بسم الله الرحمن الرحيم

من أسرار القرآن الكريم :

(أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى* وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى*‏ عِندَ سِدْرَةِ المُنتَهَى* عِندَهَا جَنَّةُ المَأْوَى‏*‏ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى*‏ مَا زَاغَ البَصَرُوَمَا طَغَى* لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الكُبْرَى*)

‏(‏ النجم‏:12-18)‏
هذه الآيات الكريمة جاءت في أوائل سورة النجم, وهي سورة مكية, وآياتها اثنتان وستون بعد البسملة, وقد سميت بهذا الاسم لاستهلالها بقسم من الله- تعالى- بالنجم إذا هوى, وهو تعالى غني عن القسم لعباده, ولكن إذا جاءت الآية القرآنية الكريمة بصيغة القسم كان ذلك من قبيل تنبيهنا إلي أهمية كل من القسم المقسوم به وجواب القسم. ويدور المحور الرئيس لسورة النجم حول عدد من ركائز العقيدة الإسلامية شأنها في ذلك شأن كل


السور المكية.بعد أن استهلت سورة الإسراء بالإشارة إلي معجزة الإسراء برسول الله- صلي الله عليه وسلم- من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلي المسجد الأقصى في بيت المقدس, إلي سدرة المنتهى عبر السماوات السبع العلى, حيث شاهد رسول الله جنة المأوى, وراح يصعد حتى سجد بين يدي رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما قائلا: التحيات المباركات والصلوات الطيبات لله فقال الحق- عز وجل- السلام عليك أيها النبي ورحمة الله

وبركاته وسبحت الملائكة لهذه التحية الربانية قائلة: السلام علينا وعلي عباد الله الصالحين وقد جعلت هذه التحيات ليرددها المسلمون في ختام صلواتهم التي فرضها الله- تعالى- عليهم خمس مرات في كل ليلة ونهار. ولقد رأي رسول الله صلي الله عليه وسلم في هذه الرحلة المباركة من آيات ربه الكبرى ما أجمله القرآن الكريم وفصلته السنة النبوية المطهرة. وكان من ذلك لقاء الأنبياء والمرسلين. ورؤية نعيم أهل الجنة ورؤية
عذاب أهل النار.