مكة المكرمة
قال تعالى : ( والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين ) البلد الأمين هو مكة .
وقال تعالى :(أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم ) والحرم الآمن هو حرم مكة .
الأحكام التي يخالف فيها الحرم المكي غيره من البلاد والأرض
يستحب ألا يدخله أحد إلا بإحرام ولو كان لا يريد حجا أو عمرة .
يحرم شجره وحشيشه على المحرم وغير المحرم حتى على أهل الحرم .
يحرم صيده على جميع الناس حتى أهل الحرم والمحلين .
يمنع جميع من خالف دين الإسلام من دخوله مقيما أو مارا عند جماهير العلماء .
يحرم استقبال الكعبة ببول أو غائط وفي ذلك خلاف عند الفقهاء معروف .
يضاعف الأجر فيه في الصلوات وسائر الطاعات .
معالم تاريخية بمكة المكرمة
بئر زمزم
بئر زمزم تقع جنوبي مقام إبراهيم ، وهي بئر قديمة العهد ترجع إلى زمن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، ويروى أن هاجر لما نزلت بولدهما إسماعيل في مكان البيت وظمئ طلبت له الماء ، فلم تجده ، فجاء جبريل عليه السلام وبحث في الأرض بعقبه ، فنبع الماء على وجه الأرض، فكان ذلك نشأة زمزم ، وأدارت هاجر عليه حوضا خيفة أن يفوتها الماء قبل أن تملأ قربتها وظلت المياه تنبعث منها حتى درس موضعها ، ولما كان زمن عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم رأى في المنام مكان زمزم فاستبانها وحفرها قبل مولده صلى الله عليه وسلم .
وقد ورد في فضل ماء زمزم أحاديث كثيرة ، وفي صحيح ابن حبان من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم :(خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم ) وذكر البخاري في صحيحه أنه لما شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم غسل بماء زمزم ، وقال العلامة ابن القيم في كتابه (زاد المعاد) في باب الطب : ماء زمزم سيد المياه وأشرفها وأجلها قدرا ، وأحبها إلى النفوس وأعلاها ثمنا عند الناس ، وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبي ذر وقد أقام بين الكعبة وأستارها أربعين مما بين يوم وليلة وليس له طعام غيرها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إنها طعام طعم) وزاد غير مسلم باسناده وشفاء من كل سقم
جبل حراء
يقع في شمال مكة على بعد خمسة كيلو مترات منها وعلى يسار الذاهب إلى عرفات ويرتفع عن الأرض التي يقع عليها بنحو (200) متر يشرف على كل ما حوله من مرتفعات وهضاب وأودية وقد اختاره النبي الكريم ليتعبد فيه قبل أن يبعثه الله نبيا ورسولا ، وفيه نزل جبريل على الرسول الكريم بالآيات الأولى من سورة العلق .
وغار حراء فجوة ضيقة سعتها مرقد ثلاثة متجاورين وأما علوه فقامة رجل وفي نهايته صدع ترى منه الأرض والجبال إلى مكة .
دار الأرقم
صاحبها الأرقم بن عبد مناف بن أسد المخزومي صحابي لم يسبقه إلى الإسلام غير ستة من الصحابة ، وفي داره هذه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى الإسلام سرا ، وفيها أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. وتقع قرب الصفا..
منى
قرية على مسافة سبعة كيلو مترات من مكة فيها منازل ومبان لا تؤجر إلا في أيام الحج ويقصدها الحجاج عند الفجر من اليوم الثامن من ذي الحجة فيمكثون فيها إلى طلوع شمس اليوم التالي حيث يقصدون عرفة ، وإليها يوفض الحجاج من عرفة بعد غروب شمس اليوم التاسع حيث يمكثون بها يوم العيد الأكبر وأيام التشريق ، ويرمون الجمرات وذلك بعد مبيتهم بالمزدلفة ليلة العاشر ، وذهب البعض إلى أن كبش الفداء الذي افتدى به إبراهيم ولده إسماعيل كان على منى على الجبل الواقع إلى يسار الذاهب إلى عرفات ، وأقيم على هذه البقعة مسجد يعرف باسم (مسجد الكبش) وفيها مسجد البيعة حيث بايع أهل المدينة الرسول عليه السلام ، وفيها مسجد الخيف .
جبل ثور
أحد الجبال الكثيرة التي تحيط بمكة وارتفاعه عما حواليه يزيد عن 500 متر ، يقع جنوبي مكة وعلى مسافة ستة أميال منها ، وقد لجأ إلى الغار المجاور لقمته الرسول الكريم ومعه الصديق أبو بكر مدة ثلاثة أيام وذلك لما أذن الله لنبيه في الهجرة من مكة إلى المدينة . وعبثا حاول الباحثون من فتيان قريش العثور عليه وعلى رفيقه . ولهذا يعد هذا الغار من الأمكنة الخالدة في التاريخ وفيه يقول الله عز وجل .
( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم )
عرفات
يقع على مسافة 25 ك . م إلى الجنوب الشرقي من مكة ويرتفع عن سطح البحر بـ (750) قدما ويقف عنده الحاج في التاسع من ذي الحجة ليقوم بأهم منسك من مناسك الحج ، وفي الحديث ( الحج عرفة ) وفي شماله يقع جبل الرحمة الذي وقف عليه الرسول صلى الله عليه وسلم يخطب المسلمين يوم حجة الوداع في العام العاشر الهجري مبينا لهم أمور دينهم ، وفي هذا الموقف نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )
مقبرة المعلاة
ويسميها المكيون جنة المعلاة وتقع في الشمال الشرقي من مكة وهي مقبرة المكيين منذ العصر الجاهلي إلى اليوم وتضم قبور بني هاشم من أجداد الرسول وأعمامه وقبور بعض الصحابة والتابعين ففيها قبور جدي الرسول عبد مناف وعبد المطلب وعمه أبي طالب وقبر زوجته خديجة بنت خويلد وقبر عبد الله بن الزبير ، وأمه أسماء بنت أبي بكر وغيرهم كثيرون من أعلام الإسلام من الصحابة والتابعين وكبار العلماء والصالحين..
وقبور المعلاة مسواة بالأرض وتسمى أيضا مقبرة الحجون نسبة إلى جبل الحجون المشرف عليها .
حجر إسماعيل
هو الجدار شبه الدائري المجاور للكعبة من جانبها الشامي ، فما بين هذا الجدار والكعبة هو من الكعبة ولاتجوز صلاة الفرض فيه ولا يصح الطواف إلا من ورائه ، ومن أراد أن يدخل الكعبة ولم يتسنى له ذلك فدخول الحجر يجزي عن ذلك.
وروى ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:سألت الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحجر فقال: ((هو من البيت)) قلت : ما منعهم أن يدخلوه فيه فقال عليه السلام:(( عجزت بهم النفقة))
الموقع الفلكي
تقع مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في الجهة الشمالية للمنطقة المدارية ، وهي أيضاً تمثل نقطة التقاء تهامة بالجبال التي تحيط بها من جميع الجهات ، مما جعلهم تتشكل من مجموعة من الأدوية وهي منافذها في اتجاه البحر من الجهة الغربية
الموقع :
تقع مكة المكرمة عند تقاطع درجتي العرض 25/21 شمالاً ، والطول 49/39 شمالاً ، ويعتبر هذا الموقع من أصعب التكوينات الجيولوجية ، فأغلب صخورها جرانيتية شديدة الصلابة ، ويصل ارتفاعها عن سطح البحر إلى أكثر من ثلاثمائة متر .
ويحتضن مكة وادي إبراهيم الخليل الذي ينحصر بين سلسلتي جبال متقاربة ، من جهات الشرق والغرب والجنوب ، فالسلسلة الشمالية تتألف من جبل ( الفلق ) وجبل (قعيقعان) ، والسلسلة الجنوبية تتألف من جبل ( أبي حديدة ) ، غرباً ، ثم جبل ( كدى ) باتجاه الجنوب ، ثم جبل ( أبي قبيس ) في الجنوب الشرقي ، ثم جبل ( خندمة ) .
ولمكة المكرمة ثلاثة مداخل رئيسية هي : ( المعلاة ) وتعرف باسم ( الحجون ) والمسفلة ، و ( الشبيكة ) .
وقد تعارف الناس على أن ( المعلاة ) هي كل ما ارتفع عن مستوى أرض المسجد الحرام و ( المسفلة ) هي كل ما كان دونه .
يرجع بناء مكة المكرمة إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل ، وهي ذات أسماء عديدة منها : أم القرى ، وبكة ، البلد الأمين ، وكليها جاء ذكرها في القرآن الكريم .
وترتفع مكة المكرمة عن سطح البحر (330) متراً ، وهي على عرض (31) درجة وتتجاوز مساحتها ( 4800) هكتار ، ويزيد عدد سكانها عن الـ (600.000) نسمة يتضاعفون في أيام المواسم وبالذات في موسم الحج ، وتخدم مكة المكرمة شبكات من الطرق والإنفاق المتطورة التي تصل بين أطرافها والمسجد الحرام في قلبها ، وطريق دائري ويصلها كلها بالمشاعر المقدسة بأنفاق وجسور وطريق خاص بالمشاة مظلل ومهيأ بكافة الخدمات .
وفي مكة المكرمة خدمات صحية متطورة وشبكة هاتفية تصلها بجميع أنحاء العالم ، وتربطها بالمشاعر المقدسة وبالعالم أيضاً إضافة إلى كل الخدمات الحضارية التي تتضاعف خلال مواسم الحج .
وبعد زمن الغرق وهو الطوفان في عهد النبي نوح عليه السلام طمست معالم الأرض وكانت الكعبة من المعالم التي طمست ولكن بقيت بقدرة الله عز وجل القواعد موجودة إلى أن جاء أمر الله لسيدنا إبراهيم علية السلام وابنه إسماعيل عليه السلام ببناء الكعبة .
وبعد ذلك اهتم الناس بالكعبة المشرفة والعناية بها وكسوتها وسقاية الحاج وقد كانت قريش على رغم شركهم بالله لايبذلون أي مال في صالح الكعبة ألا من حلال تجارتهم وكسبهم.
وقد توالت الدول على مر العصور وهي تهتم بها وقد هدمت الكعبة في العهد العثماني من أثر السيول وتم بناءها بالشكل الحالي.
ومنها نذكر هنا ما قامت به الدولة السعودية من إصلاح وتعمير للكعبة:
1- في عهد المؤسس الملك عبد العزيز يرحمه الله تغيير باب الكعبة في عام1363هـ.
2- في عهد الملك سعود يرحمه الله عام 1377هـ:
أ-نقض سقف الكعبة الأعلى وتجديد عمارته.
ب-تجديد السقف الأدنى لقدم أخشابه وتأكلها.
ج-عمل قاعدة(ميدة)بين السقفين تحيط بجميع جدرانها.
د-ترميم الجدران الأصلية ترميماً جيداً.
هـ-إصلاح الرخام المحيط بجدران الكعبة من باطنها.
و-ترميم الدرج الذي في باطن الكعبة المؤدي إلى سطحها وإصلاحه.
وقد روعي في هذا الترميم:
1 – عدم بروز أي شيء من التعمير والإصلاح عن الكعبة المشرفة وجدرانها وأطرافها.
2- عدم تذهيب أو تفضيض أو تمويه سقف الكعبة.
3 – أن يكون جميع ما يلزم الترميم من المواد المحلية.
4- أن يكون جميع ما يصرف على هذا الترميم من الكسب الحلال .
وقد تم الانتهاء من هذا الترميم في 11/8/1377هـ حيث قام الملك سعود يرحمه الله بوضع أخر حجر من الرخام في جدار الكعبة.
3- في عهد الملك فيصل يرحمه الله تم تغيير حلق باب الكعبة عام 1391.
4- في عهد الملك خالد يرحمه الله تم تغيير باب الكعبة القديم بالباب الحالي عام1399هـ.
5- في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد:
تم ترميم جدار الكعبة من الخارج ترميماً شاملاً وذلك في عام 1416هـ
وفي عام 1417هـ تم تجديد الكعبة المشرفة تجديداً شاملاً من الداخل وشمل سقفي الكعبة والأعمدة الثلاثة وحوائط الكعبة من الداخل والأرضيات ورخام السطح والحوائط والسلم الداخلي والشاذروان وميزاب الكعبة وجدار حجر إسماعيل عليه السلام.
وقد بدء العمل في هذا الترميم الكبير للكعبة في 11/1/1417هـ وانتهى في فجر يوم الأربعاء 2/7/1417هـ حيث تشرف الأمير عبد الله بن عبدا لعزيز ولي العهد الآمين صباح يوم الثلاثاء7/8/1417هـ بغسيل الكعبة وتعطيرها إيذانا بانتهاء جميع أعمال الترميم والتجديد في الكعبة.
المصدر :مواقع من شبكة الانترنت