أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
مفهرس المخطوطات وتاريخ التأليف
بما أنني حريص جدا على الكلام حول جزئيات منهجية تحقيق النصوص لما لمسته من فائدة لي وللأخوة الأكارم؛ فإنني أيضا أرغب الكلام حول جزئيات منهجية فهرسة المخطوطات.
وبحكم التجربة الحالية وأنا أجرد مخطوطاتنا مر علي عدد من المؤلفات جاء في آخرها كلام المؤلف منقولا يؤرخ تصنيف الكتاب.
فلم يسجل في بطاقة الفهرسة حقل خاص بتاريخ التأليف!، لذا أدعو من له عناية في هذا الأمر أعني منهجية الفهرسة أو من يتصدى لوضع فهرس؛ أن يضع حقل خاص بتاريخ التأليف فإن وجد كتب ما وجد وإلا ترك الحقل فارغا.
والأمر ليس بدعا فقد رأيت غير مرة من وضع حقلا ولكنني كنت لا أوافق عليه، وبعد التأمل وجدت أن مثل هذا الحقل له أهمية.
فمثلا التصريح بمضمون التوضيح لخالد بن عبد الله الأزهري (ت 905هـ) لدينا نسخة نقل كلام المؤلف بهذه الصيغة(قال مؤلفه: وافق الفراغ من تأليفه يوم عرفة تاسع ذي الحجة الحرام سنة ست وتسعون وثمانمائة).
وجاء عندنا في نسخة من كتاب (تمرين الطلاب في صناعة الإعراب) لخالد الأزهري (ت 905هـ) نقل كلام المؤلف بهذه الصيغة: (قال مؤلفه رحمه الله: فرغت منه يوم الأثنين سابع عشرين رمضان 886هـ)
ماذا يفيد تأريخ التأليف؟
إذا سجل المفهرس تأريخ التأليف فإن المحقق أو الباحث سيستفيد كثيرا من هذا الحقل من الفوائد:
1 ـ معرفة ترتيب كتب المؤلف. مما يفيد معرفة مرحلة الشباب ومرحلة النضج.
2 ـ معرفة عنايته وثقافته والكتب المتاحة في ذلك الزمن من حياة المؤلف.
3 ـ معرفة الإنتاج الفكري والزمن بين كل كتاب.
4 ـ معرفة أسبقية الأقوال للعلماء المعاصرين له.
5 ـ معرفة مذهبه وتوجهه والتدرج والتغير في ذلك.
فعلى المحقق أن يرتب كتب المؤلف الذي يحقق مخطوطة له ترتيبا منهجيا ذكرته في موضوع كتبته بعنوان (منهجية الترتيب) فإن كان يعلم تأريخ تأليف كل كتب لمؤلفه فإنه يلزمه أن يرتب الكتب حسب تواريخ تأليفها، وإلا رتبها حسب ما ذكرت في الموضوع.
هذا ما حضرني الآن عن هذه الجزئية والله الموفق.