لماذا حين رحلت اختفت الطيور...
لماذا الشمس لم تعد في فلكها تدور...
لماذا ماتت الحمائم...
لماذا نفقت لعنادل...
واعلنت الفراشات اضرابا مفتوحا...
وجفت بحور...
لماذا البرد اشد قسوة...
والنار باردة...
والمكيف يهزا بي...
لماذا جمعت كل شيء جميل في حقيبتك ورحلت...
وتركتني للضياع والجنون والتوهان...
هذه اوراقك ومسوداتك التي رميت كما رميتني...
اقراها بيد ترتجف...اغسلها بدموعي ...
فلا هي عادت تصلح للقراءة ....
ولا انا عدت اصلح للحياة....
هذه مخدتك لازالت تحتفظ بعطر انفاسك...
لم اغيرها ...
اشمها ...
اضمها...
اكلمها...
اتضرع لها...
هذا عقب سيجارتك...
التي احرقت كما احرقتني...
يؤنسني يتساقط رماده على رمادي...
نتلاحم في اغنية جنائزية نؤبن فيها حبك...
هنا في هذا الركن حيث كنت تستمع لموسيقاك...
اقمت محرابا اصلي فيه...
صمت موزار وشوبان...
وخرست فيروز...
واصيبت ام كلثوم بنزلة برد...
لان المكان لم يعد فيه دفؤك...
واصبحت تعوي فيه رياح غيابك...
حبيبي ...
عد الي لاتصالح مع ذاتي...
فانا بدونك شبح يتنقل بين البشر...
لا تهمني همومهم...
لا تحركني مشاعرهم...
لا تسعدني افراحهم...
حبيبي... عد الي ...لاعرف معنى لحياتي
بقلم آخر النساء