أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
هذه خاطرة أتت على منذ أيام
وحاولت الكتابة فيها ولكنى عجزت
ولعل هذا بسبب ضعف أسلوبى فى الكتابة وإهمالى للتمرن عليها
وكذلك ما أجده من الصعوبة فى إيجاد مضمون الفكرة
وكذلك صعوبة صياغتها فى أسلوب سهل العبارة رقيقها
لا أظن , كذلك أنا لم يستوقفنى
فلو نظرنا لحال كثير من الناس ممن ضاعت أعمارهم فيما لا فائدة منه
ماذا فعلت فى العشرين سنة الماضية من عمرك ؟
وإذا بى أقف مكانى لا أبرحه وأقول :
وأنت أيها القارئ أين عمرك ؟
أنا لا أتكلم عمن عشق المسلسلات والأفلام
والسهر وتضيع الأوقات وترك الصلوات
هؤلاء قال الله فيهم " أموات غير أحياء "
نحن نتكلم عن الأحياء الملتزمين وأشباههم
قف واسأل نفسك بعد ثلاثين عاما من الآن أين ستكون ,
هل ستكون كبقية الناس النهار فى العمل
هل ترضى أن يكون هذا عمرك ؟
لا أقول كن كمالك ـ رحمه الله ـ ليله قيام ونهاره صيام
ولكن أترضى أن يكون عمرك كله عبارة
عن " ليكات " أو " جمل مبعثرة " هنا وهناك على الشبكة
أو جدالات عقيمة سواء على الواقع أو الشبكة بدون فائدة
لا علم فيها ولا دعوة وينفق فيها الساعات والأعمار
وكذلك فى الهزار واللعب والكلام الممطوط الذى لا نفع ولا خير فيه
أيها القارئ أين قدمك الآن وبعد عدة سنوات أين ستكون ؟
اخشى أن تكون قدمك الآن فى الوحل
وبعد عدة سنوات سيغرقك الوحل !
هناك حكمة تقول : " ليس هناك إنسان فاشل
ولكن هناك رجل بدأ من القاع وظل فيه "
فلا ترضى بالقاع واستمع للشاعر عندما قال :
ولم أرى فى عيب الناس شيئا كنقص القادرين على التمام
لو نظرنا لعمر رجل كالألبانى أين يكون ؟
سنجده فى دعوته وطلابه وكتبه
فهو ينظر لطلابه ويقول لهم أنتم عمرى الذى أنفقته
لذلك لو ضاع أحد كتبه لنقص عمره
ربما أنا وأنت لا زلنا لا ندرك هذا
ولكنى وجدت من أدرك هذا بعد فوات الزمن الطويل
كنت أذهب لإحدى المكتبات من أجل المذاكرة
ـ وكنت الوحيد تقريبا ـ الذى يدخلها
فوجدت يوما رجلا دخل ومكث بها فترة وبيده كتاب يتصفحه وينقل منه
وهذا كان غريبا لأن الذين كانوا يدخلون
هذه المكتبة ـ وهى فى قليوب بلدى ـ يدخلونها للفرجة
ورؤية عدد الكتب ثم ينصرف بلا رجعة
فكان إذا دخل أحد المكتبة ـ فى البداية ـ أقف بجانبه
عساه يسأل عن شئ فأرشده عله يعيد الكرة ويؤنسنى فى وحدتى
ولكن محاولاتى تبوء بالفشل ويكون مستكشفا كغيره ويذهب
وعندما أتى هذا الرجل لم أنظر إليه أصلا كى لا أصاب بالإحباط
وما زاد من استغرابى أنه بدا عليه أنه طالب للعلم
وأنا أعرف كل طلبة العلم فى بلدى ـ تقريبا ـ فمن يكون ؟
فجرى ـ بعد ذلك ـ بيننا حوار وقال لى : هل تتخيل كم يكون عمرى ؟
فسكتُ , فقال : عمرى أربعون سنة وأنا لا أعلم شيئا عن أى شئ
إلا أنى ملتحى ولكنى جاهل جهلا شديدا حتى صرت متعصبا
لما أراه صوابا ويأتى الشباب فى سنك ـ وكان عمرى 18 سنة ـ
ينصحونى فأغضب وأثور عليهم وأقول أنا ملتزم من عشرين سنة
هل أنتم تعلموننا , ثم قال : فوقفت مع نفسى فوجدتنى
فعلا لا أعلم شيئا ومضى من عمرى عشرون سنة
كلمح البصر لا أعرف حتى أسماء الكتب أو المشايخ
ولا أعرف الصواب من الخطأ ويوم السبت هويوم أجازتى
فآتى من العصر حتى المغرب طلبا للعلم مع متابعة شيخا شابا فى قريتى
يتابعنى ويعلمنى وهو يصغرنى بعشرين سنة ولكنى فرطتُ فى صغرى
هذاواقع مشاهد وربما هذا فاق من غفلته وكثير منا لا يزال فى غفلته
حتى يُسحب العمر منه وهو لا يشعر
كتبه \ أبو عبد الرحمن البدرى