النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: بحث

  1. #1
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    4

    بحث

    اطلب بحث عن علم التشريح للانسان

  2. #2

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    السلام عليكم ورحمة الله


    راح احط لك موضوعات متفرقة إن شاء الله عن علم التشريح


    وعليك بعدها انك ترتبهم بالطريقة الي انت تبغاها لو كانت هي المطلوبة


    تحياتي لك

  3. #3

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=center]رأي ابن سينا فى علم التشريح
    أستاذ دكتو ر جو رناليس أوذين
    أندونيسيا[/align]

    [align=right]مقدمة:

    قال ميتلر Mettler بكل وضوح: إن فضل العرب على علم التشريح يتجلى فما اكتشفه عبد اللطيف البغدادي (1162- 1321) من أن عظمة الفك السفلي لا تتكون من قطعتين كما قال جالينوس، ولكن من قطعة واحدة (ميتلر 1947). وقد قيل إن إسهام العرب المحدود في علم التشريح يرجع إلى أن الشريعة الإسلامية كانت تحرم تشريح- جسم الإنسان، ولو أن التحريم المطلق للتشريح كان دائما موضع جدل من الفقهاء (نصر 1976).

    وهناك عقبة أخرى وقفت فى الطريق، وهي أن المناخ الحار الجاف الذي كان يسود البلدان العربية جعل من المستحيل تقريبا دراسة التشريح ( ميتلر 1947) إلا أن الطب على الرغم من كل هذه العقبات قد ازدهر في بلاد ا (حرب أيام القرون الوسطى، وكان لا بد على الدول الغربية المتخلفة ني ذلك الوقت من أن تتتلمذ على يد العرب في جميع مجالات العلوم، كما كان كتاب " القانون في الطب ! لابن سينا أكبر شاهد على عظمة الطب الإسلامي، وقد ظ!! هذا الكتاب يستخدم كمصدر إجباري ني كل الجامعات الأوروبية حتى القرن السابع عشر الميلادي (أودين 1981). وفي الكتاب الأول من ! القانون " يأتي الموضوع الرئيسي وهو علم التشريح ووظائف الأعضاء، وأب هذا الكتاب نجد وصفاً دقيقاً لجميع الظواهر المرضية التي تتضح نتيجة لدراسة وظائف الأعضاء وما يمكن أن يعطل هذه الوظائف، ولقد كانت معرفة ابن سينا بعلم التشريح مثار دهشة وإعجاب، وهذا يناقض تماماً ما قاله ميتلر. ولتطرح الآن بعض الأسئلة المحددة التي تقيم الدليل على خطأ رأيه.

    - ما هي وجهة نظر ابن سينا في علم التشريح؟
    - هل توصل ابن سينا إلى اكتشاف أصيل تثبتت صحته لأ عصرنا الحديث؟

    رأي ابن سينا في علم التشريح:

    طرح ابن سينا في الفن الأول من الكتاب الأول من (القانون مفهومه الأساسي عن الصحة والمرض (جرونر سنة 1970)، ولن نستطيع أن نستوعب آراءه في علم التشريح دون فهم حقيقي لهذا المفهوم.

    وعن أسباب الصحة والمرض قال ابن سينا إنها أربعة: مادية، وفاعلية، وصورية، وتمامية:-

    أ- الأسباب المادية:

    هي الأشياء الموضوعة التي فيها تتقرر الصحة والمرض.

    ا- الموضوع الأقرب: عضو أو روح.
    2- الموضوع الأبعد: الأخلاط.
    3- الموضوع الأبعد منه: الأركان (العناصر).

    والأخلاط والأركان موضوعان بحسب التركيب، وإن كانا أيضأ معرضين للتغير، ولكن بحكم التركيب والتغير وحدة واحدة، وتلك الوحدة إما مزاج، وإما هيئة.

    أما المزاج فبحسب التغيير، وأما الهيئة فبحسب التركيبط.

    ب- الأسباب الفاعلية:

    وهي الأسباب المغيرة أو الحافظة لحالات بدن الانسان، وهي:

    أسباب خارجية تتمثل في الهواء وما يتصل به، والمطاعم والمياه والمشارب وما يتصل بها، والبلدان والمساكن وما يتصل بها.

    أسباب داخلية: تتمثل في الحركات والسكنات البدنية والنفسانية منها:

    * النوم واليقظة.
    * تخلص البدن من العصارات والفضلات واحتفاظه بها.
    * التغيرات في فترات العمر المختلفة (الاستحالة في الأسنان).
    * الصناعات والعادات. 18 لأجناس (ا لسلالات والقوميات).

    ج- الأسباب الصورية: وتقع في ثلاثة موضوعات:-

    ا- ا لمزا جات Constitutions
    2- ا لتراكيب Composition
    3- القوى الحادثة عن المزاجات Faculties

    د- الأسباب التمامية:

    وهي الأفعال وفي معرفة الأفعال معرفة القوى لا محالة ومعرفة الأرواح الحاملة للقوى.

    ويبين هذا العرض لأسباب الصحة والمرض أن هذه الأسباب وثيقة الصلة بالأركان والأعضاء والأخلاط والقوى الخ... وقد حصر ابن سينا حديثه عن علم التشريح في أعضاء الجسم، وأجهزة الحواس. إلا أن مفاهيمه في علم التشريح لن تتضح لنا بشكل شامل وكامل إلا إذا عرفنا بقية المصطلحات التي استخدمها في هذا المجال.

    وإليك ملخصاً للموضوعات الأخرى التي جاء شرحها في الكتاب الأول من " القانون، (جرونر 1970).

    العناصر (الأركان) Elements

    هي أجسام بسيطة، تتمثل في الأجزاء الأولية لبدن الإنسان وغيره من الكائنات في صورها المختلفة والمتنوعة. والعناصر أربعة اثنان منها خفيفان، النار والهواء، واثنان ثقيلان: الأرض، والماء.

    العناصر الخفيفة هي المعادل لصفات: ضعيف، ذكر ا لأنه مانح أو استهلالي). إيجابي نشيط، سماء.

    والعناصر الثقيلة هي المعادل لصفات: قوى، أنثى ا لأنه متلقية)، سلبي، خامل، أرض.
    المز اج : Temperature

    المزاج كيفية تحدث من تفاعل الصفات الأربعة الأولية بالعناصر وهي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة.

    ويمكن تصنيف المزاج إلى نوعين:
    * معتدل: حيث تكون المقادير من الصفات المتضادة في الممتزج متساوية، ويكون المزاج صفة متوسطة بينها.

    - غير معتدل: حيث لا يكون المزاج من بين الصفات المتضادة وسطاً مطلقاً، ولكن يكون أميل إلى أحد الطرفين إما إلى الساخن أكثر من البارد، أو إلى الرطب أكثر من اليابس أو عكس ذلك).

    إلا أن المعتدل على هذا المعنى لا يجوز أن يوجد أصلاً، فضلاً عن أن يكون مزاج إنسان أو عضو إنسان، والمقصود بالمعتدل هو مشتق لا من التعادل الذي هو التوازن بالسوية، بل من العدل في القسمة، وهذه القسمة هي ما يجب أن تكون محل الاعتبار سواء بالنسبة للجسم ككل أو- بالنسبة إلى أحد أعضائه.

    والمزاج يتغير إلى درجة كبيرة بتغير السن والجنس والمسكن والصناعة:

    - فالمزاج في فترة الحداثة (حتى سن الثلاثين) يتميز بالحرارة، وتكون الرطوبة زائدة.
    - والمزاج في سن الشباب (من سن الخامسة والثلاثين إلى سن الأربعين) يبدأ نحو اليبوسة، ويرجع ذلك إلى إذا الحرارة الغريزية في الجسم تبدأ في الهبوط لأن الهواء الذي يكتنفه يجفف رطوبته.
    - والمزاج في سن الكهولة (حتى سن الستين) يتميز بالبرودة.
    - والمزاج في سن العجز أو فترة الشيخوخة (إلى آخر العمر) يتميز بأنه أكثر برودة وجفافاً من سن الكهولة.
    - ومزاج الأنثى أبرد (ولهذا فهي أقل حجما من الذكر)، كما أنها أكثر رطوبة من الذكر.
    - وأهل البلاد الشمالية أرطب بينما أهل البلاد الجنوبية أبرد.
    - وأهل الصناعات المائية (وهم من يزاولون أعمالا بحرية) أرطب " بينما نجد خلاف ذلك عند من يزاولون أعمالاً أخرى.

    ا لأخلاط: humours
    الخلط جسم رطب سيال يتحول إليه الغذاء أولا.
    والخلط المحمود health humour من شأنه أن يصير جزءاً من جوهر المغتذي وحده ، أو ياتحاده مع غيره ، أي أنه الخلط الذي يعوض الجسم عما يفقده بصفة مستمرة .

    والخلط الرديء unhealthy humour هو عكس ما نجده في الخلط المحمود، وقد يتحول نادراً إلى خلط محمود، ويكون حقه قبل ذلك أن يدفع عن البدن وينفض.
    وتنقسم الأخلاط إلى قسمين:

    - الأخلاط الأولية.

    جنب ا لدم Sanguinous
    جنس البلغمserous
    جنس الصفراءbilious
    جنس السوداءatrabilious

    - الأخلاط الثانو ية:

    - غير فضول ((غير برازي) non - excrementitious
    - فضول (برا زي)excrementitious

    أصل الأخلاط:

    تشتق الأخلاط الجسدية من امتصاص الطعام في القناة الهضمية. وبذلك تمر بعدة مراحل هضمية.

    ا- الهضم المبدئي.
    مكانة: الفم
    طريقة الهضم: المضغ تحت تأثير اللعاب الذي يؤدي وظيفة هضمية بسبب الحرارة الغريزية بالبدن.
    2- المرحلة الأولى:
    مكا نها: المعدة
    الطريقة: بتأثير نوعين من الحرارة:
    حرارة المعدة.
    حرارة الأعضاء التي تحيط بها وهي
    من ذات اليمين- الكبد.
    من ذات اليسار- الطحال.
    من الأمام- غشاء الأمعاء الشحمي omentum

    من فوق- القلب.

    والناتج النهائي لهذه المرحلة الهضمية هو ما يسمى با لكيلوسChyle وهو جوهر سيال شبيه بماء الكشك الثخين .

    المرحلة الثانية:
    مكانها: الأمعاء والكبد.

    الطريقة: عند تكون الكيلوس تمتصه الأمعاء، ثم يمر منها إلى أوعية الأغشية التي تربطها بالبطن، ثم من هذه الأوعية إلى الوريد البابي portal vein وأخيراً يدخل الكبد، وفي الكبد ينتقل الكيلوس عبر أوعية دموية دقيقة حتىيصل إلى الأوعية الشعرية، ومنها يندفع في العرق الأعظم superior vacal vein الطالع من حدبة الكبد،فيسلك في الأوردة المتشعبة منه، ثم في جداوله الأوردة، ثم نب سواقي الجداول، ثم في رواضح السواقي، ثم في العروق الليفية الشعرية، وأخيراً يدخل القلب، ومنه يتوزع إلى باقي أعضاء الجسم.

    ولا ينتقل الكيلوس في الأوعية الدقيقة في الكبد ما لم يختلط بالماء المشروب الذي يزيد عن حاجة البدا ن.

    النواتج الأصلية والثانوية لعملية الهضم حتى مرحلة الكبد هي:-
    · في الهضم السليم:
    - الدم حسه.
    - نواتج ثانوية: شيء كالرغوة (خلط صفراوي).
    شيء كالرسوب (خلط سوداوي).
    · في الهضم السعص:

    نواتج ثانوية:
    - نواتج لعمليات التأكسد حيث ينهضم الطعام أكثر من اللازم.
    جزء مخفف (خلط صفراوي رديء).
    جزءكثيف (خلط سوداوي رديء).
    ناتج يحدث عندما لا يهضم الطعام بإفراط:
    - خلط البلغم

    والدم الذي يتصفى من الكيلوس في الكبد يكون أرق مما ينبغي بسبب ازدياد نسبة الماء فيه، ولكنه إذا انفصل عن

    الكبد يتصفى الدم من المائية الزائدة فيه، حيث تنجذب عنه في عرق نازل إلى الكليتين، وتحمل معها من الدم ما يكون بكميته وكيفيته صالحاً لغذاء الكليتين، ويندفع باقيها إلى المثانة وإلى الإحليل.

    أما الدم الحسن القوام، فيندفع في العرق الأعظم الطالع من حدبة الكبد، فيسلك في الأوردة المتشعبة منه، ثم في قنوات رفيعة في سمك الشعرة حيث يرشح من فوهاتها، ويغمر الأنسجة.

    4- المرحلة الثالثة:
    مكانها: الأوعية الدموية.

    5- المرحلة الرابعة:
    مكانها:أعضاء الجسم.

    ا لقو ى: Faculties

    القوى هي خواص تتبدى من خلالها ظاهرة الحياة.
    - وكل قوة مبدأ فعل، وكل فعل إنما يصدر عن قوة.
    - والفعل هو قدرة كامنة على إتيان الفعل صارت فعلا.
    - والقوة هي القدرة الكامنة وليست قوة فعل محسوسة.
    - فالقوة سثن، بيما القدرة هي قوة في حالة نشاط وهي بذلك ديناميكية.
    - والروح تنبعث عنها سائر القوى.
    - بينما الحياة تنبعث عنها سائر الأفعال.
    - وقصور الأفعالhypofunction يقابل ضعف القوى.
    - وازدياد الأفعال hypofunction يقابل فرط القوى.

    وأنواع القوى ثلاثة

    * القوى الطبيعية (الطبيعيات) ومسكنها ومصدر أفعالها هو الكبد.
    * القوى الحيوانية (الحيوانيات) ومسكنها ومصدر أفعالها هو القلب.
    *القوى النفسانية (النفسانيات) ومسكنها ومصدر أفعالها هو الدماغ.

    والنفسbreath:

    ينشأ من الجانب الأيسرللقلب، وهو ليس بمستوح للنفس فحسب ولكنه أيضأ المركز الذي يصنع فيه هذا النفس، وينتج النفس من الجزئيات الدقيقة من الخلط بيما تنتج الأنسجة (وهي البدن المرئي) من الجزثيات الخشنة الأرضية من الخلط.

    والنفس فيض إلهي من حالة المتمكن إلى حالة الواقع المحسوس، ويظل مستمرا دون انقطاع أو قيد حتى يكتمل الشكل ويتم.

    ووظيفة النفس هي أن تنقل قوى الروح إلى الأعـضاء بحيث:
    - يصبح النفس هو نقطة تجمع قوى الروح.
    - يفيض النفس على الأعضاء والأنسجة المختلفة من البدن.

    ويمر النفس من القلب إلى المراكز الرئيسية بالبدن، ويتريث في كل مركز منها بعض الوقت حتى يمنحه هذا المركز أو ذاك خصائصه المزاجية، فهو يتريث في الدماغ حيث يتلقى نزعة يمكنه أن يكتسب بها قوى الحس والحركة، ويتريث في الكبد حيث يتلقى قوى التغذي والنمو (القوى الطبيعية)، ويتريث في أجهزة التوالد حيث يكتسب مزاجاً يتلقى به القوة المولدة.

    وبالرغم من أن النفس غير مادي إلا أنه يحتاج إلى أساس مادي له مكونان:

    - بخار مائي وبخار سخامي، وبه أيضأ جزء من الأوكسجين حيث إن أفعال الأوكسجين في البدن هي نفسها الأفعال التي تعزى للنفس الذي يحمله.

    أعضاء الجسم:

    تشتق أعضاء البدن بصفة أولية من مزيج الأخلاط، كما تشتتق الأخلاط بصفة أولية من الغذاء، ويشتق الغذاء من الأركان (العناصر).

    وأعضاء الجسم نوعان: أعضاء مفردة، وأعضاء مركبة.

    ا- الأعضاء المفردة (أو الأنسجة الأولية):
    هي التي إذا أخذ أي جزء محسوس منها كان مشاركاً للكل في الاسم والحد مثل: اللحم في أجزائه والعظم في أجزائه والعصب في أجزائه وما شابه ذلك. ولذلك تسمى متشابهة الأجزاء.
    ا- العظم:

    طبيعته: صلب
    وظيفته: هو أساس البدن ودعامة الحركات.
    ا- 2 الغضروفcartilage:
    طبيعته: ألين من العظم فينعطف، وأصلب من سائر الأعضاء.
    وظيفته: يحسن به اتصال العظم بالأعضاء اللينة، فلا يكون الصلب واللين قد تركب بلا متوسط فيتأذى اللين بالصلب. وخصوصا عند الضربة والسقطة، كما أنه يصل العظام بالعضلات.
    1 ـ 2 العصب : nerve
    طبيعته: جسم دماغي المنبت أبيض لدن لين في الانعطاف صلب في الانفصال.
    منشؤه: المخ والحبل الشوكي.
    وظيفته: يتم به للأعضاء الإحساس والحركة.

    ا- 14 لأ وتار tendons:
    طبيعتها: تشبه العصب في مظهرها.
    وظيفتها: تلاقي الأعضاء المتحركة، فتسهل عملية شد العضلات وارتخائها، وبذلك تساعد الأطراف على الحركة.

    ا- 5 الر باطات: Ligaments
    طبيعتها: عصبانية المرأى والملمس، وهي أجسام شبيهة بالأعصاب وهي نوعان:
    ا- 5- ا رباطات مطلقة: تربط بين طرفي العظام.
    ا- 5- 2 عصبية أو شكلية: ليس لها حس. وذلك لئلا تتأذى بكثرة ما يلزمها من الحركة والحك، وهي تشكل نهاية العضلات.

    ا-6 الشرايين : arteties
    طبيعتها: أجسام نابتة من القلب ممتدة مجوفة طولأ عصبانية رباطية الجوهر، لها حركات منبسطة ومنقبضة، وهذا ما يميزها عن الأوردة.
    وظيفتها: خلقت لترويح القلب ولتوزيع الروح على أعضاء البدن.

    ا- 7 الأوردة veiins
    طبيعتها: تشبه الشرايين، ولكن ليس بها نبض وتنبت من الكبد.
    وظيفتها: خلقت لتوزيع الدم على أعضاء البدن.

    ا- 8 الأ غشية : membranes
    تغشي سطوح الأجسام الأخرى، وتحتوي على المنافع الآتية:
    - لتحفظ جملتها على شكلها وهيئتها.
    - لتربط أعضاء الجسم الأخرى بالأعصاب والرباطات.
    - ليكون للأعضاء العديمة الحس في جواهرها سطح حساس بالذات لما يلاقيه، وحساس لما يحدث في الجسم الملفوف فيه بالعرض، كالرئة والكبد والطحال والكليتين (أي ورم أو التهاب في هذه الأعضاء نحس ول بسبب تمدد الأغشية التي تغلفها).

    ا- 9 اللحم : Flesh
    ويشمل العضل والأحزمة والأوتار والرباطات والأنسجة الضامة وما إلى ذلك.
    وظيفته: يسد الفراغات بين أعضاء البدن، ويجعلها بذلك متماسكة ومصمتة.

    2- الأعضاء المركبة:
    هي التي إذا أخذ منها أي جزء كان لم يكن مشاركأللكل لا في الاسم ولا في الحد مثل اليد والوجه، فإن جزء اليد ليس بيد، وجزء الوجه ليس بوجه.

    وتسمى أعضاء آلية، لأنها هي آلات النفس في تمام الحركات والأفعال.

    العلاقة بين القوة والعضو:
    لكل عضو من أعضاء البدن قوته الخاصة به (القوى الطبيعية)، يتم له بها أمر التغذي، وذلك هو جذب الغذاء وإمساكه وتشبيهه وإلصاقه ودفع الفضل.

    وتنقسم الأعضاء من حيث علاقتها بالقوى إلى ما يأتى:-
    *عضو قابل معط: كالدماغ والكبد فكل واحد منهما يقبل قوة الحياة والحرارة الغريزية والروح من القلب، وكل واحد منهما أيضأ مبدأ قوة يعطيها لغيره، أما الدماغ فمبدأ الحس والكبد مبدأ التغذية.

    *عضو معط وغير قابل: يوجد هنا خلاف كبير بين الأطباء والفلاسفة، إذ يرى الفلاسفة أن القلب هو الأصل الأول لكل قوة، وهو يعطي سائر الأعضاء القوى التي تغذي والتي تحيي والتي تدرك وتحرك، أما الأطباء فيرون أن كل عضو قابل ومعط ولم يقولوا بعضو معط غير قابل، فالقوى الآتية تتوزع على سائر الأعضاء:

    - قوة التغذية في الكبدي
    - القوة الحيوانية في القلب.
    - القوة الفكرية في الدماغ.

    *عضو قابل غير معط: مثل اللحم القابل قوة الحس والحياة، وليس هو مبدأ القوة يعطيها غيره في مقابل ذلك.

    * عضو كير قابل وغر معط: وهنا اختلف الفلاسفة والأطباء أيضأ، فيرى الفلاسفة أن العظام واللحم غير الحاس وما شابههما إنما تبقى بقوى فيها غريزية تخصها لم تأتها من مباد آخر، لكنها بتلك القوى (ذا وصل إليها غذاؤها كفت نفسها، فلا هي تفيد شيئا آخر قوة فيها، ولا يفيدها أيضأ عضو قوة أخرى؛ بينما يرى الأطباء أن تلك القوى ليست تخصها، لكنها فائضة إليها من الكبد أو القلب في أولا الكون ثم استقرت فيها.

    وقد أدلى ابن سينا برأيه الخاص قي هذا الخلاف بين الأطباء والفلاسفة فصنف الأعضاء إلى ثلاثة أنواع:

    أ- الأعضاء الرئيسية:

    وهي الأعضاء التي هي مبادئ للقوى الأولى في البدن المضطر إليها في بقاء الشخص أو النوع، وهذه الأعضاء هي:

    أ- القلب: وهو مبدأ قوة الحياة.
    أ- 2 الدماغ: وهو مبدأ قوة الحس والحركة.
    أ- 3 الكبد: وهو مبدأ قوة التغذية.
    أ- 4 أعضاء بقاء النوع: خضها يضطر إليها، والبعض الآخر ينتفع بها، أما الاضطرار فلأجل توليد المني الحافظ للنسل، وأما الانتفاع فلأجل إفادة تمام الهيئة والمزاج الذكوري والأنوثي.

    ب- الأعضاء الخادمة : auxiliary

    تنقسم إلى نوعين
    ب- ا أعضاء preparative

    وعملها يتقدم عمل الأعضاء الرئيسية، وهي تسمى بالأعضاء الملاصقة Adnexa.
    ب- 2 أعضاء مؤدية، وتسمى أيضأ مطلعة absolute وعملها يتأخر عن عمل الأعضاء الرئيسية.

    تصنيف الأعضاء حسب فعلها:
    صنف جالينوس الأعضاء كما يلي:
    - أعضاء لها فعل فقط. كالقلب.
    - أعضاء لها منفعة فقط، كالرئة.
    - أعضاء لها فعل ومنفعة معأ، كالكبد.

    وهنا يختلف ابن سينا مع جالينوس؟ فهو يرفض هذا التصنيف ويرى أنه يجب أن نعنى بالفعل ما يتم بالشىء وحده من الأفعال الداخلة في حياة الشخص أو بقاء النوع مثل ما للقلب في توليده الروح، وأن نعني بالمنفعة ما يهوى لقبول فعل عضوآخر، حينثذ يصير الفعل تاما فى إفادة حياة الشخص أو بقاء النوع.

    مثال:
    فالكبد تهضم أولا هضمها الثاني، وتعد للهضم الثالث والرابع فيما يهضم الهضم الأول تاما حتى يصلح ذلك الدم " لتغذية نفسها " تكون الكبد قد فعلت فعلأ، وبما قد يفعل فعلا معنيا لفعل منتظر تكون الكبد قد نفعت.

    تصنيف الأعضاء حسب نشأتها:
    - من الأعضاء ما يتكون من المني، وهى الأعضاء المتشابهة الأجزاء فيما عدا اللحم والشحم.
    - ومن الأعضاء ما يتكون عن الدم كالشحم واللحم. 213
    - وما عدا ذلك يتكون من المنيين، مني الذكر ومني الأنثى.

    العلاقة بين دم الحيض وبين الجنين:

    يتغذى الجنين على دم الحيض أثناء فترة الحمل:

    إذ يتحول جزء من هذا الدم إلى ما يشبه المنى والأعضاء المكونة منه، فيكون غذاء منميأ للجنين، ويسمي هذا الجز بغذاء النمو.

    وجزء لا يصير غذاء للجنين ولكن يصلح لأن ينعقد في حشوه ويملأ الأمكنة التي بيت الأعضاء الأولى فيكون لحما وشحما. ولحم الجنين يتولد عن مني الدم الذي يتخثر بفعل الحرارة واليبوسة، أما شحمه فمن مائية الدم ودسمه، وهذه تتخثر بفعل البرودة ثم تتفكك بفعل الحرارة.

    يتبقى بعد ذلك من دم الحيض فائض لا يصلح لأحد الأمرين السابقين فيبقى إلى وقت النفاس فتدفعه الطبيعة فضلا.

    تجبير الأعضاء:

    بالنسبة للأعضاء المتخلقة من السائل المنوي:
    إذا انفصل عضو من هذه الأعضاء لم ينجبر بالاتصال الحقيقي إلا بعضه في قليل من الأحوال وفي سن الصبا مثل العظام، وشعب صغيرة من الأوردة، وإذا انتقص من هذه الأعضاء أي جزء لم ينبت عوضه شيء وذلك كالعظم والعصب.

    بالنسبة للأعضاء المتخلقة من الدم:
    يمكن أن تعود إلى سابق عهدها إذا حدث لها أذى وتتصل بمثلها بعد أن تنبت كاللحم.

    وبالنسبة للأعضاء المتخلقة من الدم والساثل المنوي:

    ما دام العهد بالمني قريبا فذلك العضو إذا مات أين أن ينبت مرة أخرى (كالسن عند الصبي)، وأما إذا استولى على الدم مزاج آخر فإنه لا ينبت مرة أخرى.

    الأغشية التي تغلف الأعضاء الداخلية:
    جميع الأحشاء الملفوفة في الغشاء تنبت غشاءها من أحد غشائي الصدر والبطن المستبطنين، أما ما في الصدر كالحجاب والأوردة والشرايين والرثة فمنبت أغشيتها من الغشاء المستبطن للأضلاع pleura، وأما ما في اقف من الأعضاء والعروق فمنبت أغشيتها من الصفاق peritoneum المستبطن لعضل البطن.

    نسيج الأعضاء:

    هناك ثلاثة أنواع من الأنسجة.

    - أنسجة لحمية.
    - أنسجة ليفية (كاللحم في العضل).
    - أنسجة تخلو من الألياف (كالكبد).

    والنسيج الليفي يلائم الأعضاء المنوطة بالحركة، أما الإرادية فبسبب ليف العضل، وأما الحركة الطبيعية (اللا إرادية) كحركة الرحم والعروق والمركبة كحركة الازدراد فتعتمد على شكل واتجاه الألياف من وضاع الطول والعرض والتوريب.

    - فالألياف الطولية خاصة بحركة الجذب.
    - والألياف الذاهبة عرضا خاصة بحركة الدفع.
    - والألياف الموروبة خاصة بحركة الإمساك.

    وما كان من الأعضاء ذا طبقة واحدة، مثل الأوردة، فإن أصناف ليفه الثلاثة منتسج بعضها في بعض، وما كان منها ذا طبقتين، فالليف الذاهب عرضا يكون في طبقته الخارجية والآخران في طبقته الداخلية، إلا أن الذاهب طولا أميل إلى سطحه الباطن، وقد خلق كذلك لئلا يكون ليف الجذب والدفع معأ، بل ليف الجذب والإمساك لا أولى بأن يكونا معا، إلا في الأمعاء فإن حاجتها إلى الإمساك ليست شديدة، وإنما حاجتها إلى الجذب والدفع.
    والأعضاء العصبانية (الأنبوبية الجوفاء) التي تحيط بأجسام غريبة عن جوهرها، منها ما هو ذو طبقة واحدة، ومنها ما هو ذو طبقتين، وإنما خلق ما خلق منها ذا طبقتين للمنافع الآتية:-

    - الحاجة الماسة إلى شدة الاحتياط لا وثاقة جسميتها لئلا تنشق بسبب قوة حركتها، كالشرايين.
    - الحاجة الماسة إلى شدة الاحتياط في أمر الجسم المخزون فيها لئلا يتحلل أو يخرج، وهذا الجسم المخزون هو مثل الروح والدم المخزونين في الشرايين اللذين يجب الاحتياط في صونهما والخوف على ضياعهما، أما الروح فبالتحلل، وأما الدم فبالتشقق. وفي ذلك خطر عظيم.

    - إذا احتاج عضو إلى أن يكون كل واحد من الدفع والجذب فيه بحركة قوية أفرد له آلة بلا اختلاط، وذلك كالمعدة والأمعاء.

    - إذا أريد أن يكون كل طبقة من طبقات العضو لفعل يخصه، وكان الفعلان يحدث أحدهما عن مزاج مخالف للآخر، كان التفريق بينهما أصوب مثل المعدة، فإنه أريد أن يكون لها الحس وذلك إنما يكون لعضو عصباني، وأن يكون لها الهضم وذلك إنما يكون لعضو لحماني، فأفرد لكل واحد من الأمرين طبقة: فطبقة عصبية للحس وطبقة لحمية للهضم. وجعلت الطبقة الباطنة عصبية، والخارجية لحما نية؟ لأن الهاضم يجوز أن يصل إلى المهضوم بالقوة ودون الملاقاة، وأما الحاس فلا يجوز أن يلاقى المحسوس أعني لا حس اللمس.

    المناقشة:

    ا- يتضح من هذا العرض أن مفهوم العناصر أو الأركان القائل بأن جسم الإنسان يتكون من عناصر خفيفة (النار والهواء) وعناصر ثقيلة الأرض والماء هو مفهوم غامض، ولا يوجد مثل هذا التصنيف في علوم التشريح والفسيولوجيا الحديثة.

    2- ويكاد يكون من المستحيل تفسير مفهوم المزاج عند ابن سينا، فقد صنف أعضاء الجسم إلى درجات مختلفة من الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة، ولم يتم تطوير أي دراسات تتعلق بهذا المجال في العلوم التشريحية والفسيولوجية الحديثة.

    ولم يوضح ابن سينا في كتابه الأول من " القانون- " ما هو التغيير الفسيولوجي المعين الذي يحدث في عضو ما من أعضاء الجسم، يمكن للمرء أن يستنتج منه أن ذلك العفو سيكون باردا أو رطبا أو ساخنا أو يابسا .

    إلا أن فكرة التوازن أو عدم التوازن في الأنشطة الفسيولوجية أو المرضية- الفسيولوجية فكرة معقولة وحديثة في نوعها، كما أن تأثير السن والجنس والعمل والسكن على توازن أنشطة أعضاء الجسم أو عدم توازنها يجري الحديث عنها بشكل عام، وقد أجريت بحوث كثيرة في هذا المجال تتعلق بعدم توازن الهرمونات والأنزيمات وعدم توازن النمو الخ...

    3- ويتضح كذلك أن مفهوم الأخلاط ينم عن جهد بذله ابن سينا لفهم الدور الذي تلعبه السوائل في جسم الانسان، وكذلك طريقة تركيبها وعملها، وقد قال ابن سينا: إنه يوجد نوعان من الأخلاط في الجسم:

    - الأخلاط الأولية: وهى الدم والبلغم والصفراء والسوداء.
    - الأخلاط الثانوية: وهي السوائل البرازية والسوائل غير البرازية.

    كما قال: إن سوائل الجسم تشتق من امتصاص الطعام في القناة الهضمية، وبذلك فالطط م يمر بعدة مراحل هضمية، وهناك ثلاثة أشياء مما قالها ابن سينا تثير الإعجاب حقا.

    أولا: مفهومه عن طريقة تكون الدم. فقد قال: إن الدم يتم تكوينه في الكبد ثم يتدفق من الكبد إلى القلب خلال الوريد الأعظم، ومن هناك يتوزع على بقية أعضاء الجسم، وهو هنا يتبنى رأي جالينوس (جنري 1947).

    وقد ثبت خطأ هذا الرأي إذ وفقأ للمفاهيم الحديثة يتكون الدم في الأعضاء المنتجة لهhematopietic organs مثل: نخاع العظام التي تنتج كرات الدم الحمراء والخلايا الحبيبة platelets والصفائح الدمويةplatelets بينما ينتج الطحال والعقد اللمفاوية الخلايا اللمفاوية والخلايا ذات النواة الواحدةmonocytes.

    ثانيا: والنقطة الثانية تناقض الرأي الأول إذ من المدهش أن ابن سينا يقول: بأن كل الطعام المهضوم ينجذب ص ت الأمعاء إلى الأوعية الدموية في الأغشية التي تغلفها، ومن هذه الأوعية يتجه إلى الوريد البابي ثم يدخل الى الكبد، وبعد عملية معينة في الكبد يصعد إلى الوريد الأعظم الذي يخرج من حدبة الكبد، وأخيرا يدخل إلى القلب، ومنه
    يتوزع على بقية أعضاء الجسم، وهذا ما يسمى في علم التشريح الحديث بالتحام الوريد الأعظم بالوريد

    الأجوف السفلي portavacal anastomosis، أو بالدورة البابية الثانوية Collateral portal circulation ( هولينشد 1966) .

    وقد أكد ابن سينا أيضأ على أهم عملية من عمليات الهضم، وهي أن كل الطعام المهضوم الذي تمتصه الأمعاء يجب أن ينزح منها إلى الكبد، حيث يعالج بطريقة خاصة قبل أن يتوزع على بقية أعضاء الجسم.

    ثالثا : والنقطة الثالثة هي تأكيده للعملية الأساسية التي تسمى بعملية الأيض أو عملية التمثيل الغذائي metabolism، والتي تتم في الكبد. إذ يتجه الغذاء المهضوم من الأمعاء عبر الوريد البابي إلى الكبد. وهنا طرح ابن سينا بعضا لأفكار الغامضة عن عملية التمثيل الغذائي فقال مثلا إن الدم في الكبد يكون مخفف بشكل أكبر بسبب زيادة نسبة
    الماء فيه، وعندما يخرج الدم من الكبد تزول هذه النسبة الزائدة من الماء؛ حيث تتجه إلى الأوعية الكلوية إلى آخر ماجاء بهذا الجزء، ولكن يلفت انتباهنا في هذا الجزء فكرته عن دور الكبد في عملية التمثيل الغذائي والعملية الخاصة التي قال إنها تتم في الكبد يمكن اعتبارها هي نفسها عملية التمثيل الغذائي التي يتفق عليها علماء التشريح والفسيولوجيا في العصر الحديث.

    رابعا: ومن الأفكار التي يصعب فهمها فكرته عن القوى. إذ لا يعرف شيء في علم التشريح الحديث عما قاله ابن سينا من: أن الكبد هو مركز القوة الطبيعية (الطبيعيات)، وأن القلب هو مركز القوة الحيوانية (الحيوانيات)،وأن المخ هو مركز القوة النفسانية (النفسانيات).

    خامسا: ونفس الشيء ينطبق على مفهومه عن الروح ي 4 كاحل3 لأ فإذا نظرنا إلى قوله بأن الروح تنشأ في الجانب الأيسر من القلب فقد نفهم أنه يقصد بالروح شيئا شبيها بالأوكسجين، ولكنه قال إن الروح شىء غير مادي على الرغم من أنها تحتاج إلى أساس مادي، وقال إن الأوكسجين يدخل في تكوين الروح. وما يقبله غالبية علماء التشريح اليوم هو أن الروح يمكن أن يقال عنها إنها شيء غير مادي ولكن ما لا نعرفه حتى الآن هو المكان المحدد
    للروض! في الجسم.

    سادسا: ما يسميه ابن سينا بعلم التشريح جاء خاليا من أهم ناحية في التشريح وهي الناحية الوصفية descriptive anatomy، فلم يحدث أبدأ أن صنف ابن سينا أعضاء الجسم إلى أجهزة systems كالجهاز الهضمي والجهاز البولي والجهاز التنفسي والجهاز العصبي المركزي الخ.. كما لم يصف لنا طبوغرافية الأعضاء ولم يذكر لنا أي تفاصيل عن بنية الأعضاء.

    على أننا نستطيع أن نفهم السبب في هذا القصور عندما ندرك أن بعض الفقهاء حرم التشريح، وأن الظروف المناخية الصعبة التي كانت تكتنف البلدان العربية في ذلك الوقت جعلت من المستحيل القيام بأي عمليات تشريحية.

    وباستثناء هذه النواحي من القصور فلقد جاء كتاب القانون لابن سينا غنيأ بالمعلومات في مجال علم التشريح الوظيفي والإكلينيكي.

    ونحن ندرك ما لهما من أهمية سواء من الناحية التعليمية أومن ناحية البحث العلمي؟ فبعد أن يشرح ابن سينا في كتابه طبيعة أي- عضو من أعضاء الجسم كان يتبع ذلك بشرح وظيفته.

    وعلى سبيل المثال قال عن وظيفة العظام: إنها أساس البدن كما أنها توفر للجسم أسباب الحركة. أما عن وظيفة الأعصاب فقد قال: إنها توفر الحسرة للجسم والحركة للأطراف، وعن الأوتار قال: إنها تساعد على شد العضلات وارتخائها وبذلك تتحرك الأطراف وقد صنف ابن سينا الرباطات إلى قسمين: رباطات حقيقية تربط بين طرفي العظمة، ورباطات ثانوية شكلية لا يوجد بها حس ولا تسبب ألما إذا تعرضت للحركة والحك، وهي تشكل نهاية العضلات. وما يسميه ابن سينا بالرباطات الثانوية الشكلية False Ligaments غير معروف بالنسبة لعلم التشريح الحديث. وما قاله ابن سينا عن الشرايين صحيح في مجمله.

    إلا أنه قال: إن مبدأ الوريد من الكبد. وهذا ليس صحيحا من وجهة نظر علم التشريح الحديث الذي يرى بأن الشرايين هي جميع الأوعية الدموية التي تتفرع من القلب، بينما الأوردة هي جميع الأوعية الدموية التي تنتهي عند القلب.

    وجاء وصف ابن سينا لوظيفة الأوردة صحيحا عندما قال إنها تنقل الدم المتدفق من جميع أعضاء الجسم وليس إليها.

    ومما يثير الإعجاب أيضأ ما قاله عن وظائف الأغشية:
    - تغشى سطوح الأجسام الأخرى، وتحتوي عليها المنافع الآتية:

    ا- لتحفظ جملتها على شكلها وهيئتها.
    2- لتربط أعضاء الجسم الأخرى بالأعصاب والرباطات.
    3- ليكون للأعضاء العديمة الحس في جواهرها سطح حساس بالذات لما يلاقيه، وحساس لما يحدث في الجسم الملفوف فيه بالعرض كالرئة والكبد والطحال والكليتين (أي ورم أو التهاب في هذه الأداء فحس به بسبب تمدد الأغشية التي تغلفها).

    وكل هذه المقولات صحيحة وبخاصة المنفعة الأخيرة (دانسون وكلارك 1953) ونندهش كيف توصل! ابن سينا لهذه المعلومات بدون خبرة عملية في تشريح جسم الانسان.

    والربط بين أعضاء الجسم وبين القوى كما جاء وصفها في كتاب " القانون " أمر يصعب فهمه، خاصة وأن مفهوم القوى!سه يعتبر من الأمور الغامضة علينا والجدير بالملاحظة هنا أن ابن سينا قد اختلف مع جالينوس، وكانت له آراؤه الخاصة عن هذه المساثل، وينطبق هذا علىتصنيفه لأعضاء الجسم حسب أفعالها، فقد صنف جالينوبس الجسم إلى ما يلي:-
    - أعضاء لها فعل فقط كالقلب.
    - أعضاء لها منفعة فقط كالرئة.
    - أعضاء له افعل ومنفعة معا كالكبد .

    وهنا يختلف ابن سينا مع جالينوس، فهو يرفض هذا التصنيف ويرى أنه يجب أن نعني بالفعل ما يتم بالشيء وحده من الأفعال الداخلة في حياة الشخص أو بقاء النوع مثل ما للقلب في توليده الروح. وأن نعني بالمنفعة ما يهيء لقبول فعل عضو آخر حينئذ يصير الفعل تاما في إفادة حياة الشخص أو بقاء النوع.

    وضرب مثلا بالكبد عندما تهضم أولا هضمها الثاني، وتعد للهضم الثالث والرابع. فيما يهضم الهضم الأول تماما حتى يصلح ذلك الدم " لتغذيته نفسها " تكون الكبد قد فعلت فعلأ، وبما قد يفعل فعلا معينا لفعل منتظر تكون الكبد قد نفعت.

    وتؤيد الأبحاث التي أجراها العلماء في العصر الحديث في مجالات الفسيولوجيا والكيمياء الحيوية هذه الفكرة ا لبارعة.
    غير أن تصنيف ابن سينا لأعضاء الجسم على أساس مبدئها غير صحيح على الإطلاق ، فلقد قال إن اللحم والشحم يشتقان من الدم بينما تشتق بقية الأعضاء من المنيين، مني الذكر ومني الأنثى.

    إن سائر أعضاء الجسم تشتق من اللاقحة zygote التي تنتج عن إخصاب البويضة بالخلية المنوية للرجل.

    ويعطينا مفهوم ابن سينا عن تركيب نسيج الأعضاء نظرة شاملة عن عمل الأعضاء الأنبوبية tubular members ، فقد قال: إن الحركة المركبة كحركة الإزدراء تعتمد على شكل واتجاه الألياف من وضع الطول والعرض وا لتور يب.
    - فالألياف الطولية خاصة بحركة الجذب.
    - والألياف الذاهبة عرضا خاصة بحركة الدفع.
    - والألياف المور وبة خاصية بحركة الإمساك.
    ولنا تعليقان على وصفه لهذه الأنواع الثلاثة من الألياف:

    - ثبت صحة ما قاله عن أفعال الألياف المختلفة.

    - إن معرفته بوجود ثلاثة أنواع مختلفة من الألياف تدل على أنه قام بعمليات تشريح، وربما يكون قد استعمل لذلك أجسام الحيوانات، ولكن لا يستبعد أن يكون قد استعمل أجساما آدمية أيضأ، ونعرف الآن أن هذه الأنواع الثلاثة لا توجد في كل أعضاء الجسم الأنبوبية، فمنها ما يوجد فيه نوعان فقط من هذه الألياف، كالأمعاء والحالب، ومنها ما توجد فيه الأنواع الثلاثة كالمعدة والمرارة والرحم، وقال ابن سينا أيضأ: إن الألياف الطولية تميل نحو السطح الباطن. وقد خلق كذلك لئلا يكون ليف الجذب والدفع معا بل ليف الجذب والإمساك هما أولى بأن يكونا معا، إلا في الأمعاء فإن حاجتها إلى الإمساك ليست شديدة، بل حاجتها إلى الجذب والدفع، ويسمى هذا الآن بعملية التمجح peristalsis وهي موجات متعاقبة من التقلص اللا إرادي تحدث في جدران الأمعاء فتدفع محتوياتها إلى أمام، ويدلك هذا الجزء على ما كان لابن سينا من آراء غاية في التقديم.

    نتائج المناقشة:

    ا- من الناحية العملية البحتة لا نستطيع أن نفهم ما يعنيه ابن سينا بمفاهيمه عن الأركان والمزاج والأخلاط والقوى والروح. ولكننا يجب أن ندرك أن ما لا نستطيع إثباته اليوم بالوساثل التجريبية العلمية لا يمكن اعتباره مجرد هراء، والأفضل أن نعتبره تحديا ملغزا، يدفع بالمفكرين والعلماء في عصرنا الحديث إلى إجراء أبحاث مستفيضة للعثور على الحلول المناسبة لما ألغز علينا.

    وكان (بن سينا يتبع آراء جالينوس في مواضيع معينة... كرأيه أن الكبد هو مركز إنتاج الدم في الجسم، وهو ما ثبت عدم صحته الأن، إلا أنه عارض جالينوس في مواضيع أخرى، وصاغ لنفسه مفاهيم مستقلة، كما حدث في مسألة الصلة بين الأعضاء والقوى وكذلك في مسألة تصنيف الأعضاء حسب أفعالها.

    2- على عكس ما ادعى ميتلر أسهم ابن سينا بنصيب وافر في مجال علم التشريح، وبخاصة في فرعيه الوظيفي والإكلينيكي. فلقد قال: بأن سائر الأعضاء الداخلية أو الأحشاء عديمة الحس وأن الشعور بالألم يأتي فقط من تمدد الأغشية التي تحيط بها إذا أصاب هذه الأعضاء تورم أو التهاب.

    وذكر عملية خاصة تخم قي الكبد للطعام المهضوم القادم إليه من الأمعاء وبذلك أقر بوجود الدورة البابيية التكميلية. وفيما يخص الأعضاء الأنبوبية الشكل تحدث عن وجود ألياف طولية وماثلة ومستعرضة مع ذكر وظائف كل منها. هوما ثبت صحته تماما .

    وأخيرا، استنتج ابن سينا ما نسميه الآن بحركة التمجحperistaltic movement لا القناة الهضمية. [/align]

  4. #4

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=center]تشريح الكبد والطحال والبطن
    وأمراضها ومعالجتها في كتاب التيسير لعبد الملك بن زهر

    الدكتورة كارمن بينيا الدكتور أمادور دياث
    أسبانيا[/align]
    [align=justify]

    خلاصة البحث:
    إننا نقصد ببحثنا هذا دراسة تشريح بعض أعضاء البدن الإنساني، وهي الكبد والطحالي والبطن، استنادا لهذا إلى كتاب من أشهر المؤلفات الموضوعة في الأندلس في القرون الوسطى وهو " كتاب التيسير في المداواة والتدبير " للطبيب الأندلسي المشهور أبي مروان عبد الملك بن زهر المعروف في الغرب باسم
    Avenzoar

    سيرة ابن زهر:
    ولد أبو مروان عبد الملك بن أبى العلاء زهر بن أبي مروان عبد الملك بن محمد بن مروان بن زهر في اشبيليه فيما بين عامي 484 هـ/ 1 9 0 1 م و 487 هـ/ 94 0 1 م حسب ما يقول ابن الآبار من عائلة أطباء أصلهم جزيرة العرب، فإن عضوا من عائلته وصل إلى الأندلس، واستقر بنو زهر في شاطبة أولا ثم في دانيه تحت حماية ملوكها من مجاهد ملك دانيه حتى الأمراء الموحدين الذين خدموهم كأطباء. تجول بنو زهر أيضا في شمال إفريقيا واحتلوا مناصب بارزة هناك. يذكر ابن خلكان بعض أعضاء هذه العائلة كعلماء ورؤساء وحكماء .

    من هذا الجيل الأطباء كان أشهرهم في صناعة الطب وتأليف الكتب الطبية أبو العلاء زهر بن أبي مروان عبد الملك بن محمد بن مروان بن زهر المعروف بكنيته أبي العلاء وخاصة ابنه عبد الملك بن زهر مؤلف كتاب "التيسير". درس أبو العلاء الطب فبرز في صناعته. قال ابن أبي أصيبعة إنه كان مشهورا بالحذق والمعرفة وله علاجات مختارة تدل على قوته في صناعة الطب واطلاعه على دقائقها وكانت له نوادر في مداواته المرضى.

    ثم ذهب بعد ذلك إلى قرطبة حيث درس الأدب والحديث ودرس أيضا مؤلفات ابن سينا من حيث إنه ألف لابنه عبد الملك بن زهر كتابا بعنوان " مقالة في الرد على أبي علي بن سينا في مواضع من كتابه في الأدوية المفردة ".

    خدم أبو العلاء كطبيب ملكي أولا للمعتمد بن عباد في اشبيليه ثم في اغمات منفى المعتمد لمعالجة زوجته الرميكية. ثم بعد ذلك رجع إلى الأندلس وعمل بخدمة يوسف بن تاشفين الذي لقبه وزيرا وعرف هذا في القرون الوسطى عند الافرنج باسم Alguazer Albulelizor وهو تحريف " الوزير أبي العلاء بن زهر ". توفى في قرطبة عام 1131 م ودفن في باب الفتح باشبيليه.

    ابنه عبد الملك بن زهر أصبح أبرز أطباء العائلة ويعتبر من أعلام الطب الأندلسي. وصفه ابن رشد في الكتاب الخامس، الباب الحادي والثلاثين من " كتاب الكليات" كأكبر الأطباء بعد جالينوس.

    تعلم عبد الملك صناعة الطب من أبيه ودرس في أحسن مدارس الأدب والفقه والدين في عصره. خدم كطبيب الأمراء المرابطين، ثم الموحدين.

    كان في خلال كل حياته معرضا للتغيرات السياسية فإنه سجن قي مراكش تحث حكم المرابطين. ثم عند انتصار الموحدين خدمهم كطبيب بلاطهم وألف لأبي محمد عبد المؤمن بن علي " كتاب الأغذية والأدوية .

    وتوفي أبو مروان عبد الملك بن أبي العلاء بن زهر في اشبيليه سنة 557 هـ/ 1131 م ودفن خارج باب الفتح جنب قبر أبيه.

    المفهوم الطبي لابن زهر:

    يرجع المفهوم الطبي والفلسفي لابن زهر، كما يحدث لأطباء آخرين من العرب، إلى نظريات جالينوس المعتمدة.على نظرية العناصر الأربعة هي النار والأرض والهواء والماء وصفاتها الخاصة أي الحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة. وتبعا لهذا النظام الرباعي فإن الجسم الإنساني مكون من أربع أخلاط: المرة السوداء والمرة الصفراء والبلغم والدم. وتتعلق حالة الصحة والأمراض المختلفة بتناسب هذه الأخلاط الأربعة.

    دقة الملاحظة لابن زهر:

    ذكر ابن أبى أصيبعة بعض الحكايات التي تنعكس فيها دقة الملاحظة والاطلاع لابن زهر، منها أن الخليفة عبد المؤمن احتاج إلى شراء دواء مسهل وكان لكره شرح الأدوية المسهلة فتلطف إن زهر في ذلك وأتى إلى كرمة في بستانه فجعل الماء الذي يسقيه به ماء قد أكسبه قوة أدوية مسهلة بنقعها فيه أو بغليانها معه ولما تشربت الكرمة قوة الأدوية المسهلة التي أرادها وطلع فيها العنب وله تلك القوة أحمى الخليفة ثم أتاه بعنقود منها وأشار عليه أن يأكل منه وكان حسن الاعتقاد في ابن زهر فلما أكل منه وهو ينظر إليه قال له يكفيك يا أمير المؤمنين فإنك قد أكلت عشر حبات من العنب وهي تخدمك عشرة مجالس فاستخبره عن علة ذلك وعرفه به ثم قام على عدد ما ذكره له ووجد الراحة فاستحسن منه فعله هذا وتزايدت منزلته عنده .

    وتوجد حادثة أخرى تدل على دقة ملاحظة ابن زهر: كان عبد الملك بن زهر في وقت مروره إلى دار أمير المؤمنين باشبيليه يجد في طريق حمام أبي الخير بالقرب من دار ابن مؤمل مريضا به سوء قتبه وقد كبر جوفه واصفر لونه ق كان أبدأ يشكو إليه حاله ويسأله النظر في أمره فلما كان في بعض الأيام سألت مثل ذلك فوقف أبومروان بن زهر عنده ونظر إليه فوجد عند رأسه إبريقا عتيقا يشرب منه الماء فقال اكسر هذا الإبريق فإنه سبب مرضك فقال له لا بالله يا سيدي فإنه ما لي غيره فأمر بعض خدمه بكسره فكسره فظهر منه لما كسر ضفدع وقد كبر مما له من الزمان فقال له ابن زهر خلصت يا هذا من المرض انظرماكنت تشرب وبرئ الرجل بعد ذلك .

    مؤلفات ابن زهر:

    ولأبي مروان بن أبي العلاء بن زهر من الكتب:

    - " كتاب التفسير في المداواة والتدبير ".
    - " كتاب الاقتصاد في إصلاح الأنفس والأجساد ".
    - " كتاب الأغذية والأدوية " ألفه لأبي محمد عبد المؤمن بن علي.
    - كتاب الزينة ".
    - " كتاب الجامع في الأشربة والمعاجين ".
    - " كتاب القانون المقتضب ".
    - " كتاب مختصر حيلة البرء لجالينوس ".
    - " رسالة في تفضيل العسل على السكر ".
    - " كتاب تذكرة في الدواء المسهل ".

    وكتابان مفقودان وهما " مقالة في علل الكلى " و" رسالة في البرص ".
    " كتاب التيسير ".

    عنوانه الكامل هو " كتاب التيسير في المداواة والتدبير وهو مرتب على الترتيب التقليدي أي بذكر أمراض الأعضاء من الرأس إلى القدم.

    لا نعرف بالضبط تاريخ تأليفه. ابن الآبار قال إنه ألفه بعد تأليف " كتاب الاقتصاد ".

    يقول المستشرق الفرنسي كولان Colin إنه كان قد ألف، إذن، فيما بين عامي 1121 و 1162 م.نعلم أن هذا الكتاب ألفه لأبي الوليد بن رشد فإن هذا يقول في نهاية (كتاب الكليات " فمن وقع له هذا الكتاب دون هذا الجزء وأحب أن ينظر بعد ذلك في الكنانيش فأوفق الكنانيش له الكتاب الملقب بالتيسير الذي ألفه في زماننا هذا أبو مروان بن زهر وهذا الكتاب سألته أنا إياه وانتسخته .

    " كتاب التيسير " من أهم الكتب العربية في الطب وله تأثير عظيم على طب العصور التالية وكان دائما موجودا في مكتبات الأطباء المسيحيين.

    وتوجد بعض النسخ المخطوطة من هذا الكتاب: واحدة في المكتبة الوطنية في باريس، مخطوطة شرقية رقم 2960، ص 0 5 و 189 و، وانتهى من هذه النسخة في برشلونة عام 561 هـ لم 165 1 م. توجد نسخة ثانية في المكتبة البودليان في أكسفورد (إنجلترا) مخطوطة هونتينتون رقم 255، ص ا- 180 ظ، ولا نعرف مكان النسخ ولا تاريخه. أما النسخة الثالثة فهي موجودة في المكتبه المديشية اللورنزية في فيرنزي (في إيطاليا) رقم 215، ص ا و-0 1 1 ظ. وأخيرا كانت مخطوطة أخرى، وهى مفقودة اليوم في المكتبة العبدلية بتونس، تحت رقم 2867/ 7.

    وتوجد أيضأ تراجم قديمة عديدة باللغتين العبرية واللاتينية.

    ذكر الكبد وأمراضها ومعالجتها:

    الكبد أحد الأعضاء الرئيسية وأرسطو يرى أن الأصل في حرارته الطبيعية حرارة القلب والأطباء يرون أن الكبد بذاته عضو رئيسي يكون له بذاته آثار عظيمة وأفعال جسيمة ولذلك قال أبو قراط إن كنا نحى حياة طيبة فبصحة أكبادنا. والكبد ينبوع القوة الطبيعية التي بها يكون الهضم والإنضاج والجذب والدفع. وأفاضت الكبد من هذه القوة خاصة القوة المحيلة لا جميع البدن وبهذه القوى تهضم الأعضاء أغذيتها وتغيرها بعد أن تجتذبها وتمسكها. وهذه القوى كلها بالكبد وعنها.

    فمتى أصاب قوتها المغيرة ضعف عرضت في البدن آفات بحسب ذلك الضعف كالاستسقاء. برؤه برد مزاج الكبد إلى اعتداله المعهود. وأما ضعف الكبد الذي يكون فيها من حيث إنها عضو آلي فمثل السد ومثل الورم فإن الورم من أمراض الأعضاء المتشابهة الأجزاء فإن برء ذلك بتفتح السدة إن كان السدة، وإذهاب الورم إن كان ورما وإن كان شيء عرض في الكبد. مثلا صلابة تعرض فيها بسبب شرب ماء بارد على غيرما ينبغي أو ضعف قوة بسبب إفراط في أكل الخلول فلا كان عن صلابة لشرب ماء شديد البرد فليس يعالج من ذلك بما يسخن جزافا بما يسخن وما يكون فيه مع تسخينه قوة مقوية بالقبض المعتدل والعطرية، والبابونج مع زهر الورد دواء نافع في ذلك ولتعلم أنه قد تتركب أنواع الاستسقاء كما تتركب أنوع الحميات وإذا أجاد الطبيب النظر في الأنواع كل على حدته سهل عليه علم ما يترتب وإذا أجاد النظر ودققه في علاج كل نوع منها لم يصعب عليه ما يتركب منها كل بتوفيق الله وعونه.

    مركب لذلك:

    لك منقى من عيدانه وفقاح البابونج وزهر الورد ودار صوص ومصطكا وقرنفل وسطوخوس من كل واحدا أوقية، بزر كتان محمص وغافت وسقولوفندربون من كل واحد نصف أوقية، تسحق الأدوية فرادى وتنخل بالخمار فرادى ثم مجموعة ويعجن الجميع بشراب القرصنة المحكم ويؤخذ من جميع ذلك كل غدوة خمسة دراهم إلى حو ل ذلك وتدهن إزاء الكبد بدهن الأقحوان ودهن الياسمين ودهن حب الضر وأجزاء متساوية والغذاء الخبز المختمر باليمام أو العصافير أو بفراخ الحجل تفايا بيضاء أوخضراء، إن شاء الله.

    وأما إن كان ضعفها عن إفراط أكل الخلول فعالج من ذلك بما أصف وهو زبيب شمسي منزوع العجم وعود سوس مجرود، من كل واحد نصف رطل، قرصعنه وغافت من كل واحد ربع رطل، مصطكا أوقية، يرض من هذا ه الأدوية ما يجب رضه فرادى وينقع ليلة في حدود ربع من ماء مغلي ويرفع غدوة على نار لينة حتى يذهب من الماء النصف فحينئذ يصفى ويضاف إلى الصفو من السكر نحو عشرة أرطال ومن العسل خمسة أرطال ويطبخ حتى يأتي شرابا محكما والمأخوذ منه كل غدوة أوقيتان بست أوراق من ماء عذب فاتر على خمسة دراهم من ذبيد الورد العشاري ويدهن الكبد من خارج بدهن حب الضرو ودهن فقاح البابونج بشطرين.
    ويعرض في جوهر الكبد الورم وما كان في جوهرنا وقاح فإني لا أرجو برء ذلك بوجه لأنه ينبوع قوي وبمرضه تختل تلك القوى ولاختلالها يعاجل الموت.

    ويعرض فيه السدة وعلاج السدة في الكبد تفتيحها بماء طبخ فيه الغافت وكزبرة البئر والسنقولوفندوريون وما أشبه ذلك ولعصارة الرازيانج أثر محمود في ذلك.

    ويعرض في غشاء الكبد أن تتمدد كما تتمدد سائر الأعضاء فيجد العليل بما يخيل إليه في الكبد وجعا لا يطيق احتماله وإنما كان حس هذا الغشاء ذكيا لأن كل ما يأتيه من العصب إنما ينقسم فيه وهو صغير فيكون حسه حسا ذكيا وهذا الوجع كان كثيرا ما يصيبه الشقي عليا وعالجته منه بدهن استخرجته من مجاح البيض مع شحم بط فبرئ من يومه وكان يصيبه بعقب ذلك الوجع يرقان أصفر.

    وأما الطحال فهو عضو يندفع إليه الفضول السوداوية وهو يجذبها ويغتذي بما هو لطيف مما يجتذبه ويعرض فيه كما يعرض في غيره وليس هو من الأعضاء الرئيسية ولا تنبت منه قوة في البدن ولكنه يقبل فضول البدن الغليظة!ما تقبل الكليتان الفضلة الرقيقة وهو يعظم كثيرأويجسو.

    وعلاجه ما ذكرته من أدوية الكبد فيما قبل غير أنك يجب أن تعلم أن اخط ل يحتمل من قوى الأدوية ما لا يحتمله جوهر الكبد وتذكر دائم دهرك أنك متى سقيت دواء ينفع الطحال فاخلط إليه ما فيه حمضة لأن هذا العضو إنما يغتذي بما فيه نحو ذلك الطعم فهو يجتذب ذلك إليه يختطفه اختطافا فيسرع وصول الأدوية النافعة المخلوطة بالحمضة إليه.

    ومما علمنا أن الطحال إذا جسا وصار في حد لا يمكن أن يقبل ثقل الدم وبقي الثقل مبثوثا في البدن إن الكبد يفسد حالها يتبع جساء الطحال ضعف الكبد ويتبع ضعف الكبد الاستسقاء إما آحادا من أنواعه وإما أكثرمن واحد.

    مركب لجساء الطحال:

    بابونج ولحاء أصل الطرفاء وغافت وأسطوخذوس وجعيدة وبرشياوشان وسقولوفندريون وأسارون من كل واحد أوقية، قوة الصبغ نصف أوقية، أصل أرز لحاء أصل رازيانج ولحاء أصل كبر من كل واحد خمسة دراهم، مصطكا ستة دراهم، وزعفران درهم، عود سوس مثل نصف الجميع. يرض ما يجب رضه فرادى وينقع ليلة في أربعة وعشرين رطلا من ماء شديد الحرارة ويمرس غدوه يصفى عنها ويرفع على نار لينة مع ثمانية أرطال من عسل أزيلت رغوته ورطلين من سكر فإذا قارب الانعقاد يضاف إلى الجميع من خل العنب الصادق الحمضة رطلان فإذا عافى شرابا محكما فحفظ في إناء زجاج أوحنتم وتأخذ منه في كل غدوة من أوقية ونصف إلى أوقيتين بثلاثة أمثالها من ماء عذب على درهمين من معجون المريمة وإن كان قد ظهر ضعف في الكبد فعوض معجون الصريمة بثلاثة دراهم من ذبيد الورد العشاري والغذاء ألطف ما يكون من اللحوم حسبك لحم الفروج الصغير وفراخ الشفانين ولا بأس بلحم الدجاج في الغب حتى يمكن البرء واحمل على الطحال من خارج هذا الضماد.

    ضماد لجساء الطحال:

    أصل طرفاء وفقاح البابونج وزهر النرجس وزهر الياسمين من كل واحد جزء، أصل كبر ربع جزء، أضف، إلى ذلك مثل نصف الجميع من دقيق الشعيرأودقيق الشيلم ويعجن بماء وخل بشطرين وضمد الطحالب من ذلك واربط. فوقه على ورق كرم غضه، ويجص أن يطعم العليل في أول ما يأكل حبات من الكبر المتخذ بالخل، فإن الكبر على تلك الحال من أدويته وخاصة إذا استعمل على فراغ المعدة، وضمده هكذا بالليل ومر بدهنه في النهار بدهن السوسن ودهن الورد بشطرين، يدهن من مجموعهما هكذا مرتين بالنهار والضماد بالليل وكثيرا ما يعرض بسبب أن الطحال لا يقبل، هذا العكر ويبقى مبثوثا في البدن أن تدفعه قوة البدن إلى إحدى الجهات، فربما اندفع كما قالوا وخرج من الدبر دم شديد السواد جدا وإثر خروجه ينحل غلظ الطحال وقد رأيته وشاهدته وربما كان اندفاع هذا الثقل إلى الجلد فيعرض في الجلد اسوداد كأنه بنفسج وينحل غلظ الطحال بأثر ذلك. وقد شاهدت هذا أيضا ورأيته كما قد رأيت مرارا كثيرة اليرقان الأصفر الذي يكون عندما يندفع الفضلة الصفراوية وهذه الفضلة لدقتها متى اندفعت من دبر لم يلتفت إليها ولا شعربها وحملت محل لين في الطبيعة أو محل إسهال فإن كان اندفاعها إلى جلد البدن كان ذلك عند العوام شيئا مخوفا، وبادروا بإسراع إلى الأطباء.

    واليرقان الأصفر يكون عن خلط صفراوي يندفع إلى نحو البشرة فينصبغ صفرة في لون قشر الأترج وكذلك، بياض العين فمتى رأيت ذلك فانظر هل تقدم اندفاع هذا الخلط حمى من الحميات الحادة أوهل خفت الحمى بعد اندفاعها أو هي ثابتة على حالها وهل اندفع ولا حمى أو هل اندفع وتبعته الحمى بعد اندفاعه فإن كانت الحمى باقية وكان اندفاعه بعد خروجها فانظر هل كان ذلك بعد السابع، أو السابع حسه فإن كان في السابع أو نحوه فارج خيرا لأنه إنما اند فع بعد النضج وإن كان إنما اندفع إثر حلول الحمى فاحذرأن يكون ورم في الكبد من الأورام الحارة أو في غشائها فإنه إذا عرض فيها ذلك كان جميع ما يصل إليها يستحيل إلى هذا الخلط فليس خروجه حينئذ إلى صفحة البدن تكون على طريق البحران بل على طريق أن هذا يشمل البدن ويعمه فإن علمت أن الكبد أو غشاءها وارم فاحذرأن يطعم العليل شيئا مما يكون حلاوة أو شيئا مما تكون فيه حلاوة أو شيئا يقع فيه زيت أو دهن، فإنك متى فعلت ذلك أهلكت العليل وبادر إلى أن تسقيه ماء الدلاع أوحسوالفتات مركبا على عصارة الدلاع من غير أن يقع في الحسو زيت ولا تابل غير الكزبرة اليابسة وأطعمه لحم الدلاع أوحسوالفتات فلابأس به بلحم القرح إذ اطبخ بالماء ويسير الملح، ثم برد في الثلج أو في، البئر فإنه ينتفع بذلك.

    ذكرما يعرض في مراق البطن من الفتوق:

    المراق يعرض فيه الفتق إما لصدمة من عودأوحجرعلى امتلاء البطن وإما لوثبة عظيمة وخاصة على الشبع، وقد يعرض لأدمان السعال الشديد أو لرفع الثقل العظيم ونحو ذلك.

    والمراق متى عرض ذلك فيه وإن كان الإفسان صغيرا لا يزال يزداد عظما حتى يعظم جدا فيبرز شي، ء من المعي ويبقى لاتواريه إلا جلدة البطن فيحدث في المعي القراقر وأوجاع في البطن وتسوء حال العليل بسبب انفتاق مراق البطن وخاصة إن كان ممن يجهد نفسه ويتعبها إما بالمشي وإما بالركوب وركض الخيل أو الأعمال الشاقة والانفتاق متصل التزيد إذاحدث لأن الإنسان لا بد له أن يتحرك حركات شديدة، وأما فيمن يمكنه السكون والدعة فإنه إذا قلل من التصرف وأدام الرقاد على الظهر ويتجنب الصياح وبلطف في أن لا يسعل ولا يعطس ورد المعى وربط فوق البطن على ضماد يكون قابضا ولا يكون غليظ الجوهر ما أمكن والتزم ذلك فيه فربما انتفع به.

    والمراق جوهر رطب فلذلك يعسر التئامه وبسبب أنه كثيرا ما يتحرك بحركات البدن وقد رأيت رجلا كان صديقا لي عرضه فتق وكان قد بقي زمنا بسببه وكنت في ذلك الوقت فتى، فأصابت الرجل أوجاع شديدة لا أشك أن سببها كان إما أكل تفاح أكثر منه وإما أكل عنب كثير فحدثت به أوجاع حادة عصت بدنه كله فكان لا يمكنه أدن يتحرك إلا عن مشقة شديدة وبقيت أعالجه وحميته عن الأغذية أجمع إلا يسير الخبز المختمر بصغار العصافيرتفايا بيضاء يجاد طبخها حتى يكاد لحم العصافير أن يتهرأ وبقي الرجل مدة كثيرة نحو شهرين راقدا على ظهره لا يصلي إلا إيماء، وبعد ذلك ارتفعت الأوجاع بنفاد مادتها وبرئ منها برءأ تاما وأفاق وقام لا محالة وقد برئ مما كان يشكوه قبل من الفتق الذي كان أعياني بسبب تصرفه في ذلك الوقت فلما أقام والتزم السكون أفاق عام طريق العرض فإنه برقاده على ظهره انصرف المعي إلى موضعه وبقي الموضع ساكنا كان غذاؤه يسيرا فكان "بطنه خيصأ فبرئ باجتماع هذا من غيرأن يقصد أحد علاجه من الفتق.

    ذكر جراحات البطن:

    ويعرض في البطن الجرح إما بحديدة أو بخشبة حديدة تشق جلدة البطن والمراق معا فيبرز الثرب وعند بروزه يجب أن يصرفه صانع اليد وإن أصابه تراب أو غبار أو نشارة خشب فيجب أن يغسل ذلك عنه بماء فاتر ثم يصرفه برفق فإن تمزق منه جزء واسود فالحزم أن تقطع عنه ما تمزق وفسد، ثم يصرفه إلى البطن وتخيط عليه بخيط حرير إبريسم وصانع الكف كفيل بعمل ذلك وإنما عرفه علما لا عملا ويضع على الخياطة ما يعين على الالتحام ومع ذلك فيجب بسبب الجرح أن يلطف الغذاء ما يمكنه ليقل انصباب المواد. وإن لم يخرج دم كثير فلا يضره أن يستفرغ من دم العروق الحل شيئأ، وهذا أمر شامل في جميع الجراحات ليقل انصباب المواد. وربما خرج مع الخرج شيء من المعي وإن خرج والمعي صحيح لا آفة به كبيرة ولا صغيرة حاشا بروزه إلى خارج فيجب المبادرة إلى رده برفق كيلا يعرض فيه انتفاخ فلا يسع من حيث خرج فإن وقع توان حتى أصاب المعي انتفاخ فيجب عند ذلك أن تصب ماء عذبا معتدلا في الحرارة بحيث يلتذه الإنسان بصفحه خده يصب منه على ما انتفخ صبأ متواليا حتى تذهب النفخة فإذا ذهبت تسعى في رده بغاية الرفق ثم بعد ذلك يخاط الخرق من الجلدة ومن المراق بحرير ابريسم على غاية الرفق ألزم العليل السكون وألا يرفع صوته ولا يتحرك ولا يتملأ من الطعام ولا جرح من تلك الحديدة فإن كانت في الأمعاء الدقاق وكثير ما يكون ذلك فما أظن إلى علاجه من سبيل وأما إن كان من المعي الغلاظ فربما عاش المريض.

    فإن كان الخرق إنما حدث في طبقة واحدة من الأمعاء يمكن أن يبرأ، وأما إن كان انخرقت الطبقتان كلتاهما وخاصة إن كان خرقهما له قدر فإن البرء من ذلك بعيد جدا غيرأن قد يمكن أن يعيش الإنسان على تلك الحال ورأى الأطباء ذلك وشاهدوه في الناس وفي الحيوانات. فأما أنا فرأيت رجلا يتغوط من جرح كان أصابه وبقي كذلك مدة طويلة وكان يتصرف في طلبه الرزق كثيرا وتمارت حياته غير أنها كانت حياة سوء وقد أتيت على هذه الأعضاء فأنا آخذ في ذكر المعدة إن شاءا لله.

    ذكر أمراض المعدة:

    والمعدة يصيبها الهلاس والضعف حتى يدق جرتها ويكون كالخرقة فلا تهضم غذاء وإنما ذكرت هذه الآفة وقدمتها لإغفال الناس لها وما كان على هذا فاحذر فيه الأدوية المشهورة لتقوية المعدة مما يقبض ويجفف وربما أسخن وأما علامة هذه الآفة فهي أن يكون العليل لا يجد تهوعأ في معدته ولا يجد عندما ينام جري ريق من فيه وتكون شهوته ضعيفة جدا وهضمه أضعف بكثير وأن يخرج ثقله غيرمنهضم ولا منسق ويكون الثفل قليل النتن يجرز لون المأكول ولا يتجشأ وإن تجشأ يسيرأوأن يتعاهده الفواق وأن تضربه الأطعمة المجففة كانت حارة أو باردة وأن يكون نبضه ضعيفأ صلبا غير مختلف يميل الصعر فإذا رأيت هذه الأعلام فثق بأن الآفة إنما هي هلاس جوهر المعدة وهزاله وإن شهد لك مع ذلك أن ترى المعدة من خارج إذا رقد على ظهره العليل كأنها حفرة فلتزد ثقتك فإن كان مع ذلك وكنت ذكي جس اللمس ووضعت يدك عليها ببعض شدة ولم يألم العليل لذلك وأحسست بحركة نبضه تحت يديك فاعلم أن حدسك صادق صحيح، وأن المعدة قد أصابها الهلاس لأن تلك الحركة النبضية إنما تكون من الشريان المار على سلسلة الظهر من داخل وبين إذا تلك الحركة النبضية لم تكن تحسن بها لولا هلاس المعدة فلازم حينئذ دهنها بدهن اللوز الحلو مع يسيرمن دهن حب الضرو واجعل للأوقية من دهن اللوز الحلو درهمين من دهن حب الضرو واخلط إلى ذلك ولو مثل عشر الجميع من ماء فاتر وضربه جدا وادهن المعدة من خارج وغذ العليل بالدجاج الفتايا الإناث تفايا يكون زيتها دهن لوز وتابلها صريرة مصطكا واجعل على المعدة مئ خارج خرقة خشنة قد مددت عليها زفتا قد لينته بدهن اللوز بعض التليين وليكن وضعك إياها على المعدة زمانا معلوما فإنك إن أبقيتها أكثر مما تستحق أضررت بالعليل ولتكن المدة التى تقيم الزفت على المادة من نصف ساعة إلى ما حول ذلك ثم تزيل الخرقة بزفتها عن المعدة وتدهن المعدة بدهن اللوز الذي اتخذ عليه دهن الورد تكون مادة دهن الورد دهن لوزحلو وتوخ أن يكون حديثا من عامه واسق العليل من لبن المعز لحين ما يحلب قبل أن يتمكن الهواء به طرفه عين مقدارا معتدلا إن أمكن من أوقيتين إلى ثلاث أواق وغذه بالدجاج أو بأخصية الديوك خيرله من لحوم الدجاج، واجعل غذاءه مقسوما على مرات وتوخ أن يكون سريع الانهضام وجنبه من جميع الأغذية اليابسة كانت حارة أو باردة والحار أشد بسبب أن الحرارة وإن كانت رطبة تحلل كثيرا فهي تجفف بطريق العرض وأن كانت ترطب بطبعها فإن الماء يرطب برطوبته الطبيعية ترطيبا ظاهرأوهوأيضأ بما أكتسب من الحرارة يحلل من جوهر العضو وما يحلل من جوهر العضو يجب أن تتجنبه في هذه العلة واجعل سعيك كله في أن ترطب وفي أن يجود هضمها إذ لا يلصق بها غذاء إلا بعد انهضامه، وتذكر مع ذلك أنها عضو رئيسي بسبب مشاركة فيها الأعلى للدماغ بما بينهما من العصب الكثير فاحفظ قوتها عليها ولا تخل دواءك مما فيه قبض لطيف وعطرية وإن كانت فيه مرارة يسيرة كحرارة زهر الورد فإن ذلك مما ينفع به. وما أطعمت العليل من لحوم الفراريج والدجاج وأخصيتها يجب أن يكون في نهاية جودة النضج بأن يكون الخبز حسن الاختمار معتدلا غير كثير الملح وأن يكون الدقيق الذي يتخذ الخبز منه من الحنطة الكريمة التي تطحن بعد أن تبل وقبل عجن العجين يوضع في صلاية ويحك بالفهور زمانا حتى يأتي كالهباء ويعجن بماء فاتر على أحسن ما يكون ويكون زيت طعامه دهن لوزحلو أودهن سمسم بعد أن تعلم أن دهن اللوز أفضل وأن دهن السمسم إذا أدمن استعماله يخل بالأعضاء لأنه لا قبض فيه وإن كان فيه خاصية مذمومة يولد البخر وليس يولد البخر إلا وقد أحدث أمراضا وأعراضا رديئة لكن استعما له مرة أو مرتين لحين ما يستخرج لا أرى به بأسا، وزيت الزيتون العذب إذا غسل بالماء ثلاث مرات جيد في مثل هذا المرض وماء الشعير المحكم جيد أيضأ إذا أخذ منه بمقدار يسير وما أظن أنه بقي على هذا المرض شيء إلا ذكرته إلا واحدة فإن المريض نفسه يقتضي بحب ما فيه قبض أو مرارة وذات العضو من حيث إنه معدة ينفعه القبض المعتدل والمرارة اليسيرة، فاجعل لكل شيء من هذه الوجوه حظك في علاجك وكذلك ذات المرض وذات العضوتقتضى تجنب ما فيه حمضه وتوصيل القوى إلى طبقات المعدة يقتضي أن تجعل في بعض الأوقات ما فيه حمضة يسيرة، والكمثري إذا شوى ينفع بما فيه من رطوبة شأنه أن تقطع العطش وتقوى بما فيه من قبض وعطرية يسري القوة وينفذ بما فيه من حمضة.[/align]

  5. #5

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=center]تشريح العين: ابن الهيثم وتقاليد جالينوس

    خ. أ. روسل
    لندن[/align]


    [align=justify]ملخص البحث
    على الرغم من أن طب العيون كان واحدا من أهم مجالات الطب الإسلامي، فإن تتبعه بدقة من القرن التاسع الميلادي فصاعدا يوضح أن أعظم الإسهامات دلالة وأكثرها ابتكارا يا مجال تشريح العين لم يأت من أطباء العيون وجراحيها بل من أعمال رياضي فيزياثي فلكي هو ابن الهيثم 9651- 1045 ميلادية).

    فمن المعروف جيدا أن أعماله الرائدة في ربط فيزياء الضوء بتشريح العين خلقت علم فسيولوجيا البصريات. غير أن أهمية تشريحه للعين لم تعرض بوضوح بسبب التفسيرات التالية:-

    أ- إنها تقليدية " داخل نطاق تيار نظريات جالينوس التي سادت العصور الوسطى ".

    ب- إنها تحددت من خلال علم البصريات وليس لاعتبارات تشريحية، وبعبارة أخرى اعتبروا أنه طبق التشريح التقليدي ليلائم متطلبات نظرية عن الرؤية.

    ولابن الهيثم فصلان مستقلان في " كتاب المناظير" (مكتبه فاتح م. س 32120).

    - هما الفصل الخامس " هيئة البصر " والفصل السابع " منافع آلات البصر "- يتناولان بالتحديد ما يمكن أن نسميه التشريح " الوصفي " و"الوظيفي " للعين. وعلى أساس من التحليل الوثيق للنصوص ومقارنتها بالتفصيل مع جالينوس (في كتاب نظريات أبقراط وبلاتو: باللاتينية) بالإضافة إلى ما يمثل التقاليد الجالينوسية بالعربية مثل كتاب حنين بن اسحق (عشر مقالات في العين) وكتاب علي بن عيسى (مذكرة الكحال في القرن العاشر). سوف يتضح أن وصف ابن الهيثم ليس دقيقا فحسب- في إطار التشريح العام المكبر المبني على تشريح الحيوانات- بل أنه أيضأ. وخلافا للنظريات الثابتة- يختلف كثيرا عن الأوصاف التقليدية المرتبطة بالأخلاط والبحث عن غاية الطبيعة. وتشريح ابن الهيثم في الحقيقة يمثل أول جهد يحدد بصورة كمية تحدب الوجهين والموقع الأمامي للعدسة وكذلك المحور البصري في مصطلحات تشريحية محددة، أي بالإشارة إلى العلاقات النسبية لتركيب العين.

    فالذي يبرز هو العين معبرا عنها كأجزاء لكرتين إحداهما كبيرة والأخرى صغيرة تتقاطعان خارج القاعدة.

    بالإضافة إلى ذلك، فهو يبحث الأهمية الوظيفية لأجزاء العين (بثبات العلاقة بينها وموقعها والبعد بينها وشفافيتها وعتامتها). كجهاز بصري يسمح بمرور الضوء واللون لتكوين الصورة على أساس مبدأ النقاط المتقابلة.

    وعلى ذلك فإن مدخل ابن الهيثم يشكل ابتعاداحاسما عن التقاليد القديمة ويشكل الأساس لفهم أكثر صحة لكل من التشريحي الوصفي والوظيفي للعين. [/align]

  6. #6

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=center]أثر الطب الإسلامي في علوم التشريح

    الأستاذ الدكتور/ محمد أ. كريم
    ماليزيا[/align]


    [align=justify]مما يؤسف له أنا استقينا معلوماتنا عن الطب الإسلامي من مصدر غير مباشر وهو ما كتبه المؤلفون الإنجليز عن هذا الموضوع .لذلك جاءت هذه المعلومات ناقصة وسطحية بل وملتوية في كمعظم الإحيان ، ما يجعل من الصعب تقويم أثر علماء المسلمين على العلوم الطبية الحديثة

    ويبدو أن تحامل هؤلاء قد نشأ عن اعتقادهم بأن الطب الإسلامي جزء من الديانة الإسلامي والواقع أن الطب الإسلامي هو نهج طبي خاص ظهر في البلدان العربية في مطلع القرن لثامن الميلادي وظل يمارس طوال العصور الوسطى وما زال أثره واضحا حتى العصر الحديث ولم يكن جميع علماء الطب في العصور الوسطى من المسلمين ولا حتى من العرب .

    فمن بين من لمعت أسماؤهم في تلك العصور نجد أن الرازي وابن سينا وعل بن عباس كانوا فرساً وأن المترجم الشهير حنين بم إسحاق كان مسيحيا وأن الطبيب الجليل ماينونيدس كان يهوديا وقد عاش جميعهم وبلغوا ما بلغوه من شهرة ومجد في ظل المجتمع الإسلامي الذي كان يتفجر حيوية ونشاطا في تلك الأيام وكما قال مانفريد أولمان (1978).

    ( إن حديثنا عن الطب لإسلامي هو في الواقع حديث الإسلام باعتباره قوة ثقافية استوعبت تيارات فكرية مختلفة وصهرتها في بوتقة واحدة ثم أضافت إليها الكثير مما ليها فخرجت ثقافة ثرية متألقة متطورة ).

    وليس في ذلك أية غرابة ولا هو بالشيء الجديد على الحضارات الإنسانية . ولا يحتاج المرء للاعتذار عندما يسمى هذا النهج الطبي بالطب الإسلامي.

    فمع ازدهار أي حضارة ثم سقوطها كان هناك أيضا ازدهار تبعه سقوط لنظامها الطبي والأمثلة على ذلك كثيرة فهناك الطب اليوناني والطب الروماني والطب الصيني والطب الهندوكي وقد صمدت بعض هذه المناهج الطبية وكان لها أثر كبير على الطب الحديث بالرغم من إنكار الكثيرين لهذه الحقيقة.

    ولكي نضع الطب الإسلامي في منظوره الصحيح نجد لزاما علينا أن نستعرض بعض جوانب نشأته وتطور وسنبدأ بعهد ما قبل الإسلامي حيث النشأة ، ثم نمد نظرتنا إلى الطب الغربي في عصرنا الحديث الذي تجري فيه الآن محاولات لحياء الطب الإسلامي.


    ا- الطب في عهد ما قبل الإسلام:

    من الحقائق الثابتة أن الطب قبل الإسلام كان نوعا من الطب الشعبي الذي يقوم أساسا على الطلاسم والخرافات والشعوذة، ثم جاء الإسلام ليحول هذا الطب الشعبي إلى طب علمي متقدم لا أثر فيه لأي سحر أو خرافات. وكان الطب قبل الإسلام يقتصر على علاج الملوك والحكام وأسر الأغنياء، ولكن التقاليد الإسلامية غيرت كل هذا وأصبح العلم لأول مرة في خدمة الإنسان سواء كان غنيا أو فقيرا.

    ويقال من ناحية أخرى أن الفلاسفة والمفكرين المسلمين في ذلك العهد الإسلامي الزاهر لم يأتوا بجديد، وأنهم كانوا يستقون معلوماتهم من المؤلفات اليونانية التي كتبت في عهد سابق، وفي هذا الصدد، لا بد) ن نذكر أنفسنا بأن المعرفة الإنسانية لا تنمو في فراغ.

    فهي دائما إما استمرار لما سبق أو رد فعل له أوتمخض عته. وعلى ذلك فقد عمل العلماء والفلاسفة المسلمون في ظل الثقافة والتقاليد الإسلامية على تطوير ما كان متاحا في ذلك الوقت من المعارف الطبية، بإعادة صياغتها وتفسيرها على أسس منطقية وتحليلية رائعة.

    2- عهد الطب الغربي الحديث:

    قطع الطب في العصور الحديثة شوط بعيدا في مجال التقدم والازدهار، ويرجع الفضل في ذلك بصفة عامة إلى الجهود الدائبة التي يبذلها علماء الغرب، ومع ذلك، يجب ألا ننسى أن كل هذا التقدم الذي نشاهده اليوم لم ينشأ من فراغ، بل قام على ذلك الصرح الشامخ من العلوم والفلسفة الذي بناه علماء الطب الإسلامي.

    ولكن يبدو للأسف أن الإنجاز الحقيقي الذي نجح الغرب في تحقيقه هو طمس كل أثر لأطباء وفلاسفة المسلمين على حضارة اليوم، وتسليط الضوء على كل ما هو غربي اللون والنزعة، حتى أصبح من الصعب أن نفكر في أي اتجاه يخالف الاتجاهات الغربية أو يتعارض معها.

    وبالرغم من ذلك، يتزايد في كل يوم عدد العلماء والأطباء الغربيين الذين بدءوا يلتفتون نحو الماضي يفتشون فيه عن كنوز مخبوءة كالأعشاب والنباتات الطبية والإبر الصينية، بل ذهب حماسهم في ذلك الاتجاه إلى حد دراسة مفاهيم الطب القديم عن الأخلاط والمزاج والطب الروحاني.

    أثر علماء الإسلام على علوم التشريح:

    عندما نستعرض تاريخ الطب الإسلامي نجد أنه قد أضاف الكثير إلى العلوم التشريحية عن طريق الترجمات والمؤلفات الأصلية.


    وفي ذلك الوقت كانت المفاهيم اليونانية عن الأخلاط قد ترسخت، وترسخ معها ما جاء به جالينوس عن الخصائص التشريحية لجسم الإنسان.

    وكانت معلومات جالينوس عن هذه الخصائص تنهض على مشاهداته عندما قام بعدة عمليات محدودة لترشيح الحيوانات، فقد كان تشريح الجثث الإنسانية محظورا، باعتباره من الأمور التي تدخل في نطاق الذنوب والخطايا. أما على الجانب العربي فقد كان يحدث أحيانا أن يصف شعراء الجاهلية بعض أعضاء جسم الإنسان كالقلب والرئتين والكبد والطحال والكلى.

    ولكن وصفهم لهذه الأعضاء يكشف عن مدى ضحالة معلوماتهم، كما يكشف عن غرابة تفكيرهم وتصوراتهم لأشكال هذه الأعضاء أو لوظائفها. فقد كانوا يعتقدون أن الكبد هو مركز الغضب، وأن القلب مركز الشجاعة والأهواء، وأن الرئتين مركز الخوف، وأن الضحك ينشأ في الطحال، وأن الجشع يستقر في الكليتين. وموجز القول أن معلومات عرب الجاهلية عن الأمور التشريحية لم تكن تستند إلى أساس علمي بقدر ما كانت تصطبغ بصبغة أدبية شعرية.

    أما أثر الطب الإسلامي على دراسة العلوم التشريحية فيمكن تقسيمه إلى مرحلتين:

    أ- مرحلة الترجمات: (من القرن السابع إلى القرن التاسع الميلادي).

    قبل عام 800 م كانت الترجمات قليلة ومتباعدة زمنيا. فقد قام جورجيس بن باختيشو الذي عاصر حكم الخليفة المنصور (754- 774) وابنه جبريل ابن باختيشو بترجمة بعض الآثار اليونانية القديمة إلى اللغتين العربية والفارسية، ثم نشطت حركة الترجمة في عهد الخليفة المأمون (13 8- 833). وما كاد القرن التاسع يطل على العالم إلا وكانت مئات من المؤلفات اليونانية قد ترجمت إلى العربية والسوريانية والفارسية. وقد أنشأ المأمون ما سمى في ذلك الوقت ببيت الحكمة، وعهد إليه بتنظيم حركة الترجمة وتقديم العون اللازم للقائمين بها. وفي ذلك الوقت كان يعقوب الأيديسي متخصصا في الترجمة إلى اللغة السوريانية، بينما تخصص يحى البطريقي في الترجمة إلى العربية، حيث نقل أليها عددا من المؤلفات اليونانية في مختلف الموضوعات، رمنها التشريح. وربما كان أعظم مترجمي ذللت القرن على الإطلاق هو حنين ابن إسحاق (3 0 8- 873) وكان يساعده في أعمال الترجمة ولده إسحاق ابن أخيه حبيش بن الأسعم. وبحلول النصف الثاني من القرن التإسع كانت جميع مؤلفات جالينوس تقريبا قد نقلت إلى اللغة العربية، وكان إسهام حنين وحده في ذلك المجهود الخارق لا يقل عن 129 مؤلفا.

    وكان واحدا من أشهر كتبه " كتاب الأغذية! ترجمة لكتاب جالينوس "De almentorum Facultatibus"
    تلك المرحلة كانت الترجمات من الغزارة بحيث تعطي المرء انطباعا بأن الطب اليوناني قد نقل بالكامل وزرع في قلب الطب الإسلامي. ومن الجهة التشريحية كان لتعاليم جالينوس عن الهضم والدورة الدموية ونظرياته عن النفس والأخلاط أبلغ الأثر على الطب الإسلامي.

    وكان أهم ما كتبه جالينوس عن التشريح تحت عنوان: ""Peri Anatomikon egkheireseon " يتألف أصلا من خمسة عشركتابأ. ولقد تمت ترجمة هذه المجلدات كلها إلى اللغة العربية التي حافظت على هذا التراث. ولكننا لا نجد من هذه المجلدات في لغتها اليونانية الأصلية سوى الثمانية ا؟ ولى وجزءا من المجلد التاسع. وقد قام حنين بن إسحاق و يساعدوه بترجمة ثلاثة مؤلفات أخرى عن التشريح لجالينوس هي:


    1. Peri tes homiomeron somaton diaphoras.
    2. De venarum arteriarumque dissectione.
    3. De nervorum dissectione.

    ب- مرحلة الابتكار والإبداع: (من القرن العاشر إلى القرن الثاني عشر الميلادي).

    في نهاية القرن التاسع وقع الطب الإسلامي تحت تأثيرات جاءت إليه من أربعة جوانب: من اليونانيين والسوريين والفارسيين والهنود وقد استطاع الطب الإسلامي أن يميز بين الغث والسمين من هذه التيارات الفكرية والمتعددة، واستوعب الصالح منها استيعابا واعبأ في تكامل عضوي تام أضفى عليه، كما يقول أولمان: " لونا جديدا من التنوع والثراء ".

    وفي تلك الفترة أيضا انتعشت العلوم الطبية بفضل ما أضافه إليها عمالقة ذلك العصر من أمثال أبى علي الحسن بن عبد الله بن سينا (0 98- 37 0 1)، وأبى بكرمحمد بن زكريا الرازي (0 86- 932)، وعلي بن سهل ربان الطبري (850- 921)، وعلي بن العباس المجوسي (880- 940).

    ولقد ظلت مؤلفاتهم في التشريح والفسيولوجيا والباثولوجيا والطب الباطني وطب العيون تدرس في جامعات الغرب حتى القرن السابع عشر الميلادي، ولم تجد بعض النتائج التي توصلوا إليها من يطعن في صحتها العلمية حتى الآن.

    وأود الآن أن أعرض بعض اللمحات الخاطفة عن أثر هؤلاء العلماء على العلوم التشريحية، وأستميح القارئ عذرا إذا جاء هذا العرض خاليا من التماسك والترتيب.

    ا- وأبدأ حديثي بكتاب " القانون " الذي خلد ابن سينا في عالم الطب. وقد أثبت ابن سينا أصالته العلمية في هذا الكتاب الضخم، وبخاصة في النواحي التشريحية حيث قدم لنا ذلك التصنيف الرائع لأعضاء جسم الإنسان ووظائف كل عض ومنها، وكان أهم ما تناوله بالوصف والتحليل في موسوعته الطبية هو ما ذكره عن بنية العين ووظيفتها، ويتحدث ابن سينا في هذا الجزء عن العضلات الستة في مقلة العين، وكيف أنها تساعد على تحرك العين في جميع الاتجاهات بيسر وسهولة. ويعتقد ابن سينا بوجود عضلة خاصة متصلة بالعصب البصري، مهمتها أن تمنع هذا العصب من الاهتزاز، وبذلك تثبت صورة ما يراه الإنسان على حدقة العين. وفي هذا الجزء أيضا يتحدث عن عصبين بصريين يتقاطعان على شكل صليب بحيث كان يعتقد أن الصور البصرية لكلتا العينين تصبح مركبة الواحدة فوق الأخرى، وهو مفهوم الأبصار باستخدام كلتا العينين binocular vision

    2- ومن المعروف عن سوائل الجسم أنها توجد في جزأين رئيسيين داخل الخلايا. وقد صنف ابن سينا هذه السوائل إلى فئتين أساسيتين:- رطوبات أولى، ورطوبات ثانية. وتشتمل الرطوبات الأولى على أربعة أخلاط أساسية هي الدم والبلغم والصفراء والسوداء.

    والرطوبات الثانية تشتمل على أصناف أربعة هي:

    ا- رطوبة بينية.
    2- رطوبة مخزنية.
    3- رطوبة أيضية.
    4- رطوبة بنائية.

    ويصف الرطوبة البيئية بأنها تلك " المحصورة في تجاويف أطراف العروق الصغار (الأوعية الشعرية) المجاورة للأعضاء الأصلية المغذية لها " والمدهش أن نفس فكرة " تشرب الأنسجة " هذه موجودة في المصطلح الحديث ""Pinocytosis"" ومعناه: امتصاص السوائل الخلوية، أي أن الخلايا تشرب هذه السوائل.

    وهو يعتبر السائل المنبث في داخل الخلايا على شكل " الطل " أو حبات الندى مستودعا يمون الأنسجةبالغذاء. ويرى أن السائل الأيضي يشتقه الجسم من الطعام، وأن السائل البناء هو " الرطوبة المداخلة للأعضاء الأصلية منذ ابتداء النشء، التي بها اتصال أجزائها ومبدؤها النطفة ".

    ويعكس هذا الوصف ما تميز به العلماء المسلمون فى ذلك الوقت من تفكير علمي وتحليلي، وقد توصلوا إلى مثل هذا التفكير على الرغم من افتقارهم إلى ما نتمتع به اليوم من أجهزة علمية دقيقة.

    3- ويصف المجوسي في " الكتاب الملكي " العناصر والأخلاط والمزاجات. ويتحدث عن ثلاث قوى: الطبيعية، والحيوانية، والنفسانية. وبالرغم من هذه الاصطلاحات نشعر أن ما جاء في وصفه لهذه القوى ليس غريبا تماما على مفاهيمنا الحديثة.

    ويعتقد المجوسي أن القوى الحيوانية مسئولة عن استمرار الحياة في جسم الإنسان، وهي تنشأ في القلب وتتصل بالأعضاء والأنسجة عن طريق الشرايين.

    ويعتقد كذلك أن الدماغ هو مركز القوى النفسانية التي تختص بما يأتي:-

    أ- الادراكات الحسية (وهي ما نسميه الآن جهاز الحواس).
    ب- الحركات الإرادية (وهي ما نسميه الآن بالجهاز الحركي).
    ج- القوى التي يعمل فيها الدماغ أوتوماتيكيا (ربما كان يقصد بذلك قوى الدماغ العليا).

    4- ولقد أظهر المجوسي في كتابه دراية واسعة بتشريح القلب والدورة الدموية، فيصف القلب بأن لحمه غليظ متماسك ويتألف عن عدة طبقات، وللقلب بطين أيمن وآخر أيسر. ويوجد بالبطين الأيمن منفذان ينفذ من أحدهما الوريد الأجوف Vena cava الذي يجلب الدم من الكبد، وتوجد عند مدخل هذا المنفذ ثلاثة أغشية تقوم بمهمة إغلاقه بعد مرور الدم إلى القلب حتى لا يرتد مرة أخرى إلى الوريد الأجوف.

    ويتحدث المجوسي عن الشريان العرقي الذي ينقل الهواء من الرئتين إلى القلب في الاتجاه المعاكس، وينقبض البطينين معا في وقت واحد، ولكن انقباض البطين الأيسر يكون أكثر قوة حيث يدفع بالدم إلى سائر أجزاء الجسم خلال أحد الشرايين الكبيرة (ويسميه المجوسي الحرق الأبهر) المتصلة بالبطين الأيسر هذا هو مجمل ما قاله المجوسي عن تشريح القلب وعن الدورة الدموية منذ ما يقرب من ألف عام مضت. وهو لا يختلف بشكل عام اختلافا كبيرا عما نجده اليوم في أي كتاب عن التشريح أو عن وظائف الأعضاء.

    5- وفي القرن الثالث عشر الميلادي، كتب علاء الدين علي بن أبي الحزم القرشي (ابن النفيس) كتاب " الموجز " جاء فيه أول وصف للدورة الدموية الرئوية فند فيه ابن النفيس ما كان راسخا في اعتقاد الكثيرين من أنه بوجود منافذ بين بطيني القلب. وأحسب أن ما توصل إليه ابن النفيس قد أدى في نهاية الأمر إلى ما اكتشفه وليام هارفي في عام 1628 من أن مسار الدورة الدموية في جسم الإنسان يجري في اتجاه واحد.

    6- كان جالينوس قد وصف الفك الأسفل في الجسم البشري على أنه يتكون من عظمتين تتصلان عند المنتصف وقد ترسخ الاعتقاد عبر القرون الطويلة بأن ما قاله جالينوس هو الحقيقة التي لا ريب فيها، إلى أن جاء الطبيب العربي عبد اللطيف البغدادي وكشف الخطأ التشريحي الذي وقع فيه جالينوس. فقد قال البغدادي إنه لم يلاحظ أبدأ وجود أي مفصل في منتصف عظمة الفك الأسفل، حتى في العظام القديمة. وبذلك فإن الفك الأسفل يتكون من عظمة واحدة وليست من عظمتين كما ظن جالينوس.

    7- ونعود للمجوسي فنجده يتحدث عن تشريح المعدة والكبد. وكان بوقراط قد وصف الكبد على أنه يتكون من خمسة فصوص، وكذلك فعل من بعده جالينوس عندما تحدث عن شكل الكبد الذي يشبه الخمسة أصابع.

    ولكن المجوسي وصف فصين فقط للكبد، وفي بعض الحالات ثلاثة فصوص. وه وأقرب إلى الحقيقة.
    وموجز الكلام أن العلماء والأطباء المسلمين كانوا يتمتعون بقدركبيرمن المعرفة عن العلوم التشريحية، وقد انتفعنا بمؤلفاتهم عن مختلف النواحي الطبية بما في ذلك علم التشريح. والأمر في إعلاء شأن إضافاتهم أو الحط من قيمتها متروك لنا الآن. فهل ندير ظهورنا لهذه الإنجازات أم نعترف بها ونوفيها حقها من التقدير والعرفان؟. [/align]

  7. #7

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]وهذا موقع رائع


    فيه تشريح جميع أجزاء جسم الإنسان شرح بالكتابة وتوضيح بالصور


    تقدر تدخل على كل قسم وتشوف الموجود فيه


    تركيب الفقرات العظمية
    البروستاتا ، غدة البروستات
    القضيب ، عضو الذكر
    الشعيرات الدموية
    الحالب ، حالب
    البلعوم ، بلعوم
    اللهاة ، لهاة الحلق
    النخاع العظمي ، نقي العظم
    الجهاز العصبي الذاتي
    المبيض
    الغدة النخامية
    الخصية
    المرارة و قناة الصفراء
    الطحال
    الخلية



    http://www.6abib.com/anatomy


    تحياتي لك [/align]

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •