النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: من يساعدني الله يساعده دنيا وآخره!!!

  1. #1
    إدارة عامة الصورة الرمزية وجن محمد
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    29,841

    من يساعدني الله يساعده دنيا وآخره!!!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اختي في الجامعة وطالبين منها عدة بحوث للفصل الدراسي هذا(الاول)
    1/اساس البلاغة
    2/تاج اللغة وصحاح العربية
    3/ العين
    4/كنز الحفاظ
    5/ المعرب
    6/الاضداد في اللغة
    7/جمهرة اشعار العرب
    8/فقه اللغة وسر العربية
    9/لسان العرب
    10/جمهرة اللغة
    11/القاموس المحيط
    12/المخصص
    13/طبقات الشعراء
    14/الكتاب
    15/معجم مقاييس اللغة
    كل هذي المعاجم مطلوب منها بحوث عن كل واحد وبشرط ان لايقل عن صفحتين طبعا البحث مفتوح مع ذكر نبذة عن المؤلف والكتاب
    تكفون الله يعافيكم ساعدوها لان كل اسبوع بحث
    جعلها الله في موازين حسناتكم وجعلكم ممن يقال لهم (ادخلوها بسلام)
    ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾
    الأنعام 15

    "لو لم يكن لنا من رادع عن معصية ربنا إلا هذه الآية لكفتنا"

    !
    ليكن حظ المؤمن منك ثلاثاً : إن لم تنفعه فلا تضره ، وإن لم تفرحه فلا تغمه ، وإن لم تمدحه فلا تذمه













  2. #2

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    ما شاء الله كل هذا المعاجم موجودة ؟؟


    المشكلة من وين الواحد يوفر كل ذا المعاجم من شان يطلع لها البحث عنهم



    ان شاء الله اقدر اتحصل على اي شي منهم


    وراح اكون في الخدمة


    تحياتي لك
    [align=center][/align]

  3. #3

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    هذا رابط تحصلين فيه كثير من القواميس العربية مع نبذة بسيطة عن كل قاموس

    http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10047

    اتمنى انك تستفيدين منه


    ولو حصلت اي شي جديد راح انزله لك ان شاء الله خلال الفترة الجاية


    تمنياتي للجميع بالتوفيق
    [align=center][/align]

  4. #4

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]كتاب جمهرة اللغة لابن دريد

    أبي بكر محمد بن الحسن الأزدي البصري
    المتوفي سنة 312
    نسبه :
    هو أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية .... بن وهب ..... وينتهي نسبه إلى اللغوي البصري، ولد بالبصرة سنة 223 هـ، ومات سنة 321 هـ، وكان ابن دريد من بيت علم ورئاسة كان أبوه من الرؤساء وذوي اليسار, وكان عمه وجده من العلماء, وقد روي عنهم الأنساب والأخبار. وقد تأدب ابن دريد بالبصرة وقرأ على علمائها في طلب اللغة والأدب والشعر والنسب
    شعره:
    شعره كثير، ومن أشهره قصيدته (المقصور) التي تغلغلت في البلاد وانتشرت، فأراد الشعراء مقابلتها ومساجلتها ففشلوا، ولم يبلغ شوطها أحد ولا صيتها، فهي جامعة لأخبار العرب وآثارها مع سلامة في ألفاظها وعذوبة في حوارها، وقد طبعت مراراً بإسلامبول ومصر وأوروبا مع شروح مختلفة. وهناك قصيدة أخرى في (المقصور والممدود) طبعت أيضاً، هذا بالإضافة إلى أشعاراً كثيرة ذكرها القالي في أماليه، والزجاجي وغيرهما.
    شيوخه
    من أهمهم: السجستاني، ابن هارون الأشنانداني، الريشاني، الكلاني، الجرموزى، الفضل بن العلاف، العتبي، الغنوي
    تلاميذه
    من أهمهم: أبو سعيد السيرافي، أبو علي القالي، الرماني النحوي، أبو الفرج الاصبهاني صاحب الأغاني، ابن خالويه، الزجاني.
    مؤلفاته:
    من أهم مؤلفات ابن دريد (كتاب الجمهرة في اللغة)، وبخلاف هذا الكتاب، هناك مجموعة كبيرة من الكتب والمؤلفات، منها على سبيل المثال: كتاب السرج اللجام، كتاب الاشتقاق، كتاب الملاحن، كتاب صفة السحاب والغيث والرواد، كتاب المقتبس، كتاب الوشاح على نهج، كتاب المحبر لابن حبيب، كتاب الخيل الكبير، كتاب الخيل الصغير، كتاب الأنواء، كتاب المقصور الممدود، كتاب السلاح.
    • المنهج الذي سار عليه ابن دريد:
    سار ابن دريد في معجمه جمهرة اللغة على الترتيب الألفبائي العادي، ووضع الكلمات تحت أسبق حروفها ولكن بنظام معين، هو:
    1 - قسم أبنية الكلام إلى ثنائي وثلاثي ورباعي وخماسي وسداسي, ولفيف
    2 - لم يكتف بهذه القسمة السداسية فعقد الموضوع بتقسيمات فرعية، فرتب الكلمات تحت كل باب على الترتيب الهجائي العادي.
    3 - اتبع نظام التقليبات, ومعنى هذا أننا لا نجد الكلمة تحت حرفها الأول, وإنما تحت أسبق حروفها في الترتيب الهجائي مهما كان مكان هذا الحرف. فكلمة (عبد) توجد في الباء لأنه أسبق الحروف في الترتيب. وكلمة (سمع) توجد تحت السين, وهكذا .
    مآخذ على المنهج
    1 – التكرار: حيث جعل قسماً للثنائي الصحيح، وهو ما ضعّف فيه الحرف الثاني مثل (أزز)، ثم جعل قسماً للثلاثي يجتمع فيه حرفان مثيلان في أي موضع، وذلك يشمل الثنائي الصحيح وزيادة.
    2 - اعتبر الهمزة من حروف العلة
    3 – وضع باباً سماه (اللفيف)، وهو يضم الكلمات التي جاءت على أوزان قليلة، وقد أورد بعضها بدون ترتيب، والبعض الآخر سبق توزيعه على الأبواب الأخرى.
    4 - في باب الثلاثى الصحيح ذكر أمثلة للثلاثى المعتل، مع أنه أفرد باباً خاصاً للمعتل.
    5 - اعتبر تاء التأنيث أحياناً من بنية الكلمة، وعدها ضمن حروفها. ومثال على ذلك كلمة (عجة) في مادة ج ع هـ وقال: (العجة ضرب من الطعام عربية صحيحة). والأصح أن تذكر في الثنائي الصحيح. والغريب أن ابن دريد ذكرها مرة ثانية في باب (باب من الثلاثى يجتمع فيه حرفان مثلان في أي موضع)!!
    6 – التناقض الذي وقع فيه، حيث ذكر في المقدمة، إنه سيأتي بكلام العرب، وسيتجاهل الوحشي والمستنكر من كلامهم .. فأكثر في معجمه من الألفاظ الغريبة، وانفرد بأشياء لم ترد في معاجم غيره. (ويبدو أن معظم أخطاء ابن دريد نتنجت من عدم خبرته بعلم الصرف)
    الكتب المؤلفة على الجمهرة
    منذ ألفت الجمهرة عكف الأدباء عليها من بين درس وحفظ واختصار وإيضاح، وأول من ألف في ذلك أبو عمر الزاهد غلام ثعلب، وكان واسع الرواية غير أن له نوادر وغرائب أخطأ فيها واستدرك ما فات ابن دريد وسماه (فائت الجمهرة). و ألف أبو العلاء المعري كتاباً في شرح شواهد الجمهرة وسماه (جوهرة الجمهرة). كما اختصرها شرف الدين محمد بن نصر بن عنين الشاعر وكان يحفظها. وقد جمعها ابن مكرم في (لسان العرب)، وابن سيده في (محكمه ومخصصه).[/align]
    [align=center][/align]

  5. #5

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]
    كتاب جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام
    تأليف أبي زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي
    تحقيق علي محمد البجاوي
    ــــــــ
    يُنسب هذا الكتاب إلى أبي زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي. والمعلومات عن القرشي ضئيلة جداً، حيث لا توجد له ترجمة وافية في كتب الطبقات والتراجم. كما حاول الدارسون أن يحددوا الفترة الزمنية التي عاش فيها القرشي، ولكنهم فشلوا في ذلك. وكان من الممكن حسم هذا الأمر بالعودة إلى سلسلة الرواة، ولكن الأمر كان صعباً، لأن القرشي كان يستند إلى راوي الخبر مباشرة. فكثراً ما نقرأ: قال أبو عبيدة .. وقال المفضل!! أي أن القرشي كان يسقط سلسلة الرواة ويسند القول إلى قائله مباشرة. وكتاب الجمهرة يتفق مع المفضليات والأصمعيات فيما يختص بالاختيارات، حيث إنه كتاب يقوم على اختيار القصائد من الشعر الجاهلي والمخضرم والإسلامي.
    منهج الكتاب
    1 – قسم المؤلف الكتاب إلى قسمين، وقسم القسم الأول إلى بابين، والباب الأول منهما تم تقسيمه إلى خمسة فصول.
    2 - تحدث في الفصل الأول عن ألفاظ القرآن ومدى تشابهها مع كلام العرب في الجاهلية.
    3 - تحدث في الفصل الثاني عن أول من قال الشعر.
    4 - تحدث في الفصل الثالث فيما روي عن النبي.
    5 - تحدث في الفصل الرابع عن الجن في الشعر.
    6 - تحدث في الفصل الخامس عن أخبار الشعراء وطبقاتهم، ومن ذلك: خبر امريء القيس، تفاضل الشعراء، خبر زهير، خبر النابغة الذبياني، خبر الأعشى البكري، خبر لبيد بن ربيعة، خبر عمرو بن كلثوم، خبر طرفة، صحيفة المتلمس، أصحاب السموط، أصحاب السبعة الطوال، أصحاب المجمهرات، أصحاب المنتقيات، أصحاب المذهبات، أصحاب المراثي، أصحاب المشوبات، أصحاب الملحمات.
    7 - أما الباب الثاني فتحدث فيه عن شعر شعراء الطبقة الأولى (السموط)، فأورد بالشرح والتعليق معلقات: امريء القيس، زهير، النابغة، الأعشى، لبيد، عمرو بن كلثوم، طرفة.
    8 - وفي القسم الثاني من الكتاب تحدث المؤلف في بابه الثالث عن شعر شعراء الطبقة الثانية (المجمهرات) – أي المحكمة السبك - فأورد بالشرح والتعليق قصائد: عنترة، عبد بن الأبرص، عدي بن زيد، بشر بن أبي خادم، أمية بن أبي الصلت، خداش بن زهير، النمر بن تولب.
    9 - وفي الباب الرابع تحدث عن شعر شعراء الطبقة الثالثة (المنتقيات)، فأورد بالشرح والتعليق قصائد: المسيب بن علي، المرقش، المتلمس، عروة بن الورد، المهلهل بن ربيعة، دريد بن الصمة، المتنخل الهذلي.
    10 - وفي الباب الخامس تحدث عن شعر شعراء الطبقة الرابعة (المذهبات) فتحدث بالشرح والتعليق عن قصائد حسان بن ثابت، عبد الله بن رواحة، مالك بن عجلان، قيس بن الخطيم، أحيحة بن الجلاح، أبي قيس بن الأسلت، عمرو بن امريء القيس.
    11 - وفي الباب السادس تحدث عن شعر شعراء الطبقة الخامسة (المراثي) فتحدث بالشرح والتعليق عن قصائد أبي ذؤيب، محمد بن كعب الغنوي، أعشى باهلة، علقمة، أبي زيد الطائي، متمم بن نويرة، مالك بن الريب.
    12 - وفي الباب السابع تحدث عن شعر شعراء الطبقة السادسة (المشوبات) – أي التي شابها الكفر والإسلام - فتحدث بالشرح والتعليق عن قصائد النابغة الجعدي، كعب بن زهير، القطامي، الحطيئة، الشماخ، عمرو بن أحمر، تميم بن أبيّ بن مقبل.
    13 - وفي الباب الثامن والأخير تحدث عن شعر شعراء الطبقة السابعة (المُلحمات) – أي الملتحمة في نظمها - فتحدث بالشرح والتعليق عن قصائد الفرزدق، جرير، الأخطل، عبيد الراعي، ذي الرمة، الكميت، الطرماح.
    14 – قيد القرشي نفسه باختيار قصيدة واحدة لكل شاعر من الطبقات السبع، فكان مجموع المختارات تسعاً وأربعين قصيدة لتسعة وأربعين شاعراً.
    ملاحظات الدكتور عز الدين إسماعيل على منهج الكتاب:
    1 – لم يذكر القرشي الفروق الفنية التي جعلت طبقة تتقدم على طبقة أخرى في الترتيب.
    2 – رتب القرشي طبقاته بصورة فنية، وفي بعض الأحيان رتبها بصورة موضوعية.
    3 – لم يوضح القرشي على أي أساس فني أو موضوعي تم اختياره لقصيدة أي شاعر.
    4 – اعتمد القرشي على الأحكام النقدية السابقة، التي لا تدل على شيء من النقد، مثل: امرؤ القيس أشعر الناس .. النابغة أشعر الناس .. الأعشى أشعر الناس .. زهير أشعر الناس.
    أما المحقق فقد قام بوضع فهرسين، الأول عن الشعراء والآخر عن قوافي الشعر والشعراء.
    أهمية كتاب الجمهرة:
    لكتاب جمهرة أشعار العرب أهمية كبرى في مجال البحث، في هذه الأمور:
    1 – فيما يتعلق باستخدام القرآن الكريم للألفاظ والتراكيب التي استخدمها الشعراء من قبل.
    2 – روايات تتعلق بموقف الرسول صلى الله عليه وسلم من الشعر.
    3 – تصور العرب قديماً لشياطين الشعر.[/align]
    [align=center][/align]

  6. #6

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]طبقات الشعراء لابن المعتز
    تحقيق عبد الستار أحمد فراج
    التعريف بالمؤلف :
    هو عبد الله بن المعتز بن المتوكل بن المعتصم بن هارون الرشيد، أمه أم ولد تسمى (خاين) كما جاء في كتاب النجوم الزاهرة، أو اسمها (حايز) كما جاء في كتاب عقد الجمان. وُلد عام 247هـ، ومات مقتولاً بالخنق عام 296هـ، وذلك بعد أن ثار العسكر على الخليفة المقتدر، وبايعوا ابن المعتز خليفة، ولكن الثورة فشلت، ولم تستمر المبايعة لابن المعتز، الذي لم يهنأ بلقب الخليفة إلا يوماً واحداً. وبالرغم من ذلك يُعد ابن المعتز من الشعراء المرموقين، وكان أبوه شاعراً أيضاً، ويستطيع القاريء الاطلاع على شعر هذا الأب في معجم الشعراء والأغاني وتاريخ بغداد والعقد الفريد.
    أساتذة وتلاميذ ابن المعتز:
    أول أستاذ له هو محمد بن عمران بن زياد، الذي حفظه القرآن والأخبار وما يتعلق بالأدب. وأحمد بن سعيد الدمشقي، الذي تعهده منذ صغره وكان يلازمه في كبره وقد روى أدب ابن المعتز بعد مقتله. وبخلاف هذين الأستاذين، نجد محمد بن يزيد المبرد العالم اللغوي الأديب المشهور الذي كان مقيماً عند ابن المعتز لفترات طويلة، وأبو العباس أحمد بن يحي المشهور بثعلب الذي كان يبعث إليه باستمرار في أمور علمية كثيرة، والحسن بن عليل العنزي وكان محدثاً وصاحب أدب وأخبار، ومحمد بن هبيرة الأسدي، وأخيراً أحمد بن صالح المشهور بابن أبي فنن وهو ممن ترجم له ابن المعتز في كتابه الطبقات. وقد روى شعر ابن المعتز (أبو بكر الصولي)، الذي أدركه وعاش بعده زمناً طويلاً, وكتب عنه في كتابه (أشعار أولاد الخلفاء)، ويُعتبر من تلاميذه.
    مؤلفات ابن المعتز:
    كتاب الزهر والرياض، كتاب حلي الأخبار، كتاب البديع، كتاب الجوارح والصيد، كتاب أشعار الملوك، مكاتبات الإخوان بالشعر، كتاب الآداب، كتاب السرقات، كتاب طبقات الشعراء، كتاب الجامع في الغناء، كتاب فيه أرجوزة في ذم الصبوح، كتاب فصول التماثيل.
    منهج كتاب طبقات الشعراء
    من الملاحظ أن ابن المعتز في كتابه (طبقات الشعراء)، كان يكتب بطريقة السند حتى عن معاصريه، أي بإسناد الأخبار والروايات عن أقوال الآخرين. والسبب في ذلك، أنه كان أميراً وابن خليفة ومرشحاً للخلافة، لذلك لم يكن يسعى إلى الناس لتلقي الأخبار، بل كانت الناس تأتيه بالأخبار حتى داره، وذلك تبعاً لمكانته الاجتماعية والسياسية. وبناءً على ذلك أراد ابن المعتز أن يؤلف كتاباً فريداً، فقام باختصار بعض الأشعار، وذكر ما كان شاذاً في دواوين الشعراء، وتعمد ذكر ما لم تذكره الكتب الأخرى عن شعر شعراء كتابه. ونستطيع أن نحدد منهج ابن المعتز في تأليف كتابه الطبقات من خلال هذه النقاط:
    1 - لم يكن ابن المعتز راوية، بل كان ذواقاً للأدب، مما أثر على أحكامه الانطباعية
    2 - قصر اهتمامه على القصائد والأخبار التي كان يعرفها من العامة
    3 - جمع أشعاراً لا توجد في الكتب الأخرى المماثلة لكتابه
    4 - كان يأتي بالأخبار بدأً من القصص وما روي عن الشاعر، ثم يأتي بالشعر الجيد له
    5 - كان يتحرى سيرة كل من يترجم له فيختار الشاعر الجيد ويبتعد عن ذكر من يعيبه
    6 - كان يكتب بطريقة السند حتى عن معاصريه
    7 - كان متواضعاً في كتابه بالرغم من مكانته الاجتماعية والسياسية
    8 - حدد ابن المعتز كتابه بفترة زمنية محددة، حيث تحدث عن طائفة من الشعراء الذين مدحو بني العباس.
    9 - أشار إلى المشهور من شعرهم بين العامة، وسمى أمهات القصائد وروائعها لتكون في متناول القارئ، ثم عكف على النوادر التى لا يحيط بها إلا الخاصة، فسجلها حفظاً لها من الاندثار.
    10 - حرص ابن المعتز على اختيار أبرز الأخبار وأوضحها في حياة الشعراء، خاصة تلك التي جرت مع بني العباس ورجالهم، وروى الأخبار بالسند المتصل عن غيره.
    11 - اكتسبت بعض أخباره أهمية كبيرة لإضاءتها جوانب الشعراء المختلفة، منها التعريف بثقافاتهم والعلوم التي حصلوها، وشيوخهم الذين تتلمذوا على أيديهم، وأخلاقهم وأحوالهم.
    12 - لم يهتم ابن المعتز بأنساب شعرائه، أو تواريخ مولدهم ووفاتهم، وما ورد من ذلك قليل لا يعد منهجاً مطرداً.
    13 - حفل ابن المعتز بالرأي النقدي فيما أثبته لشعرائه، وكان أوضح ما عكف عليه في ذلك مناصرة الشعراء المحدثين وتأكيد أصالتهم، ورفع بعضهم فوق القدماء.
    14 - لم يخرج ابن المعتز في نقده عن المألوف قبله، حيث وقف على المعاني الجزئية والأبيات الشاردة، ويزداد إعجابه بروعة التشبيه، وتعدد الفنون البلاغية في البيت وينبه على السهل الممتع من الشعر.
    محتوى الكتاب وأهميته:
    سمى ابن المعتز كتابه (طبقات الشعراء المتكلمين من الأدباء المتقدمين)، وأكثر من نقلوا عنه أطلقوا على الكتاب اسم (طبقات الشعراء). ويُعتبر هذا الكتاب من أهم الكتب الشعرية في تراثنا العربي، حيث إنه جمع ألواناً متعددة من شعر شعراء الدولة العباسية، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من أخبارهم ونوادرهم، وما لهم من علاقات وصلات. ومثال على ذلك: أخبار ابن هرمة، بشار بن برد، السيد الحميري ...الخ
    ومن الملاحظ أن ابن المعتز أوجز فيما أُشتهر في عهده من الأشعار والأخبار، وقصر اهتمامه على القصائد والأخبار التي انفرد بها كتابه فقط، ومن هنا جاءت أهمية الكتاب كمصدر فريد للمؤرخين والأدباء. وكفى بنا أن نعلم أن كتاب طبقات الشعراء لابن المعتز به ما يقرب من 1500 من أبيات الشعر، التي لا توجد في أي كتاب آخر!!
    الكتب الشبيهة:
    ومن الكتب الشبيهة بكتاب (طبقات الشعراء): الشعر والشعراء لابن قتيبة، طبقات الشعراء لجاهليين والإسلاميين لابن سلام الجمحي، كتاب الشعراء وأنسابهم وكتاب الشعراء وطبقاتهم لأبي جعفر محمد ابن حبيب، طبقات الشعراء لدعبل، طبقات الشعراء لأبي المنعم، طبقات الشعراء لإسماعيل بن يحيى بن المبارك الزيدي، طبقات الشعراء لابن نجم، طبقات الشعراء الجاهليين لأبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، الشعر والشعراء وكتاب عيار الشعر لابن طباطبا العلوي، طبقات الشعراء بالأندلس لعثمان بن ربيعة الأندلسي، الشعر والشعراء لأبي دعامة العبسي، الشعر والشعراء لأبي عبيدة، الشعراء لعبد الله بن أبي سعيد الوراق، الشعراء للأصمعي، الشعراء للقاسم بن سلام، الشعر والشعراء وكتاب طبقات الشعراء وكتاب الأغاني لعمر بن شبة.
    قلة النقل عن كتاب الطبقات:
    رغم أهمية كتاب (طبقات الشعراء) لابن المعتز، إلا أننا لا نجد له ذكراً كثيراً في كتب التراث الشعرية والأدبية .. وبمعنى آخر لم نجد أكثر الكتب الأدبية التراثية الشهيرة التي تلته، تعتمد عليه أو تنقل منه. وبالرغم من ذلك، فهناك بعض الكتب القليلة التي نقلت منه، ومنها: فوات الوفيات، الوافي بالوفيات، مرآة الجنان، عقد الجمان، الإعجاز والإيجاز، مسالك الأبصار، سير النبلاء!! والسبب في عزوف أغلب الكتب التراثية الشهيرة عن النقل من كتاب (طبقات الشعراء)، راجع إلى أمور عديدة، منها:
    1 - قلة نسخ الكتاب ومخطوطاته
    2 - اتجاه الأدباء والرواة إلى ما هو أشمل منه ككتاب الأغاني
    3 - شهرة ابن المعتز فاقت شهرة كتابه الطبقات
    4 - عداء المقتدر لابن المعتز وما أنتجه، حتى بعد مقتله
    5 - اتهام العامة لابن المعتز بعدم ميله وحبه للطالبيين
    من روي عنهم في الطبقات:
    1 - (رواة الحديث الشريف): حيث تتبع أخبارهم وتدوين تاريخهم، مع توثيق لرواياتهم المتصلة بأمور الدين، وأحكام الشريعة التي تُبنى على الصدق وتتجنب الشبهات.
    2 - (رواة الأدب): تحدث فقط عن أصحاب الإنتاج الأدبي في مجالي الشعر والنثر، وبالإضافة إلى من يحبون رجال الأدب ومجالسهم ومساجلاتهم، أو من كان نديماً على الشراب، أو حاضراً دعوة، أو من هو من الأتباع والمملوكين. والملاحظ أن أكثر هؤلاء الرواة لا نعرف أسماءهم، لأن المؤلف لم يذكر إلا كُناهم أو ألقابهم، ولم يذكر الأسماء كاملة.
    ما قام به المحقق:
    1 - ذكر تراجم الشعراء، وبالأخص ما ندر الحديث عنهم في الكتب
    2 - تخريج نصوص الكتاب من عدة مراجع توثيقية
    3 - أثبت ترجمة عباس إقبال للدراسات القيمة حول هذا الكتاب، بعد تنقيحه لها في آخر الكتاب، كما أشار إلى كثير مما صوبه ورمز إليه بالحرف (ق)
    4 - اجتهد كثيراً لإثبات تصحيح أو تحريف بعض الكلمات
    5 - قارن نصوص الكتاب من خلال القرائن الأدبية[/align]
    [align=center][/align]

  7. #7

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    هذا الي قدرت اتحصل عليه في الوقت الحالي

    اعتذر عن التقصير


    تحياتي لك
    [align=center][/align]

  8. #8

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]
    هذا كتاب لسان العرب


    التأليــــف

    ابن منظور محمد بن مُكرَّم بن عليّ بن أحمد بن حبقة الأنصاري الإفريقي كان يُنسب إلى رُوَيْفِع بن ثابت الأنصاري ، من صحابة رسول الله وهو صاحب "لسان العرب" في اللغة.



    وُلِدَ ابن منظور في القاهرة ، وقيل في طرابلس ، في شهر المحرم سنة 630 هـ / سنة 1232 م .
    ولادته

    كانت حياته حياة جد وعمل موصول ، كان عالمًا في الفقه مما أهَّلَه لتولي منصب القضاء في طرابلس ، كما عمل فترة طويلة في ديوان الإنشاء وكان عالما في اللغة ويشهد له بذلك هذا الكتاب الفرد "سان العرب" وقد جمع فيه بين التهذيب والمحكم والصحاح والجمهرة والنهاية وحاشية الصحاح جوّده ما شاء ورتبه ترتيب الصحاح وهو كبير، وكان من أفضل علماء عصره في المعارف الكونية فهو بحق مفخرة من المفاخر الخالدة في التراث العربي ، وسمع من ابن المقير ومرتضى بن حاتم وعبد الرحيم بن الطفيل ويوسف بن المخيلي وغيرهم. وعمَّر وكبر وحدَّث فأكثروا عنه ، وكان مغرى باختصار كتب الأدب المطوَّلة ، اختصر الأغاني والعِقد والذخيرة ونشوان المحاضرة ومفردات ابن البيطار والتواريخ الكبار وكان لا يمل من ذلك، قال الصفدي : لا أعرف في الأدب وغيره كِتابا مطوَّلا إلا وقد اختصره ، قال : وأخبرني ولده قطب الدين أنه ترك بخطه خمسمائة مجلدة ، ويقال إن الكتب التي علقها بخطه من مختصراته خمسمائة مجلدة. وكان عنده تشيُّع بلا رفض، قال أبو حيان أنشدني لنفسه:
    وقلِّبه في يديك لماما ضع كتابي إذا أتاك إلى الأرض
    قُبَلٌ قد وضعتهنَّ تؤَامـا فعلى ختمه وفي جانبيـــه
    قال وأنشدني لنفسه:
    وصدقوا بالذي أدري وتدرينـا الناس قد أثموا فينا بظنهــم
    بأن نحقق ما فينا يظنونــــا ماذا يضرُّك في تصديق قولهم
    بالعفو أجمل من إثم الورى فينا حملي وحملك ذنبًا واحدًا ثقـة


    قال الصفدي : هو معنى مطروق للقدماء لكن زاد فيه زيادة وهي قوله ثقة بالعفو من أحسن متممات البلاغة.

    وذكر ابن فضل الله أنه عَمِيَ في آخر عمره، وكان صاحب نكت ونوادر وهو القائل:

    وقبلت عيدانه الخضر فاك بالله إن جزت بـوادي الأراك،
    فإنني، والله، ما لي سواك فابعث، إلى عبدك، من بعضها،

    منزلته و رحلته العلمية:

    1. معجم "لسان العرب" في اللغة .
    2. مختار الأغاني .
    3. مختصر " تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي في عشرة مجلدات .
    4. مختصر " تاريخ دمشق " لابن عساكر .
    5. مختصر " مفردات ابن البيطار " .
    6. مختصر " العقد الفريد " لابن عبد ربه .
    7. مختصر " زهر الآداب " للحصري .
    8. مختصر " الحيوان " للجاحظ .
    9. مختصر " يتيمة الدهر " للثعالبي .
    10. مختصر " نشوان المحاضرة " للتنوخي .
    11. مختصر " الذخيرة " .
    مؤلفاته:
    توفّي في مصر سنة 711 هـ / 1211م .
    وفاته

    مُقدِّمَةُ الْمُؤَلِّفِ

    قال ابن منظور عبد الله محمد بن المكرم بن أبي الحسن بن أحمد الأنصاري الخزرجي ، عفا الله عنه بكرمه : الحمد لله رب العالمين ، تبركا بفاتحة الكتاب العزيز ، واستغراقا لأجناس الحمد بهذا الكلام الوجيز ، إذ كل مجتهد في حمده ، مقصر عن هذه المبالغة ، وإن تعالى ؛ ولو كان للحمد لفظ أبلغ من هذا لحمد به نفسه ، تقدّس وتعالى ، نحمده على نعمه التي يواليها في كل وقت ويجدّدها ، ولها الأولوية بأن يقال فيها نعدّ منها ولا نعدّدها ؛ والصلاة والسلام على سيدنا محمد المشرَّف بالشفاعة ، المخصوص ببقاء شريعته إلى يوم الساعة ، وعلى آله الأطهار ، وأصحابه الأبرار ، وأتباعهم الأخيار ، صلاة باقية بقاء الليل والنهار .

    أما بعد فإن الله سبحانه قد كرَّم الإنسان وفضله بالنطق على سائر الحيوان ، وشرَّف هذا اللسان العربيَّ بالبيان على كل لسان ، وكفاه شرفا أنه به نزل القرآن ، وأنه لغة أهل الجنان . روي عن ابن عباس رضي الله عنه
    ما قال : قال رسول الله أحبوا العرب لثلاث : لأني عربيّ ، والقرآن عربيّ ، وكلام أهل الجنة عربيّ

    وإني لم أزل مشغوفا بمطالعات كتب اللغات والاطلاع على تصانيفها ، وعلل تصاريفها ؛ ورأيت علماءها بين رجلين : أما من أحسن جمعه فإنه لم يحسن وضعه ، وأما من أجاد وضعه فإنه لم يُجد جمعه ، فلم يُفد حسنُ الجمع مع إساءة الوضع ، ولا نفعت إجادةُ الوضع مع رداءة الجمع . ولم أجد في كتب اللغة أجمل من تهذيب اللغة لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري ، ولا أكمل من المحكم لأبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده الأندلسي ، رحمهما الله ، وهما من أمّهات كتب اللغة على التحقيق ، وما عداهما بالنسبة إليهما ثنيَّات للطريق . غير أن كُلًّا منهما مطلب عسر المهلك ، ومنهل وعر المسلك ، وكأنَّ واضعه شرع للناس موردا عذبا وجلاهم عنه ، وارتاد لهم مرعًى مربعًا ومنعهم منه ؛ قد أخّر وقدّم ، وقصد أن يُعرب فأعجم . فرّق الذهن بين الثنائي والمضاعف والمقلوب وبدّد الفكر باللفيف والمعتل والرباعي والخماسي فضاع المطلوب ، فأهمل الناس أمرهما ، وانصرفوا عنهما ، وكادت البلاد لعدم الإقبال عليهما أن تخلو منهما . وليس لذلك سبب إلا سوء الترتيب ، وتخليط التفصيل والتبويب . ورأيت أبا نصر إسماعيل بن حماد الجوهري قد أحسن ترتيب مختصره ، وشهره ، بسهولة وضعه ، شهرة أبي دُلف بين باديه ومحتضره ، فخف على الناس أمره فتناولوه ، وقرب عليهم مأخذه فتداولوه وتناقلوه ، غير أنه في جو اللغة كالذرّة ، وفي بحرها كالقطرة ، وإن كان في نحرها كالدرّة ؛ وهو مع ذلك قد صحّف وحرّف ، وجزف فيما صرّف ، فأُتيح له الشيخ أبو محمد بن بري فتتبع ما فيه ، وأملى عليه أماليه ، مخرِّجًا لسقطاته ، مؤرِّخًا لغلطاته ؛ فاستخرت الله سبحانه وتعالى في جمع هذا الكتاب المبارك ، الذي لا يُساهَم في سعة فضله ولا يُشارَك ، ولم أخرج فيه عما في هذه الأصول ، ورتبته ترتيب [ الصحاح ] في الأبواب والفصول ؛ وقصدت توشيحه بجليل الأخبار ، وجميل الآثار ، مضافا إلى ما فيه من آيات القرآن الكريم ، والكلام على معجزات الذكر الحكيم ، ليتحلى بترصيع دررها عقده ، ويكون على مدار الآيات والأخبار والآثار والأمثال والأشعار حله وعقده ؛ فرأيت أبا السعادات المبارك بن محمد بن الأثير الجزري قد جاء في ذلك بالنهاية ، وجاوز في الجودة حد الغاية ، غير أنه لم يضع الكلمات في محلها ، ولا راعى زائد حروفها من أصلها ، فوضعت كُلًّا منها في مكانه ، وأظهرته مع برهانه ؛ فجاء هذا الكتاب بحمد الله واضح المنهج سهل السلوك ، آمنا بمنة الله من أن يصبح مثل غيره وهو مطروح متروك . عظُم نفعُه بم اشتمل من العلوم عليه ، وغني بما فيه عن غيره وافتقر غيرُه إليه ، وجمع من اللغات والشواهد والأدلة ، ما لم يجمع مثلُه مثلَه ؛ لأن كل واحد من هؤلاء العلماء انفرد برواية رواها ، وبكلمة سمعها من العرب شفاهًا ، ولم يأت في كتابه بكل ما في كتاب أخيه ، ولا أقول تعاظم عن نقل ما نقله بل أقول استغنى بما فيه ؛ فصارت الفوائد في كتبهم مفرقة ، وسارت أنجم الفضائل في أفلاكها هذه مغرّبة وهذه مشرّقة ؛ فجمعت منها في هذا الكتاب ما تفرّق ، وقرنت بين ما غرّب منها وبين ما شرّق ، فانتظم شمل تلك الأصول كلها في هذا المجموع ، وصار هذا بمنزلة الأصل وأولئك بمنزلة الفروع ، فجاء بحمد الله وفق البُغية وفوق المُنية ، بديع الإتقان ، صحيح الأركان ، سليم ا من لفظه لو كان . حللت بوضعه ذروة الحفاظ ، وحللت بجمعه عقدة الألفاظ ، وأنا مع ذلك لا أدّعي فيه دعوى فأقول شافهتُ أو سمعتُ ، أو فعلتُ أو صنعتُ ، أو شددتُ أو رحلتُ ، أو نقلتُ عن العرب العَرْباء أو حملتُ ؛ فكل هذه الدعاوى لم يترك فيها الأزهري وابن سيده لقائلٍ مقالًا ، ولم يُخليا فيه لأحدٍ مجالا ، فإنهما عيَّنا في كتابيهما عمن رويا ، وبرهنا عما حويا ، ونشرا في خطيهما ما طويا . ولعمري لقد جمعا فأوعيا ، وأتيا بالمقاصد ووفيا .

    وليس لي في هذا الكتاب فضيلة أمتُّ بها ، ولا وسيلة أتمسك بسببها ، سوى أني جمعت فيه ما تفرَّق في تلك الكتب من العلوم ، وبسطت القول فيه ولم أشبع باليسير ، وطالِبُ العلم منهوم . فمن وقف فيه على صواب أو زلل ، أو صحة أو خلل ، فعهدته على المصنِّف الأوّل ، وحمده وذمه لأصله الذي عليه المعول . لأنني نقلت من كل أصل مضمونه ، ولم أبدل منه شيئًا ،
    فيقال فإنما إثمه على الذين يبدلونه بل أديتُ الأمانة في نقل الأصول بالفص ، وما تصرفت فيه بكلام غير ما فيها من النص ؛ فليعتدّ منْ ينقل عن كتابي هذا أنه ينقل عن هذه الأصول الخمسة ، ولْيَغْنَ عن الاهتداء بنجومها فقد غابت لما أطلعتُ شمسَه .

    والناقل عنه يمد باعه ويطلق لسانه ، ويتنوع في نقله عنه لأنه ينقل عن خزانة . والله تعالى يشكر ما له بإلهام جمعه من منة ، ويجعل بينه وبين محرِّفي كَلِمِه عن مواضعه واقيةً وجُنَّةً . وهو المسؤول أن يعاملني فيه بالنية التي جمعتُه لأجلها ، فإنني لم أقصد سوى حفظ أصول هذه اللغة النبوية وضبط فضلها ، إذ عليها مدار أحكام الكتاب العزيز والسنة النبوية ؛ ولأن العالِمَ بغوامضها يعلم ما توافق فيه النيةُ اللسانَ ، ويخالف فيه اللسانُ النيةَ ، وذلك لِما رأيتُه قد غلب ، في هذا الأوان ، من اختلاف الألسنة والألوان ، حتى لقد أصبح اللحن في الكلام يعد لحنًا مردودًا ، وصار النطقُ بالعربية من المعايب معدودًا . وتنافس الناسُ في نصانيف الترجمانات في اللغة الأعجمية ، وتفاصحوا في غير اللغة العربية ، فجمعت هذا الكتاب في زمنٍ أهلُهُ بغير لغته يفخرون ، وصنعته كما صنع نوحٌ الفلكَ وقومُه منه يسخرون ، وسميته [ لسانَ العرب ] وأرجو من كرم الله تعالى أن يرفع قدر هذا الكتاب وينفعَ بعلومه الزاخرة ، ويصلَ النفع به بتناقل العلماء له في الدنيا وبنطق أهل الجنة به في الآخرة ؛ وأن يكون من الثلاث التي ينقطع عمل ابن آدم إذا مات إلا منها ؛ وأن أنال به الدرجات بعد الوفاة بانتفاع كل من عمل بعلومه أو نقل عنها ؛ وأن يجعل تأليفه خالصا لوجهه الجليل ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .

    قال عبد الله محمد بن المكرّم : شرطنا في هذا الكتاب المبارك أن نرتبه كما رتب الجوهري صحاحَه ، وقد قمنا ، والمنة لله ، بما شرطناه فيه . إلا أن الأزهري ذكر ، في أواخر كتابه ، فصلا جمع فيه تفسيرَ الحروف المقطَّعة ، التي وردت في أوائل سور القرآن العزيز ، لأنها ينطق بها مفرّقة غير مؤلّفة ولا منتظمة ، فتَرِد كل كلمة في بابها ، فجعل لها بابًا بمفردها ؛ وقد استخرتُ اللهَ تعالى وقدمتها في صدر كتابي لفائدتين : أهمهما مقدَّمُهما ، وهو التبرك بتفسير كلام الله تعالى الخاص به ، الذي لم يشاركه أحد فيه إلا من تبرك بالنطق به في تلاوته ، ولا يعلم معناه إلا هو ، فاخترت الابتداء به لهذه البركة ، قبل الخوض في كلام الناس ؛ والثانية أنها إذا كانت في أول الكتاب كانت أقرب إلى كل مُطالع من آخره ، لأن العادة أن يُطالع أول الكتاب ليكشف منه ترتيبه وغرض مصنفه ، وقد لا يتهيأ للمُطالع أن يكشف آخره ، لأنه إذا اطلع من خطبته أنه على ترتيب الصحاح أيِس أن يكون في آخره شيء من ذلك ، فلهذا قدَّمتُه في أوّل الكتاب . [/align]
    [align=center][/align]

  9. #9

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]هذا كتاب القاموس المحيط

    التأليــــف

    لفيروزآبادي أبو طاهر مجد الدين محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيرازي الإمام اللغوي الشهير.



    ولد بكارَِزين وهي بلدة بفارس ـ وقد صرح هو بذلك في مادة ك ر ز ـ سنة تسع وعشرين وسبعمائة هجرية ، أي في فترة العصر المغولي الذي بدأ بسقوط بغداد في قبضة التتار على يد هولاكو سنة 656 هـ ، وانتهى بدخول العثمانيين مصر سنة 923هـ ، وجاءت ولادته بعد وفاة "ابن منظور" صاحب "لسان العرب" بثماني عشرة سنة.
    ولادته

    ظهرت أمارات نبوغه منذ نعومة أظفاره ، فحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين ، وجوّد الخط ـ وهو أمر يندر في مثل هذه السن ـ ؛ مما دفع والده شيخ الإسلام سراج الدين يعقوب إلى الاعتناء به ، فأقرأه اللغة والأدب ، ثم أخذ به إلى مشاهير علماء شيراز ، فقرأ على القوام عبد الله بن محمود بن النجم ، وسمع "صحيح" البخاري و"جامع" الترمذي من الشمس أبي عبد الله محمد بن يوسف الأنصاري الزَّرَنْدي المدني ، وكان جُلُّ قصده في اللغة ، فمهر بها حتى فاق أقرانه .
    نشأته

    دفعه نهمه في العلم إلى ترك وطنه ، فخرج مُيمِّمًا وجهه شطر الفحول من العلماء في شتى الأقطار ، فرحل إلى العراق ، ودخل واسطَ ، وقرأ بها القراءات العشر على الشهاب أحمد بن علي الديواني ، ثم دخل بغداد ، وأخذ عن قاضيها ومدرس النظامية عبد الله بن بكتاش وغيره ، ثم ارتحل إلى دمشق ، فدخلها سنة خمس وخمسين ، وسمع بها من التقي السُّبْكي وأكثر من مائة شيخ ، منهم ابن الخباز ، وابن القيِّم ، وأحمد بن عبد الرحمن المرداوي ، وأحمد بن مظفَّر النابُلسي ، ودخل بعلبك وحماة وحلب ، ثم دخل القدس ، فسمع بها من العلائي والتقي القَلْقَشندي ، وكثُرَ بها الأخذُ عنه ، فمِمَّنْ أخذ عنه الصلاح الصفدي ، وأوسع في الثناء عليه ، ثم دخل القاهرة بعد أن سمع بغزة والرملة ، فكان مِمَّنْ لقيه بها البهاءُ بنُ عَقيل ، والجمال الإسنوي ، وابن هشام ، وجال في البلاد الشمالية والشرقية ، ودخل الروم والهند ، وعاد منها على طريق اليمن قاصدا مكة ، فسمع بها من الضياء خليل المالكي وغيره ، إلى أن ألقى عصا التسيار في زَبيد باليمن ، فتلقَّاه الملكُ الأشرفُ إسماعيلُ بالقبول ، وبالغ في إكرامه ، وصرف له ألف دينار ، سوى ألف كان أمرَ ناظرَ عدن بتجهيزه بها ، وولَّاه قضاءَ اليمن كلِّه ، واستمر مقيمًا في كنفه على نشر العلم ، فكثُرَ الانتفاعُ به ، وقصده الطلبةُ ، فاستقرت قدمه بزَبيد مع الاستمرار في وظيفته إلى حين وفاته ، وهي مدة تزيد على عشرين سنة بقية حياة الأشرف ثم ولده الناصر أحمد ، وفي مدة إقامته بزَبيد قدم مكة مرارًا ، فجاور بها وبالمدينة النبوية والطائف .
    رحلته

    تلقَّى الفيروزآبادي علومه عن مشاهير علماء عصره كما يتبيَّن من خلال رحلته ، كما أخذ عنه علماءُ هم جهابذة زمانهم كابن حجر والصلاح الصفدي وابن عقيل والجمال الإسنوي ، مما هيَّأ له ـ إضافةً إلى نبوغه ـ أسبابَ الشهرة ، ومهَّد له الارتقاءَ إلى منزلة رفيعة ، نال بها حُظوة كبيرة لدى العلماء والحكام ، فأخذوا يُطرونه ويُثنون عليه ويصفون جليل قدره ، وكبير شأنه . قال ابن حجر : ولم يُقدَّر له قط أنه دخل بلدًا إلا وأكرمه متولِّيها ، وبالغ في إكرامه ، مثل شاه شجاع صاحب تَبْريز ، والأشرف صاحب مصر ، والأشرف صاحب اليمن ، وابن عثمان صاحب التركية ، وأحمد بن أويس صاحب بغداد وغيرهم . ويذكر ابن حجر قوة حافظته وحِدَّة ذكائه ، فيقول : وكان سريع الحفظ بحيث كان يقول: لا أنام حتى أحفظ مائتي سطر. ثم ذكر أنه لقيه ، وأخذ عنه ، فقال : اجتمعت به في زَبيد وفي وادي الخصيب ، وناولني جُلَّ "القاموس" ، وأَذِنَ لي مع المُناولة أن أرويه عنه ، وقرأتُ عليه من حديثه عدة الأجزاء ، وسمعتُ من المسلسل بالأولية بسماعه من السُّبْكي ، وكتب لي تقريظًا على بعض تخريجاتي أبلغ فيه ولقد بلغ من منزلته أن السلطان الأشرف جلس في درسه ، وسمع الحديث منه . قال الخزرجي : وفي شهر رمضان من هذه السنة سمع السلطان "صحيح" البخاري من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على القاضي مجد الدين يومئذ ، وكان ذا سندٍ عال . ومما زاد في منزلته ورِفعته أن السلطان الأشرف تزوَّج بابنته ، وكانت رائعة في الجمال ، فنال منه زيادة البِرِّ والإكرام ، حتى إنه صنَّف له كتابًا ، وأهداه على أطباق ، فملأها له دراهمَ . ويصرِّح الخزرجي بأنه كان شيخ عصره في الحديث والنحو واللغة والتاريخ والفقه ، ومشاركًا فيما سوى ذلك مشاركة جيدة. وقال التقي الكرماني : كان عديم النظير في زمانه نظمًا ونثرًا بالفارسي والعربي ، جابَ البلاد ، وسار إلى الجبال والوِهاد ، ورحل وأطال النَّجْعة ، واجتمع بمشايخ كثيرة عزيزة ، وعَظُمَ بالبلاد . ويُورد الخزرجي خبرًا يُظهر مدى تقدير العلماء والفقهاء لمصنَّفاته ، وعِظَمَ احترامهم وإجلالهم لها ، فقال : وفي اليوم الخامسَ عشرَ من شعبان أفرغ القاضي مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي كتابه المسمَّى بالإصعاد ، وحُمل إلى باب السلطان مرفوعًا بالطبول والمغاني ، وحضر سائر الفقهاء والقضاة والطلبة ، وساروا أمام الكِتاب إلى باب السلطان ، وهو ثلاثة مجلَّدات ، يحمله ثلاثة رجال على رؤوسهم ، فلمَّا دخل على السلطان وتصفَّحه ، أجاز مصنِّفه المذكور بثلاثة آلاف دينار . إن هذا الموكب المَهيب الذي سار بين يدي مصنَّف من مصنَّفاته يكفي للدلالة على ذلك المقام العالي الذي وصل إليه ، وتبيُّن المجد المؤثَّل الذي حصل عليه ، فليس عجيبًا أن يُلقَّب إذن بمجد الدين .
    منزلته

    1. القاموس المحيط.
    2. تحبير المُوشِّين في التعبير بالسين والشين . وهو مطبوع.
    3. شرح قصيدة بانت سعاد في مجلدين.
    4. الروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف.
    5.الدرر المبثَّثة في الغرر المثلثة . وهو مطبوع
    6. المثلث الكبير في خمسة مجلدات.
    7. أنواء الغيث في أسماء الليث.
    8. الجليس الأنيس في أسماء الخندريس.
    9. مقصود ذوي الألباب في علم الإعراب.
    10. أسماء السراح في أسماء النكاح.
    11. بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز . وهو مطبوع.
    12. تفسير فاتحة الكتاب.
    13. حاصل كورة الخلاص في فضائل سورة الإخلاص.
    14. تنوير المقباس في تفسير ابن عباس . وهو مطبوع.
    15. روضة الناظر في ترجمة الشيخ عبد القادر.
    16. المرقاة الوفية في طبقات الحنفية.
    17. المرقاة الأرفعية في طبقات الشافعية.
    18. البلغة في تراجم أئمة النحاة واللغة . وهو مطبوع.
    19. نزهة الأذهان في تاريخ أصبهان.
    20. شوارق الأسرار العلية في شرح مشارق الأنوار النبوية.
    21. منح الباري بالسيل الفسيح الجاري في شرح صحيح البخاري.
    22. تسهيل طريق الوصول إلى الأحاديث الزائدة على جامع الأصول .
    23. الأحاديث الضعيفة.
    24. الدر الغالي في الأحاديث العوالي.
    25. الصلات والبشر في الصلاة على خير البشر . وهو مطبوع.
    26. سفر السعادة ، وهو مطبوع.
    27. عدة الحكام في شرح عمدة الأحكام.
    28. الإسعاد بالإصعاد إلى درجة الاجتهاد.
    مؤلفاته:

    مات رحمه الله في زَبيد ليلة الثلاثاء من شوال سنة 817 هـ ، وقد ناهز التسعين ، ولم يزل إلى حين موته متمتعًا بسمعه وبصره ، متوقِّد الذهن ، حاضر العقل . قال السخاوي : وكان يرجو وفاته بمكة فما قُدِّرَ له ذلك . ودُفِنَ بتربة الشيخ إسماعيل الجبرتي.
    وفاته:

    مُقدِّمَةُ الْمُؤَلِّفِ

    الحمدُ للهِ مُنْطِقِ البُلَغَاءِ باللُّغَى في البَوادِي ، ومُودِعِ اللّسانِ أَلْسَنَ [أفصح] اللُّسُنِ الهَوَادِي ، ومُخَصِّصِ عُرُوقِ القَيْصُومِ [نبات عطري] وغَضَى القَصِيمِ [نوع من الشجر] بِما لم يَنَلْهُ العَبْهَر والجادِي [نباتان]، ومُفيضِ الأَيَادِي بالرَّوائِحِ والغَوادِي ، للمُجْتَدي والجادي ، وناقعِ غُلَّةِ الصَّوادِي [ظمإ الظامئين] بالأهاضِيبِ الثَّوادي [الغزيرة المياه] ، ودافِع مَعَرَّةِ العَوَادي بالكَرَمِ المُمَادي ، ومُجرِي الأوْدَاءِ [الأودية] مِنْ عَيْنِ العَطَاءِ لِكُلِّ صادِي ، باعث النَّبِيِّ الهادِي ، مُفْحِمًا باللِّسانِ الضَّادي كُلَّ مُضادي ، مُفَخَّمًا لا تَشِينُهُ الهُجْنَةُ واللُّكْنَةُ والضَّوادي [الكلام القبيح] ، مُحَمَّدٍ خَيْرِ مَنْ حَضَرَ النَّوادي ، وأفْصَحِ مَنْ رَكِبَ الخَوادي [الإبل أو الخيل السريعة] ، وأبْلَغِ مَنْ حَلَبَ العَوادي [الإبل التي تأكل الحَمض] ، بَسَقَتْ دَوْحَةُ رِسالَتِهِ فَظَهَرَت على شَوْكِ الكوَادِي [الأراضي الصلبة] ، واسْتَأْسَدَتْ رِياضُ نُبُوَّتِهِ فَعَيَّتْ [أعجزت] في المآسِدِ اللُّيُوثَ [الأُسُود] العَوادِي ، صلَّى اللهُ وسَلَّم عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وأصْحابِه نُجُومِ الدَّآدِي [الليالي المظلمة] ، وبُدُورِ القَوادي [الصحارى] ، ما نَاحَ الحَمَامُ الشَّادي ، وسَاحَ النَّعَامُ القَادِي [المسرع] ، وصَاحَ بالأنْغَامِ الحادي ، ورَشَفَتِ الطُّفَاوَةُ [الشمس] رُضابَ الطَّلِّ مِنْ كِظامِ [أفواه] الجُلِّ والجَادِي .

    وَبَعْدُ ، فإنَّ للْعِلْمِ رِياضًا وحياضًا ، وخَمَائِلَ وغياضًا ، وطَرَائِقَ وشِعَابًا وشَواهِقَ وهِضَابًا . يَتَفَرَّعُ عَنْ كُلِّ أصْلٍ مِنْهُ أفْنَانٌ وفُنُون ، ويَنْشَقُّ عَنْ كُلِّ دَوْحَةٍ مِنْهُ خِيطانٌ وغُصُون . وإنَّ عِلْمَ اللُّغَةِ هُوَ الكافِلُ بإِبْرازِ أسْرَارِ الجَمِيع ، الحافِلُ بما يَتَضَلَّعُ مِنْهُ القَاحِلُ [الضعيف] والكَاهِلُ [القويّ] ، والفَاقِعُ [الغلام الناهض] والرَّضِيع . وإنَّ بيانَ الشَّريعةِ لَمَّا كانَ مَصْدَرُهُ عَنْ لسان العَرَبِ ، وكانَ العَمَلُ بِمُوجِبهِ لَا يَصِحُّ إلَّا بإِحْكَامِ العِلْمِ بِمُقَدِّمَتِهِ ، وَجَبَ على رُوَّامِ العِلْمِ وطُلَّابِ الأَثَرِ ، أنْ يَجْعَلوا عُظْمَ اجْتهادِهِمْ واعْتِمادِهِم ، وأنْ يَصْرِفُوا جُلَّ عِنايَتِهمْ في ارْتِيادِهِمْ ، إلى عِلْمِ اللُّغَةِ ، والمعْرِفَةِ بِوُجُوهِها ، والوُقُوفِ على مُثُلِها ورُسُومِها . وقَدْ عُنِيَ به من الخَلَفِ والسَّلَفِ في كلِّ عَصْرٍ عِصابَة، هُمْ أهْلُ الإِصَابة ، أحْرَزُوا دَقائِقَهُ ، وأبْرَزُوا حَقائِقَه ، وعَمَرُوا دِمَنَهُ ، وفَرَعُوا قُنَنَهُ ، وقَنَصُوا شَوارِدَه ، ونَظَمُوا قَلائِده ، وأرْهَفُوا مَخَاذِمَ [سيوف] البَراعَة ، وأرْعَفُوا [استنزفوا] مَخَاطِمَ [أنوف] اليَرَاعَة [القلم] ، فَأَلَّفُوا وأفادُوا ، وصَنَّفُوا وأجادُوا ، وبَلَغُوا مِنَ المقَاصِد قاصِيَتَها ، ومَلَكُوا مِنَ المَحاسِنِ ناصِيَتَها . جَزَاهُمُ اللهُ رِضْوانَه ، وأحلَّهُم مِنْ رِياضِ الْقُدْسِ مِيطانَه [جبل بالمدينة] .

    هذا ، وإني قد نَبَغْتُ في هذا الفَنِّ قَدِيمًا ، وصَبَغْتُ به أديمًا ، ولم أزَلْ في خِدْمَتِهِ مُسْتَدِيمًا . وكُنْتُ بُرْهَةً مِنَ الدَّهْرِ ألْتَمِسُ كِتابًا جامِعًا بَسِيطًا ، ومُصَنَّفًا على الْفُصَحِ والشَّوارِدِ مُحيطًا ، ولَمَّا أعْيانِي الطِّلَاب ، شَرَعْتُ في كِتابي الموسُوم بـ "اللاَّمِعِ المُعْلَمِ العُجابِ ، الجامِعِ بَيْنَ المُحْكَمِ والعُبابِ" ، فَهُما غُرَّتا الكتبِ المُصَنَّفَةِ في هذا الباب ، ونَيِّرَا بَراقِعِ الفَضْلِ والآداب ، وضَمَمْتُ إليهما زياداتٍ امْتَلأ بها الوِطاب [الوِعاء] ، واعْتَلَى منها الخِطاب ، فَفَاقَ كُلَّ مُؤَلَّفٍ في هذا الفَنِّ هذا الكتاب . غَيْرَ أنِّي خَمَّنْتُهُ في سِتِّينَ سِفْرًا ، يُعْجِزُ تَحْصِيلُهُ الطُّلَّاب . وسُئِلْتُ تَقْدِيمَ كِتابٍ وَجِيزٍ على ذلك النِّظام ، وعَمَلٍ مُفْرَغٍ في قَالَب الإِيجازِ والإِحكام ، مَعَ الْتِزامِ إتْمَامِ المَعانِي ، وإبْرَامِ المَباني ، فَصَرَفْتُ صَوْبَ هذا القَصْدِ عِنَانِي ، وألَّفْتُ هذا الكِتابَ مَحْذْوفَ الشَّواهِد ، مَطْرُوحَ الزَّوائِدِ ، مُعْرِبًا عن الفُصَحِ والشَّوارِد ، وجَعَلْتُ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ تعالى زُفَرًا [بحرًا] في زِفر [قِربة] ، ولَخَّصْتُ كُلَّ ثَلاثِينَ سِفْرًا في سِفْر ، وضَمَّنْتُهُ خُلاصَةَ ما في " العُبابِ" و"المُحْكَم" ، وأضَفْتُ إليه زياداتٍ مَنَّ اللَّهُ تعالى بها وأنْعَم ، ورَزَقَنِيها عند غَوْصِي عليها من بُطُونِ الكُتُبِ الفَاخِرَة ، الدَّأْمَاءَ الغَطَمْطَم [الواسعة العظيمة] ، وأسْمَيْتُهُ : " القامُوسَ المُحِيطَ " ، لأنَّهُ البَحْرُ الأعْظَم .

    ولَمَّا رَأيْتُ إقْبَالَ النَّاسِ على "صِحَاحِ" الجَوْهَرِيِّ ، وهوَ جَدِيرٌ بذلك ، غَيْرَ أنَّهُ فَاتَهُ نِصْفُ اللُّغَةِ أو أكثَرُ ، إمَّا بإِهْمَالِ المادَّة ، أوْ بِتَرْكِ المَعانِي الغَريبَةِ النَّادَّة ، أرَدْتُ أنْ يَظْهَرَ لِلنَّاظِرِ بادئَ بَدْءٍ ، فَضْلُ كِتَابي هذا عليه ، فَكَتَبْتُ بالحُمْرَةِ المادَّةَ المُهْمَلَةَ لَدَيْه ، وفي سائِرِ التَّراكيبِ تَتَّضِحُ المَزِيَّةُ بالتَّوَجُّه إليه ، ولم أذْكُرْ ذلك إشاعَةً للمفاخر ، بل إذاعَةً لِقْولِ الشَّاعر : " كَمْ تَرَكَ الأوَّلُ للآخِر " .

    وأنْتَ أيُّها اليَلْمَعُ [الذكيّ] العَرُوف ، والمَعْمَعُ الْيَهْفُوف [المجرِّب الصبور] ، إذا تَأمَّلْتَ صَنِيعي هذا ، وَجَدْتَهُ مُشْتَمِلًا على فَرَائِدَ أثيرَة ، وفَوَائِدَ كَثِيرَة : مِنْ حُسْنِ الاخْتصارِ ، وتَقْرِيبِ العِبارَةِ ، وتَهْذِيبِ الكلامِ ، وإيرادِ المَعاني الكَثِيرَةِ في الألْفَاظِ اليَسِيرَة .

    ومِنْ أحْسَنِ ما اخْتَصَّ به هذا الكتابُ : تَخْلِيصُ الواو من الياء ، وذلك قِسْمٌ يَسِمُ المُصَنِّفينَ بالعِيِّ والإِعْياء .

    ومنها : أنّي لا أذْكُرُ ما جاءَ من جَمْعِ فاعِلٍ المُعْتَلِّ العَيْنِ على فَعَلَة ، إلا أن يَصِحَّ مَوْضِعُ العَيْنِ منه ، كَجَوَلَةٍ وخَوَلَة ، وأما ما جاءَ منه مُعْتَلاًّ ، كباعَةٍ وسَادَة ، فلا أذْكُرُه لاطِّراده .

    ومن بَدِيعِ اختصارِه ، وحُسْنِ تَرْصِيعِ تِقْصارِه [قِلادته] : أنِّي إذا ذَكَرْتُ صيغَةَ المُذَكَّرِ ، أتْبَعْتُها المُؤَنَّثَ بقولي : وهي بهاءٍ ، (ولا أُعِيدُ الصِّيغَةَ) ، وإذا ذَكَرْتُ المَصْدَرَ مطلقًا ، أو الماضيَ بدونِ الآتي ، ولا مَانِعَ ، فالفِعْلُ على مِثالِ كَتَب ، وإذا ذَكَرْتُ آتِيَهُ بلا تَقْييدٍ ، فَهُوَ على مِثالِ ضَرَب . على أنِّي أذْهَبُ إلى ما قال أبو زَيْدٍ : إذا جاوَزْتَ المَشاهِيرَ من الأفعال التي يأتي ماضيها على فَعَلَ ، فأنتَ في المُسْتَقْبَلِ بالخيارِ : إن شِئْتَ قُلْتَ يَفْعُلُ بضم العين ، وإن شِئْتَ قُلْتَ يَفْعِلُ بكسرها ( وكُلُّ كَلِمَةٍ عَرَّيْتُها عنِ الضَّبْطِ ، فإِنَّها بالفَتْحِ ، إلَّا ما اشْتَهَرَ بخلافِهِ اشْتِهارًا رافِعًا لِلنِّزاعِ من البَيْن ) وما سِوَى ذلك ، فَأُقَيِّدُهُ بِصَريحِ الكلام ، غَيْرَ مُقْتَنِعٍ بِتَوْشِيحِ القِلام [الأقلام] ، مُكْتَفِيًا بِكتابَةِ : ع ، د ، ة ، ج ، م ، عَنْ قَوْلِي : مَوْضِعٌ ، وبَلَدٌ ، وقَرْيَةٌ ، والجَمْعُ ، ومَعْرُوف . فَتَلَخَّصَ ، وكُلُّ غَثٍّ إن شاءَ اللهُ عنه مَصْرُوف .

    ثم إنِّي نَبَّهْتُ فيه على أشياءَ رَكِبَ فيها الجَوْهَريُّ ـ رحمه الله ـ خِلافَ الصَّوَاب ، غَيْرَ طَاعِنٍ فيه ، ولا قاصدٍ بذلك تَنْديدًا له ، وإزْراءً عليه ، وغَضًَّا مِنْهُ ، بل اسْتِيضاحًا لِلصَّوابِ ، واسْتِرْباحًا لِلثَّواب ، وتَحَرُّزًا وحِذَارًا مِنْ أنْ يُنْمَى إليَّ التَّصْحيف ، أو يُعْزَى إليَّ الغَلَطُ والتَّحْرِيف . على أنِّي لَوْ رُمْتُ لِلنِّضال إيتارَ [شدَّ وَتر] القَوْس ، لأَنْشَدْتُ بَيْتَيِ الطَّائِيِّ حَبيبِ بْنِ أوْس . ولو لم أخْشَ ما يَلْحَقُ المُزَكِّيَ نَفْسَهُ من المَعَرَّةِ والدَّمَان ، لَتَمَثَّلْتُ بِقوْلِ أحْمَدَ بْنِ سُلَيمان ؛ أديبِ مَعَرَّةِ النُّعْمان. ولكن أقُولُ كما قال أبو العَبَّاسِ المُبَرِّدُ في "الكامِل" ، وهو القائِلُ المُحِقّ :

    لَيْسَ لِقِدَمِ العَهْدِ يُفَضَّلُ القائِلُ ، ولا لِحِدْثانِهِ يُهْتَضَمُ المُصيبُ ، ولكن يُعْطَى كُلٌّ ما يَسْتَحِقّ .

    واخْتَصَصْتُ كِتابَ الجَوْهَرِيِّ من بيْنِ الكُتُبِ اللُّغَوِيَّة ، مع ما فِي غالِبِها من الأْوهَامِ الواضِحَة ، والأغْلاَطِ الفاضِحَة ، لِتَداوُلِهِ واشْتِهارِهِ بخُصُوصِه ، واعْتِمادِ المُدَرِّسينَ على نُقُولِهِ ونُصُوصِه .

    وهذِهِ اللُّغَةُ الشَّرِيفَةُ ، التي لم تَزَلْ تَرْفَعُ العَقِيرَةَ غِرِّيدَةُ بانِها ، وتَصُوغُ ذَاتُ طَوْقِها بِقَدْرِ القُدْرَةِ فُنُونَ ألْحانِها، وإن دَارَتِ الدوائرُ على ذَوِيها، وأخْنَتْ على نَضَارَةِ رياضِ عَيْشِهِمْ تُذْوِيها، حَتَّى لا لَهَا اليَوْمَ دَارِس سِوَى الطَّلَلِ في المَدارِس، ولا مُجاوبَ إلاَّ الصَّدَى ما بَيْنَ أعْلامِها الدَّوَارِس، ولكن لم يَتَصَوَّح [يتشقَّقْ] في عَصْفِ تلكَ البَوارِح نَبْتُ تلك الأَباطِحِ أصْلاً ورَاسًا، ولم تُسْتَلَبِ الأعْوَادُ المُورِقَةُ عن آخرها، وإن أذْوَتِ اللَّيالِي غِرَاسًا. ولا تَتَساقَطُ عن عَذَباتِ أفْنانِ الألْسِنَةِ ثِمارُ اللِّسانِ العَرَبِي، ما اتَّقَتْ مُصادَمَةَ هُوجِ الزَّعازعِ بِمُناسَبَةِ الكِتابِ ودَوْلَةِ النَّبِي.

    ولا يَشْنَأُ [يكره] هذه اللُّغَةَ الشَّريفَةَ، إلاَّ مَنِ اهْتافَ [رمى] به ريحُ الشَّقاء، ولا يَخْتارُ عليها، إلا مَنِ اعْتاضَ السَّافِيَةَ [الريح المتربة] من الشَّحْوَاء [البئر الواسعة غزيرة الماء] ، أفادَتْها ميامِنُ أنْفاسِ المُسْتَجِنِّ بِطَيْبَةَ [المدينة المنوَّرة] طِيبًا، فَشَدَتْ بها أَيْكِيَّةُ النُّطْقِِ على فَنَنِ اللِّسانِ رَطيبًا، يَتَداوَلُها القَوْمُ ما ثَنَتِ الشَّمَالُ مَعاطِفَ غُصْن، ومَرَتِ الجَنُوبُ لِقْحَةَ مُزْن، اسْتِظْلاَلاً بِدَوْلَةِ مَنْ رَفَعَ مَنارَها فأعْلى، ودَلَّ على شَجَرةِ الخُلْدِ ومُلْكٍ لا يَبْلَى. وكَيْفَ لا ، والفَصاحةُ أرَجٌ [ريحُ الطِّيب] بغَيرِ ثيابِه لا يَعْبَق ، والسَّعادَةُ صَبٌّ [عاشق متيَّم] سِوَى تُرابِ بابِه لا يَعْشَق. شعر:


    إذا تَنَفَّسَ مِنْ وادِيكَ رَيْحانُ تأرَّجَتْ من قَميص الصُّبْحِ أرْدانُ


    وما أجْدَرَ هذا اللِّسانَ، ـ وهوَ حَبِيبُ النَّفْسِ، وعَشِيقُ الطَّبْع، وسَمِيرُ ضَميرِ الجَمْع، وقد وَقَفَ على ثَنِيَّةِ الوَدَاع ، وهَمَّ قِبْلِيُّ مُزْنِهِ بالإِقْلاع ـ بأن يُعْتَنَقَ ضَمٌّا والْتِزامًا، كالأحِبَّةِ لدى التَّوْديع، ويُكْرَمَ بِنقْل الخُطُواتِ على آثارِهِ حالَةَ التَّشْيِيع. وإلى اليَوْمِ نالَ به القَوْمُ المَرَاتِبَ والحُظُوظ، وجَعَلُوا حَمَاطَةَ [صميم] جُلْجُلانِهِم [قلوبهم] لوْحَهُ المَحْفُوظ. وفاحَ من زَهْرِ تلك الخمائِل، وإن أخْطَأهُ صَوْبُ الغُيُوثِ الهَواطِل [الأمطار الغزيرة] ، ما تَتَوَلَّعُ به الأرْواحُ لا الرِّياح، وتُزْهَى به الألْسُن لا الأغْصُن، ويُطْلِعُ طَلْعَةَ البَشَر لا الشَّجَر، ويَجْلُوهُ المَنْطِقُ السَّحَّار لا الأسْحار، تُصانُ عن الخبْطِ أوراقٌ عليها اشْتَمَلَتْ، ويَتَرَفَّعُ عن السُّقُوط نَضِيجُ ثَمَرٍ، أشْجارُهُ احْتَمَلَتْ، من لُطْفِ بَلاَغَةِ لِسانِهِم ما يَفْضَحُ فُرُوعَ الآسِ رَجَّلَ جَعْدَها ماشِطَةُ الصَّبَا [ريح الشَّمال اللطيفة] ، ومن حُسنِ بيانِهِم ما اسْتَلَب الغُصْنَ رَشاقَتَهُ فَقَلِقَ اضْطِرابًا شاءَ أو أَبى. وللهِ صُبَابَةٌ [صفوةٌ باقية] من الخُلَفَاء الحُنَفَاء، والمُلُوكِ العُظَماء، الذينَ تَقَلَّبُوا في أعْطَافِ الفَضْل، وأعْجَبَوا بالمَنْطِقِ الفَصْل، وتَفَكَّهُوا بِثِمار الأدَبِ الغَضّ، وأُولعُوا بأَبْكارِ المَعانِي وَلَعَ المُفْتَرِعِ المُفْتَضّ. شَمِلَ القَوْمَ اصْطِناعُهُمْ، وطَرِبَت لِكَلِمِهِمِ الغُرِّ أسْمَاعُهُمْ، بل أنْعَشَ الجُدُودَ العَواثِرَ [الحظوظ السيِّئة] ألْطافُهُمْ، واهْتَزَّتْ لاكْتِساءِ حُلَلِ [أثواب] الحَمْدِ أعْطَافُهُمْ، رَامُوا تَخْلِيدَ الذِّكْرِ بالإِنعامِ على الأعْلام، وأرادُوا أن يَعِيشُوا بعُمْرٍ ثانٍ بَعْدَ مُشَارَفَةِ الحِمَام [الموت] . طَوَاهُمُ الدَّهْرُ فلَم يَبْقَ لأعْلامِ العُلُومِ رافِع، ولا عَنْ حَرِيمها الذي هَتَكَتْهُ اللَّيَالِي مُدافِع، بل زَعَمَ الشَّامِتُونَ بالعِلْمِ وطُلاَّبِه، والقائِلُونَ بدَوْلةِ الجَهْلِ وأحْزابِه، أنَّ الزَّمانَ بِمِثْلِهِم لا يَجُود، وأنَّ وقتًا قد مَضَى بِهِم لا يَعُود. فَرَدَّ عليهم الدَّهْرُ مُراغِمًا أُنُوفَهُمْ، وتَبَيَّنَ الأمْرُ بالضِّدِّ جالِبًا حُتُوفَهُمْ [هلاكهم]، فَطَلَعَ صُبْحُ النُّجْحِ من آفاقِ حُسْنِ الاتِّفَاق، وتَباشَرتْ أرْبابُ تلك السِّلَعِ بِنَفاقِ الأسْواق، وناهَضَ مُلُوكَ العَهْدِ لِتَنْفيذِ الأحكام، مالِكُ رِقِّ العُلُوم ورِبْقة الكلام، بُرْهانُ الأسَاطِين الأعْلام، سُلْطانُ سَلاطينِ الإِسْلام، غُرَّةُ وَجْهِ اللَّيالِي، قَمَرُ بَراقِعِ التَّرَافُعِ والتَّعالي ، عاقِدُ ألْوِية فُنُونِ العُلُومِ كُلِّها ، شاهِرُ سُيُوف العَدْلِ رَدَّ الغِرَارَ [النوم] إلى الأجْفانِ بسَلِّها ، مُقَلِّدُ أعْناقِ البَرايا بالتَّحْقيقِ طوْقَ امْتِنانِه ، مُقَرِّطُ آذانِ اللَّيالِي على ما بَلَغَ المَسَامِعَ شُنُوفَ بيانِه ، مُمَهِّدُ الدِّينِ ومُؤيِّدُه ، مُسَدِّدُ المُلكِ ومُشيِّدُه :


    مَوْلَى مُلُوكِ الأرْضِ مَنْ في وَجْههِ مِقْباسُ نُورٍ أيُّمَـا مقْبـَاسِ
    بدْرٌ مُحَيَّا وجْـهِهِ الأسْنَى لَنَــا مُغْنٍ عن القَمَرَيْنِ والنِّبْراسِ
    مِنْ أُسْرةٍ شَرُفَتْ وجَلَّتْ فاعْتَلَـتْ عنْ أنْ يُقَاسَ عَلاؤُها بِقِياسِ
    رَوَوُا الخلافَـةَ كابِرًا عن كابِـرٍ بِصَحِيحِ إسْنادٍ بلا إلْبــاسِ
    فَرَوَى عليٌّ عن رَسُولٍ مِثْلَ مَا يَرْويِه يُوسُفُ عن عُمَرْ ذِي الْباسِ
    ورَواهُ داوُدٌ صَحِيحًا عن عُمَرْ وَرَوَى عَليٌّ عنه لِلجُــلاَّسِ
    وَرَوَاهُ عَبَّاسٌ كذلك عن عَلِي وَرَوَاهُ إسْماعِيلُ عن عَبَّــاسِ


    تَهُبُّ به على رياضِ المُنَى ريحَا جَنُوبٍ وشَمَال ، وتَقِيلُ بمَكَانِه جَنَّتَانِ عن يَمِينٍ وشِمَال ، وتَشْتملُ على مَنَاكِبِ الآفاقِ أرْدِيَةُ عَواطِفِه ، وتَسِيلُ طِلاَعَ الأرْضِ للأرفاقِ أوديَةُ عَوَارِفِه ، وتَشْمَلُ رَأُفتُه البِلادَ والعِبَادَ ، وتَضْرِبُ دُونَ المِحَنِ والأضْدَادِ الجُننَ والأسْدَاد . ولم يَسَعِ البَليغَ سوى سُكوتِ الحُوتِ بِمُلْتَطِم تيَّارِ بحارِ فَوَائِدِه ، ولم تَرْتَمِ جَوارِي الزُّهْرِ في البَحرِ الأخْضَرِ إلاَّ لتُضَاهِيَ فَرَائِدَ قَلائِدِه . بَحْرٌ على عُذُوبة مائه تَمْلأُ السَّفَائِنَ جَوَاهِرُه ، وتُزْهى بالجَوارِي المُنْشَآتِ من بَناتِ الخَاطِرِ زَوَاخِرُه . بَرٌّ سَالَ طِلاعَ الأرْضِ أوْديَةُ جُودِه ، ولم يَرْضَ لِلْمُجْتَدي نَهْرًا ، وطَامي عُبَابِ الكَرَمِ يُجارِي نَدَاهُ الرَّافدَيْنِ وبَهْرًا . خِضَمٌّ لا يَبْلُغُ كُنْهَهُ المُتَعَمِّقُ عَوْض ، ولا يُعطَى الماهِرُ أمانَهُ من الغَرَقِ إن اتَّفَقَ لَه في لُجَّتِهِ خَوْض . مُحيطٌ تنْصَبُّ إليه الجَداوِلُ فلا يَرُدُّ ثِمادها [قليلها] ، وتَغْتَرِفُ من جُمَّتِهِ [معظمه] السُّحْبُ فَتَمْلأُ مَزَادَها .

    فَأَتْحَفْتُ مَجْلِسَهُ العالِيَ بهذا الكتاب الذي سَمَا إلى السَّمَاءِ لَمَّا تَسَامى ، وأنا في حَمْلِهِ إلى حَضْرَتِهِ ، وإنْ دُعِيَ بالقامُوس ، كحِامِلِ القَطْرِ إلى الدَّأْمَاء ، والمُهْدِي إلى خُضَارَة [بحر] أقَلَّ ما يكونُ من أنْداءِ الماء . وها أنا أقولُ إن احْتَمَلَهُ مِنِّي اعْتِنَاءً ، فالزَّبَدُ وإن ذَهَب جُفَاءً يَرْكَبُ غارِبَ [ظهر] البَحْرِ اعْتلاء . وما أخافُ على الفُلْكِ [السفينة] انْكِفاءً ، وقد هَبَّتْ رياحُ عنايَتِه كما اشْتَهَتِ السُّفنُ رُخاء . وبِمَ أعْتَذِرُ من حَمْلِ الدُّرِّ من أرضِ الجِبالِ إلى عُمان ، وأرَى البَحْرَ يَذْهَبُ ماءُ وجْهِهِ لو حَمَلَ بِرَسْمِ الخِدْمة إليه الجُمَان [اللؤلؤ] ، وفُؤادُ البَحْرِ يَضْطرِبُ كاسْمِهِ رَجَّافًا لو أتْحَفَهُ بالمَرْجان ، أو أنْفَذَ إلى البَحْرَيْنِ ، أعْني يَدَيْهِ ، الجَوَاهِرَ الثِّمان ، لا زَاَلتْ حضَرُتُه التي هي جَزِيَرةُ بَحْرِ الجُود من خَالِدات الجَزَائِر ، ومَقَرَّ أُنَاسٍ يُقابِلُونَ الخَرَزَ المَحْمُولَ إليها بِأنْفَسِ الجَوَاهِر * ويَرْحَمُ اللهُ عَبْدًا قال آمينًا * .

    وكتابي هذا ، بِحَمْدِ اللهِ تعالى ، صَرِيحُ ألْفَي مُصَنَّفٍ من الكُتُبِ الفاخِرَة ، وسَنِيحُ ألْفَي قَلَمَّسٍ [بحر] من العَيَالِمِ [البِحار] الزَّاخِرَة . واللهَ أسْألُ أن يُثيبَني به جَمِيلَ الذِّكْرِ في الدُّنْيا ، وجَزيلَ الأجْرِ في الآخِرَة . ضارعًا إلى من يَنْظُرُ من عالمٍ في عَمَلي ، أن يَسْتُرَ عِثَاري وزَلَلِي ، ويَسُدَّ بسَدَادِ فَضْلِهِ خَلَلِي، ويُصْلِحَ ما طَغى به القَلَمُ ، وزَاغ عنه البَصَرُ ، وقَصَرَ عنه الفَهْمُ ، وغَفَلَ عنه الخاطِرُ ، فالإنْسانُ مَحَلُّ النِّسْيان ، وإنَّ أوَّلَ ناسٍ أوَّلُ النَّاسِ ، وعلى اللهِ تعالى التُّكْلاَنُ . [/align]
    [align=center][/align]

  10. #10

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]وهذا كتاب المعجم الوسيط


    مقدمة

    وبعد، فقد يسأَل القارئ حين يتناول هذا المعجمَ: هل كان قُرَّاءُ العربية في حاجةٍ إليه وبين أَيديهم من المعاجم القدِيمُ المطوَّل والمتوسطُ والموجَز، والحديثُ المرتَّب والمصوَّر؟ وماذا عسى أن تكون مميَّزات المعجم الوسيط...،
    واللغةُ هي اللغةُ، والرواية هي الرواية؟ وجوابنا عن هذا السؤال: أَنَّ وضع هذا المعجم كان عملاً لا بدَّ منه، لأن المعاجم الأخرى، سواءٌ منها القديمُ والحديث، قد وقفتْ باللغة عند حدودٍ معيَّنة من المكان والزَّمان لا تتعدَّاها، فالحدود المكانيةُ شِبهُ جزيرة العرب، والحدود الزَّمانية آخر المائة الثانية من الهجرة لعرب الأمصار، وآخر المائة الرابعة لأعراب البوادي.
    ومعظم هذه المعاجم قد تصوَّنت عن إِثبات ما وضع المولَّدون والمحدَثون في الأقطار العربية من الكلمات والمصطلحات والتراكيب، حتى قَرَّ في نفوس الدارسين أنَّ اللغة قد كملت في عهد الرواية، واستقرَّت في بطون هذه المعاجم.
    ظلّ الأمر على هذه الحال حتَّى نهضَ العرب نهضتَهم العامَّةَ في العصر الحديث، وأرادوا أن يسايروا رَكْبَ الحضارة، ويشاركوا في تحصيل العلوم والفنون الحديثة، ويَنْقلوها إِلى أبنائهم بلغتهم، فلم يجدوا من اللغة المأَثورة المحصورَةِ، القدرَة على التعبير عن أكثر ما يريدون أن ينقلوا من علومٍ أو فنون، أو ما يستعملون من أدواتٍ وآلات، أو ما يتداولون من سِلَع وعروض، أو ما يتَّخذون من أَثاث وفراش، أو ما يلبسون من حَلْي وثياب، أو ما يركبون من بواخرَ وطائرات.
    ولقد اقتضت هذه الحالُ إِنشاء "مجمع اللغة العربية"؛ ليحافظَ على سلامة اللغة العربية، ويجعلها وافية بمطالب العلوم والفنون وتقدُّمها، ملائمة على العموم لحاجات الحياة في العصر الحاضر، وذلك بأَن يحدّد في معاجمَ أو تفاسيرَ خاصّة، أو بغير ذلك من الطرق، ما ينبغي استعماله أو تجنُّبه من الألفاظ والتراكيب.
    فرأى المجمع - وهو الجهة اللغوية العليا - أن يتخذ جميع الوسائل الكفيلةِ بتحقيق الأغراض التي من أجلها أُنشئ؛ وذلك بإنهاض اللغة العربية وتطويرها، بحيث تساير النهضة العلمية والفنيّةَ في جميع مظاهرها، وتَصلحُ موادُّها للتعبير عما يُستحدَث من المعاني والأفكار.
    وكان من بين هذه الوسائل اتخاذ قرارات لغويّة هامّة، منها: (1) فتح باب الوضع للمحدَثين بوسائله المعروفة من اشتقاق، وتجوّز، وارتجال.
    (2) إِطلاق القياس؛ ليشملَ ما قيسَ من قبل وما لم يُقَسْ.
    (3) تحرير السَّماع من قيود الزمان والمكان؛ ليشمل ما يُسمَع اليوم من طوائف المجتمع، كالحدَّادين والنجَّارين والبنائين، وغيرهم من أرباب الحرف والصناعات.
    (4) الاعتداد بالألفاظ المولَّدة، وتسويتُها بالألفاظ المأَثورة عن القدَماء.
    ثم رأت وزارة المعارف (التربية والتعليم) ورأى معها المجمعُ، أنَّ من أهم الوسائل لإنهاض اللغة وضعَ معجم يقدَّم إِلى القارئ المثقَف ما يحتاجُ إِليه من موادّ لغويّةِ، في أسلوب واضح، قريبِ الماخذ، سهل التناول، واتُفق على أَن يسمَّى هذا المعجمُ: "المعجمَ الوسيط".
    ووكّل المجمع إِلى لجنة من أَعضائه وضع هذا المعجم.
    وسارت اللجنة في عملها مستقلةً بتبعته، ومسترشدة بما يُقِرُّه مجلس المجمع ومؤْتمره من ألفاظ حَضارية مستحدَثة، أو مصطلحاتٍ جديدة موضوعة أو منقولة، في مختلف العلوم والفنون، أَو تعريفات علمية دقيقة واضحةٍ للأشياءِ.
    ولهذا كله تهيأَ لهذا المعجم ما لم يتهيأ لغيره من وسائل التجديد، واجتمع فيه ما لم يجتمع في غيره من خصائصَ ومزايا، فقد أهملت اللجنةُ كثيرًا من الألفاظ الحوشية الجافية، أَو التي هَجَرها الاستعمال لعدم الحاجة إِليها، أو قلة الفائدة منها، كبعض أسماءِ الإبل وصفاتها وأدواتها وطرق علاجها، وأهملت كذلك الألفاظَ التي أجمعت المعاجمُ على شرحها بعباراتٍ تكاد تكون واحدةً، شرحًا غامضًا مُقتضَبًا لا يبيِّنُ حقائقَها، ولا يقرَّب معانيها.
    كذلك أَغفلت بعضَ المترادِفات التي تنشأَ عن اختلاف اللهجات؛ مثل: اطمأَنَّ واطبأَنَّ، ورعس ورعث، ..... إِلخ.
    وعُنيت اللجنة بإثبات الحيِّ السهل المأَنوس من الكلمات والصيغ، وبخاصة ما يَشعرُ الطالبُ والمترجمُ بالحاجة إِليه، مع مراعاة الدِّقّة والوضوح في شرح الألفاظ أو تعريفها.
    واستعانت اللجنة في شَرحها للألفاظ بالنصوص والمعاجم التي يُعتمَد عليها، وعزَّزَته بالاستشهاد بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والأمثال العربية، والتراكيب البلاغية المأثورة عن فصحاءِ الكتَّاب والشُّعراءِ، وصَوَّرت ما يَحتاج توضيحُه إِلى التصوير: من حيوان، أو نباتٍ، أو آلة، أو نحو ذلك.
    وآثرَت في الشرح الأساليبَ الحيَّة على الأساليب الميّتة.
    وأَدخلت اللجنةُ في متن المعجم ما دَعَت الضرورةُ إِلى إِدخاله من الألفاظ المولَّدة أو المحْدَثة، أو المُعرَّبة، أو الدخيلة، التي أقرها المجمع، وارتضاها الأدباءُ، فتحرَّكَت بها ألسنتهُمْ، وجَرَتْ بها أقلامُهم.
    واللجنةُ على يقين من أنَّ إِثبات هذه الألفاظِ في المعجم من أهمِّ الوسائل لتطوير اللغة، وتنميتها وتوسيع دائرتها.
    وممَّا حرَصَت اللجنَةُ على اتِّباعه في هذا المعجم الاقتصارُ في ذكر أبواب الفعل، فاكتفت بذكر باب واحد إِذا كانت الأبواب متَّحدة المعاني كما في الفعل (نبع)، أما إِذا اختلف المعنى باختلاف الباب فقد ذَكَرت الأبوابَ كلَّها، كما في الفعل (قدم).
    اختارت اللجنة من المصادر أشهرَها وأكثرَها استعمالا، إِلاَّ إذا اختلف المعنى باختلاف صيغة المصدر، فإنَّها تثبت الصّيَغ كلها، كما في: ثبات، وثبوت، ودعوة، ودعاء، ودعاية.
    وكذلك الحال في الجموع.
    أما أسماء الفاعِلين والمفعولين، فذكرت مع الفعل ما رأت ضرورةَ النَّصّ عليه لخفائه، أو لتفريع بعض المعاني عليه.
    أما المؤنَّثات، فقد أهملت منها ما كان بزيادة تاء على مذَكَّره؛ لوضوحه وشُهْرته.
    وما كان بغير تاء اكتفت منه بما قد يخفي على كثير.
    كما راعت اللجنة في صياغتها لمواد المعجم ما أقرَّه المجمع من قرارات في مختلف دوراته السابقة، مثل: (1) قياس المطاوعة من فَعْلَل وما أُلحقَ به، وهو "تَفَعْلَل"، نحو: دحرجته فتدحرج.
    (2) قياس تعدية الفعل الثلاثي اللازم بالهمزة.
    (3) قياس المطاوعة لفَعّلَ مضعّف العين، وهو "تَفَعَّلَ".
    (4) قياس صيغة استفعَل لإفادة الطّلب أو الصَّيْرُورة.
    (5) قياس صُنع مصدر من كلمة بزيادة ياء مشدَّدة وتاء؛ وهو المصدر الصناعي.
    (6) قياس صوغ مصدر على فُعال من الفعل اللازم المفتوح العَين للدلالة على المَرض.
    (7) قياس صَوغ مصدر على وزن فَعَلان للفعل اللازم المفتوح العين إذا دلَّ على تقلّب واضطراب.
    (8) قياس صَوغ مصدر على وزن فِعالة من جميع أبواب الثلاثي للدلالة على الحِرفة أو شبهها.
    (9) قياس صَوغ اسم على وزن مِفْعل ومِفْعال ومِفْعلة من الفعل الثلاثي للدلالة على الآلة التي يُعالَج بها الشيء، ويضاف إلى هذه الصيغ الثلاث فعّالة (كخرَّاطة، وسَمّاعة ...).
    (10) قياس صَوغ مَفعلة من أسماءِ الأعيان الثلاثية الأصول، للمكان الذي تكثر فيه هذه الأعيان، سواء أكانت من الحيوان، أَم من النَّبات، أم من الجماد، كَمَبْطخة، ومأسَدة.
    (11) قياس صَوغ فعَّال للمبالغة من مصدر الفعل الثُّلاثي اللازم والمتعدي.
    هذا إلى تطبيق قرار المجمع بتكملة المادة اللغوية إِذا ورد بعضها ولم يرد بعضها الآخر.
    ويتلخَّص المنهج الذي نهجته اللجنة في ترتيب موادِّ المعجم فيما يأتي: (1) تقديم الأفعال على الأسماء.
    (2) تقديم المجرّد على المزيد من الأفعال.
    (3) تقديم المعنى الحِسّيّ على المعنى العقلي، والحقيقي على المجازيّ.
    (4) تقديم الفعل اللازم على الفعل المتعدي.
    (5) رتبت الأفعال على النحو الآتي:
    (أ) الفعل الثلاثي المجرَّد: (1) فعَل يفعُل، كنصر ينصُر.
    (4) فَعِل يفـعَل، كعلِم يعلَم.
    (2) فَعَل يفعِل، كضرب يضرِب.
    (5) فَعُل يفعُل، كشرُف يشرُف.
    (3) فَعَل يفعَل، كفتَح يفتَح.

    (6) فَعِل يفعِل، كحسِب يحسِب.



    (ب) ورتب الفعل المزيد ترتيبًا هجائيًّا على الوجه الآتي:
    الثلاثي المزيد بحرف:

    (1) أفعل، كأَكرم.
    (2) فاعَلَ، كقاتل.
    (3) فَعَّل، ككرَّم.


    الثلاثي المزيد بحرفين:

    (1) افتعل، كانتصر.
    (4) تَفعَّل، كتعلَّم.
    (2) انفعل، كانكسر.
    (5) افعَلَّ، كاحمرَّ.
    (3) تفاعلَ، كتشاور.


    الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف:

    (1) استفعل، كاستغفر. (2) افَعَوْعَلَ، كاعشَوْشَب (3) افْعالَّ، كاحمارّ.
    (4) افْعَوَّلَ، كاجْلَوْذ.

    (ج) الرباعي المجرّد: دَحْرَجَ.
    الرباعي المزيد بحرف: تفعْلل، كتدحرجَ.
    وأما ما ألحِقَ بالرباعي من أوزان، فقد ذُكر منها ما رأت اللجنة إثباتَه مع الإحالة عليه في موضعه من الترتيب الحرفي للمواد: (فكوثر) مثلا، تذكر في (كثر) موضَّحا معناها، وفي (كوثر) مُحالةً على مادة (كثر).
    و(غيلم) في مادة (غلم)، وتذكر أيضًا في (غيلم) محالة على (غلم)، وهكذا.
    و(مضعّف الرباعي) فُصِلَ عن مادة الثلاثي، وذُكِرَ في موضعه من الترتيب الحرفي.
    مثلاً (زلزل) كتبت في مادة (زلزل)، و(زلَّ) كتبت في (زلل)، وهكذا (حسحس) وما إليها.
    وهناك كلماتٌ صُدِّرَت بالتاءِ المبدلة من الواو إِبدالاً دائمًا كالتؤَدة، وتجه، وتقي، واتَّقى، وتَخم، والتُّراث، فجعلناها مع أصلها في باب الواو.
    كما راعت اللجنة في رسم مثل (ائتب) إذا وقعت في مبدإ الكلام أن تثبت الهمزتان: همزة الوصل المرسومة ألفًا، وهمزة فاء الكلمة المرسومة ياء، وإن كانت قواعد الصرف تقضي بإبدال الهمزة الثانية ياء في البدء بالفعل فيقال: (ايتب).
    وقد آثرنا الرسم الأول ليتبين للقارئ بوضوح أَنَّ الألف همزة لا ياء.
    أما الأسماء فقد رتبت ترتيبًا هجائيًّا.[/align]
    [align=center][/align]

  11. #11

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]وهذا كتاب محيط المحيط

    التأليـــــــــف

    المُعَلِّم بُطْرُس البُسْتاني
    1819 - 1883
    بقلم الدكتور ألبير مُطْلَق
    أستاذ اللغة العربيّة في الجامعة اللّبنانيّة


    وُلِدَ المُعَلِّم بُطْرُس البُسْتَاني سنةَ 1819 في قَرْية الدِبِّيّة في لُبنان. وتَلقّى عُلومَه في مدرسةِ عين وَرَقة، كُبْرى مدارسِ ذلك العَهْد. وهناك تَعَلَّم العربيَّة والسّريانيّة واللاتينيّة والإيطاليّة والفلسفة واللاّهوت والشَّرع الكنسيّ، ودرس الإنكليزيّة على نفْسه.

    في عام 1840 وَفَدَ إلى بيروت واتَّصل ببعض المُرْسَلين الأميركيّين يعلِّمُهم العربيَّةَ ويعرِّبُ لهم الكتبَ. ومنذ ذلك الوقت نشأتْ بينه وبين كُرْنيلْيوس فانْدايْك، أحدِ مؤسِّسي "الكلّيّة السوريّة الإنجيليّة" في بيروت (الجامعة الأمريكيّة)، صداقةٌ امتدَّتْ طَوالَ العُمْر، وكان لها أثرٌ على الرَّجُلين العظيمين. بعد عام 1848 وسَّع البُسْتاني مَعارفَه بدراسة اللّغَتينِ اليونانيَّةِ والعبرانّيةِ. واشتركَ مع عالي سْميث في ترجمة الكتاب المقدَّس إلى العربيّة، وهي الترجمة التي أتَّمها فيما بعدُ كُرْنسلْيوس فانْدايْك، وعُرِفَتْ بالأميركانيّة. بعد 1860 وجَّهَ عِنايةً فائقةً إلى تَوْعِيَة الشَّعْب في بلاده، فأنشأ جريدةَ "نفير سورية"، وهي أوَّلُ جريد وطنيَّة راقية، داعيًا إلى الأُلفة ونَبْذ الأحْقَاد. ثمّ رأى أنّ القلوب لا تتَّفِقُ إلاّ إذا اعتادَت الاتِحادَ والوئامِ صغيرةً، فأَسَّس سنةَ 1863 "المدرسة الوطنيّة" الشهيرة، وكانت أوَّلَ مدرسةٍ وطنيّةٍ عاليةٍ، فأَمَّها الطُلاّبُ من مُخْتَلفِ الطوائِفِ ومُخْتلفِ المنَاطِق ومِنَ البُلْدانِ المُجاوِرَةِ ليَتعلَّمُوا فيها، في جُمْلَةِ ما يتعلَّمون، العربيّة والإنكليزيّةَ والفرنسيّة ومَحبَّة الإنسان والتَّعَلُّقَِ بالأَوْطانِ. بالإضافة إلى ذلك أنشأَ سنةَ 1870 مجَلَّةً سياسيَّةً علميَّةً أدبيَّةً تاريخيَّةً أسماها "الجِنان"، كما أنشأَ في العامِ نفسه صحيفةً سياسيَّة تجاريَّةً أدبيَّةً أسبوعيَّةً، أسماها "الجَنَّة". وكذلك أنشأَ، سنةَ 1871، بِمُساعدةِ ابْنِه سَليم، صَحيفَةً سياسيَّةً تجاريَّةً يوميَّةً أسماها "الجُنَيْنَة".

    أمّا في مَيْدان التَّأْليف فقد ترك المُعَلَّم بُطْرُس البُسْتاني آثارًا كان لها أبْلَغُ الأَثَر في ثقافةِ عَصْره. فبالإضافة إلى إسهامه في ترجمة التَّوْراة ترك كُتُبًا عديدةً في الحِساب والصَّرْف والنَّحو واللُّغة والأدب، كما ترك عددًا من الخُطَب والمُحاضرات والمقالات التي كان يُلْقيها في الجَمْعِيَّات ويُدَبِّجها في الجَرائد والمَجلات. إلاّ أنّ أهمّ مؤلَّفاته اثْنانِ:

    الأَوَّل: "دائرة المَعارِف" التي عَرَّفها بقوله إنّها "قاموسٌ عامّ لِكُلِّ فَنٍّ ومَطْلَبٍ"، وقد صدَر منها في حياته سِتَّة أجزاءٍ، وصدَر منها بعد وفَاته خمسهُ أجزاءٍ اشْتغلَ فيها أبناؤه، وبِخاصّةٍ سَليم، ونَسيبُه سُلَيْمان. وتوقَّفَ العمل قَبْلَ أن يكْتَمِلَ المَشْروع. وتُعْتَبر هذهِ المَوْسُوعةُ أوَّلَ مَوْسُوعَةٍ وَطَنيَّةٍ قائمةٍ على المنهج الحديث في التَّأْليف.

    الثّاني: مُعجَم "مُحيط المُحيط"، وهو أوَّل قاموسٍ عَصْرِيٍّ في اللُّغَة العربيّة، طَبَعَهُ في مُجَلَّدين كبيرين في بيروت سنة 1870، ورَفَعَه إلى السُّلطانِ العُثْمانيّ، فنال عليه "الوِسام المَجيديَّ الثَّالِث". ولا يزال هذا المُعجمُ أَحَدَ أَهَمِّ المَعاجِمِ العربيّةِ الحَديثةِ، يَحْتاجُ إليهِ كلُّ عالمٍ وطالبٍ، رَغْمَ مُرُور أَكْثر من مئة عامٍ على تأليفه. ذلك أنّه رَتَّبهُ على حُروف المُعجم باعتبار الحرف الأَوَّلِ منَ الثُّلاثيِّ المُجَرَّد؛ وجَمَع فيه كثيرًا من مُصْطَلَحات العُلوم والفُنون، سواءٌ منها القاموسِيَّةُ أمِ المُعَرَّبَةُ؛ وشرَح أُصولَ بعض الألفاظ الأجنبيّة؛ وجمَع كثيرًا منَ الألفاظ العاميَّة الحيّة وفَسَّرها؛ واعتمد المَعاجمَ القديمة المَوْثوقة؛ واستَخدم العِبارة البسيطة.

    وقد قامت "مكتبة لبنان" بإعادة طَبْع المُعْجم بِمُجلَّدّيْهِ، ثمّ جدَّدتْ طَبْعَه سنة 1977، وفي مُجلّ****َدٍ واحدٍ، وصَحَّحتِ الأخطاء الطِّباعيَّة، ومَيَّزَتِ المَداخِلَ الجذْرِيَّةَ والرَّئيسيَّةَ بِلَوْنٍ مُخْتَلِفٍ، ممّا يُساعِدُ على سُهولة اسْتِعمالِ المُعجَم. يُمْكِنُ القولُ أخيرًا إنَّ المُعَلِّم بُطْرُس البُسْتاني، الذي توفيَّ سنةَ 1883، كان أوّلَ مَنْ أَسَّس مدرسةً وطنيَّةً عالِيَةً، وأَوَّلَ مَنْ ألَّفَ قاموسًا عربيًّا عَصْرِيًّا مُطَوَّلاًّ، وأَوَّلَ مَنْ أنشَأَ مَجَلَّةً راقِيَةً، وأَوَّلَ مَنِ ابْتدأ بمَشْرُوعِ دائرةِ مَعَارِف باللُّغَةِ العربيّة، فكان بِحَقٍّ واحدًا من أكْبر زُعماءِ النَّهْضةِ الحَديثةِ.

    مُقَدِّمة الناشر

    اعتمد المعلمُ بُطرس على قاموس الفيروزأبادي. مُضِيفًا إليه ثروةً من المُفردات والتعابير المُعاصرة والمُولّدة التي أهملها جامعو المعاجم العربيّـة، فأخرجهَ بمنْهَجِيَّةٍ عِلميَّةٍ حديثة وبتبَويبٍ سليم يتلاءَمُ مع طبيعَة اللغة العربية واشتقاقاتها الواسعة.

    وَقـد حَظِيَ مُحيط المحيط مُنذ ظُهوره باهتمام اللغويين والدارسين والكُتَّاب والطلَّبَة والمثَقَّفين عامَّةً، فأقبلوا على اقتنائه. بالإضافة إلى أن بعض كُليِات آداب اللغة العربية كانت وما زالت تعتبر محيط المحيط واحداً من الكتبِ المقُرَّرة في برنامجها الدراسي.

    وحينما أخذت مكتبةُ لبنان على عاتقها الاهتمام بنشر كُتُـب التراث، اتجهت أنظار أولي الأمر فيها أوّلَ ما اتجهت إلى معجم محيط المحيط، الذي كان قد نفد من الأسواق منذ مدة طويلة، فأعادت طبعَ كميَّةٍ محدودةٍ منـه. لكنَّ حاجةَ السوق كانت أكثر ممـا توقعناه، إذ ما لبثت نُسَخُ الطبعة المُعادة أن نفدت أيضًا.

    وَلمّا عُهد إلى دائرة المعاجم في مكتبة لبنان بالإشراف على إعداد طبعة جديدة من محيط المحيط، ارتأينا أن تكون نُسَخُ الطبعة العتيدة أَفْضَلَ من سابقتَيها وأقلَّ كُلفة في الوقتِ نفسه ليتسَنَّى اقتناءُ هذا التراث لكُل- مُثقَّفٍ عربِيٍّ تلميذًا وَأُستاذًا ومؤلِّفًا وباحثًا. وقرَّ الرأيُ على : أن يَصْدُرَ المعجمُ أولا في حجم أكبر، لِيَتَيَسَّرَ استغِراقُ جُزْأَيْهِ في مُجَلَّدٍ واحدٍ، وثانيًا بلونَين كي يَسْهُلَ على الباحث الوُصولُ إلَى مَطْلبَـهِ بسُرعةٍ ويُسْرٍ.

    وقد قام فنِّيُّو دائرة المعاجم وخُـبراؤها بتدوير مادة المُعجم وجَنْدَرَة " رَوْتشَة " أصوله وتصحيح أَخطائه المطبعيّة، ثم اختاروا المداخل الجَذْرِيَّة والرئيسيّة فجرَى إبرازُها بلونٍ مُغاير.

    ولمِ ندَّخِرْ أيَّ جُهْدٍ في سبيل إخراجِ - هـذا العملِ العظيم بالمستوَى الرفيع والسِّعر الخفيض كما تَوَخَّيْنا.

    وإنه ليَطيبُ لنا أن نُقَدِّمَ باعتزازٍ هذا التُّرَاثَ اللُّغَوِيَّ القيِّمَ إلى طُلاَّبِ العربيَّةِ ومُثَقَّفِيها في كُلِّ صُقْعٍ، بل في كُلِّ بيت. واللهُ الموَفِّقُ.

    دائرة المعاجم- مكتبة لبنان

    فاتِحَةُ الكتاب
    بقلم مؤلفه المعلم بطرس البستاني

    الحمدُ لله الذي أنطق العربَ بأفصَح الكلمات وجَعل العربية شامَةً في وَجْنَةِ اللغات.

    أمّا بعدُ فهذا المؤلَّفُ يَحتوي على ما في مُحيط الفَيروزأباديّ، الذي هو أشهرُ قاموسٍ للعرَبيَّةِ، من مُفرداتِ اللغة وعـلى زيادات كثيرة. فقَد أضَفْتُ إلى أصول الأركان فيه فُروعا كَثيرةً وتفاصيل شتى وَألحقتُ بذلك اصطلاحاتِ العلوم والفنون وكثيراً من المسائل والقواعد والشوارد وغير ذلك مما لا يتعلق بمتن اللغة. وذكرت كثيراً من كلام المُولَّدين وألفاظ العامة منبِّهًا في أماكنها على أنهـا خارجةٌ عن أصل اللغة، وذلك لكِي يكونَ هذا الكِتابُ كامِلاً شامِلاً يجدُ فيه كُلُّ طالبٍ مَطلوبَهُ من هذا القبيل.

    وعلى هذا الأسلوب كان هذا الكتابُ قيدَ الأوابدِ ومَحَطَّ الشوارد، فاستحق أن يُسمَّى مُحيط المحيط لأنه قد جمع ما ذهب في كُتُب اللغَة شماطيط. وقد اخترتُ في ترتيبه اعتبارَ أوَّل حرف من الكلمة دُونَ الأخير منها بخلاف اصطلاح الجمهور، لأن ذلك أيْسَرُ في التفتيش عليها. ولأجل التسهيل على الطالب ميَّزْتُ بينَ الأفعال والأسماء وبين المُجَرَّد والمَزِيد من الفريقَين- كُل نوع على حِدتَه مُنْدَرِجًا مع نظيره من الأبنيِة.

    فأملنا أن مشروعَنا هذا سيَحُوزُ القبول لَدى أبناءَ الوطن العربي وغيرهم من مُطالعِي اللغة العربية ودارسيها، ويتَّخذونه كخدمةٍ متُوَاضِعةٍ من مُحِبٍّ للوطن أجلُّ مرَغوباته وَمقاصده أن يرَى أبناء وَطنه يتقدمون في الآداب والمعارف والتَمدُّن تحتَ لُغتهِم الشريفة وأن تكون وسائطُ ذلك ميَسورة لخاصَّتهم وعامَّتهِم على أتم ما يُرام.

    وَالمرجو من خُلاَّنِي وَخُلَّص إخواني مُعاملَتي باللُّطفِ وَالإحسان والمعذرة والإغضاء وَأن يؤُازِروني بصالح الدعاء وعلى الله توكلتُ وإليه أنيب.

    فائدة : إِذا شئتَ كشفَ لفظةٍ، فإذا كانت مُجَرَّدَةً فاطلبْها في باب أول حرف منها وإذا كانت مزيدة فجرِّدْها أولا من الزوائد ثم اطلبها في باب الحرف الأوّل مما بقي. وإذا كان في الكلمة حرفٌ مقلوبٌ عن آخر فاطلُب تلك الكلمة في مكان الحرف الأصلي المقلوب عنـه. وكل " ذلك يُسَهِّلهُ الاستعمال والممارسة. واعلم أن (ج) مقطوعة من جمع



    .[/align]
    [align=center][/align]

  12. #12

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    كتاب المحيط


    إن من الظواهر الإيجابيّة البنّاءة، في سياق السّعْي الثقافيّ العربيّ الواعد، ما نشهده من نشاط غنيّ نافع، يتجلى في الدراسات اللغويّة والموسوعيّة، وفي إصدار معاجم لغوية عربية - عربية، وأخرى ثنائية اللغة، عربية - أجنبية، وثالثة متخصِّصة في أحد ميادين المعرفة العلمية والفنيّة والتّقنيّة وسواها.

    ومثل هذا النشاط هو، من ناحية، مواصلة لتقليد أصيل في العمل الفكري العربي. إِذ عُني العربُ، منذ البداية، بِلُغَتهم، وخصُّوها بخدمات لم تنلها أية لغة أخرى. فهي، إلى جانب عراقتها وإيغالها في القِدم، تتمتع بحيوية متجددة، وترتبط ارتباطًا عضويًا بالطبيعة والحياة. وهي، إلى هذا وذاك، لغة الإسلام، كرّمها الله فأنزل بها كتابه الحكيم، وجعلها اللغةَ الروحية للمسلمين كافة، بها يؤدُّون عباداتهم، وبها يَقرؤون القرآن في صلواتهم.

    وانطلق أهلُ هذه اللغة من العرب، والناطقون بها من غير العرب، يعملون في وضع الضوابط لها، خشية من تفشّي اللّحن فيها، فجمعوا مفرداتها وتعابيرها من ألسنة البدو، وجمعوا الشعر من رُواته، وأنشأوا علوم النحو والصرف والبلاغة والعروض ومصطلح الحديث والقراءات والتفسير.

    وكان النشاط المعجميُّ أحد تلك المجالات التي بدأ العرب السّعْيَ فيها مبكِّرًا. فسار عملهم اللّغويُّ المعجميُّ في مراحل عدّة، منها جمع المفردات النوعية في موضوع واحد، مثل كتب الأصمعي في النّخل والخيْل، ومنها وضع المعجم على نمط خاصٌّ في الترتيب ليرجع إليه من أراد البحث عن الكلمات ومعانيها. ويسود الاعتقاد لدى الباحثين أن الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175 هـ) كان أوّل من وضع معجمًا لغويًا عربيًا سمّاه (كتاب العيْن) فأرْسَى بذلك منهج التأليف المعجمّي. ثم قام بعده من وضعوا المعاجم المتنوعة، منها معجم (الحروف) لأبي عمرو الشيباني (ت 206 هـ) ومعجم (الألفاظ) لابن السكِّيت (ت 244 هـ) و(الجمهرة) لابن دريد (ت 321 هـ) و(البارع) لأبي علي القالي (ت 356 هـ) و(تهذيب اللغة) للأزهري (ت 370 هـ) و(مقاييس اللّغة) و(المُجمل) لابن فارس (ت 395 هـ) و(الصّحاح) للجوهريُّ (ت 400 هـ) و(المُحكم) و(المخصّص) لابن سيده (ت 458 هـ) و(لسان العرب) لابن منظور (ت 711 هـ) و(القاموس المحيط) للفيروز آبادي (ت 817 هـ) و(تاج العروس) للزّبيدي (ت 1205 هـ).

    ولكنّ استمرار النشاط المعجمي ومتابعته تجويدًا وتجديدًا، من ناحية أخرى، يرجعان إلى التطور الحضاريّ والثقافي المعاصر، في عصر ثورة المعلومات والاتصال، والطفرات العلمية والثقافية. إذ ليس أمام العرب - شأنُهم في ذلك شأنُ الشعوب الأخرى - فرصةٌ للمعاصرة الحضارية والتواصل الثقافي، إلا بتوطين العلم والثقافة في أبعادهما المتنامية. ولا يمكن لمثْل هذا أن يتمَّ إلا بتطوير اللغة العربية وإغنائها بالمفردات الجديدة تعبيرًا عن المفاهيم الجديدة المُبدَعة. إن الإبداع الفكري والثقافي والعلمي لا ينتمي إلى جنسية المُبدعين بقدر ما ينتمي إلى اللغة التي تحتضن هذا الإبداع.

    هكذا اتّسع النشاط المعجميّ، بمختلف أشكاله، في اللغة العربية، في عصرنا الحاضر. اتّسع في مستوى فردي، بجهود علماء ولغويِّين ومتخصّصين؛ وعلى مستوى المؤسسات في الأقطار العربية، مثل مجامع اللغة، ومراكز البحوث، والهيئات العلمية، والجامعات؛ وعلى مستوى قومي، مثل المنظمات العربية المتخصّصة، والاتحادات المهنية العربية.

    ومن الأمثلة البارزة في هذا المجال، ما قامت وتقوم به المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وأجهزتها المتخصصة وبخاصة مكتب تنسيق التعريب، إذ أصدر أربعة وثلاثين معجمًا متخصّصًا، وهي معاجم ثلاثية اللغة: العربية والإنجليزية والفرنسية، تضم حوالي نصف مليون مصطلح علمي في مجالات العلوم الطبيعية والإنسانية والفنون والتقانة، وهي مصطلحات يتمّ توحيدها وإقرارها في مؤتمرات التعريب الدّورية التي تدعو إليها المنظمة العربية ويشارك فيها ممثلون عن الدول الأعضاء والخبراءُ المختصون في موضوعات المعاجم.

    إن اللغات تضعف بضعف أهلها، وتقوى بقوَّتهم. وقد كانت اللغة العربية، منذ قرون قليلة، هي لغة العلم في العالم آنذاك. وكان تعلّم اللغة العربية ضرورةًّ لكل مثقّفي أوروبا نفسها.

    واليوم تقف اللغة العربية واحدة من ستِّ لغات عالمية معترف بها كلغة رسمية ولغة عمل في هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية المتخصصة، وكذلك في منظمة الوحدة الأفريقية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي. إضافة إلى أن معظم الجامعات العالمية المعروفة تُفرد قسمًا خاصًا للغة العربية وآدابها. وما الإقبال على تعلم اللغة العربية بين الأوروبيين والأمريكيين والآسيويين والأفريقييِن إلا دليل على أهميتها وحيويتها وعالميّتها، وما تمثّله من قيم حضارية كبيرة.

    في إطار الجهد العربي الهادف إلى خدمة اللغة العربية قوميًا وعالميًا، وإلى جعلها تواكب التطور الحضاريُّ، وتعاصره، وتوطّن العلمَ والتقانة في أبعادهما الحديثة، يسعدني أن أقدِّم إلى الناطقين بالعربية، وإلى معلّميها ودارسيها في الوطن العربي وخارجه، هذا المعجمَ العربي المحيط، وأن أُشيد بالجهد المتميِّز لمؤلِّفيه، وهم من أعلام الفكر والأدب في الوطن العربي. فقد بحثوا وألّفوا ونشروا العديد من المؤلفات والدراسات، ونهضوا بمسؤوليات ثقافية وتربويَّة رفيعة في أقطارهم، وأسهموا، وما يزالون، بقدرة وخبرة كبيرتين، في أنشطة عدد من المنظمات الثقافية العربية، وفي بعض مشروعات منظمة اليونسكو، وفي العديد من اللقاءات الثقافية العالمية التي تعالج جوانب من الثقافة العربية في أصالتها وتواصلها وحوارها مع الثقافات الأخرى.

    وقد عملوا، بدأب جادّ ملتزم، على وضع هذا المعجم العربيّ، وخصّوه بمزايا عديدة أضفتْ عليه خصوصية بين مثيلاته من المعاجم، منها ترتيبُ مفرداته ترتيبًا ألفبائيًا، ومنها تيسير الرجوع مباشرةً إلى الكلمة المراد معرفة معناها، ومنها احتواؤه على حوالي أربعين ألف مفردة، كل منها مشروحة بأسلوب واضح، مرفوقة باستشهاد من آيات القرآن الكريم، قمّة الفصاحة العربية، أو من الأحاديث النبوية الشريفة، ومن النماذج الرفيعة من الأدب العربي، شعرًا ونثرًا، ومن شوارد الحكم والأمثال التي تتضمن خبرة الأمة العربية وحكمتها، وقيمها العالية في الحياة؛ هذا إلى إمتاع القارئ وزيادة معارفه بالصور الملونة الرائعة التي حواها المعجم، وإلى جودة طباعته وإخراجه.

    إن هذا السّفر الجليل، في أجزائه، يمثل أحدث ما اتّسعت له اللغة العربية من خبرات ومعارف في شؤون الحياة المعاصرة، وأدق ما استنبطه الباحثون في مجال تأليف المعاجم. وهو، بحقّ، إضافة قيِّمة في ميدان العمل المعجميّ العربيّ، يسدّ حاجة قائمة عند جماهير القراء من أهل اللغة، أو الناطقين بها، أومتعلميها.

    وإنه من همّي هنا أن أهنّئ الزملاء من الأساتذة الأجلاء، الذين نفّذوا هذا العمل القومي العلمي البصير، على ما وُفِّقوا إليه من إنجاز فكريّ ولغويّ، تنتفع به الأجيال بعد الأجيال، وأن أهنئَ دار النشر (المحيط) لنهوضها بنشره والعناية به راجيًا لها النجاح والازدهار المستحقّيْن.

    والله نسأل أن يدلّنا على الخير، ويعيننا على فعله.



    تعريف بالمعجم وبخصائصه
    بقلم المؤلفين

    قد يسأل سائل: هل ثمّة حاجة إلى مثل هذا المعجم، والمكتبة العربية حافلةٌ بالمعاجم، قديمها وحديثها، المطّول منها والميَّسر؟

    السؤال مشروع، والجواب عنه لازم ومفيد.

    إذا صحَّ أن المعاجم القديمة كانت وما تزال حصونًا صانت اللغةَ العربية من الشتات، ونقلتْها إلى الأجيال مع ما تزخر به من غنى وتنوّع وأصالة، فصحيحٌ أيضًا أن ترتيب مفردات تلك المعاجم بالاستناد إلى آخر أصل الكلمة، لم يعد مُستساغًا، مما دعا المعاصرين من اللغوّيين إلى ترتيب هذه المفردات بالاستناد إلى الحرف الأول من الكلمة. ولكن مادة المعاجم القديمة بقيت على حالها، إذ وقفتْ باللغة عند الحِقبة الزمنية التي تم تأليفها خلالها، وهي القرون الخمسة الأولى للهجرة؛ ولم تتضمن، بعد ذاك التاريخ، ما أتى به المولَّدون والمُحدثون من الكلمات والمصطلحات الجديدة. حتى إذا جاء العصر الحديث وما صاحبه من نهضة عربية، بدأت مع أواخر القرن التاسع عشر وما تزال مستمرة، بدا واضحًا أن المعاجم القديمة، على غناها وجودتها وشمولها، أصبحت مقصّرة عن استيعاب الجديد من المعرفة ومدلولاتها ومفرداتها المستحدثة.

    والواقع أن معارف البشر، إذ تتطوّر وتتنامى باطّراد، تملي على لغاتهم أن تتطوّر بدورها وأن تولَد من المفردات والتعابير الجديدة ما يستوعب المفاهيمَ والأفكار المبدَعة. ولا يتيسر مثل ذلك إلا للغاتِ الحيّة، والعربيةُ إحداها.

    هكذا اغتنت لغتنا بالألوف من الكلمات والتعابير الجديدة، بعد إطلاق القياس ليشملَ ما قِيسَ من قبلُ وما لم يُقَسْ، وبعد إفساح المجال لاشتقاقات جديدة، وتحرير السماع من قيود الزمان والمكان، وتوليد ألفاظ، وتعريب أخرى. بذلك حققت اللغة العربية قفزةً نوعية استتبعتْ تأليفَ معاجم جديدة، بعضُها لغويّة بمعنى عام، وبعضها متخصّصة، تضم المفردات الخاصةَ بميدان محدّدٍ من ميادين المعرفة، فهذا معجم لعلوم الطبيعة، وآخرُ للصناعة، وثالثٌ للتجارة والاقتصاد، وهكذا.

    إن هذا المعجم، إذْ نقدِّمه اليوم إلى القُراء، هو معجم لغويٌّ، يشترك مع نظائره من معاجم اللغة العربية، قديمِها وحديثِها، في ما يرمي إليه من شرح مفردات اللغة، وإيضاح الغامض منها، وضبطِ معانيها وتِبيانِ استعمالها.

    بيد أنه يتميز عن المعاجم الأخرى بخصائص خليقةٍ أن نأتي على ذكرها فيما يلي:

    (1) جرى ترتيب مفردات المعجم بحسب لفظها وتسلسل الحرف الأول ألفبائيًا بصرف النظر عن (أل) التعريف، وهذا هو الأسلوب الحديث في ترتيب مفردات معاجم اللغات الحيّة العالمية.
    وقد راعينا في هذا الترتيب تسلسل حركات حروف المفردة: السكون، فالفتحة، فالضّمة، فالكسرة (حَسْبُ - حَسَبَ - حَسُبَ - حسِبَ. رَدْحٌ - رَدَحٌ - رُدْحَةٌ).

    (2) وُضعت المفردةُ الفعْلُ بصيغة الماضي والمضارع والمصدر أو المصادر. أما صيغة الأمر فقد وضعناها بعد الماضي والمضارع، للأفعال الثلاثيّة المهموزة والمعتلّة والمضعَّفة، وللأفعال الرّباعية والخُماسية والسُّداسية المعتلّة عندما يكون فيها حرفٌ محذوف (أَخَذَ، خُذْ - سَأَلَ، سَلْ واسْأَلْ - جَرُؤَ، اُجْرُوءْ- وَعَدَ، عِدْ - قَالَ، قُلْ - دَعا، اُدْعُ - وَقَى، قِ - رَضِيَ، اِرْضَ - عَفَّ، عِفَّ أو اِعْفِفْ - توَقَّى، تَوَقَّ - اسْتَوْفَى، اسْتَوْفِ).

    (3) أثبتنا بين قوسيْن معقوفيْن الأصلَ أو الجذر لمفرداتِ الأفعال التي طرأَ عليها إعلالٌ أو إبدالٌ من الأفعال الثلاثيّة والمَزيدة ومصادرها ومشتقاتِها من أسماء وصفات: قَالَ يَقُولُ قُلْ [قول] - نَادَى يُنَادِي نَادِ [ندو] - اسْتَشْفَى يَسْتَشْفِي اسْتَشْفِ [شفي] - الاضطرابُ [ضرب] - التُّخَمَةُ [وخم] - التَّحِيَّةُ [حيي] - المُسْتَحِيلُ [حول].

    (4) أثبتنا بوجه عام جمع التكسير لمفردة الاسم. وإذا كان للمفردة جَمْعانِ، أحدُهُما قياسيُّ (جمعِ مذكَّر سالم أو مؤنَّث سالم) والآخرُ سماعيُّ (جمع تكسير) فقد أثبتناهما معًا: عَالَمٌ، عَالَمُونَ وَعَوالِمُ - الأُخْرَى الأُخْرَياتُ، الأُخَرُ.

    (5) شَكَلْنا شَكْلاً تامًا حروفَ كلماتِ المَدْخَل، وآياتِ القرآنِ الكريم، والأحاديثَ النبويَّة الشريفة، والحروفَ التي تحتاج إلى شكْل من نصوصِ الشّروحِ والأمثلة، تجنبًا للَّبْسِ أو الخَطَأ في القراءة.

    (6) شرحنا المعاني المختلفةَ للمفردة، انطلاقًا من الحِسِّيِّ إِلى العقْليّ، ومن الحَقيقيِّ إلى المَجازيِّ دون الإخلال بما جاء في المعاجم القديمة، مع إضافة المعاني الجديدة بأسلوب واضح، دقيقٍ ، مستمَدٍّ من روح العصر، بحيث لا يقع القارئ عند بحثه عن معنى الكلمة على نصٍّ غامض يحتاج بدوْره إلى شرح وتفسير.

    (7) أثبتْنا التعابيرَ الشائعةَ التي تتضمن المفردةَ المشروحة، وقدّمنا لكلٍّ من معانيها، وفي معظم الأحيان، مثالا يساعد القارئ على كيفية استعمال الكلمة بهذا المعنى أو ذاك. الأمثلةُ التي أوردناها هي من آيات القرآن الكريم أو من الحديث النبوي الشّريف أو من مأثوراتِ القول، أو ممّا صاغَه واضعو المعجم مستَمَدًّا من واقع الحياة المعاصرة.

    (8) ونتيجةً لنموْ المعرفة واتّساعها فإن بعض المفردات التي كانت لها في الماضي معانٍ محددة، قد أُعطيتْ في العصر الحاضر معاني جديدة إضافيةً، حرصْنا على إثباتها وإبرازها. فنحن، على سبيل المثال، نستعمل كلمة (إسْقاط)، بالإضافة إلى معانيها التقليدية، لندلَّ بها، في ميدان علم النفس، على ما يَنْسبُه الإنسانُ من دوافعه وأفكاره الذاتيّة إلى الآخرين.

    (9) أثبتنا كثيرًا من المفردات العلمية والتقنيَّة الحديثة التي اعتمدتْها مجامعُ اللغة العربية ومؤتمراتُ التّعريب التي تدعو إليها المنظَّمةُ العربيّة للتربية والثقافة والعلوم، وما شاع تداوُله في وسائل الإعلام الجماهيريّ ولدى الكُتاب المعاصرين.

    (10) ضَمَّ المعجم زهاء (40.000) أربعين ألف مفردة، وهو رقم لم يَبلغْه أيٌّ من معاجم اللغة العربية الحديثة التي وُضعتْ في العقود الأخيرة من هذا القرن.

    (11) تخطينا أبعاد المعجم اللغوية، بهدف إمتاع القارئ وإطلاعه على بعض السِّمات البليغة لعالمنا المعاصر، فزوّدنا المعجم بمجموعات من الصور الملونة، تعبّر عما حققه الإنسان من مبدعات وتجديدات، تقف شاهدًا على تسارع البشرية في تطوّرها المذهل، وهي تشارف القرن الواحد والعشرين.

    إن تفرُّدَ هذا المعجم ببعض الخصائص التي أتينا على ذكرها يبرِّر، في تقديرنا، وضعَه وإصداره، ليأخذَ مكانه بين المعاجم المتداوَلة، إسهامًا في تثقيف الناطقين بالعربية ودارسيها، وإغناءً لها ببعض ما أبدعه الفكر الحديث من مفاهيم وما يقابلها من مفردات ومصطلحات.

    ولئن كان لكلِّ عملٍ معجميِّ بدايةٌ، فليس لأيِّ عمل معجميٍّ نهاية، إذ يترتب على أجيال واضعيه والمُشْرفين عليه أن يتعهَّدوا تطويرَه باطّراد، فيُضيفوا إليه الجديد، ويُنقِّحوا من مفرداته ومعانيها ما اقتضاه تبدُّلُ المفاهيم ومضمونها. وبكلمة موجزة إن العمل المعجميّ هو وِلادَةٌ متواصلة.



    وإذْ نقدّم هذا المعجم، بتواضع صادق، إلى جمهور القرّاء، فإننا نرجو من رجال اللغة والأدب، ومن سائر المعنيّين بالكلمة العربية أن يبعثوا إلينا بما يرون من ملاحظات واستدراكات تهدف إلى المزيد من تجويده، وإغنائه، وتحريرِه من أَخطاء سُهِيَ عنها، فيتمّ تدارك ذلك كله في الطبعة التالية.

    واللهَ نسألْ أن يأخذ بيدنا إلى ما فيه الخير.
    [align=center][/align]

  13. #13

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    خيتي يا ليت تراجعين الكتب قبل لا تاخذين التقارير


    من شان تتأكدين منهم

    وراح تحصلين كل الكتب في الرابط الاول ان شاء الله


    تحياتي لك
    [align=center][/align]

  14. #14
    إدارة عامة الصورة الرمزية وجن محمد
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    29,841
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الله يعطيك العافية تسلم يمينك والله ينورلك دنيا واخرة ويوفقك بصراحة انجاز اكثر من رائع
    تعجز الكلمات عن شكرك
    ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾
    الأنعام 15

    "لو لم يكن لنا من رادع عن معصية ربنا إلا هذه الآية لكفتنا"

    !
    ليكن حظ المؤمن منك ثلاثاً : إن لم تنفعه فلا تضره ، وإن لم تفرحه فلا تغمه ، وإن لم تمدحه فلا تذمه













  15. #15
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    24
    يرحم والديك كفيت وفيت

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الله يوفق ويسعد من يرد علي دنيا واخره (محتاجتكم)
    بواسطة معلمه متدربه في المنتدى عربي ثانوي - النصف الأول
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 24-11-2013, 07:40 PM
  2. الله يوفقه او يوفقها دنيا واخره اللي يساعدني
    بواسطة لولو مكهـ في المنتدى البحوث
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-01-2009, 10:54 PM
  3. الله يوفقكم دنيا واخره اذا دخلتو
    بواسطة انا مدرسه في المنتدى رياض الأطفال _ ملتقى المعلمات
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 16-02-2007, 11:38 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •