النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: العمالقة الصغار

  1. #1
    ومـا توفيقـي إلا بالله الصورة الرمزية فهده
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    11,132

    العمالقة الصغار

    العمالقة الصغار


    [grade="000000 32CD32 FF1493 4B0082"]د. علي الحمادي
    لم يكن السن عائقاً للتأثير وصناعة الحياة في يوم من الأيام، فكم من صغار فعلوا ما أبهر الكبار، وكم من أناس في سن المراهقة، وأقل من ذلك، قد أبدعوا في مجالات شتى، بل وقادوا الكبار وتقدموا عليهم ونالوا احترامهم وتقديرهم.
    وقد مدح الله تعالى يحيى بن زكريا عليهما السلام يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا (12) (مريم).


    وقال الصبيان ذات مرة ليحيى عليه السلام: اذهب بنا نلعب، فقال: ما للعب خُلقنا!
    وحين أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يُنصب إماماً لبعض من وفدوا عليه سألهم عن أكثرهم قرآناً، فإذا هو عمرو بن سلمة الجرمي رضي الله عنه، فنُصِّب إماماً لهم وهو غلام صغير، وبقيت هذه المسؤولية عليه، فكان كما قال رضي الله عنه: فما شهدت مجمعاً إلا كنت إمامهم، وأصلي على جنائزهم إلى يومي هذا (رواه أحمد).
    وقد ولَّى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عتاب بن أسيد أميراً على مكة، وكان حين ولاّه عمر نيفاً وعشرين سنة.
    ولما قدم وفد ثقيف على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولى عليهم عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه وأمره بإمامتهم، وكان أصغر الوفد سناً.
    وعن عفان بن مسلم قال: قال لي حماد بن سلمة: ألحَّ علينا المطر سنة من السنين، وفي جواري امرأة من المتعبدات لها بنات أيتام، فوكف أي مطّر السقف عليهم، فسمعتها تقول: يا رفيق ارفق بي فسكن المطر.
    يقول حماد: فأخذت صرة فيها دنانير وقرعت بابها، فقالت: اللهم اجعله حماد بن سلمة، قلت: أنا حماد بن سلمة، وأخرجت الدنانير وقلت لها: انتفعي بهذه، فإذا صبية عليها مدرعة من صوف تستبين خروقها قد خرجت عليَّ، وقالت: ألا تسكت يا حماد! تعترض بيننا وبين ربنا، ثم قالت: يا أماه قد علمنا أنا لما شكونا مولانا أنه سيبعث إلينا بالدنيا ليطردنا عن بابه، ثم ألصقت خدها على التراب، وقالت: أما أنا وعزتك لا زايلت بابك وإن طردتني، ثم قالت: يا حماد، رد دنانيرك عافاك الله إلى الموضع الذي أخرجتها منه، فإنا رفعنا حوائجنا إلى من يقبل الودائع ولا يبخس العاملين.
    وعندما كان الشيخ عبدالقادر الجيلاني شاباً صغيراً كان مهندساً للحياة، ومؤثراً فيها، واستمع إلى قصته التي يرويها هو مع نفر من قطَّاع الطرق وكيف استطاع وهو غلام صغير أن يغيِّر حياة هؤلاء العُتاة المجرمين تغييراً جذرياً.
    قال الشيخ عبدالقادر الجيلاني رحمه الله: بنيت أمري على الصدق، وذلك أني خرجت من مكة إلى بغداد أطلب العلم، فأعطتني أمي أربعين ديناراً، وعاهدتني على الصدق، ولما وصلنا أرض همدان خرج علينا عرب، فأخذوا القافلة، فمر واحد منهم وقال: ما معك؟
    قلت: أربعون ديناراً، فظن أني أهزأ به، فتركني، فرآني رجل آخر، فقال: ما معك؟ فأخبرته، فأخذني إلى أميرهم، فسألني فأخبرته، فقال: ما حملك على الصدق؟
    قلت: عاهدتني أمي على الصدق، فأخاف أن أخون عهدها، فصاح باكياً، وقال: أنت تخاف أن تخون عهد أمك، وأنا لا أخاف أن أخون عهد الله!!
    ثم أمر برد ما أخذوه من القافلة، وقال: أنا تائب لله على يديك، فقال من معه: أنت كبيرنا في قطع الطريق، وأنت اليوم كبيرنا في التوبة، فتابوا جميعاً.
    ومحمد بن القاسم الثقفي مثال آخر لصناع التأثير في هذه الحياة، فقد قاد فتح السند والهند وعمره سبعة عشر عاماً، وعظمت فتوحه وكثرت غنائمه، حتى قال الحجاج بن يوسف الثقفي: شفينا غيظنا، وأدركنا ثأرنا، وازددنا ستين ألف ألف درهم، ورأس داهر (داهر هو ملك السند، وقد قتله محمد بن القاسم).

    وهذا إياس بن معاوية، شاب لم يتجاوز السادسة عشرة، كان يسير ويمشي خلفه أربعمائة من العلماء والقادة، فرأى الخليفة ذلك المشهد فغضب وأراد أن يلقِّن إياساً درساً في الأدب، فجاء إليه فقال له مستصغراً إيَّاه: كم سنُّك يا بُني؟ فرد عليه إياس رداً عجيباً مفحماً قائلاً: سني يا أمير المؤمنين كسن أسامة بن زيد يوم أن قاد جيشاً فيه أبوبكر وعمر، فتعجب الخليفة من ذكاء إياس وفطنته وسرعة بديهته، وقال: تقدم بُورك فيك. وكم رأينا على شاشات التلفاز من جنود يهود مدججين بأحدث وأعتى الأسلحة يفرون أمام أطفال لا يحملون سوى حجارة صغيرة: كأنهم حمر مستنفرة 50 فرت من قسورة 51 (المدثر).
    وما عسى حجارة أن تصنع أمام هذه الأسلحة الفتاكة! ولكن صدق الله تعالى إذ يقول في اليهود: فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب (الحشر:2).
    ولعل من أروع الأمثلة على ذلك ما صنعه فارس عودة، ذلك البطل الفلسطيني الذي لم يجاوز العاشرة من عمره، حيث وقف أمام دبابة الميركافا الإسرائيلية وجهاً لوجه بحجارته وهو يتقدم صوبها ويرجمها بالحجارة، وقائد الدبابة يرجع إلى الخلف وقد ملأ قلبه الخوف والهلع أمام إصرار ذلك الشبل البطل.
    رجع فارس إلى بيته، وقد صوَّر الصحفيون ذلك المشهد، ونقلت الشاشات العربية والأجنبية تلك الصورة البطولية، ورأى والداه شجاعة ابنهما وجرأته فقالا له: لماذا تخاطر بنفسك هكذا؟ فرد فارس قائلاً: غداً بإذن الله سأواجه الدبابات مرة أخرى، وسأضربها بالحجارة والمقلاع لعلِّي أنال الشهادة.
    وفعلاً، في صبيحة اليوم التالي حاول والده منعه ولكنه أصر على الخروج، وتكرر نفس المشهد، وصوب أحد القناصة بندقيته صوبه فسقط شهيداً (نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً).
    مضى فارس إلى ربه في ركب الشهداء، وبقيت ذكراه حيَّة عطرة، يراه العالم على شاشات التلفاز، فكان قدوة حسنة للأجيال من بعده ومثلاً رائعاً في صناعة الحياة.
    المصدر /مجلة المجتمع .


    __________________[/grade]
    استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه

  2. #2
    نــــورالوجــــود الصورة الرمزية روعــة
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    الدولة
    في غرفتي
    المشاركات
    4,764
    بارك الله فيك ..
    [flash=http://www.moq3.com/swf/up/03_03_06/ea779128b0.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]

    اغمضت عيني .. رحيل ..

    يبقى الرحيل كلمة صعبة..

    نتمعن في حروفها ..

    يعجز اللسان عن النطق بها،،

    لذلك أبسطها على قلبي ..يوما ما سآتي اليكم ..

  3. #3

    الــ ع ســل

    الصورة الرمزية شــهــد
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    "في قلب غرابيل"
    المشاركات
    9,072
    يعطيك العافية على ماطرحتية لنا من فائده

    مشكورة خيتوو وياهلا فيك معانا منوورتنا

    وراح ننتظـــــــــر ابداعك الجديد

  4. #4

    مشرفة مؤسسة

    الصورة الرمزية كليوباترا
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    15,620
    عل من أروع الأمثلة على ذلك ما صنعه فارس عودة، ذلك البطل الفلسطيني الذي لم يجاوز العاشرة من عمره، حيث وقف أمام دبابة الميركافا الإسرائيلية وجهاً لوجه بحجارته وهو يتقدم صوبها ويرجمها بالحجارة، وقائد الدبابة يرجع إلى الخلف وقد ملأ قلبه الخوف والهلع أمام إصرار ذلك الشبل البطل.
    رجع فارس إلى بيته، وقد صوَّر الصحفيون ذلك المشهد، ونقلت الشاشات العربية والأجنبية تلك الصورة البطولية، ورأى والداه شجاعة ابنهما وجرأته فقالا له: لماذا تخاطر بنفسك هكذا؟ فرد فارس قائلاً: غداً بإذن الله سأواجه الدبابات مرة أخرى، وسأضربها بالحجارة والمقلاع لعلِّي أنال الشهادة.
    وفعلاً، في صبيحة اليوم التالي حاول والده منعه ولكنه أصر على الخروج، وتكرر نفس المشهد، وصوب أحد القناصة بندقيته صوبه فسقط شهيداً (نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً).
    مضى فارس إلى ربه في ركب الشهداء، وبقيت ذكراه حيَّة عطرة، يراه العالم على شاشات التلفاز، فكان قدوة حسنة للأجيال من بعده ومثلاً رائعاً في صناعة الحياة.
    بالفعل البطوله والنصر ليس محتكرا على الكبار فقط ..

    بل ان العديد العديد من الاطفال الصغار قدمو اعمالا بطوليه

    لا يستطيع الكبار فعلها .. لذا علينا ان نربي ابناءنا على

    العزيمه والاصرار وقوة الاراده لأنها اساس النجاح ..


    ذيبه عتيبه

    يعافيك ربي ويسلمك

    موضوع اكثر من رائع

    تحياتي

    كيبوو
    [IMG]http://www.****************************************/up/photo/RJg63240.jpg[/IMG]

  5. #5
    صمت الوداع الصورة الرمزية ملكـ الإحساسـ
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    الرومــ عالم ــنسيه
    المشاركات
    197
    الف الف شكر ذيبة عتيبه على هذا الموضوع



    تحياتي لك ///ملكـ الإحساسـ

  6. #6
    (( عمـــري الباقــي )) الصورة الرمزية )( لمعــة الماســه )(
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    صفحــ الحياة ـــات
    المشاركات
    740
    يعطيك العافية

    تحيتي

  7. #7

    ..|.. For Ever ..|..

    الصورة الرمزية هـمـْـْ الغلا ـْـْـس
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    بـيـــ آنــً الــجــروح ــاتـ ــن
    المشاركات
    6,036
    مشكوره يالغاليه على هالموضوع..
    [mark=FF0066]{[/mark]


    لتهنأوآ بآلحيـآة
    فلآ حاجة لي بهـآ
    ليموت مآ تبقى من حطـآمـ



    يارب توفيقكـ ,,


    [mark=FF0066] }[/mark]

  8. #8
    ومـا توفيقـي إلا بالله الصورة الرمزية فهده
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    11,132
    مشكورين ع المرور الطيب
    استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه

  9. #9

    مشرفة سابقة

    الصورة الرمزية نور الإيمان
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    6,900
    يعطيك العافية على ماطرحتية لنا من فائده

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أسامة هوساوي على خط العمالقة
    بواسطة الاهلي الراقي في المنتدى منتدى نادي الأهلي السعودي - الراقي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-01-2014, 01:50 AM
  2. إطلاق الإصدار الرسمي «عودة العمالقة» للعبة ذا لوست تايتنز
    بواسطة الاهلي الراقي في المنتدى منتدى نادي الأهلي السعودي - الراقي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-06-2013, 02:40 PM
  3. حفلتي لأخواني الصغار بمناسبه كأس الملك ( المجانين الصغار) ( تقرير مصور )
    بواسطة الاهلي الراقي في المنتدى منتدى نادي الأهلي السعودي - الراقي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-06-2012, 04:50 AM
  4. محاورة العمالقة ( عوض الله السلمي+ مستور العصيمي )
    بواسطة صادق الإحساس في المنتدى المحاورة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 07-10-2008, 12:40 AM
  5. صراع العمالقة يتجدد بين الأهلي والإتحاد
    بواسطة أهلاوي أصيل في المنتدى منتدى الرياضة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 28-04-2007, 04:36 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •