاجي» في Androgennsis تولد الذكورة لتكوين خلايا جذعية لعلاج رجل ما الا انها ستكون اكثر صعوبة لاحتياجها الى النقل او الزرع )زرع نطف الرجل المصاب( في بيضة نزعت نواتها.
الكائن المستـنسخ لم يأت نتيجة اخصاب بيضة بنطفة )نطفة مخلقة وغير مخلقة( وانما نمط جديد. ولم يعد جنيناً لانها بـيضة منشطة Activated او مفعلة )نامية( وانها ليست جنيناً.. كرة من الخلايا لا يزيد حجمها على حجم نقطة في نهاية هذه الجحملة. فهو لم يتشكل بعد وكلها ايام فقط فما المانع استخدام هذه الخلايا في انقاذ الاطفال والبالغين المرضى. استخدام البـيض المفعل يؤدي الى انقاذ الحياة. قد يلجأون الى الاتجار بهذه القضية كالمعتاد وهي ان كل الاشياء الان تخضع للمكسب والخسارة ومسألة الحصول على بيض بشري )انـثوي بالقطع( بغرض البحث العلمي مسألة في غاية الخطورة. سلاح ذو حدين وعملية الحث الهرموني لانـتاج عدد كبير من البـيض )حيث ان المرأة عادة ما تـنـتج بـيضة واحدة فقط او اثـنـتين كل شهر( باستخدام العقاقير المنبهة )للتبويض( لها اثار جانبية خطيرة على المرأة اذ انها قد تؤدي الى تلف في الكبد او قصور كلوي او سكتة دماغية.. فلا تـنس ان لكل شيء ضريبة وضريبة التطور العلمي وهي اندثار الانسانية والرحمة.
*
*
*
*
علم النفس حول العالم
رد مع اقتباس
